الحمى..أزمة بلير الكبرى

 
لندن – خزامى عصمت
أكثر من موضوع شغل الصحافة البريطانية اليوم, غير أنها ركزت بشكل أساسي على ثلاث قضايا هي البلقان، وانفجارات جنوبي روسيا، وأزمة الحمى القلاعية وانعكاسها على موعد إجراء الانتخابات العامة.


توني بلير لا يملك السيطرة على تحديد موعد الانتخابات باعتبار أن الحمى القلاعية هى التي ستحدد متى ستكون الانتخابات

الإندبندنت أون صانداي

ونبدأ بالشأن المحلي حيث عنونت الإندبندنت أون صانداي "أزمة بلير الكبرى". وأفادت بأن توني بلير رئيس الوزراء شكل غرفة عمليات في "وايت هول" في محاولة متأخرة للسيطرة على أكبر أزمة تواجهها الحكومة منذ انتخابها عام 1997. واتخذ بلير مسؤولية إدارة عمليات الأزمة شخصيا بعد انزعاجه من عدم تمكن مسؤولي وزارة الزراعة من السيطرة على مرض الحمى القلاعية.

وتابعت الصحيفة أنه نتيجة لعدم اتخاذ قرار في وقت مبكر، فإن رئيس الوزراء وضع نفسه في موقف صعب بالنسبة لموضوع الانتخابات العامة. وعليه، فإن الانتخابات ستجرى في وقت متأزم أو سيتم تأجيلها لمدة أسابيع أو أشهر. وذكرت الصحيفة بأن توني بلير لا يملك السيطرة على تحديد موعد الانتخابات باعتبار أن المرض هو الذي سيحدد متى يستطيع السيد بلير خوض الانتخابات.
وترى الإندبندنت أون صانداي بأن رئيس الوزراء خسر أهم سند إستراتيجي يملكه وهو القدرة على تحديد موعد الإنتخابات في الموعد الذي يبغيه.

وعنونت الصانداي تايمز "وزراء يهاجمون الفلاحين". وذكرت أن وزراء في الحكومة اتهموا "الفلاحين المحتالين" في نشر مرض الحمى القلاعية عبر نقلهم الأغنام إلى مناطق مختلفة في الريف بهدف المطالبة المخادعة بالدعم من قبل المجموعة الأوروبية.

وقالت الصحيفة إن الحكومة تحاول إغلاق منفذ في القانون يمكن الفلاحين من شراء الأغنام في نفس اليوم الذي يزور فيه موظفو وزارة الزراعة المزارع لإجراء الإحصاء والذي على أساسه يقدر حجم الدعم الذي تقدمه المجموعة الأوروبية. وأوضحت أنه بعد إجراء هذا الإحصاء يقوم الفلاحون ببيع هذه الأغنام مع إبقاء مطالبتهم بالدعم.

وبشأن مكافحة المرض عبر وسائل أخرى تتطرق الصحيفة نفسها إلى دعوة زعيم حزب المحافظين المعارض أمس باستخدام الجيش في مجالات أوسع لمحاربة هذا المرض.
ودعا وليم هيغ رئيس الوزراء توني بلير بتشكيل ما سماه "حكومة أزمة" غير أن بلير سرعان ما رفض هذا الاقتراح ودعا إلى تقصير الفترة بين تأكيد المرض وذبح الحيوان.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في حزب العمال بأن بلير يدرس احتمال تأجيل الانتخابات العامة التي من المتوقع انعقادها يوم الثالث من مايو/أيار. وفي هذه الحالة سيتم تأجيل موعد الانتخابات البلدية التي من المتوقع انعقادها أيضا في نفس التاريخ.

إعلان


يملك المحافظون الفرصة لتصوير موقف الحكومة المشكوك به والانتهازي وغير الديمقراطي إذا قرر بلير إجراء الانتخابات في الثالث من مايو

الصانداي تلغراف

وتحت عنوان "لماذا يجب على المحافظين الصلاة من أجل انتخابات مايو؟" كتب أندرو روبرت في الصانداي تلغراف بأن حزب المحافظين يخطئ بمطالبته الحكومة تأجيل موعد الانتخابات في الثالث من مايو/أيار.

ويعلل الأسباب بقوله إن لدى المحافظين الفرصة لمحاربة الحكومة نتيجة عدم اتخاذها الإجراءات اللازمة لمكافحة الحمى القلاعية. كما يملك المحافظون الفرصة لتصوير موقف الحكومة المشكوك به والانتهازي وغير الديمقراطي إذا قرر بلير إجراء الانتخابات في الثالث من مايو.

وأضاف بأن حزب المحافظين يملك كذلك الفرصة الآن ونتيجة هبوط أسعار الأسهم الحاد في بورصة لندن باتهام سياسة الحكومة الاقتصادية بأنها كانت وراء الركود الاقتصادي في البلاد.

وفي شؤون البلقان جاء في عنوان الإندبندنت أون صانداي "نمور جديدة تهدد مقدونيا". وتحدثت عن شعار جديد ظهر في العاصمة المقدونية- الجبهة الشعبية المقدونية, ويبدو هذا الشعار للوهلة الأولى مجرد حنين إلى أيام الشيوعية لكنه في الواقع شعار خطر جدا.

ونقلت الصحيفة عن ناطق رسمي باسم الحكومة في مقدونيا بأن الجبهة الشعبية نشأت قبل أسبوعين فقط وتتكون من ستة من أعضاء العصابات الذين لديهم اتصالات جيدة في داخل مقدونيا كما لديهم اتصال بمتطرفين داخل صربيا.

وأشار إلى أن وكيل وزارة في الحكومة ساعد في تشكيل هذا التنظيم. وقد شبه المصدر نفسه هذه الجبهة بحركة نمور أركان التي انطلقت بالطريقة نفسها, وبالمناسبة ذكرت الصحيفة بأعمال أركان واسمه الحقيقي زيلكو رازناتوفيتش الإرهابي الذي قتل في بلغراد العام الماضي، وأركان هذا قام بنشر الحقد الطائفي في أوائل التسعينات بالتزامن مع قيام نموره بعمليات قتل في كرواتيا والبوسنة وتشجيع المتطرفين الصرب المحليين على القتل حتى أصبحت الحرب هي الخيار الوحيد.

وتعلق الصحيفة أنه بالرغم من كل الدروس في العقد السابق في البلقان يبدو أن مقدونيا متجهة إلى كارثة.


بقاء القوات البريطانية في منطقة البلقان لعدة سنوات من شأنه أن يحول أزمة البلقان إلى أزمة فيتنام- بريطانيا

الصانداي تايمز

وعنونت الصانداي تايمز "البلقان قد يكون فيتنام بريطانية". ونشرت تحذيرا لجنرال بريطاني يقول فيه لوزراء في الحكومة إن بقاء القوات البريطانية في منطقة البلقان لعدة سنوات من شأنه أن يحول أزمة البلقان إلى ما أسماها بـ "أزمة فيتنام- بريطانيا".
ونقلت الصحيفة مخاوف لمسؤولين في وزارة الدفاع بأن أعمال العنف الأخيرة بين ألبان كوسوفو والمقدونيين قد تؤدي إلى إشعال حرب جديدة في المنطقة وبأن القوات البريطانية ستكون في قلب هذا النزاع.

إعلان

وتنتقل الصحيفة مباشرة إلى تصريح لوزير الخارجية روبن كوك يعلن فيه أن القوات البريطانية ستساهم في دوريات على حدود كوسوفو في محاولة لوقف تدفق الأسلحة إلى مقدونيا.
ونقلت عن مصادر رفيعة المستوى في وزارة الدفاع بأن مساعدة مقدونيا قد يدفع إلى أن يحول الألبان معركتهم باتجاه الصرب، بالرغم من إعلان وزارة الدفاع البريطانية عن عدم وجود أي خطط بسحب القوات في الوقت الحالي.

بالموازاة، أكد وزراء وقادة في وزارة الدفاع ضرورة الحصول على ضمانات من أعضاء في حلف شمال الأطلسي لإرسال قوات تحل مكان القوات البريطانية. هذا ويتوقع أن تتخذ ألمانيا دورا أكبر بإرسالها قوات لحفظ السلام.

وفي نفس الموضوع عنونت الصانداي تلغراف "القوات البريطانية تشارك في دوريات مقدونيا" حيث عرضت الصحيفة لإعلان وزير الخارجية روبن كوك بأن القوات البريطانية ستشارك في الدوريات الحدودية الرامية إلى وقف تدفق الأسلحة من كوسوفو إلى المقاتلين الألبان في مقدونيا.

ونبقى في الصانداي تلغراف وفي موضوع يتصل بانفجارات شهدتها جنوبي روسيا، وفي عنوانها "21 قتيلا في انفجار ثلاث سيارات مفخخة ضربت جمهورية روسيا". وقالت إن المسؤولين الروس اتهموا الثوار الشيشان بهذه الانفجارات التي وقعت في إقليم جنوبي قرب الحدود الشيشانية. وقد راح ضحيتها واحد وعشرون شخصا وأصيب أكثر من 140 بجروح.

وفي الصانداي تايمز "اتهام المقاتلين الشيشان في مقتل 21 في انفجارات روسيا". وأفادت بأن الشرطة الروسية أبدت مخاوفها أمس من أن تؤدي سلسلة الانفجارات هذه إلى حملة إرهابية جديدة من قبل المقاتلين الإسلاميين في الجمهورية الانفصالية على حد قول الصحيفة.

ووصفت الصحيفة هذه الانفجارات بأنها الأسوأ منذ الانفجار الذي وقع في مجمع سكني في العاصمة الروسية "موسكو" في  أغسطس/آب عام 1999.
ونقلت الصحيفة عن مصادر لها في موسكو بأن يعقوب دانيف الحاكم المساند للروس الذي عين لإدارة الشيشان بعد دخول القوات سنة 1999 قد تم اختطافه، وطالب الخاطفون في رسالة تسلمتها عائلته بفدية تبلغ قيمتها نصف مليون دولار.

إعلان


ينظر إلى بوتين في أوساط الدول الغربية بعين الريبة كونه شغل منصبا ًرفيع المستوى في المخابرات السوفياتية

الصانداي تايمز

وفي موضوع آخر ذي صلة ببريطانيا وروسيا، عنونت الصانداي تايمز "بلير يحذر بوتين بشأن جواسيس روسيا في بريطانيا". وذكرت بأن توني بلير وجه تحذيرا شديدا إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن موضوع التجسس في بريطانيا وذلك بعد طرد دبلوماسيين روس من الولايات المتحدة بتهمة التجسس. وقد بلغ بلير رسالته شخصيا للرئيس الروسي خلال اجتماع القادة الأوروبيين في العاصمة السويدية.

وتعلق الصحيفة إلى أنه ينظر إلى بوتين في أوساط الدول الغربية بعين الريبة كونه شغل منصبا رفيع المستوى في المخابرات السوفياتية غير أنها تستطرد بالقول إن عمليات التجسس التي تقوم بها المخابرات الروسية تختلف إلى حد ما عن سابقتها باعتبار أنها تركز اليوم على التجسس التكنولوجي والتجاري وليس كما كان عليه الأمر في السابق- أي التركيز على زعزعة الاستقرار السياسي للدول.

المصدر : الصحافة البريطانية

إعلان