ستبقى الانتفاضة ويبقى العراق
تونس- خالد الأيوبي
اهتمت الصحف التونسية الصادرة اليوم بعدد من الموضوعات من أبرزها استقبال الرئيس التونسي لرئيس جمعية الصداقة البرلمانية الإيطالية التونسية، إضافة إلى الملف العراقي وزيارة طه ياسين رمضان إلى تونس.
فجاء في عناوين الشروق:
– العراق يطالب الروس بلجم غطرسة الإنكليز والأميركان.
– محمود درويش: الانتفاضة تصحيح لمسار السلام وإسرائيل محصنة بالنظام العربي.
أما الصباح فقالت:
– العراق يقطع علاقاته التجارية مع كندا وبولندا ويهاجم صمت الأمم المتحدة.
– مستشار شارون: نرفض لجنة تقصي الحقائق.
وفي الصحافة:
– مجلس النواب يصادق على القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي وعلى دورية انعقاد القمم العربية.
– بريطانيا: قانون مكافحة الإرهاب يدخل حيز التنفيذ.
” إن ما يحدث الآن في فلسطين والعراق من تحدٍ للإرادة الدولية الحقيقية يؤكد إفلاس الأطروحات الدولية ”
|
ومن العناوين إلى الافتتاحيات والآراء التي كانت معظمها حول موضوعي الانتفاضة الفلسطينية والهجوم الأميركي البريطاني على بغداد، فقالت فاطمة الكراي في صحيفة الشروق تحت عنوان لكل جريمة عقاب إن الهجوم على بغداد لا مكان له على خارطة الشرعية الدولية، ولا مكان له في أي من قرارات الأمم المتحدة، وإن المشهد كما يلوح الآن لا ينبئ بأن الولايات المتحدة مكترثة بالشرعية الدولية ولا بصيانة ميثاق الأمم المتحدة.
وبعد أن حملت المجتمع الدولي وتحديدا الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي مسؤولية ما يحدث الآن من خرق تساءلت الكراي عن مدى تواصل الغطاء الدولي لهذا الصنيع الأميركي الذي لا يخدم السلم والأمن الدوليين في شيء.
واختتمت الكراي مقالها بالقول: إن ما يحدث الآن في فلسطين والعراق من تحدٍ للإرادة الدولية الحقيقية يؤكد إفلاس عديد من الأطروحات، فالعهد الدولي لن يكون بخير وهو يرتكز على قرن أميركي إسرائيلي. لذا فكل العالم وأوله العرب مطالبون بإحداث التوازن الجديد، وهذا لن يكون سوى بموقف حازم من عملية القصف التي تعرضت لها بغداد.
” إن الانتفاضة باقية بنفس التدفق والإصرار والعنفوان حتى دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وإن العراق أكبر من كل حملات القصف وإنه باق رغم الحصار والأعداء ”
|
بدوره وتحت عنوان (وتبقى الانتفاضة… ويبقى العراق) قال عبد الحميد الرياحي في صحيفة الشروق أيضا: إن إسرائيل تمكنت من التقاط أنفاسها وتركز الحديث والأنظار على منطقة الخليج وتراجعت صور القمع الصهيوني والوحشي عن احتلال صدارة نشرات الأخبار وأعمدة الصحف، لكن كعادة السحر فإنه ينقلب دوما على الساحر، ولم تنطل الخدعة على الجماهير العربية التي تدرك أن تدمير العراق ومحاصرته هما جزء من مؤامرة كبرى تستهدف فلسطين والأمة بأسرها.
لذا فالتلاحم العربي قائم حول فلسطين والعراق وإن الانتفاضة باقية بنفس التدفق ونفس الإصرار والعنفوان حتى دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وإن العراق أكبر من كل حملات القصف وإنه باق رغم الحصار والأعداء.
من جهته قال فتحي عبد الرزاق في صحيفة الحرية إن السؤال المطروح الآن هو لماذا هذا الهجوم على بغداد بدون دوافع عسكرية ثابتة وفي الوقت الذي بدأت فيه القضية العراقية تدخل طريق الحوار مع الأمم المتحدة.
ويخلص الكاتب إلى القول إن هناك اعتقادا آخر مفاده أن هذه العملية العسكرية ضد العراق أريد من ورائها تحويل أنظار الرأي العام الدولي عما يدور في الأراضي الفلسطينية المحتلة من جرائم، خصوصا وأن ارتقاء شارون إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية لقي بصفة عامة الاستياء والحذر وحتى الاستنكار في العديد من أنحاء العالم.
ومن كل ما تقدم يتضح أن العرب عموما هم المستهدفون من كل المحاولات التي تستهدف ضرب هذا البلد أو ذاك وهذا الشعب أو ذاك في العالم العربي.
” إن الوقت قد حان لقادة العالم المؤثرين في مواقف مجلس الأمن كي يأخذوا بعين الاعتبار وجهة نظر مئات الملايين من المواطنين العرب والمسلمين وفي العالم أجمع ”
|
كمال بن يونس في صحيفة الصباح وتحت عنوان (قرار أحادي الجانب) اعتبر أن التصعيد العسكري الجديد في الخليج فجر أزمة ثقة سياسية في الرئيس الأميركي، كما فجر خلافات علنية وواضحة بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن بالنسبة لمستقبل ما اصطلح على تسميته بالملف العراقي.
وأضاف بن يونس قائلا: إن الوقت قد حان لقادة العالم المؤثرين في مواقف مجلس الأمن كي يأخذوا بعين الاعتبار وجهة نظر مئات الملايين من المواطنين العرب والمسلمين وفي العالم أجمع والذين عارضوا غزو الكويت ومحاولة ضمها بالقوة، لكنهم يعارضون كذلك تدمير العراق وقصف المدن العراقية من قبل قوات تتحرك بعد قرار أحادي الجانب.
وفي شأن محلي قال محسن الجلاصي في الحرية وتحت عنوان (رهان الاستثمار الخارجي) إن اهتمام الرئيس زين العابدين بن علي تجدد في ملف الاستثمار وخاصة الخارجي, إذ أسهم في إحداث أكثر من ألفي مؤسسة وخلق 177 ألف موطن شغل وفي إدخال تقنيات جديدة متطورة في عديد القطاعات.
واعتبر الجلاصي أن ما تتميز به تونس من أمن واستقرار وما توفره من ميزات تفاضلية وحوافز تمثل كلها عوامل تفرض مزيد التحرك الفاعل والمجدي لاستقطاب المزيد من الاستثمارات الخارجية وتوظيفها في دفع نسق التصدير والتشغيل والتنمية بصورة عامة.