صحف القاهرة تطالب بعزل إسرائيل ووقف المفاوضات
القاهرة- أحمد عبد المنعم
احتلت زيارة الرئيس مبارك لتونس العناوين الرئيسية للصحف القومية. كما اهتمت الصحف بالانتخابات الإسرائيلية رصدا لما يجري حاليا واستشرافا للمستقبل في ظل رئاسة شارون حال فوزه, بالإضافة إلى اهتمامها بعدد آخر من القضايا المحلية.
ونبدأ بصحيفة الأهرام التي خصصت موضوعها الرئيسي لتغطية زيارة الرئيس التي وصفها رئيس مجلس إدارة الصحيفة ورئيس تحريرها إبراهيم نافع بأنها تتم في ظل ظروف إقليمية تتسم بالقلق والترقب، وساحة دولية تتسارع فيها عناصر التقلب والتغيير، وجهود عربية تتجمع لتسد الفجوات في وجهات النظر. وقال نافع في الموضوع الرئيسي إن المباحثات بين الرئيسين شملت الوضع في الأراضي الفلسطينية ورفع العقوبات عن ليبيا وإنهاء الحصار على الشعب العراقي وتدعيم التعاون بين تونس ومصر، بالإضافة إلى الإعداد للقمة العربية.
” هناك مخاطر تحيط بالحقوق العربية سواء في إقرار السلام بالشرق الأوسط أو في توفير الاستقرار والأمن لكل شعوب المنطقة" ”
|
وحول الموضوع نفسه كتبت الأهرام مقالها الافتتاحي الذي أكدت فيه أن التحرك الذي يقوم به الرئيس مبارك يأتي من منطلق رؤية مصر للمتغيرات على الصعيدين الإقليمي والدولي. وهذه الرؤية مؤداها "أن هناك مخاطر تحيط بالحقوق العربية سواء في إقرار السلام بالشرق الأوسط أو في توفير الاستقرار والأمن لكل شعوب المنطقة".
الانتخابات الإسرائيلية
من ناحية أخرى احتل موضوع الانتخابات الإسرائيلية مكانا بارزا في التغطية الإخبارية للصحيفة، إذ نشرت على صفحتها الخامسة بالكامل رصدا لما يجري في ساحة الانتخابات الإسرائيلية.
وكتب د. عبد العاطي محمد الصحفي بالأهرام في عموده قائلا "إن المراهنة عربيا على تغيير الموقف الإسرائيلي من الداخل لم تعد مجدية، وبناء الآمال على توجهات الفائز في انتخابات إسرائيل اليوم بمثابة الانزلاق في الرمال المتحركة، ومن ثم يبقى البديل هو التشبث بالحقوق العربية والصمود ووحدة الكلمة وتجدد الانتفاضة".
” يجب علينا أن نستعد من الآن للمطالبة بعزل إسرائيل عن المجتمع الدولي ووقف كل الاتصالات أو المفاوضات معها ”
|
أما صحيفة الأخبار فقد نشرت مقالها الافتتاحي تحت عنوان "على العرب المطالبة بمحاكمة شارون". وبعد أن أقر المقال أن باراك وشارون وجهان لعملة واحدة وأن صعود نجم شارون يمثل صعودا للتيار الأكثر تطرفا في إسرائيل، أوضح أن إسرائيل كدولة تحت قيادتها الشارونية القادمة أصبحت التجسيد الواضح للنازية الجديدة في الشرق الأوسط. وطالبت المقالة أن يقوم العرب بما قام به الأوروبيون تجاه زعيم الحزب القومي المتشدد في النمسا يورغ هايدر الذي قررت أوروبا معاقبة النمسا بمجرد بزوغ نجمه. وتقول الافتتاحية "يجب علينا أن نستعد من الآن للمطالبة بعزل إسرائيل عن المجتمع الدولي ووقف كل الاتصالات أو المفاوضات معها، باعتبار أنها أصبحت تحت حكم نازي هي الأخرى".
ومن الموضوعات المحلية نشرت الصحيفة أخبارا عسكرية تحت العناوين الآتية:
– تطوير مدى صاروخ المدفعية المصري "صقر" إلى 43 كيلومترا.
– بدأ إنتاج طائرة خفيفة لاستخدامات القوات الجوية بأبحاث مصرية 100%.
– نجاح خبراء الهيئة العربية للتصنيع في تعديل الصاروخ البريطاني "سوينغ فاير" المضاد للدبابات.
الجنس في المدارس
من ناحية أخرى نشرت صحيفة الأخبار خبرا مثيرا للجدل والسخرية تحت عنوان "فاروق حسني يطالب بتعليم الجنس في المدارس والتلفزيون". وجاء في الخبر أن وزير الثقافة فاروق حسني طالب أعضاء لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشعب أن تقوم وزارة التربية والتعليم بتدريس مادة التربية الجنسية ضمن المواد الدراسية، كما طالب أن تكون هناك برامج توعية جنسية يبثها التلفزيون. أما أعضاء اللجنة فطالبوه بأن تقوم وزارته بتنظيم رحلات لأعضاء المجلس للأقصر وأسوان، وأن تعود الوزارة إلى إرسال دعوات المسارح إلى الأعضاء!
وإذا انتقلنا إلى صحيفة الجمهورية نجد أن مقالها الافتتاحي قد ركز على أن زيارة مبارك لتونس تأتي في توقيت غاية في الأهمية، حيث تولى الرئيس الأميركي الجديد مهام منصبه، كما أن الانتخابات الإسرائيلية تجرى اليوم لتقديم اسم رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد.
” من يطالبون بالشرق أوسطية يخالفون الواقع ولا يحترمون حقوق أمتهم العربية ”
|
وعلى الصفحة الثالثة نشرت الصحيفة تحقيقا حول قانون نقل الأعضاء والمزمع مناقشته قريبا في مجلس الشعب. ويقول عدد كبير من الأطباء إن هناك سبعة ملايين مصاب بالفيروسات الكبدية في مصر، منهم مليون مريض في أمسّ الحاجة إلى زراعة الكبد. ويرى التحقيق أن هذا القانون هو أمل لهؤلاء الذين يحتاجون لنقل الكبد.
وعلى الصفحة الثامنة عشرة نشرت الجمهورية حكم محكمة الجنايات في قضية الكشح الكبرى التي اتهم فيها 96 من المسلمين والمسيحيين بارتكابهم أعمال عنف بعضهم ضد بعض أدت إلى مقتل 21 مواطنا وإلحاق الضرر بمحلات ومنازل، والتي وقعت في قرية الكشح بسوهاج في صعيد مصر. وقضت المحكمة ببراءة 92 وسجن أربعة ما بين سنة وعشر سنوات.
الأسلحة الذرية
” علينا ألا نستهين بالعقل الإسرائيلي العدواني، بل علينا أن نعد المجتمع المصري لمواجهة أي احتمال ”
|
أما صحيفة الوفد فقد كتب رئيس تحريرها عباس الطرابيلي مقاله الافتتاحي تحت عنوان "شارون والأسلحة الذرية" يقول فيه "الآن وقد أصبح شارون على أبواب كراسي الحكم.. ماذا نحن فاعلون؟ وما هو موقفنا من أسلحة إسرائيل الذرية وغيرها من أسلحة الردع الأخرى التي ستصبح طوع بنان هذا الجنرال الأحمر المجنون؟.. إننا على ثقة بأن جيش مصر العظيم قادر على حماية أرض مصر.. ولكن علينا ألا نستهين بالعقل الإسرائيلي العدواني، بل علينا أن نعد المجتمع المصري لمواجهة أي احتمال". وأضاف "أن عملية إعداد المجتمع المصري لمواجهة عقلية وسلوكيات شارون تبدأ من المدرسة بإعداد أطفالنا على مواجهة الخطر دون خوف أو إثارة. وعلينا أن نعد المستشفيات والأطباء والمعامل لمواجهة هذا الخطر. وليس عيبا أن يقال إننا نستعد لحرب نووية، ولكننا نقول إننا نحمي شعبنا من مخاطر الحرب النووية طالما تمتلك إسرائيل هذه الأسلحة".
وعلى الصفحة الخامسة كتب مصطفى عبد العزيز مقاله تحت عنوان إياك أن تنسى والخطاب موجه لشارون، يقول له "أذكرك بأن الانتفاضة أثبتت للعالم عجز الترسانة العسكرية الإسرائيلية أمام ثورة الشعب.. ثورة الأطفال.. ثورة الحجارة، وأصابت سكان إسرائيل بالهلع والرعب حتى وصل بهم الجنون إلى النزول إلى الشوارع رعبا من أطفال هانت عليهم دماؤهم حفاظا على أرضهم ومقدساتهم".
ونختتم جولتنا الصحفية بصحيفة الأحرار التي خصصت الجانب الأكبر من صفحتها السادسة لتغطية الانتخابات الإسرائيلية والتي أبرزت فيها مشاورات شارون لتشكيل حكومة وحدة وطنية حتى قبل أن تبدأ الانتخابات. كما أبرزت تعهد حركة الجهاد بمواصلة عملياتها ضد قوات الاحتلال.
أوهام السلام
أما محمد أبو المجد الصحفي بالأحرار فقد كتب مقاله تحت عنوان أوهام المتفائلين يقول "لا أميركا ستغير سياستها في الشرق الأوسط لمجرد مجيء بوش الابن، ولا إسرائيل ستغير نظرتها وموقفها من عملية التسوية مع الفلسطينيين والسوريين". وأضاف "قال المتفائلون إن هناك تغيرا في السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط وإن من المتوقع أن يكون هناك تشدد في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب. وقال المتفائلون أيضا إن شارون هو الرجل القوي الذي سيحقق السلام.. وأتساءل: كيف يتحول شارون من سفاح إلى شخص مسالم؟".
” لا رئيس الجمهورية ولا أنا أقبل بأي منصب تنفيذي في ظل وجود والدي في القيادة العليا ”
|