25 نقطة ساخنة في انتخابات فرنسا
باريس – وليد عباس
عشية الدورة الثانية من انتخابات مجالس البلدية، كانت العملية الانتخابية التي ستجرى غدا الموضوع الرئيسي في جميع الصحف الفرنسية الصادرة اليوم، خصوصا وأن المؤشرات تؤكد أن الصراع سيكون حادا في العديد من المدن الكبرى، وعلى رأسها العاصمة باريس.
وقالت صحيفة الباريزيان في هذا الإطار، في عنوانها الرئيسي "باريس وستراسبورج وليون وتولوز … المعركة ستكون صعبة".
وتساءلت الصحيفة "هل ستتجسد المقاومة القوية لليمين في الدورة الأولى، في الحصول على مجالس بلدية جديدة أو الاحتفاظ بمجالس بلدية يسيطر عليها ؟ أم على العكس، سيتمكن اليسار من العثور على تلك الديناميكية التي لم تظهر بوضوح في الدورة الأولى؟"
وأجابت الصحيفة "كل شيء ممكن، خصوصا في باريس حيث ستكون النتيجة في موقع المتابعة والتعليق والتحليل بانتباه شديد ومن قبل الجميع".
ولم يختلف عنوان صحيفة فرانس سوار كثيرا، حيث قالت "المعركة ستكون ساخنة" ذلك "إن اليمين بعد أن قاوم بشكل أفضل مما كان متوقعا الأحد الماضي، جددت المعارضة قواها بفضل الاتفاق الذي توصلت إليه فصائلها في باريس وليون، وتؤمن في فرصة جديدة في الدورة الثانية.
وإذا ثبتت صحة هذا التفاؤل، سيكون على زعماء المعارضة إدارة أمور اليمين في منظور الانتخابات المقبلة عام 2002″، وركزت الصحيفة في تعليقها على الضغوط التي يمارسها الخضر على جوسبان، بعد أن حققوا نتائج جيدة في الدورة الأولى, ويردد كل زعماء الخضر رسالة واحدة "حان الوقت لكي نحصل على الموقع الذي نستحقه، إننا ثاني قوة في تحالف اليسار المتعدد".
كما نشرت الصحيفة في إطار ملفها حول الموضوع خريطة تضم 15 مدينة، اعتبرت أنها ستكون النقاط الساخنة غدا، حيث يمكن لهذه المدن أن ينتقل بعضها من اليمين لليسار، ويمكن للبعض الآخر أن ينتقل من اليسار إلى اليمين، وبالنسبة لباريس سلطت الصحيفة الضوء على مديري الحملة الانتخابية لمرشحي اليمين فيليب سوجان واليسار برنار دولانوي، كما سلطت الضوء في مقال آخر على مدينتي ليون وتولوز حيث ستكون المنافسة حادة على ما يبدو.
وكان العنوان الرئيسي لصحيفة لومانيتيي قريبا من العناوين السابقة، حيث قالت الصحيفة "النقاط الخمس والعشرون الساخنة" تحت خريطة كبيرة لفرنسا، على الصفحة الأولى، وضعت عليها أسماء 25 مدينة، اعتبرت الصحيفة أنها ستشهد معارك كبيرة.
وعلى خلاف الصحف الأخرى، لم تتحدث صحيفة لومانيتيي عن مقاومة اليمين في الدورة الأولى، أو فرص تحقيقه لنتائج جيدة غدا، وإنما توجهت بالحديث إلى اليسار قائلة في عنوان داخلي "اليسار .. 24 ساعة لإقناع الناخبين" مشيرة إلى أن "مصير عدد من المدن في أيدي الناخبين الذين تغيبوا عن مكاتب الاقتراع في الدورة الأولى، وانتقال اليمين إلى مواقع أكثر راديكالية.
كما يشهد على تحالفه في ليون مع شارل ميون (السياسي الذي تعاون قبل سنوات مع اليمين المتطرف) يجب أن يؤدي لتعبئة التقدميين"، ونشرت الصحيفة تعليقا خاصا بكل من الـ25 مدينة التي تعتقد أنها ستكون نقاط حساسة وساخنة في معركة الغد.
” الدورة الثانية هي بالتأكيد الدورة التمهيدية للانتخابات الرئاسية، حيث ستؤدي نتائج الغد لرسم صورة لتوازن القوى بين اليمين واليسار ”
|
واكتفت صحيفة ليبراسيون بعنوان رئيسي محايد، قالت فيه "سوق مجالس البلديات"، ورأت الصحيفة أن هذه الدورة الثانية تشكل معركة رئيسية للشيراكية، أي أنها ربطت نتائج هذه الانتخابات مباشرة بالنفوذ الانتخابي لرئيس الدولة جاك شيراك.
وقالت في افتتاحيتها "هذه الدورة الثانية هي بالتأكيد الدورة التمهيدية للانتخابات الرئاسية، حيث ستؤدي نتائج الغد لرسم صورة لتوازن القوى بين اليمين واليسار، سيرى فيها مرشحي المعسكرين للرئاسة استطلاع رأي شامل، ومختبر للتغيرات الجارية".
ورأت الافتتاحية أن النتائج التي حققها الخضر وبعض قوائم اليسار الجديدة, مثل القائمة التي برزت في مدينة تولوز ويدعمها فريق موسيقي من أبناء المهاجرين، يطلق على نفسه اسم "زبدة" أي اللفظ العربي للكلمة الفرنسية التي تطلق على الجيل الثاني من أبناء المهاجرين ـ يمكن أن تؤدي لتجديد قوى اليسار وقالت في الختام "باريس، ليون وتولوز ليسوا كل فرنسا، ولكن نتائج هذه المدن ستكون صورة أولية للمستقبل السياسي لليسار".
عبرت صحيفة الفيجارو عن الفكرة ذاتها، أي العلاقة بين نتائج انتخابات الغد والانتخابات الرئاسية، صراحة في عنوانها الرئيسي قائلة "انتخابات البلديات .. الدورة الثانية تطلق الانتخابات الرئاسية".
وتساءلت الصحيفة "هل ستسقط باريس؟ وهل ستظهر موجة اليسار التي تسرع الجميع وتوقعها الأسبوع الماضي؟ أم على العكس، سيؤكد يوم الانتخابات هذا استيقاظ اليمين بعد 4 سنوات من الأوهام؟"
” إن انتخابات البلدية هذه، الأكثر سياسية مما يعترف اليسار، والأكثر أهمية مما يقر به اليمين ”
|
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها "إن انتخابات البلدية هذه، الأكثر سياسية مما يعترف اليسار، والأكثر أهمية مما يقر به اليمين، هي الفرصة لفرنسا التي في الأسفل للضغط على فرنسا التي هي في الأعلى.
وأضافت "سيخرج اليسار من هذه الانتخابات وقد أصيب بشروخ بسبب هزيمة بعض وزرائه، والتعديل الذي برز في موازين القوى داخله" … "فقد أصبح الخضر قوة سياسية دائمة، وهم حليف أصعب من الشيوعيين، فهم، على العكس من الحزب الشيوعي، حركة بدون قائد وإنما تتمتع بقوات، كلما ازدادت قوتها، كلما وجهت انتقادات للاشتراكيين، وشكلت معارضة يسارية"
وقالت "بالنسبة لأحزاب اليمين فقد تلقت من ناخبيها رسالة بسيطة ومزدوجة، يقولون لها فيها .. إننا موجودون ولكن عليكم الاتفاق فيما بينكم".
حول أحداث المنطقة العربية، تحدثت صحيفة الفيجارو عن الحكم الذي أصدرته محكمة لاهاي بشأن الخلاف الحدودي بين قطر والبحرين، ورأت الصحيفة أن "يبدو أن قطر لم تكن ستخسر الكثير في هذه القضية بالمقارنة مع البحرين التي كانت من رواد التنقيب عن النفط في الخليج، ولكن احتياطها تراجع. تسعى البحرين لتحويل نشاطها الاقتصادي إلى المجالات المصرفية والسياحية، بينما تمتلك قطر ثالث مخزون للغاز الطبيعي في العالم، لذلك قبلت البحرين على مضض المثول أمام محكمة لاهاي والتي أحكامها إجبارية وغير قابلة للاستئناف.
وبينما كانت قطر تؤكد مؤخرا أنها ستمتثل لحكم المحكمة الدولية، حذرت البحرين من أنها لن تتخلى عن متر مربع واحد".
كما تحدثت صحيفة الفيجارو عن اختطاف الشيشانيين لطائرة روسية إلى المدينة في المملكة العربية السعودية تحت عنوان "اختطاف الطائرات .. سلاح المتمردين الجديد" ورأى مراسل الصحيفة في موسكو أن ما جرى يعطي الانطباع بأن من قاموا بهذه العملية هم هواة وليسوا بمحترفين، ونقل تصريحات المتحدث باسم مسخادوف، الذي أعلن أنه فوجئ بعملية اختطاف الطائرة وتحدث عن عمل فردي، كما نقل المراسل تصريحات ممثلي الشيشانيين في الأردن، الذين أشاروا إلى أن هدف العملية كان، على ما يبدو، هو لفت أنظار الرأي العام العالمي لمذابح الشيشانيين.
وأوردت صحيفتا لوموند الموضوع تحت عنوان "السعوديون يضعون حدا لاختطاف الطائرة الروسية بواسطة الشيشانيين", وليبراسيون تحت عنوان "الهجوم على طائرة مخطوفة في المدينة", لكنهما اكتفتا بنقل برقيات وكالات الأنباء التي سردت تفاصيل هجوم القوات الخاصة السعودية على الطائرة وإلقاء القبض على الخاطفين وتحرير الرهائن.