الصحف الفلسطينية: الانتخابات الإسرائيلية لن تأتي بجديد
غزة- سامي سهمود
استحوذ موضوع الانتخابات الإسرائيلية التي تجري اليوم في إسرائيل على صدارة العناوين في الصحف الفلسطينية, كما أبرزت هذه الصحف آخر المواحهات الميدانية على الأرض وإقدام قوات الجيش الإسرائيلي على إغلاق الأجواء الفلسطينية أمام حركة الملاحة الجوية, إضافة إلى إغلاق معبر رفح الحدودي مع مصر، وهو أمر أثار مخاوف سلطة الطيران المدنية الفلسطينية من مغبة تأثير الإغلاق على نقل الحجيج للديار المقدسة هذا العام.
ونبدأ من صحيفة القدس التي قالت في عنوانها الرئيسي "70% منهم يعاقبون باراك على تنازلاته للفلسطينيين.. الإسرائيليون يختارون اليوم رئيس وزرائهم القادم والتوقعات تشير إلى فوز ساحق لشارون".
وعلى صعيد التطورات الميدانية على الأرض كتبت القدس في عناوين متتالية "مواجهات واشتباكات مسلحة وتشديد الحصار الداخلي.. مقتل جندي إسرائيلي وإصابة فتى فلسطيني بجروح خطيرة.. قصف عنيف لمخيم (البرازيل) وإغلاق مطار غزة ومعبر رفح".
وتنقل القدس عن أحمد عبد الرحمن أمين عام مجلس الوزراء الفلسطيني قوله "مستعدون للتعامل مع شارون انطلاقا مما حققته عملية السلام". وتضيف الصحيفة نقلا عنه أن لقاء فلسطينيا أميركيا على مستوى رفيع سيعقد خلال أسبوع.
ودوليا وفي موضوع يتعلق بالانتخابات الإسرائيلية تكتب القدس "واشنطن وباراك مستعدان للتعاون مع الفائز"
وفي عناوين أخرى نقرأ:
– القذافي: ليس للجبهة الشعبية (القيادة العامة) أي علاقة بقضية لوكربي.
– في تقرير للبنك الدولي نشر أمس: مليون فلسطيني في الصفة والقطاع يعيشون تحت خط الفقر.
صحيفة الأيام من ناحيتها أبرزت موضوع الانتخابات الإسرائيلية فكتبت في عنوانها الرئيسي بجوار صورتين لمرشحي الانتخابات باراك وشارون "الإسرائيليون يقترعون اليوم في انتخابات محسومة.. شارون يستعد للاحتفال بفوز كبير ويبدأ اتصالاته لتشكيل الحكومة الجديدة".
وفي عنوان رئيسي آخر تبرز الأيام نبأ بدء محاكمة شابين فلسطينيين تتهمهما إسرائيل بقتل جنديين إسرائيليين في رام الله العام الفائت وكتبت الأيام في عنوان رفقته بصورة للشابين رائد الشيخ وعلي داود وهما يجلسان في قاعة المحكمة العسكرية الإسرائيلية "الاحتلال يبدأ بمحاكمة شابين بتهمة المشاركة في قتل الجنديين الإسرائيليين في رام الله" وتتهم إسرائيل الشابين بالمشاركة في قتل جنديين إسرائيليين كانا قد دخلا مدينة رام الله في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي.
وقالت مصادر فلسطينية آنذاك إنهما كانا عنصرين في قوات خاصة إسرائيلية جاءت إلى رام الله لتنفيذ عمليات تصفية ضد قادة ميدانيين للانتفاضة.
” علينا أن نكون مستعدين لكل ما هو أسوأ في حال فوز شارون ”
|
في موضوع الانتخابات الإسرائيلية أيضا تنقل الأيام عن ياسر عبد ربه وزير الثقافة والإعلام قوله "علينا أن نكون مستعدين لكل ما هو أسوأ في حال فوز شارون اليوم". ويضيف عبد ربه للأيام أن شارون "سيحاول فرض المزيد من الوقائع على الأرض".
صحيفة الحياة الجديدة كتبت في عنوانها الرئيسي "أكثر من 4.5 ملايين شخص لهم حق المشاركة في الاقتراع.. إسرائيل تغلق الأراضي الفلسطينية لتنتخب رئيس وزرائها".
وفي عنوان آخر بارز تكتب الحياة الجديدة في عنوانها الرئيسي "الإدارة الأميركية تنظر للموضوع بحساسية بالغة.. واشنطن تطلب من تل أبيب إيضاحات حول الاغتيالات". وفي التفاصيل التي تنقلها الصحيفة عن مصادر إسرائيلية مطلعة تقول إن وزارة الخارجية الأمريكية دعت إسرائيل إلى تقديم إيضاحات مفصلة تتعلق بعمليات الاغتيال للشخصيات الفلسطينية في الأراضي المحتلة, وتقول المصادر نفسها إن وزارة الخارجية الأميركية قدمت قائمة بأسماء الأشخاص الذين قامت إسرائيل باغتيالهم وتواريخ الاغتيال وذلك في إطار استعداد وزارة الخارجية الأميركية لنشر تقريرها السنوي حول حقوق الإنسان.
وبجوار صورة كبيرة تظهر شبانا فلسطينيين يشاركون في تشييع شهيد فلسطيني جديد تكتب الحياة الجديدة "إسرائيل تغلق مطار غزة ومعابرها.. مقتل جندي إسرائيلي على الحدود المصرية".
وعن الجانب الإسرائيلي تكتب القدس "قائد بطارية مدفعية إسرائيلي ينهار في مواجهات بمحافظة رام الله". في التفاصيل تقول الحياة الجديدة إن ضابطا إسرائيليا انهار في الآونة الأخيرة تحت عبء العمليات العسكرية وتسبب ذلك في
ارتفاع ضغط دمه، مما دعاه لتوجيه دعوة لوزارة الدفاع الإسرائيلية لاعتباره أحد مقعدي الجيش".
”من المنظور الفلسطيني لن تأتي الانتخابات الإسرائيلية بجديد سواء فاز شارون أو باراك لأن أيا منهما لن يدرج تحقيق التطلعات الوطنية الفلسطينية ضمن برنامجه الانتخابي ”
|
وعلى صعيد الافتتاحيات تكتب القدس تحت عنوان انتخابات لن تأتي بجديد تقول القدس "إن نتيجة الانتخابات اليوم لن يكون لها تأثيرها الملموس على توازنات
القوى السياسية في إسرائيل نظرا لأن الكنيست الحالي محكوم بحالة من الشلل بسبب الاستقطاب شبه الكامل للكتل الممثلة فيه، "وتضيف" من المنظور الفلسطيني فإن
الانتخابات لن تأتي بجديد على صعيد التسوية العادلة، فسواء صدقت تنبؤات استطلاعات الرأي وفاز شارون أم حدثت معجزة أو مصادفة غير محسوبة وفاز باراك فإن أيا منهما لن يدرج تحقيق التطلعات الوطنية الفلسطينية ضمن برنامجه الانتخابي".
وتنتهي القدس إلى القول "إن عملية تبديل الأشخاص وتوزيع الأدوار والمهام واستئناف المناورات والتحركات بطرق متجددة لن يكون لها أي تأثير يذكر على تصميم الشعب الفلسطيني وعزيمته الثابتة لتحقيق تطلعاته الوطنية والسيادية, سواء
فاز الليكود أم العمل ولن يستطيع كائن من كان أن يضعف من هذا التصميم وتلك العزيمة, لأن إرادة الشعوب لا تواجه بالمناورات الانتخابية ولا بالمدافع والدبابات".
” إن شارون ليس لديه إجابة واضحة عما يريد فعله باستثناء أنه يطمح لاستخدام تراثه العسكري في إرهابنا وإخماد صوتنا ”
|
وفي عموده شبه اليومي يكتب حافظ البرغوثي رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة تحت عنوان أسوأ الشرين "اليوم سيتوجه أنصار هذا وذاك إلى صناديق الاقتراع لاختيار أسوأ الشرين بالنسبة لنا وعند منتصف الليل سيحتفل الفائز بانتصاره وأيا كان الفائز فإن الأمن والسلام لن يتحققا على يديه".
ويشير البرغوثي إلى أن باراك "لم يعرض حتى الآن أثناء المفاوضات ما يمكن أن يشكل قاعدة اتفاق سلام".
ويضيف الكاتب "إن شارون ليس لديه إجابة واضحة عما يريد فعله باستثناء أنه يطمح لاستخدام تراثه العسكري في إرهابنا وإخماد صوتنا".
ويرى البرغوثي أن الإسرائيليين "سيعودون إلى صناديق الاقتراع خلال هذا العام إما لانتخاب كنيست جديد أو لانتخاب رئيس وزراء جديد أو كليهما".
ويخلص البرغوثي إلى القول "ليس جديرا بنا أن نعلق الآمال على نتائج التصويت لدى شعوب أخرى فهذه علامة عجز وفشل وانحطاط ومذلة، خاصة وأننا نربط مصيرنا بالعملية الديمقراطية في بلاد أخرى ولا نمارس الديمقراطية في بلادنا فهذه أقصى درجات التفاهة، ولهذا فنحن نستحق أسوا الشرين الإسرائيليين".
” إذا كان باراك سيئا فإن شارون أسوأ منه والمحك هو كيف ننتصر على أساس أن إسرائيل لم تنضج بعد للسلام العادل المتوازن ”
|
أما الكاتب هاني حبيب فيرى في مقال بصحيفة الأيام بعنوان "ما العمل في
مواجهة حكومة شارون أو بارون" أنه لا يمكن تأدية المهام الوطنية والديمقراطية والاجتماعية دون الشروع في عملية إصلاح ديمقراطي وسياسي ومالي وإداري وقانوني شاملة تعيد بناء السلطة الوطنية على أسس جديدة بحيث تكون قادرة على مواجهة التحديات المصيرية" ويضيف "أحسن رد على حكومة شارون هو تشكيل حكومة طوارئ وطنية فلسطينية تتم دعوة جميع الفصائل والفعاليات الوطنية والإسلامية حتى يتم وضع الجميع أمام المسؤوليات الوطنية الجسيمة المطروحة على عاتق الجميع وحتى يتحمل كل فصيل المسؤولية عن إحجامه عن المشاركة متذرعا باتفاق أوسلو أو من خلال وضع شروط تعجيزية غير قابلة للتحقيق" وينتهي حبيب للقول "إذا كان باراك سيئا فإن شارون أسوأ منه والمحك هو كيف نتصرف على أساس رؤية أكدتها الأحداث والسنوات والمفاوضات بأن إسرائيل لم تنضج بعد للسلام العادل المتوازن".