الضربة الأميركية لبغداد رسائل إنذار

مسقط – طارق أشقر
ركزت الصحف العمانية الصادرة صباح اليوم فى عناوينها الرئيسية على ردود الفعل الدولية للغارات الأميركية ضد العراق ومتابعة التصعيد الإسرائيلي الأخير لعمليات القصف والضرب ضد الفلسطينيين فى الخليل بالإضافة إلى اهتمامها بموضوعات أخرى محلية وعربية وعالمية.
وقد أبرزت صحيفة الوطن عددا من العناوين عن تداعيات الضربة الأميركية البريطانية على العراق، فكتبت فى أعلى الصفحة الأولى: عواصم عدة انتقدت الغارات على العراق وسقوط قذائف هاون على مدينة إيرانية متاخمة للعراق.

كما عنونت صفحاتها الداخلية الأخرى بـ "احتجاجات واسعة فى الأردن ضد الضربات الأميركية والبريطانية" و"تركيا ترفض تكرار الضربات ضد العراق ودمشق وموسكو تصفان الغارات بأنها لن تأتي بنتائج إيجابية".

أما فلسطينيا فقد أفردت الوطن في صفحتها الأولى بخبر التصعيد الإسرائيلي الأخير ضد الفلسطينين وذلك تحت عنوان قصف إسرائيلي على الأحياء السكنية فى الخليل. وأوردت كذلك وبصفحتها الأولى أيضا تقريرا فلسطينيا عن استخدام إسرائيل الغازات السامة لقمع الانتفاضة الفلسطينية.

وفى منتصف صفحتها الأولى كتبت لبغداد صحيفة عمان "صدام يبحث مع مساعديه الرد على قصف بغداد". وفى صفحاتها الداخلية جاءت العناوين التالية: إدارة بوش الجديدة تبدأ التعاطي مع الشرق الأوسط بقصف بغداد. ومنظمة العفو الدولية تطالب بضمانات فورية لاحترام القانون الدولي وحقوق الإنسان للشعب العراقي. والعراقيون يهزأون من الغارات الجوية ضدهم.

إعلان

وعلى صعيد الافتتاحيات والتقارير نشرت الوطن تقريرا مطولا أصدره معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني مؤخرا وقدمه إلى إلى إدارة الرئيس الأميركي الجديد جورج ووكر بوش وهو بعنوان (الإبحار فى أجواء مضطربة… أميركا والشرق الأوسط فى القرن الجديد).


تقرير أمريكي يوصي بتغيير دموي في العراق عن طريق الانقلاب أو الانتفاضة

الوطن

وأوضحت الصحيفة بأن التقرير أعدته مجموعة من الباحثين فى إطار سعي المعهد للتأثير على سياسات الرئيس الأميركي الجديد، مشيرة إلى أن المعهد أسسه اليهودى مارتن أنديك عام 1985 وأن غالبية الذين قاموا بإعداد التقرير من الموالين سياسيا وعقائديا لإسرائيل مثل السناتور جوزيف لبرمان الذى كان مرشحا لمنصب نائب الرئيس فى قائمة مرشحي الحزب الديقراطي فى الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة.

وقد أوصى التقرير بدعم المعارضة العراقية إذ يرى أنها عنصر هام فى عملية تغيير دموي بالعراق داعيأ إلى أن يكون التغيير فى العراق دمويا وعنيفا سواء من خلال انقلاب أو انتفاضة. كما يطالب التقرير باستخدام وتحويل نظام العقوبات المفروضة على العراق كأداة لضرب القوات العسكرية التابعة لصدام حسين وفى نفس الوقت توسيع قائمة البضائع المسموح بها للشعب العراقي ضمن معادلة النفط مقابل الغذاء.

كما يدعو التقرير الإدارة الأميركية إلى منع أي حرب فى المنطقة من خلال التأكيد على التحالف غير المكتوب مع إسرائيل وتعزيز العلاقات مع الدول العربية المعتدلة ووضع حد للأطراف العدائية في المنطقة.

وأكد التقرير أن على العراق الإدراك بأن الولايات المتحدة الأميركية مستعدة لقيادة تحالفات سياسية وعسكرية ضده في حال سعيه التدخل في الصراع العربي الإسرائيلي أو محاولته ابتزاز أي دولة ذات دور إقليمي مثل الأردن لاتخاذ مواقف متشددة أو الاستفادة من الوضع العسكري الناشئ للتدخل في مناطق مثل شمال العراق.

كما أوصى التقرير بأن تكون إسرائيل في أعلى سلم أولويات الإدارة الجديدة عبر التأكيد بالقول والفعل على التحالف الأميركي الإسرائيلي ووضع حد للعنف، ودعوة القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية لاتخاذ الخطوات الضرورية للعودة للهدوء والالتزام بالعودة إلى طاولة المفاوضات.

إعلان

وفى عمود كلام في السياسة بصحيفة عمان وصف عبد الناصر سلامة الضربة الأميركية ضد العراق بأنها رسالة من واشنطن إلى العواصم العربية من خلال ست وعشرين طائرة شاركت في قصف بغداد ومؤداها أن واشنطن لن تسمح بالتوجه الشعبي العربي وأحيانا الرسمي السائد الآن الذي يرى أنه لم يعد هناك أي مبرر لاستمرار الحصار المفروض على الشعب العراقي.

وأوضح الكاتب بأن توقيت هذه الرسالة جاء قبل أيام قليلة من بدء جولة كولن باول وزير الخارجية الأميركية إلى المنطقة مشيرا إلى تنصيب الإدارة الأميركية الجديدة كان متزامناً مع عمليات تقارب بين بعض العواصم في المنطقة وبين بغداد.

وفسر الكاتب الضربة الأميركية الأخيرة بأنها تعامل طبيعي للإدارة الأميركية الجديدة لكونها من الجمهوريين وبقيادة جورج بوش الابن وبالتالي جاءت امتدادا طبيعيا لإدارة بوش الأب السابقة إذ كان من الطبيعي أن تحمل على عاتقها مهمة التعامل مع ملفات الإدارة السابقة والتي ظلت من وجهة نظرها معلقة حتى الآن.

كما وصف الكاتب الضربة الأميركية بأنها جاءت ضمن تجاهل واشنطن لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 661 الصادر في السادس من أغسطس 1990 الذي يؤكد أن


بدا حرص الإدارات الأميركية واضحاً حتى في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي كشفت عن أن كلا المرشحين يتنافسان أمام الناخبين حول من سيكون أكثر قسوة تجاه العراق

عبد الناصر سلامة-عمان

فرض الحظر الاقتصادي الشامل لم ينص على فرض حظر جوى على الطيران العراقي لا داخل أجوائه ولا خارجها.

وانتهى الكاتب إلى أن الإدارات الأميركية المتعاقبة ظلت تؤكد دائما على أهمية الإبقاء على منطقتي الحظر جنوب وشمال العراق رغم الموقف الدولي وموقف الشارع العربي وأيضا رغم الموقف الفرنسي الذي اتضح من خلال انسحاب فرنسا من الحظر الجوى في عام 1998، في حين بدا حرص الإدارات الأميركية واضحا حتى في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي كشفت عن أن كلا المرشحين يتنافسان أمام الناخبين حول من سيكون أكثر قسوة تجاه العراق.

المصدر : الصحافة العمانية

إعلان