خطة طوارئ أميركية
أبرزت معظم الصحف الأجنبية اليوم الاستعدادات التي اتخذتها وزارة الدفاع الأميركية لمواجهة الاحتياجات الأمنية داخل البلاد وخارجها في حالة نشوب الحرب ضد العراق, وكشفت عن تلوث سمعة واشنطن بسبب تجاهلها لمصالح الدول الأخرى في سياساتها الخارجية. وأشارت إلى عودة لغة الاتهامات بين العراق والمفتشين الدوليين.
خطة البنتاغون
” إذا أمر الرئيس الأميركي بالهجوم على العراق, فإن خطة البنتاغون تقضي باستدعاء نحو 265 ألف جندي ”
|
فقد كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تستعد لعملية استدعاء رئيسيه للآلاف من الحرس الوطني وقوات الاحتياط لشغل وظائف عسكرية قد تكون شاغرة إذا دخلت الولايات المتحدة في حرب ضد العراق.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في البنتاغون أنه من المتوقع أن تكون الموجة الأولى من حملة الاستدعاء التي ينتظر القيام بها في الأيام المقبلة بحدود عشرة آلاف جندي من قوة الاحتياط ووحدات الشرطة الرئيسية, للقيام بواجبات أمنيه داخل البلاد وخارجها.
وقال المسؤولون إن هؤلاء سوف ينضمون إلى أكثر من خمسين ألفا تم استدعاؤهم, للدفاع عن الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر أيلول والحرب في أفغانستان, غير أنه إذا أمر الرئيس الأميركي بالهجوم على العراق, فإن خطة البنتاغون هي استدعاء عدد مماثل لمن تم استدعاؤهم في حرب الخليج عام 1990 والذين قدر عددهم بنحو 265 ألف جندي.
سمعة ملوثة
ومن جانبها نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية نتائج استطلاع للرأي أجري في 44 من دول العالم, ويظهر الاستطلاع أن غالبية من شملهم الاستطلاع يعربون عن شكوكهم في نوايا الولايات المتحدة تجاه العراق, وأن سمعة واشنطن قد تلوثت بسبب تجاهلها لمصالح الدول الأخرى في سياساتها الخارجية.
كما بين الاستطلاع أن الغالبية في كل من فرنسا وألمانيا وروسيا يعارضون استخدام القوة مع العراق, وحتى في بريطانيا فإن نسبة 47% يفضلون استخدام القوة لعزل الرئيس العراقي صدام حسين مقابل نسبة مماثلة تعارض الأمر.
[وحول ما إذا كانت الولايات المتحدة مهتمة بتحقيق الاستقرار في المنطقة أم أن هدفها السيطرة على مصادر النفط في العراق أجاب 76% من المواطنين الروس و75% من الفرنسيين و54% من الألمان بأنها تريد السيطرة على نفط العراق, بينما انقسم البريطانيون بهذا الشأن.
وتابعت الصحيفة "لقد اهتزت صورة الولايات المتحدة بشكل كبير في البلدان العربية والدول المجاورة للعراق وأفغانستان, إذ إن نسبة تزيد عن 50% من الأردنيين والمصريين والباكستانيين أظهروا كراهيتهم للولايات المتحدة بينما وصلت النسبة في تركيا إلى 55%.
وفي ثلاث دول فقط من الدول التي أجري فيها الاستطلاع أبدى المستطلعون رضاهم عن حكوماتهم, وقد شكل هؤلاء نسبة 56% في كندا و69% في أوزبكستان ونفس النسبة في فيتنام, أما في الولايات المتحدة فإن 41% فقط كانوا راضين عن حكومتهم.
تبادل الاتهامات
” أبدت بغداد استعدادها لتقديم وثيقة عن وضع الأسلحة البيولوجية والكيميائية, لكن واشنطن أعلنت أنها ستثبت أن الإعلان العراقي كاذب ”
|
وفي الموضوع العراقي تقول صحيفة إندبندنت البريطانية "إن لغة الاتهامات بين العراق والمفتشين الدوليين قد عادت, فبغداد اتهمت على لسان طه ياسين رمضان نائب الرئيس العراقي, المفتشين بالتجسس لصالح الـ
(CIA) والموساد الإسرائيلي لأن تفتيش قصر رئاسي عراقي كان يهدف إلى إشعال فتيل الحرب بجعل الحراس يرفضون دخول المفتشين".
وردا على الاتهامات الأميركية بأن لدى العراق ما يخفيه, أبدت بغداد استعدادها لتقديم وثيقة باللغتين العربية والإنجليزية من سبعة آلاف صفحة عن وضع تكنولوجيا إنتاج الأسلحة البيولوجية والكيميائية والصواريخ, وسيقول التقرير: إن كل التكنولوجيات التي يمتلكها العراق هي ضمن أطر الأمم المتحدة. لكن واشنطن أعلنت أنها ستثبث أن الإعلان العراقي كاذب.
وفي موضوع آخر نقرأ في الإندبندنت تأكيد رئيس الوزراء البريطاني أن زيارة رئيس حزب العمل الإسرائيلي عمرام متسناع إلى بريطانيا لن تكون تدخلا في الانتخابات الإسرائيلية التي سوف يتنافس فيها شارون ومتسناع على منصب رئيس الوزراء.
افتعال إعلامي
أما زوبعة الانتقادات التي أثارتها تصريحات رئيس الوزراء الأسترالي جون هاورد حول إمكانية القيام بضربة وقائية لحماية أستراليا من هجمات إرهابية محتملة, فقد كتبت عنها صحيفة ذي دايلي تلغراف الأسترالية معتبرة الزوبعة من افتعال وسائل إعلام دول جنوب شرق آسيا.