نصر الله: الشروط الأميركية تبدأ ولا تنتهي
بيروت-رأفت مرة
خصصت الصحافة اللبنانية الصادرة اليوم جزءا من صفحاتها لمتابعة النتائج المترتبة على العملية التي نفذتها المقاومة الإسلامية في مزارع شبعا بعد التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان. وتناولت الصحف الاتصالات المحلية والإقليمية الهادفة إلى احتواء الموقف بعد التصريحات التي أدلى بها مسؤولون أميركيون بشأن ضرورة وقف العمليات وما استتبعها من مواقف معارضة.
وركزت الصحف اللبنانية كذلك على التطورات الإقليمية بعد القصف الأميركي البريطاني لبغداد، وخرجت الصحف بعناوين تتحدث عن الانعكاسات الإقليمية للغارات على العراق وارتباطها بجولة وزير الخارجية الأميركي كولن باول للمنطقة وتوقيت ذلك مع إجراء مناورات إسرائيلية أميركية مشتركة.
وفي العناوين تناولت صحيفة النهار الاتصالات بين دمشق وبيروت والزيارة المفاجئة لرئيس مجلس النواب نبيه بري إلى دمشق والتي أعقبها زيارة مماثلة للرئيس رفيق الحريري، وقالت النهار:
– الأسد والحريري ناقشا التهديدات وباراك توعد برد ملائم.
– نصر الله يعتبر اشتراط أميركا وقف العمليات خطيرا.
أما صحيفة المستقبل فقد تناولت لقاء الرئيسين الحريري والأسد الذي بحث في المستجدات المحلية والإقليمية وجاء في عناوينها:
– نصر الله: الشروط الأميركية تبدأ بوقف المقاومة ولا تنتهي.
– شارون والعراق محور محادثات الأسد – الحريري.
– تمارين إسرائيلية – أميركية لإطلاق صواريخ باتريوت.
– تل أبيب تتحدث عن خطر التقارب السوري –العراقي– الإيراني.
وفي الافتتاحيات كان لقاء بشار للحريري وعملية مزارع شبعا والغارات الأميركية على بغداد محور التعليقات, فقد رأت صحيفة المستقبل "أن المباحثات التي جرت في دمشق بين الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء رفيق الحريري جرت على إيقاع التهديدات الإسرائيلية والتحذيرات من مناخ إقليمي متوتر".
أما صحيفة النهار فقالت "إن الصخب السياسي والدبلوماسي الذي أثارته عملية حزب الله الجمعة الماضية في مزارع شبعا والتي أدت إلى مقتل جندي إسرائيلي وجرح اثنين تصاعد في الساعات الثماني والأربعين الماضية واقترن بتهديدات أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي ضد لبنان وسوريا مما حرك اتصالات عاجلة بين بيروت ودمشق لدرس الموقف واتخاذ الخطوات اللازمة بشأنه".
” تحمل عملية شبعا الأخيرة دلالات تتعدى مسألة تحرير المزارع ”
|
وعلقت صحيفة المستقبل على تداعيات عملية شبعا والأخطار الناتجة عنها بعد الموقفين الأميركي والإسرائيلي، وجاء في تحليل للصحيفة "تحمل عملية شبعا الأخيرة دلالات تتعدى مسالة تحرير المزارع، وهي بدت صريحة على لسان السيد حسن نصر الله إذ نعى التسوية السلمية وأهدى العملية إلى الانتفاضة معلنا بذلك وظيفة للمقاومة أبعد من مهمة تحرير المزارع ومكرسا خطابا يتمايز كثيرا عن خطاب الدولة, ولربما ظنت المقاومة أن حساباتها الكبيرة وعلاقاتها الواسعة تغنيها عن التناغم المطلوب مع الحكومة.
لكن الأمر الخطير ليس لأنه يفقدها إجماعا مطلوبا فقط بل لأن مصلحة لبنان في مواجهة الحكومة الشارونية الموحدة لا يمكن أن تكون إلا في وحدة وطنية داخلية تعمل بإصرار على تثبيت الاستقرار والحؤول دون ردات الفعل الإسرائيلية الهوجاء, عبر التفاهم مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وإعطاء اللبنانيين فرصة لالتقاط الأنفاس بعد ثلاثة عقود من دفع الدماء والدمار دفاعا عن قضية فلسطين أو اقتتالا كانت أحد أسبابه".
ورأت الصحيفة "أن أولويات اللبنانيين على ما نسمع ونرى ونعايش لم تتغير، وهي تتركز على خفض المديونية ووقف نزف الاقتصاد واللحاق بما فات البلاد من تطور واستقدام الاستثمارات وإيجاد فرص عمل للشباب لوقف هجرتهم، من دون التخلي عن الثوابت الوطنية ووحدة المسارين، والتزام عملية السلام من دون التفريط خصوصا بوحدة وطنية دفعنا غاليا ثمن إعادة بنائها وكلنا ضنين بها وحريص على أن تكون سلاحنا لمواجهة الحكومة الشارونية. فأين عملية المزارع من هذه الأولويات؟".
” إن الاختبار الأميركي الأول في المنطقة لن يسهم في ترميم صورة الولايات المتحدة أو صداقاتها في عالم عربي وإسلامي بات أكثر عداء لها وتمردا عليها ”
|
أما صحيفة النهار فعلقت على العدوان الجوي على العراق ورأت أن الظرف الذي حصلت فيه الغارات ونتائجه سيئة، واعتبرت أن العملية أظهرت خللاً سياسيا.
كما اعتبرت الصحيفة أن "تراجع التوقعات الأميركية عن عملية السلام لا يمكن أن يقابله تعزيز للقبضة الحديدية ولسياسة شرسة حيال العراق في ظل استمرار عجز الولايات المتحدة عن تحقيق الحدود الدنيا من التوازن بين إسرائيل والعرب".
وخلصت إلى القول بأن "واشنطن سوف تجد نفسها وبسرعة أمام واقع جديد في منطقة الشرق الأوسط يتعين عليها معه أن تبتدع طرقا ووسائل جديدة للمعالجة وسياسات غير تقليدية خارج الإطار الذي ساد قرابة عقد كامل، خصوصا أن القدرة الأميركية على فرض نتائج نفوذها ومصالحها ورؤيتها للنظام الإقليمي تتعرض لتآكل مستمر وتراجع مضطرد".
ووصلت الصحيفة في استنتاجها الأخير إلى "أن الاختبار الأميركي الأول في المنطقة لن يسهم في ترميم صورة الولايات المتحدة أو صداقاتها في عالم عربي وإسلامي بات أكثر عداء لها وتمردا عليها".