العالم العربي في إجازة مفتوحة

اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم في معظمها برد الفعل الأميركي على التقرير العراقي عن أسلحة الدمار الشامل التي بحوزته, وكذلك بالاستعدادات التي تجرى لعقد قمة مجلس التعاون الخليجي التي ستستضيفها الدوحة السبت المقبل ويتوقع أن تغيب عنها أبرز الوجوه الخليجية مثل ولي العهد السعودي وملك البحرين.

إجازة مفتوحة


الزعماء العرب يتصرفون هذه الأيام وكأنهم في إجازة مفتوحة, وكأن الحشود الأميركية والبريطانية المتصاعدة تأتي من أجل المشاركة في حملة لمكافحة الجراد أو مرض الإيدز أو كرنفال احتفالي بمناسبة أعياد الميلاد

عبد الباري عطوان -القدس العربي

وكتبت صحيفة القدس العربي افتتاحية تحت عنوان "أين الزعامات العربية" قالت فيها إن معظم الزعماء العرب يتصرفون هذه الأيام وكأنهم في إجازة مفتوحة, وكأن الحشود الأميركية والبريطانية المتصاعدة تأتي من أجل المشاركة في حملة لمكافحة الجراد أو مرض الإيدز أو كرنفال احتفالي بمناسبة أعياد الميلاد.

وتابعت الصحيفة: في المرة الأولى قاطع الأمير عبد الله ولي العهد السعودي القمة الإسلامية في الدوحة لأن بها مكتبا تجاريا إسرائيليا, ولم يغير رأيه إلا بعد إغلاق المكتب, وكان موقفا شجاعا استحق التأييد, ولكنه يقاطع هذه المرة بسبب برنامج تلفزيوني في محطة مشاكسة, الأمر الذي يعني أن هذه المحطة نجحت في استفزازه أو إخراجه عن طوره, في حين لم تستفزه الحملات الإعلامية الأميركية التي طالما اشتكى منها ولم تدفعه إلى سحب قنصل من سفارته في واشنطن.

إعلان

ويضيف: قطر ارتكبت خطيئة كبرى عندما وقعت اتفاق القواعد مع الولايات المتحدة, وتورطت في وضح النهار في المشاركة في عدوان مدمر مقبل على العراق الشقيق, وكون دول أخرى كالكويت والبحرين ارتكبت الإثم نفسه لا يعفيها من المسؤولية والمساءلة, وهي تزيد على هذه الدول بالمجاهرة بالإثم, الأمر الذي سوف يعرضها في يوم ما إلى أخطار عديدة داخليا وخارجيا.

ويتحدث الكاتب عن القيادة المصرية فيقول: الرئيس حسني مبارك, زعيم أكبر دولة عربية، اختار أن يوجه انتقاداته الساخرة إلى العراق ورئيسه رغم أنه أي العراق- استجاب لكل نصائحه كالقبول بالقرار 1441 المهين, ولم ينطق بكلمة واحدة بخصوص حاملات الطائرات البريطانية والأميركية التي تعبر قناة السويس يوميا نحو مياه الخليج الدافئة استعدادا للعدوان.

إنها أمة في إجازة, زعماء كانوا أم شعوبا, أمة مخدرة مغيبة تسعى إلى المقصلة الأميركية وعلى وجهها ابتسامة عريضة بلهاء تماما مثلما يحدث للخراف في مسالخ الغرب والشرق.

تحرش أميركي بريطاني


بوش وبلير استبقا التقويم الأول للتقرير العراقي في مجلس الأمن وإبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المجلس بأن العراق لم يخرق القرار 1441 ماديا, بالإعراب عن قلقهما وشكهما بصدقية الوثائق العراقية

الحياة اللندنية

صحيفة الحياة اللندنية قالت في صدر صفحتها الأولى: بوش لن يعلن الحرب فورا وتساؤلات فرنسية عن التقرير العراقي. وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة ستعلن اليوم تقويمها السلبي لملف الأسلحة العراقية من دون أن يعني ذلك شن الحرب فورا, وأشارت إلى أن الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير استبقا التقويم الأول للملف في مجلس الأمن وإبلاغ الوكالة الدولية للطاقة إلى المجلس بأن العراق لم يخرق القرار 1441 ماديا, بالإعراب عن قلقهما وشكهما بصدقية الوثائق العراقية.

وتستطرد الصحيفة بأنه في حين طرحت مصادر فرنسية تساؤلات عن التقرير العراقي مشددة على ضرورة بقاء الحل في إطار الأمم المتحدة, تجاهلت الصين وروسيا موقف واشنطن ولندن السلبي ودعتا إلى التركيز على دور المفتشين الأساسي في تقويم التقرير.

إعلان

وفي الحديث عن خسائر الضربة الأميركية المتوقعة على العراق قالت صحيفة الأهرام المصرية إن القاهرة تتوقع أن يتعرض الاقتصاد المصري لخسارة قدرها ثمانية مليارات دولار إذا ضرب العراق ونشبت حرب, وذكرت أن قطاع السياحة الذي يعتبر قاطرة أساسية للاقتصاد المصري سيتكبد الجزء الأكبر منها إضافة إلى فقدان نحو مائتي ألف وظائفهم.

وفي الشأن الخليجي وفي إطار انعكاسات الحرب على دول المنطقة أشارت صحيفة السفير اللبنانية نقلا عن مصدر خليجي إلى أن ولي العهد السعودي الأمير عبد الله لن يشارك في القمة السنوية لدول مجلس التعاون الخليجي التي تفتتح السبت المقبل في قطر، وهو ما يؤشر إلى استمرار الخلاف الدبلوماسي القائم بين البلدين.

وقال مصدر سعودي إن وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل سيحضر القمة وإنه من الواضح أن ثمة ما يدعو ولي العهد السعودي لعدم الحضور بعدما سحبت السعودية سفيرها من قطر, علما بأن الرياض أقدمت على تلك الخطوة بعد نشوب نزاع بين البلدين على برامج الجزيرة والعلاقات مع إسرائيل وسماح قطر باستخدام منشآتها في الهجوم الأميركي على العراق, كما سيمثل وزير الخارجية البحريني محمد بن مبارك الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي سيغيب عن القمة.

المصدر : الصحافة العربية

إعلان