شارون يحصل على الرعاية الأميركية رسميا
القدس- إلياس زنانيري
تناولت جميع الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح اليوم زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون إلى واشنطن التي تبدأ اليوم وتنتهي الخميس القادم. وأشارت الصحف إلى أنه، وبعكس كل الذين سبقوه بدءا بإسحق رابين وشمعون بيريز وبنيامين نتنياهو الذين جعلوا القاهرة محطتهم الأولى بعد توليهم حقيبة رئاسة الوزراء، قرر شارون أن يتوجه إلى واشنطن في أول زيارة له بعد تسلمه المنصب.
” زيارة شارون لواشنطن تعني انتقاله من مكانة رئيس الوزراء المنتخب إلى مكانة رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد أن يكون قد حصل على الرعاية الأميركية الرسمية ”
|
وعلق حيمي شاليف المحلل السياسي في معاريف على الزيارة بقوله إنها تشكل حفل التتويج الحقيقي لشارون رئيسا للوزراء, وانتقاله من مكانة رئيس الوزراء المنتخب إلى مكانة رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد أن يكون قد حصل على الرعاية الأميركية الرسمية.
وانضم شاليف إلى أورلي كاتس أزولاي مراسلة يديعوت أحرونوت في واشنطن في تقييمها بأن الزيارة "ستمر على خير" شريطة ألا يرتكب شارون أخطاء كبيرة. فيما ذكر بن كاسبيت المراسل السياسي لصحيفة معاريف أن شارون سيبذل قصارى جهده لإقناع الإدارة الأميركية بأن الرئيس عرفات شخصيا وبشكل مباشر يقف وراء سلسلة الأعمال الإرهابية" وأن شارون ينوي نقل المعلومات الاستخبارية التي بحوزته حول ما وصف بتورط الرئيس عرفات في أعمال العنف إلى اللقاء الذي سيجمعه مع جورج تينيت رئيس وكالة الاستخبارات المركزية (الـCIA).
وقالت الصحف العبرية إن شارون كما يبدو لن يطلب قائمة طويلة من الأسلحة الأميركية المتطورة ولن يطالب الإدارة برفع مستوى التعاون الإستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة.
كما أبرزت الصحف الرسالة التي وجهها شارون إلى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وحذر فيها من أن استمرار العنف الفلسطيني -كما قال- سيدفع إسرائيل إلى تجديد الحصار على الأراضي الفلسطينية بل وإحكامه بصورة أكثر خاصة إذا ما حاول الفلسطينيون، والقول لشارون، الاستفادة من التسهيلات الإسرائيلية التي تم تطبيقها مؤخرا لتجديد العنف ضد إسرائيل.
وتحت عنوان "الاحتلال وضع مؤقت" كتب عوزي بنزيمان المحلل في صحيفة هآرتس يقول إن شارون يخطئ إذا ما جعل الوضع الحالي في الأراضي الفلسطينية مركز مباحثاته مع الرئيس جورج بوش ومع أركان إدارته لأن الإدارة الأميركية قادرة تماما على التمييز بين وجود رغبة حقيقية في التوصل إلى اتفاق سلام حقيقي مع السلطة الوطنية الفلسطينية والتستر وراء الأحداث الجارية حاليا في الأراضي الفلسطينية.
وأضاف الكاتب أن مواقف الرئيس عرفات الأخيرة ومحاولاته تحريك الجبهة العربية ضد إسرائيل وتشجيع العرب في إسرائيل على الثورة قد خلقت لدى الإسرائيليين شعورا بالحصار وبالخطر الداهم الذي يهدد مصيرهم ووجود دولتهم، وعليه فقد جاء انتخابهم لشارون في الانتخابات الأخيرة لتوقعاتهم منه بقدرته على تحقيق الأمن الفردي وبضمان قدرة الدولة العبرية على البقاء.
ونوه الكاتب إلى أن هذا الإحساس قد يوفر الذريعة للقيام بخطوة لا تتفق معها غالبية الإسرائيليين ألا وهي تعميق وتجذير السيطرة الإسرائيلية على المناطق الفلسطينية "ولكن شتان ما بين تمني الأمن والرغبة في القتال من أجل البقاء من جهة والرغبة في إدامة أمد الاحتلال من جهة أخرى.
” الإدارة الأميركية قادرة تماما على التمييز بين وجود رغبة حقيقية في التوصل إلى اتفاق سلام حقيقي مع السلطة الوطنية الفلسطينية والتستر وراء الأحداث الجارية حاليا في الأراضي الفلسطينية ”
|
ويمكن للمرء أن يقول إن الإسرائيليين صوتوا لصالح شارون في الانتخابات الأخيرة بسبب قناعتهم بقدرته على تحقيق الأمن ولكن ليس عبر طريق يقود إلى ديمومة الاحتلال.
وخلص الكاتب إلى القول إن الظروف الحالية، مهما بلغت درجة الإحباط فيها، "لا توفر تصريحا لتحقيق الجشع الإقليمي للأراضي وإن أي فرد ذكي يدرك أن الزمن قد ولى على مشروع إسرائيل الكبرى وأن تقسيم الأراضي بين الشعبين الفلسطيني واليهودي هو الحل الوسط الوحيد الذي يملك فرص التطبيق وأن أسس الحل معروفة وتستند إلى حدود الرابع من حزيران 1967 تقريبا، وعليه فإن التعقيدات الحالية ليست أكثر من مرحلة آنية والاحتلال ليس أكثر من واقع مؤقت".
كما أبرزت الصحف نبأ ظهور حالات من مرض الحمى القلاعية في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية وقالت إن إسرائيل ستبعث إلى السلطة الفلسطينية اليوم عبر الحاجز العسكري المقام عند مدخل مدينة طولكرم 150 ألف وحدة تطعيم ضد المرض.
وقالت الصحف إن إسرائيل ستوفر للفلسطينيين وسائل تشخيص متطورة لاكتشاف المرض الذي ينتشر في العادة بين الأغنام والخنازير والذي أخذ في الانتشار بنسب عالية في أوروبا مؤخرا.
ونقلت الصحف عن مصادر فلسطينية قولها إنه تم اكتشاف 13 حالة من هذا المرض في مناطق نابلس والخليل وإن اجتماعا لبحث هذه الحالة سيعقد غدا بين حكمت زيد وزير الزراعة الفلسطيني ونظيره الإسرائيلي شالوم سمحون وسيكون هذا الاجتماع أول لقاء بين وزيرين فلسطيني وإسرائيلي منذ أن اندلعت انتفاضة الأقصى أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي.
ونطالع العناوين الرئيسية في الصحف العبرية على النحو التالي:
صحيفة هآرتس:
– شارون إلى واشنطن ولن يطلب تطوير التعاون الإستراتيجي مع الولايات المتحدة.
– السلطة الفلسطينية تطلب مساعدة دولية لوقف انتشار مرض الحمى القلاعية في مناطقها.
– شاس توافق على انضمام يهدوت هتوراة إلى الائتلاف الحكومي.
صحيفة معاريف:
– إسرائيل تزود السلطة الفلسطينية بمائة وخمسين ألف جرعة وقاية ضد الحمى القلاعية.
– اتصالات للتنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل.
– القوات الخاصة السعودية (الكوماندو) تحرر الرهائن.
صحيفة يديعوت أحرونوت:
– رئيس الوزراء يغادر اليوم في زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة.
– شارون لعرفات: سيتم إلغاء تخفيف القيود إذا لم يتحقق الهدوء.
صحيفة هتسوفيه:
– شارون يحمل إلى بوش خطة متعددة المراحل للتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين.
– تجدد الاجتماعات الأمنية مع الفلسطينيين.
– كارثة في ريشون لتسيون: طفل يدفن حيا في انجراف للتربة.
وحول تجدد الاتصالات الأمنية بين السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل قالت صحيفة معاريف إن لقاء عقد منتصف الليلة الماضية بين أفي ديختير، رئيس جهاز الأمن العام (الشين بيت) الإسرائيلي واللواء أمين الهندي قائد المخابرات الفلسطينية العامة.
وقالت الصحيفة إن اللقاء جاء توطئة لسلسلة لقاءات أخرى من هذا القبيل سوف تعقد، حسب الصحيفة، في الأيام القادمة. ونقلت الصحيفة عن بنيامين بن إليعازر وزير الدفاع قوله إن هذه اللقاءات تعقد فقط من أجل تخفيف حدة الاشتباكات بالأسلحة النارية بين الجانبين وإنه ليست لهذه الاتصالات أي أبعاد أو عناصر سياسية وإن تدنيا ملحوظا قد طرأ في الآونة الأخيرة على نسبة العمليات المسلحة وحوادث إطلاق النار باتجاه الإسرائيليين.
” إن الفلسطينيين لن يجددوا التنسيق الأمني مع الإسرائيليين بوتيرته السابقة ما لم يتم استئناف المفاوضات ”
|
ونقلت الصحيفة عن محافل أمنية إسرائيلية قولها إن الفلسطينيين لن يجددوا التنسيق الأمني بين الجانبين بوتيرته السابقة ما لم يتم استئناف المفاوضات, ولكنهم في الوقت نفسه يبدون استعدادا لإجراء المزيد من الاتصالات مع ضباط في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بهدف الإبقاء على خط اتصال مفتوح مع إسرائيل.
واعترفت الصحيفة أن ديختير، وعلى عكس تقارير سابقة، لم يجتمع في الأسابيع الأخيرة مع مروان البرغوثي، أمين سر اللجنة الحركية العليا في فتح بالضفة الغربية، ولكن الصحيفة أصرت على أن لقاءات عقدت بالفعل مع العقيدين جبريل الرجوب قائد جهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية ومحمد دحلان قائد جهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة إضافة إلى اللواء الحاج إسماعيل جبر، قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في الضفة الغربية، واللواء عبد الرزاق المجايدة، قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في قطاع غزة.
وقالت الصحيفة إنه من المتوقع أن يعقد جبر والمجايدة في الأيام القادمة سلسلة اجتماعات مع قائدي المنطقة الوسطى والجنوبية في الجيش الإسرائيلي، اللواء إسحق إيتان في الضفة الغربية واللواء دورون الموغ في قطاع غزة.
وأضافت الصحيفة أن مزيدا من اللقاءات ستعقد في الأيام القادمة على مستويات أدنى من القيادة الأمنية والعسكرية لدى الجانبين وأن هدف هذه اللقاءات سيكون تخفيف حدة العنف، كما قالت، في مختلف القطاعات وصولا إلى تحقيق درجة كافية من الهدوء تسمح باستئناف التنسيق الأمني بين الجانبين.