تعديلات دستورية تكرس حكم العسكر
إسلام آباد – أحمد زيدان
طغت أخبار المصادمات بين قوى استعادة الديمقراطية إلى باكستان مع قوى الأمن على احتفال باكستان أمس بعيدها الوطني الذي تضمن عرضاً عسكرياً لافتاً شاركت فيه كل صنوف الأسلحة الباكستانية، ولعل المثير في الحفل إعلان الحاكم التنفيذي الباكستاني الجنرال برويز مشرف عن ضرورة إجراء تعديلات دستورية, الأمر الذي فسره البعض على أنه رغبة العسكر في الإمساك بالسلطة وإعلان مشرف نفسه كرئيس للبلاد.
وجاء ذلك بعد تقرير نشرته الفرايدي تايمز الباكستانية يتحدث عن وجود خلافات حادة بين العسكر والبيروقراطيين الباكستانيين بشأن إدارة البلد.
غير أن رئيس مكتب إعادة هيكلية باكستان الجنرال تنوير نقوي يشدد على أن الانتخابات الباكستانية العامة ستجرى في أكتوبر من العام المقبل حسب ما صرح به الحاكم التنفيذي الجنرال برويز مشرف غير مرة.
أما صحيفة ذي نيشن تقول "قوات الشرطة أوقفت مظاهرات حركة استعادة الديمقراطية، ووضعت رئيس الحركة نواب زاده نصر الله خان تحت الإقامة الجبرية.
بينما يؤكد الناطق باسم الجيش الباكستاني الجنرال راشد قريشي على أن قرار منع المظاهرات مستمر خاصة وأنه قرار المحكمة العليا، فأي مظاهرات ستعتبر غير قانونية مادامت الديمقراطية غير متوفرة، وتدعو رئيسة حزب الشعب الباكستاني بي نظير بوتو من المنفى في جريدة أوصاف الأوردية إلى مواصلة النضال كما كان عليه الحال أيام الاستقلال من أجل إعادة الديمقراطية إلى البلاد.
وتنقل صحيفة ذي نيوز عن قائد شرطة لاهور التي جرت فيها المصادمات بين متظاهري المعارضة وقوى الأمن قوله بأن المعتقلين من المعارضة سيتم الإفراج عنهم قريباً.
وفي الوقت الذي كانت فيه الاحتفالات مستمرة في إسلام آباد بمناسبة العيد الوطني والمواجهات بين قوى الأمن والمتظاهرين متواصلة كان مجهول يلقي بقنبلة على حافلة وسط مدينة كراتشي أكبر وأهم المدن الباكستانية الأمر الذي أسفر حسب جريدة الدون عن مقتل شخص واحد وإصابة تسعة آخرين بجراح.
وإلى أفغانستان حيث تنقل جريدة أوصاف عن الواشنطن تايمز الأميركية توقع أن يتبوأ أسامة بن لادن قريباً منصباً مهماً في حكومة طالبان الأفغانية، أما على صعيد تداعيات تدمير تماثيل بوذا فقد فتحت طالبان حسب صحيفة كائنات متحف كابول لساعة واحدة بعد أن دمرت أكثر من أربعين صنماً كانت موجودة في المتحف، بينما تنقل اليونسكو عن طالبان حسب أوصاف تعهدها بالحفاظ على ما تبقى من تراث أفغاني.
وتنقل جريدة الدون عن مصادر في برنامج الغذاء العالمي قوله عدم وصول المساعدات الدولية إلى المحتاجين الأفغان، وكشف القائمون على البرنامج أن المحتاجين أكثر بكثير من المساعدات التي كانت قد وصلت إلى أفغانستان.
وإلى العلاقات الهندية – الباكستانية وتمظهراتها حيث عرضت اليابان حسب الدون علاقات مميزة مع باكستان في حال وقعت على اتفاقية حظر شامل لإجراء التجارب النووية والتي كانت إسلام آباد قد رفضت التوقيع عليها ما لم تقدم الهند على نفس الخطوة، معلوم أن أمر التوقيع تعارضه حسب ذي نيوز الأحزاب الإسلامية والكشميرية المقاتلة.
وبينما يؤكد رئيس الوزراء أتال بيهاري فاجبايي على رغبة بلاده بالعلاقة الجيدة مع باكستان، ترى باكستان أن الهدنة ليست حلاً للأزمة الكشميرية وتدعو إلى الدخول في مفاوضات مباشرة مع قيادة البلدين لتسوية كل المسائل العالقة بينهما.
وفي خطوة رأى فيها المراقبون اهتماماً أميركياً بالقضية الكشميرية وهو ما تدعو إليه باكستان تقول صحيفة الدون بأن السفير الأميركي في نيودلهي ريتشارد سليسيت
” الإدارة الأميركية تسعى إلى اهتمام أكثر بالمنطقة الأمر الذي قد ينعكس إيجابياً على تسوية النزاع الكشميري ”
|
التقى قادة الأحزاب الكشميرية المتواجدين في كشمير الخاضعة للسيادة الهندية. خاصة وأن ذلك يترافق مع تقارير من واشنطن حسب ذي نيوز أن الإدارة الأميركية تسعى إلى اهتمام أكثر بالمنطقة الأمر الذي قد ينعكس إيجابياً على تسوية النزاع الكشميري.
وفي تقرير لصحيفة دون تقول بأن إيران تسعى إلى إقامة مشروع ضخم للغاز من أراضيها إلى الهند مروراً بالأراضي الباكستانية وسيبلغ طوله 2672 كم, وذلك بقيمة ثمانية بلايين دولار أميركي وتقدر الدراسة العائدات الباكستانية من وراء المشروع خلال الثلاثين عاما المقبلة بأربعة عشر بليون دولار أميركي.
ومن الأخبار إلى صفحة الرأي حيث تستغرب الدون المعاملة التي تعاملت بها قوى الأمن الباكستانية والمسؤولون في إسلام آباد مع المظاهرة التي جرت في لاهور، وأن ذلك لا يتطلب مثل هذا الاهتمام الحكومي في الوقت الذي كان على الحكومة السماح لمثل هذه المظاهرات السلمية التي لن تغير من المشهد السياسي الباكستاني شيئا.
وفي ذي نيوز يدعو أحد الكتاب في مقال بعنوان "انتبهوا إلى المتطرفين" والحديث عن المتطرفين في الهند الذين يقومون بتدنيس القرآن الكريم بعد تدمير حركة طالبان لتماثيل بوذا في أفغانستان، ويقول الكاتب "نحن في باكستان أكثر المعنيين بهذا الأمر على أساس أن تراثنا المغولي في الهند، وهو الآن معرض للخطر والهجوم من قبل المتطرفين الهنود.
وفي افتتاحية ذي نيوز نقرأ تعليقا عن الانتخابات المحلية التي جرت جولتها الثانية قبل أمس, فتقول الصحيفة إن إقبال المواطنين على هذه الجولة كان أفضل من الجولة السابقة، إضافة إلى أن حماس المواطنين قد تضاعف، وهو ما يراه الكاتب مؤشراً على صوابية التوجه الحكومي في نشر الديمقراطية من الأطراف إلى المركز وليس العكس كما كان عليه الحال في الفترة السابقة.
” أصبحت طالبان حقيقة واقعة في أفغانستان، ومن السخرية أن يعتقد البعض أن الحركة ستنتقل إلى النموذج الديمقراطي الأنجلوساكسوني ”
|
وفي ذي نيشن يكتب قائد الجيش الباكستاني السابق الجنرال المتقاعد أسلم بيغ مقالاً مطولاً بعنوان حوار في السلام وأسطورة الإرهاب، ويتحدث فيه عن أفغانستان وحركة طالبان، ويقول فيه بأن الحركة أصبحت حقيقة واقعة في أفغانستان، ومن السخرية أن يعتقد البعض أن الحركة ستنتقل إلى النموذج الديمقراطي الأنجلوساكسوني، ويخلص في نهاية المقال إلى نتيجة قد تكون مهمة للكثيرين من صناع القرار في السياسة الأفغانية فيقول "الماضي ينبغي ألا يستخدم كسندان لضرب الحاضر والمستقبل".
أما رئيس لجنة وكالة الطاقة النووية الباكستانية الدكتور إشفاق أحمد فيكتب في ذي نيشن عن خيارات الطاقة المستديمة في باكستان وذلك من خلال استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية في وقت تعاني منه مصادر الطاقة من النضوب.