زيارة أمير قطر لمسقط تستأثر باهتمام الصحف القطرية
الدوحة-حسام عبد الحميد
تصدرت زيارة أمير قطر إلى مسقط عناوين الصحف القطرية الصادرة اليوم, بينما تراجع الشأن الفلسطيني لتبرز عناوين عراقية وليبية وأردنية ويمنية بالإضافة إلى عناوين أخرى متنوعة محليا وعربيا ودوليا.
ونبدأ من صحيفة الوطن التي تصدر صفحتها الأولى نبأ زيارة أمير قطر إلى مسقط وجاء تحت عنوان "الأمير والسلطان قابوس يبحثان دعم التعاون". وقالت الصحيفة إن زيارة أمير قطر إلى السلطنة جاءت لتؤكد عمق العلاقات والروابط الأخوية بين البلدين الشقيقين وحرصهما على مواصلة التشاور والتنسيق فيما بينهما بهدف زيادة التعاون الثنائي في مختلف المجالات المشتركة, بالإضافة إلى استعراض القضايا الهامة على الساحتين الخليجية والإقليمية.
” الحكومة الأردنية تسعى لتوجيه ضربة قاصمة وقاسية إلى نهج مقاومة التطبيع وتحاول تخوين النشطاء النقابيين العاملين في هذا المجال ”
|
وعربيا أشارت الصحيفة إلى المعركة القائمة بين النقابات والحكومة الأردنية بشأن مقاومة التطبيع حيث اتهم رئيس لجنة مقاومة التطبيع المهندس علي أبو السكر الحكومة الأردنية بأنها تسعى لتوجيه ضربة قاصمة وقاسية إلى نهج مقاومة التطبيع ومحاولة تخوين النشطاء النقابيين العاملين في هذا المجال.
ويقول أبو السكر المعتقل مع سبعة من زملائه في سجن الجويدة القريب من عمان في حديث نشرته صحيفة "العرب اليوم" الأردنية إنه مستعد مع زملائه لدفع ضريبة السجن، وإنهم لن يتنازلوا عن مواقفهم المناهضة للتطبيع.
وفي مقابل ذلك تؤكد مصادر رسمية أن الحكومة لن تتراجع عن موقفها بشأن هذه المجموعة, لكن الوساطات الحميدة تسعى حاليا للاتصال بين الطرفين لتخفيف حدة التوتر وإيجاد مخرج للأزمة.
وفيما يتعلق بالشأن الليبي وردود الفعل المستمرة بشأن محاكمة لوكربي كتبت الوطن تحت عنوان "3 ليبيين يحزون رقابهم احتجاجا". ونقلت الصحيفة نبأ المظاهرات التي قام بها ليبيون احتجاجا على حكم محكمة لوكربي في حق المقرحي وفحيمة، حيث حز ثلاثة متظاهرين رقابهم بالشفرات احتجاجا على الحكم الصادر ضد المقرحي, وكان الثلاثة من بين آلاف المتظاهرين هتفوا ضد حكم المحكمة خلال مظاهرة خارج مقر الأمم المتحدة.
وفي عناوين عربية أخرى قالت الصحيفة:
– دمشق: "مركزية البعث" تستعد للاجتماع.
– القذافي يجتمع بالمعارضة السودانية في طرابلس.
– الضالع (محافظة يمنية): مهاجمة مسؤول حزبي.
– "15" سنة لخاطف اليمنية.
أما صحيفة الراية التي اختارت عنوانها الرئيسي أيضا حول زيارة أمير قطر لمسقط فقد انفردت بحديث مع نزار حمدون وكيل وزارة الخارجية العراقي جاء تحت عنوان "لم أبحث أية مبادرة للتقارب مع الكويت". ونقلت الراية عن حمدون نفيه لبحث أية مبادرة مع وزير الخارجية القطري بخصوص التقريب بين الكويت والعراق موضحا أنه بحث بشكل عام الوضع القائم في منطقة الخليج والجهود الرامية لتطبيع العلاقات العربية/ العربية وإعادة الحد الأدنى المطلوب من التضامن العربي, لكنه أكد في نفس الوقت ترحيب بغداد بالجهد القطري وغيره من جهود ومبادرات تبذل في الوقت الحالي باتجاه إيجاد حل للوضع القائم في المنطقة.
لكن صحيفة الشرق اختارت عنوانها في هذا الموضوع نقلا عن حمدون حيث كتبت "قطر تسعى لرفع الحصار عن الشعب العراقي". وقالت الصحيفة إن حمدون تباحث مع وزير الخارجية القطري في العلاقات الثنائية بالإضافة إلى عدد من القضايا العربية المتعلقة بظروف المنطقة وبشكل خاص مسألة الحصار المفروض على العراق منوها بالجهد القطري المستمر والدائم لرفع الحصار عن الشعب.
وفي المقابل أعلنت الشرق أن وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجار الله سيصل إلى الدوحة في وقت لاحق في زيارة تستمر يومين في إطار جولة خليجية تشمل كلا من الإمارات
والبحرين وعمان بالإضافة إلى قطر.
” السلطة الوطنية وحدها تتحمل مسؤولية ملف العملاء ومطاردتهم ومعاقبتهم إضافة إلى مسؤوليتها عن إغلاق مراكز وبؤر الفساد ”
|
وفي صفحة العالم السياسي نقلت الصحيفة تقريرا إخباريا شمل تصريحات للشيخ أحمد ياسين التي يعارض فيها اغتيال العملاء حيث قال: إن السلطة الوطنية وحدها تتحمل مسؤولية ملف العملاء ومطاردتهم ومعاقبتهم، إضافة إلى مسؤوليتها عن إغلاق مراكز وبؤر الفساد التي يترددون عليها ويعيشون فيها لقطع دابرهم ومنع انتشارهم.
وتأتي تصريحات الشيخ ياسين بعد أن سجلت خلال الشهرين الأخيرين عمليات اغتيال لفلسطينيين يشتبه في تعاونهم مع السلطات الإسرائيلية، في الوقت الذي أعلنت فيه السلطة عن فترة سماح طلبت فيها من المتعاونين تسليم أنفسهم للعدالة.
وعلى صعيد الافتتاحيات أجمعت الصحف الثلاث على أن زيارة أمير قطر لسلطنة عمان تؤكد على عمق العلاقات بين البلدين والرغبة الصادقة في تعزيزها والنشاط المستمر من أجل تمتينها والدور القطري في التنسيق العربي.
فقد كتبت الشرق تحت عنوان "نشاط لا يكل" مؤكدة أن هذا النشاط الدؤوب وخلال وقت قصير يوضح مدى حرص أمير قطر على تمتين الروابط الأخوية.
وقالت الصحيفة إن قطر تحسن التوقيت, فالزيارة جاءت قبل انعقاد القمة العربية المرتقبة في عمان, وفي هذا تأكيد للحضور القطري على المستوين الجهوي والعربي.
وخلصت الصحيفة إلى القول "إن أبناء البلدين يتطلعون لغد مشرق ملؤه التعاون والأخوة لأجل أن تكون نموذجا يقتدي به الأشقاء".
” الزيارة تعد لبنة جديدة في إطار سعي الدبلوماسية القطرية لتكثيف التشاور والتنسيق مع الأشقاء العرب حول مختلف القضايا ”
|
ومن جانبها أكدت صحيفة الراية أن هذه الزيارة تعد لبنة جديدة في إطار سعي الدبلوماسية القطرية لتكثيف التشاور
والتنسيق مع الأشقاء العرب حول مختلف القضايا.
وأشارت الصحيفة إلى أن دولة قطر تقوم بدور ريادي على صعيد جهود تحقيق المصالحة العربية لسببين أساسيين أولهما كونها تتحمل مسؤولية رئاسة منظمة المؤتمر الإسلامي, وثانيهما تميز السياسة الخارجية القطرية منذ تسلم الأمير مقاليد الحكم بالسعي الدؤوب تجاه الانفتاح والاعتدال والوسطية.
أما صحيفة الوطن التي علقت على الزيارة بعنوان "اللقاء الأخوي" فقد أكدت في افتتاحيتها على وجود إرادة واضحة بين البلدين لتعزيز العلاقات في كل المجالات.
وأكدت الافتتاحية أن انعقاد هذا اللقاء الأخوي قبل القمة العربية في مارس/آذار المقبل سوف يسهم في بلورة موقف خليجي موحد حيال مختلف القضايا.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن هذه الزيارة خطوة على طريق طويل يحتاج إلى كل جهد مخلص من أجل بلوغ الأهداف السامية, وهي في نفس الوقت تحمل الكثير من الدلالات على عمق السياسات القطرية وثباتها على طريق خدمة الأهداف العربية والإسلامية.