الحمى القلاعية تثير الرعب في أوروبا
تصدرت الصفحات الأولى للصحف البريطانية الأزمة التي تعصف حاليا بمجمل قطاع اللحوم في القارة الأوروبية, ومواصلة بريطانيا مكافحتها للحمى القلاعية بإقامة حواجز ضد الغبار وغيرها من التدابير الاحترازية, خوفا من انتشارها في أرجاء البلاد أو ربما انتقالها إلى أوروبا عبر القنال الإنجليزي.
كما أعطت حيزا هاما في صفحاتها الدولية لمسألة مشاركة حزب العمل في حكومة ائتلافية بزعامة الليكود في إسرائيل, فضلاً عن جولة وزير الخارجية الأميركي كولن باول إلى الشرق الأوسط، وخطاب الرئيس جورج بوش المتفائل عن الميزانية.
” أقدمت فرنسا وألمانيا وهولندا على إتلاف 38 ألف رأس من المواشي ليلة البارحة وهو رقم يزيد ست مرات عن العدد المتلف في بريطانيا حتى هذا الوقت ”
|
فتحت عنوان "إغلاق الريف في محاولة لإنقاذ المزارع" كتبت التايمز بأن قوات الجيش وضعت في حالة تأهب للمساعدة عند الاقتضاء في احتواء مرض "الحمى القلاعية" الذي يؤثر على عدة مقاطعات سبق أن تأثرت بكارثة وباء عام 1967 حيث استطاعت السلطات في ذلك الوقت حصره في ثلاث مقاطعات.
وأشارت إلى أن رد الفعل الأوروبي كان لافتا للنظر حيث قامت فرنسا وألمانيا وهولندا بإتلاف 38 ألف رأس من المواشي ليلة البارحة وهو رقم يزيد ست مرات عن العدد المتلف في بريطانيا حتى هذا الوقت.
وفي عنوان الغارديان "انتشار الفيروس يجلب تشوشا جديدا" أفادت الصحيفة بأن ست حالات جديدة سجلت أمس وتؤثر على أربع مقاطعات كانت خالية من هذا المرض، بينما تزداد الفوضى في الحياة البريطانية.
وتداركا لأي فوضى جديدة محتملة أعلن وزير الزراعة نك براون بأن الجيش سيستخدم الأطباء البيطريين لفحص عدد محدود من المواشي ونقلهم إلى المسالخ يوم الجمعة بهدف إمداد الأسواق باللحوم تجنبا لمشكلة اجتماعية.
وعنونت ديلي تلغراف "اليوم الذي أغلقوا فيه الريف"، وقالت إن الريف البريطاني أغلق فعليا أمس عندما تم فرض حظر على لقاء الخيول في جميع أنحاء البلاد، وأعطيت الصلاحيات للسلطات المحلية بإغلاق جميع ممرات المشاة في قوانين اضطرارية لإنهاء انتشار هذا المرض.
أما الإندبندنت فجاء في عنوانها "حالات جديدة.. إغلاقات جديدة.. ذعر جديد". وكتبت أن مخاوف انتشار مرض الحمى القلاعية خارج بريطانيا ازدادت أمس بعد اكتشاف العلماء الألمان بأن بعض الخراف المستوردة كانت على اتصال مع الفيروس.
وفي الوقت الذي ازدادت فيه إصابات المرض إلى 18 حالة، طلبت الحكومة الإيرلندية من مواطنيها عدم السفر إلى بريطانيا مما يزيد من احتمال عزل بريطانيا
” أعلنت الحكومة البريطانية بعد اجتماع طارئ تمديد الحظر على نقل المواشي في أرجاء بريطانيا حتى السادس عشر من آذار/ مارس خوفا من انتشار الحمى القلاعية في البلاد ”
|
عن باقي دول أوروبا.
ففي فرنسا التي استوردت 20 ألف خروف من بريطانيا بمناسبة عيد الأضحى حذر كبار المسؤولين البيطريين فيها من أن هذا المرض قد ينتشر عبر القنال الإنجليزية بواسطة الطيور.
ولهذا الغرض وغيره أعلنت الحكومة البريطانية بعد اجتماع طارئ في داونينغ ستريت تمديد الحظر على نقل المواشي في أرجاء بريطانيا حتى السادس عشر من آذار/ مارس خوفا من انتشار المرض في البلاد. كما أعلن وزير الزراعة نك براون بعد مباحثات مع وزارة المالية عن تعويضات تقدر بحوالى 200 مليون جنيه إسترليني إلى صناعة الماشية في بريطانيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن تفشي مرض الحمى القلاعية أدى إلى عرقلة مواعيد اللقاءات الرياضية حيث أعلن عن تعليق كل سباقات الخيول لمدة أسبوع ابتداء من اليوم.
كما أن لقاء شيلترهام أحد أكبر اللقاءات الذي يستمر عادة ثلاثة أيام ويحضره 150 ألف متفرج ويمد الاقتصاد المحلي بعشرة ملايين جنيه مهدد بالإلغاء. وتم إلغاء مباراة للركبي بين ويلز وإيرلندا في بطولة الدول الست العالمية التي كانت مقررة يوم السبت بطلب من الحكومة الإيرلندية.
ونبقى في الإندبندنت ولكن في موضوع يتصل بالشرق الأوسط حيث عنونت الصحيفة "عودة جديدة لشيخ السياسة الإسرائيلية". وكتبت أنه بالرغم من أنه لم يتسن له بأن يكون رئيسا لحزب العمل لحد الآن إلا أن هذا الرجل الحائز على جائزة نوبل للسلام سينقذ حزبه من صراع أليم على منصب الرئاسة.
وأشارت إلى أن خطاب شمعون بيريز الذي ألقاه أمام 1700 من أعضاء حزبه يوم الإثنين داعيا فيه إلى المشاركة في حكومة أرييل شارون لقي تأييدا واسعا. ويعتقد بيريز الذي سيشغل منصب وزير الخارجية بأنه قادر على تقييد التيار اليميني وإبقاء علم اتفاقية أوسلو مرفوعا.
ولفتت الصحيفة إلى أن حزب العمل صوت عن طريق الاقتراع السري لاختيار مرشحيه الثمانية في الحكومة الجديدة. ورأت أن طريقة الاختيار هذه ستؤدي إلى ترشيح أشخاص لا يملكون الوزن ولا الحنكة السياسية التي يرغبها الرئيس شارون الذي يواجه بدوره صراعا بين أعضاء الجناح اليميني والديني في حزبه.
وعنونت ديلي تلغراف "بيريز سيشارك شارون"، وذكرت أن شمعون بيريز (77 عاما) أقنع حزبه بالاشتراك مع أرييل شارون (73 عاما) في حكومة ائتلافية. ومن المتوقع أن يحصل على منصب وزير الخارجية بعد أن يواجه أندادا أصغر منه سنا للحلول مكان إيهود باراك زعيما لحزب العمل.
وقالت الصحيفة إن كلا من شارون وبيريز سيواجه رجلا مسنا آخر هو الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات (71 عاما). ووصفت كلا من شارون وبيريز بأنهما الزوج الشاذ حيث إن أحدهما يحمل المبادئ اليسارية ومهندس اتفاقية أوسلو لعام 1993 وحائز على جائزة نوبل للسلام، بينما الآخر مؤسس كتلة الليكود اليمينية ويعتبره العرب مجرم حرب. غير أن المشترك بين هذين الرجلين خدمتهما الطويلة في الجيش الإسرائيلي وفرصتهما الأخيرة في كتابة صفحاتهم الأخيرة في التاريخ.
ونعود إلى التايمز وإلى جولة وزير الخارجية الأميركي كولن باول التي دامت أياما قليلة في الشرق الأوسط، فقد عنونت الصحيفة "باول يواجه معركة العقوبات في البيت الأبيض".
وذكرت بأن الجنرال كولن باول عاد إلى واشنطن أمس بعد جولة شرق أوسطية معلنا عن تأييد عربي عام لتعديل الحظر المفروض على العراق ومعترفا في الوقت نفسه بأنه يواجه معارضة من قبل المتشددين داخل إدارة الرئيس بوش ولاسيما من نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ووكيل وزير الدفاع بول ولفويتز الأكثر تشددا.
ويرغب هؤلاء بمساعدة مجموعات المعارضة العراقية وسط تشكيك من جانب الجنرال باول باتخاذ مثل هذه الخطوة. ويرى باول بأن اقتراحه بتعديل نظام العقوبات عبر تسهيل استيراد المواد الاستهلاكية والصناعية والتشدد في استيراد الأسلحة وتصدير النفط العراقي سيكون جاهزا قبل انعقاد القمة العربية المقرر عقدها في الأردن الشهر المقبل.
وأشار إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد أعطاه تعهدا أثناء لقائه معه في دمشق بوضع الاستيراد السوري للنفط العراقي تحت إشراف الأمم المتحدة.
” بوش أعطى الناخبين الأميركيين والأسواق المالية رسالة اقتصادية متفائلة يرغبون في الاستماع إليها ”
|
ونختم جولتنا بصحيفة غارديان وبعنوان يقول "رسالة بوش المتفائلة بشأن الميزانية". فقد رأت الصحيفة أن جورج بوش أعطى الناخبين الأميركيين والأسواق المالية رسالة اقتصادية متفائلة يرغبون في الاستماع إليها مفادها: أنتم أثرياء وقادرون على الحصول على كل شيء. ووعد في خطابه الذي ألقاه على المجلسين بأنه سيستمر في ضخ المزيد من مليارات الدولارات على التعليم والإنفاق العسكري. ورأت أنه من أشد النقاط الملحوظة في خطاب بوش ابتعاده عن مبدأ إزالة العجز الحكومي في أسرع وقت ممكن. وهذا العجز يقدر بـ3400 مليار دولار ومن المتوقع أن ينخفض إلى 3200 مليار في ربيع 2002. ولفتت إلى أنه بدل إعلانه عن إزالة العجز كليا خلال عشر سنوات أعلن بوش أنه ينوي إزالة ملياري دولار في ربيع 2002 وإبقاء العجز بمقدار 1200 مليار دولار. ويرى المراقبون أن هذا الرصيد يساوي المبالغ المتطلبة للاتفاقات التي وعد بها الرئيس والخطة التي قدمها بتقليص نسبة الضرائب.