أوضاع المنطقة تتجه نحو التعقيد
القاهرة-أحمد عبد المنعم
احتلت زيارة الرئيس مبارك لإيطاليا التغطية الأساسية في الصحف القومية، وعلقت الصحف كذلك على الغارات الأميركية على العراق، ونشرت العديد من الموضوعات المحلية والعالمية.
ونبدأ جولتنا بصحيفة الأهرام التي غطى موضوعها الرئيسي زيارة الرئيس مبارك لإيطاليا ونقرأ فيها العناوين التالية:
– مبارك وتشامبي يطالبان إسرائيل بوقف العنف واستئناف مباحثات السلام من حيث توقفت مع الفلسطينيين.
– مبارك: نسعى إلى حل لا يؤذي الفلسطينيين ولا يضر بالإسرائيليين.
– مصر وإيطاليا تحذران من تدهور الأحوال في المنطقة وتدعوان إلى دور أوروبي أكثر نشاطاً.
” المؤكد أن العدوان الأميركي البريطاني الأخير على بغداد يزيد تعقيد الموقف في المنطقة مما يفرض العودة إلى ضبط النفس والبحث عن حل جذري ومناسب للمشكلة العراقية ”
|
أما المقال الافتتاحي للصحيفة فقد جاء تحت عنوان "عدوان زاد الوضع تعقيداً في العراق". تقول فيه: من المؤكد أن العدوان الأميركي البريطاني الأخير على بغداد يزيد تعقيد الموقف في المنطقة، وقد توالت الانتقادات العربية والدولية له لأن واشنطن ولندن لم تتشاورا بشأنه حتى مع حلفائهما الرئيسيين. ولعل أحدا من المعتدين لا يمكن أن يواجه ما ذهب إليه رد الفعل العراقي العنيف، ليس فقط تجاه الدولتين المعتديتن، ولكن أيضاً بتشكيل 21 فرقة عسكرية من العراقيين الذين تطوعوا للمشاركة مع الفلسطينيين في انتفاضتهم ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وكل هذا التصعيد من كلا من الجانبين يزيد التوتر واحتمالات اندلاع العنف في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط مما يتطلب العودة إلى ضبط النفس والبحث عن حل جذري ومناسب للمشكلة العراقية في ضوء الشرعية الدولية وبعيداً عن شريعة الغاب".
وعلى الصفحة السادسة وحول نفس الموضوع كتب نبيل عمر عموداً تحت عنوان "الشرطي والبلطجي" يقول فيه: المدهش أن الولايات المتحدة لا تريد أن تلعب دور الشرطي وتفضل عليه دور البلطجي الدولي. الشرطي ينفذ القانون المعروف الذي يرضى به الجميع وهو القانون الدولي، لكن البلطجي يطبق قانونه الخاص المعبر أولاً عن عضلاته وقوته الغاشمة. هذا بالضبط ما تمارسه الولايات المتحدة مع العراق.
” زواج المصريين من الإسرائيليات قضية تمس الأمن القومي وهؤلاء سوف يمثلون مستقبلاً قنبلة موقوتة تهدد أمن وسلامة الوطن ”
|
ومن الأخبار الداخلية نقرأ العنوان الآتي "طلب إحاطة في البرلمان عن زواج المصريين من إسرائيليات". ويقول الخبر: تقدم النائب المستقل محمد خليل قويطة بطلب إحاطة عاجل للدكتور عاطف عبيد رئيس مجلس الوزراء حول عمل 14 ألف شاب مصري في إسرائيل وإقدام الآلاف منهم على الزواج من إسرائيليات. وقال قويطة: إنها قضية أمن قومي وهؤلاء سوف يمثلون مستقبلاً قنبلة موقوتة تهدد أمن وسلامة الوطن.
وعلى الصفحة المتخصصة في الطب والعلوم كتب محرر الصفحة عموداً ينتقد فيه قرار رئيس جامعة القاهرة الذي يفرض على كل باحث في أية كلية أو مركز بحثي يرغب في المطالعة بمكتبة إحدى كليات الجامعة أن يسدد رسماً معيناً. ويقول المحرر: بدلا من أن نشجع باحثينا على العمل البحثي نتفنن في وضع العراقيل أمامهم، وعلى حد علمي فإن أي جامعة في العالم لم تتخذ مثل هذا القرار.
” العالم لا يحب صدام حسين ولا نظامه، ولكن لا أحد يقبل أن يكون الثمن هو إبادة الشعب العراقي ”
|
أما صحيفة الأخبار فقد خصصت مقالها الافتتاحي للتعليق على قصف العراق فقالت: أوضحت الضربة بما لا يدع مجالا للشك مدى انحسار التأييد العالمي لاستطالة قضية العراق بدون حل واستمرار الصراع الأميركي البريطاني في بغداد بما يفرضه من ثمن باهظ على الشعب العراقي وتهديده لاستقرار المنطقة.
واختتمت الأخبار كلمتها قائلة: العالم لا يحب صدام حسين ولا نظامه، ولكن لا أحد يقبل أن يكون الثمن هو إبادة الشعب العراقي.
وعلى الصفحة السابعة نشرت الصحيفة مقالاً تحت عنوان "مجلس الشعب لن يصدر ترخيصاً بالقتل" تعليقاً على القانون المزمع عرضه على مجلس الشعب قريباً والخاص بنقل الأعضاء.
ويستحث المقال رئيس مجلس الشعب على ألا يسمح لهذا القانون بالصدور حتى لا يصدر مجلس الشعب ترخيصاً بالقتل يصير معه جسد المواطن المصري "شكارة" لقطع الغيار البشرية ويتحول بعده بعض الأطباء إلى جزارين يمكن للواحد منهم أن يسرق "لحم" أخيه وهو غائب عن الوعي يعاني سكرات الموت.
” اليوم جاء دور الإسرائيليين ليدفنوا فلذات أكبادهم وليرتفع عويلهم وتنكسر قلوبهم.. سلمت يدك يا علاء ”
|
وتعليقاً على عملية علاء خليل أبو علبة الذي قتل ثمانية من المجندين الإسرائيليين وأصاب 20 آخرين تقول الأخبار في مقال لها: اليوم جاء دور الإسرائيليين ليدفنوا فلذات أكبادهم وليرتفع عويلهم وتنكسر قلوبهم. لخمسة أشهر كاملة لم تتوقف دموع الفلسطينيات، واليوم يخرج علاء ابن غزة لينتقم لهم جميعاً.. سلمت يدك يا علاء.
أما صحيفة الجمهورية فقد اهتمت بالرد على عضو الكنيست الإسرائيلي ليبرمان الذي كرر تهديداته أمس بضرب السد العالي قائلاً: إن إسرائيل تملك السلاح الجوي القادر على ذلك.
ونشرت الصحيفة تصريحات نسبتها لمصدر مسؤول مفادها أن مصر لا تعير مثل هذه التصريحات أي اهتمام وأن ليبرمان واحد من المتطرفين المهووسين ولا يعي ما يردده.
وعلى الصفحة السادسة نشرت الصحيفة تقريراً حول مؤتمر قمة الثماني الإسلامية والمزمع انعقاده في القاهرة الأحد القادم. ويقول التقرير إن فكرة تأسيس مجموعة الدول الإسلامية الثماني ظهرت لأول مرة في أكتوبر/تشرين الأول 1996 على لسان نجم الدين أربكان رئيس وزراء تركيا في ذلك الحين، وكانت الفكرة تهدف إلى إقامة تجمع اقتصادي بين أكبر ثماني دول إسلامية من حيث التعداد.
وتأسست المجموعة عام 1997 وعقدت قمتها الأولى في إسطنبول في نفس العام، ثم القمة الثانية في داكا عاصمة بنغلاديش في مارس/آذار 1999. وتتكون المجموعة من مصر ونيجيريا وتركيا وإيران وباكستان وبنغلاديش وماليزيا وإندونيسيا. ومجموع سكان هذه الدول يزيد على 800 مليون نسمة وحجم تجارتها الخارجية يصل إلى 80 مليار دولار ولديها 12% من احتياطي البترول العالمي و21% من احتياطي الغاز، وتتحكم في ممرات مائية عالمية مثل قناة السويس ومضيق البسفور التركي ومضيق ملقا الماليزي، وربما هذا ما جعل صاحب فكرتها أربكان يصف قيام هذه المجموعة بأنه "نقطة تحول مهمة في تاريخ البشرية".
أما صحيفة الوفد فقد نشرت عدداً كبيراً من الأخبار المحلية والعالمية. ونبدأ بالموضوع الرئيسي الذي جاء تحت عنوان "فضيحة جديدة للصادرات المصرية". وجاء في هذا الخبر أن السلطات الفرنسية كشفت عن فضيحة للصادرات المصرية، حيث ضبطت الجمارك الفرنسية شحنات قطع غيار مصرية تم تصديرها إلى فرنسا
” الشيء الوحيد المتاح أمام العرب حالياً لمواجهة شارون هو الحرب الشعبية الاستنزافية التي لا تستطيع إسرائيل في نهاية المطاف أن تحتمل استمرارها ”
|
وتبين أنها مغشوشة. وتضم هذه الشحنات أجزاء محركات وفلاتر وأسطوانات دبرياج تقدر قيمتها بنحو 17 مليون فرنك فرنسي.
وعلى الصفحة السابعة كتب أحمد عز العرب نائب رئيس مصر للطيران سابقاً مقالاً تحت عنوان "البديل الوحيد.. للعرب" حيث يرى الكاتب أن "الشيء الوحيد المتاح أمام العرب حالياً لمواجهة شارون هو الحرب الشعبية الاستنزافية التي لا تستطيع إسرائيل في نهاية المطاف أن تحتمل استمرارها".
وتعليقاً على ضرب العراق كتب محمد مصطفى شردي عموداً يقول فيه: أميركا تريد أن تتحاور معنا على أساس تصنعه وزارتها، وبما أن الوزارة جديدة والإدارة حديثة إذن هناك معطيات لا نعلمها. والحالة التي تنتشر في الوطن العربي الآن هي حالة غضب شعبي لأن إسرائيل تنتهك السلام كل يوم، لذا فإن الولايات المتحدة تريد لنفسها بعض الوقت.. وأفضل وسيلة هي أن ينشغل العرب بقضية أخرى.. اسمها العراق.
ونختتم جولتنا بصحيفة الأحرار التي نشرت على صفحتها الثالثة تحقيقاً تحت عنوان "قصف العراق فريضة أميركية". واستضاف التحقيق عدداً من المحللين السياسيين والعسكريين الذين جاءت آراؤهم كالتالي:
نبيل عبد الفتاح الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية يؤكد أن قصف العراق يكشف عن عدة إشارات
” الولايات المتحدة لا تهدف لإسقاط نظام صدام ، ولكنها تهدف إلى إيجاد ذريعة لوجودها في المنطقة وزيادة مبيعات أسلحتها وتجربة بعضها في عمليات القصف وإجبار دول النفط على دفع فاتورة كل هذا ”
|
تريد الإدارة الأميركية أن تنقلها للعرب، أولها التمهيد لزيارة وزير الخارجية الأميركي كولن باول للمنطقة، والتأكيد مسبقاً لحلفاء أميركا في دول الخليج أن الإدارة الأميركية الجديدة تتسم مواقفها بالحزم والتشدد تجاه العراق، وهي رسالة موجهة في المقام الأول للرأي العام العربي الذي شهد في المرحلة الأخيرة تصاعداً نحو الاتجاه لرفع العقوبات عن العراق.
أما اللواء طلعت مسلم الخبير الاستراتيجي فيؤكد أن ما حدث هو رسالة لكل الدول العربية التي قامت بكسر الحظر الجوي للعراق لأهداف إنسانية ويرى أن الولايات المتحدة لا تهدف لإسقاط نظام صدام، ولكنها تهدف إلى إيجاد ذريعة لوجودها في المنطقة وزيادة مبيعات أسلحتها وتجربة بعضها في عمليات القصف وإجبار دول النفط على دفع فاتورة كل هذا.
أما د. رفعت سيد أحمد مدير مركز يافا للدراسات السياسية فيطالب بعقد قمة عربية طارئة لتفويت الفرصة على الولايات المتحدة في استمرار وجودها في المنطقة.