العرب والولايات المتحدة أعداء أم أصدقاء؟

اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم في معظمها بموقف الولايات المتحدة من القضايا العربية ومنها الإجراءات الأخيرة لعقاب سوريا وإصدار قانون بفرض عقوبات عليها، وبعملية تفجير الأميركيين الثلاثة في غزة أول أمس.

إرهاب أميركي


الإرهاب الأميركي على سوريا يتطلب تصدياً عربياً شاملاً، لأن الصمت الرسمي العربي خاصة من حلفاء سوريا الإستراتيجيين في مصر والسعودية هو الذي يشجع أميركا وإسرائيل على التمادي في هذا الإرهاب

القدس العربي

أشارت صحيفة القدس العربي إلى أن ما أسمته بالإرهاب الأميركي على سوريا يتطلب تصدياً عربياً شاملاً، لأن الصمت الرسمي العربي خاصة من حلفاء سوريا الإستراتيجيين في مصر والسعودية هو الذي يشجع أميركا وإسرائيل على التمادي في هذا الإرهاب.

فقد بات واضحاً أن الإدارة الأميركية الحالية تريد الانتقام من سوريا بأثر رجعي، ووضعها تحت الاستعمار الأميركي وربما الاحتلال الإسرائيلي، تماماً مثلما هو حادث حالياً في العراق.

وتؤكد الصحيفة على ضرورة أن يتصالح النظام في سوريا مع شعبه، ويُوسع دائرة المُشاركة في السلطة، ويُعزز الوحدة الوطنية الداخلية بإجراءات ملموسة وعملية، فهذا هو الرد الامثل لأميركا وإرهابها.

أكدت مصادر مقربة من وزارة الخارجية السورية لصحيفة الوطن السعودية أن تصويت الكونغرس الأميركي بالموافقة على قانون محاسبة سوريا ليس إلا خطوة جديدة في اتجاه الضغط على سوريا استجابة للأهداف الإسرائيلية.

وأشارت المصادر إلى التزام الخارجية السورية بدعوة واشنطن إلى عدم قطع الحوار مع دمشق, واعتماد لغة وأسلوب الحوار بديلا عن التهديد مشيرة إلى أن السياسات الأميركية المنحازة إلى إسرائيل تعيد عملية السلام إلى نقطة الصفر وتزيد من العداء لأميركا في الشرق الأوسط.

إعلان

وشددت مصادر الصحيفة على رغبة القيادتين السورية والأميركية بعدم التصعيد واعتبرت أن من المفارقة اللافتة تزامن تصويت مجلس النواب مع إرسال الرئيس الأميركي جورج بوش إلى مجلس الشيوخ اسم مرشحته لمنصب سفير مطلق الصلاحية في دمشق -مارغريت سكوبي- خلفا للسفير تيودور قطوف الذي خدم في سوريا منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر إلى أن قدم استقالته من منصبه في منتصف أغسطس الماضي.

وتساءلت صحيفة الخليج في افتتاحيتها عن الفيتو الأميركي على قرار مجلس الأمن الأخير لإدانة إسرائيل بالقول: ألا يعد الفيتو الذي يشهر في وجه القضية العادلة ودفاعاً عن الإرهاب هو الآخر إرهاباً؟ وأليس ظلم الناس إرهاباً، وكذلك إجازة القتل وهدم المنازل والفصل العنصري؟ وما هو الوصف الذي يستحقه قرار معاقبة سوريا؟ وعندما تسقط أميركا بالفيتو معظم مشاريع القرارات الدولية -التي يطلبها العرب- حتى تلك التي تحمل طابعاً إنسانياً، وتمنع أية إدانة للكيان الصهيوني فهل ترى أن من واجب العرب التصفيق لها؟

الصحيفة رأت أن أميركا، في عهد جورج دبليو بوش المتحالف حتى العظم مع مجرم الحرب أرييل شارون، ماضية في التصعيد وفي العداء للعرب، معتمدة سياسة مكشوفة لا لبس فيها، تقوم على معاونة إسرائيل في ترتيب الوضع في فلسطين بالشكل الذي يثبت الاحتلال إلى الأبد.

وتركز الصحيفة على أنه لا لبس أن أميركا في خدمة إسرائيل وعندما تضغط أميركا على العرب -عسكرياً وسياسياً واقتصادياً- فلأنها تريد منهم أن يكونوا هم أيضاً في خدمة "إسرائيلها" وترتيب أمورهم بما يحقق أطماعها ويرضيها.

وتخلص الصحيفة إلى أن أميركا لن تتوقف عن تنفيذ مخططها العدواني ضد العرب، إلا عندما يتوقف العرب عن الرضوخ لكل ما تريده واشنطن.

الملف العراقي
نقلت صحيفة الرأي العام الكويتية عن مصادر عراقية رافقت رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم خلال زيارته لسوريا، أن الحكيم قطع جولته التي كان بدأها من طهران والكويت، وعاد إلى بغداد على خلفية إصرار الجانب المصري على عدم إعلان أخبار استقبال حسني مبارك لأعضاء مجلس الحكم الانتقالي في العراق كما حصل مع زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البرزاني.

إعلان

في المقابل أوضحت المصادر أن أعضاء مجلس الحكم يتوجهون إلى القاهرة بناء على دعوات رسمية، وبالتالي يجب الإعلان عن اللقاءات التي تجمعهم مع مبارك.

نقلت صحيفة السفير اللبنانية عن وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم أن القرار الذي اتخذَه المجلس الوزاري الإسرائيلي يقضي باعتبار عدم الإفراج عن أيِ معتقلين ممن قال إن أياديهم ملطخة بالدماء شرطا لإبرام أي صفقة لتبادل الأسرى مع حزب الله.

الشأن الفلسطيني


لا يمكن بأي حال الشك ولو بنسبة ضئيلة في الضلوع العميق والمباشر تقريباً لليد الإسرائيلية في تفجير موظفي الـ سي آي أي أمس الأول، بل إن الذي يزيد في إثبات هذا هو توقيت الانفجار

الوطن العمانية

اعتبرت صحيفة الوطن العمانية أنه لا يمكن بأي حال الشك ولو بنسبة ضئيلة في الضلوع العميق والمباشر تقريباً لليد الإسرائيلية في تفجير موظفي الـ سي آي أي أمس الأول، بل إن الذي يزيد في إثبات هذا هو توقيت الانفجار.

وتشير الصحيفة إلى أن الذي يتدبر في الأمر يجد أن العملية يراد من ورائها اتهام الفلسطينيين، وإظهارهم وكأنهم ينتقمون من القرار الأميركي ضدهم، في حين يعتقد الإسرائيليون أن هذا التفجير ربما سيضعف أي أمل من أن تتحرك واشنطن باتجاه الضغط عليهم ومساندة الفلسطينيين بعض الشيء.

وتضيف الصحيفة أن المنتظر الآن أن تحقق الحكومة الأميركية في الأمر وعدم الاستعجال في توزيع الاتهامات لافتة إلى أن التحقيقات لو أثبتت ضلوع الموساد الإسرائيلي في الحادث، فسيتم حجب الأضواء عنه تدريجياً إلى أن يدخل حيز النسيان, فمن غير المعقول أن يبدأ بوش بالدخول في معركة أخرى مع اللوبي الصهيوني قبيل الانتخابات العام القادم وهو لن يغامر بإدانة الإسرائيليين حتى لو ثبت بالفعل أنهم وراء تفجير موظفي جهاز الاستخبارات الأميركي.

قالت صحيفة عكاظ السعودية إن شعبية الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بلغت أعلى مستوى لها منذ خمس سنوات بينما أبدى ثلاثة رباع الفلسطينيين تاييدهم للعملية الفدائية التي نفذت في حيفا بشمال إسرائيل وأسفرت عن سقوط واحد وعشرين قتيلا في استطلاع للرأي نشر أمس.

إعلان

وقد حظي عرفات بحسب هذا الاستطلاع الذي أجراه معهد أبحاث فلسطيني في رام الله بالضفة الغربية بدعم خمسين في المئة من الفلسطينيين وهو ما يعادل تقدما بنسبة خمسة عشر في المائة مقارنة بالاستطلاع السابق الذي أجري في يونيو.

من جهة أخرى أعرب خمسة وسبعون في المئة من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع عن دعمهم العملية التي نفذتها فدائية فلسطينية في الرابع من أكتوبر في مطعم بحيفا.

كما يشير الاستطلاع أيضا إلى أن خمسة وثمانين في المائة من الفلسطينيين يدعمون فكرة وقف إطلاق النار مع إسرائيل التي أعطاها رئيس الوزراء أحمد قريع الأولوية. واعتبر ستة وتسعون في المائة من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع أن الأميركيين ليسوا صادقين عندما يؤكدون أنهم يعملون من أجل قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.

المصدر : الصحافة العربية

إعلان