عملية تل أبيب.. الدرس الأول لشارون
أبوظبي- مراسل الجزيرة نت
مع العملية الفدائية للسائق الفلسطيني في تل أبيب عاودت الصحف الإماراتية اهتمامها المكثف بالشأن الفلسطيني، والذي كان قد تراجع في الأيام القليلة الماضية لحساب أخبار قضية الفساد في إمارة دبي وبعض قضايا الشأن المحلي الأخرى، فأعطت كل صحيفة لتطورات الوضع الفلسطيني أكثر من عنوان في صفحتها الأولى.
فعنونت الخليج :
– خليل أبو علبة اقتحم بحافلته تجمعا لجنود الاحتلال في تل أبيب.
– عملية نوعية تهز الكيان: 8 قتلى و23 جريحا إسرائيليا.
– باراك يشدد الحصار ويتوعد.. وشارون يهيئ مستوطنيه استعدادا لحرب.
– اتصالات لعقد اجتماع في القاهرة بين وزراء خارجية مصر وأمريكا وروسيا.
– زايد يدعو بوش إلى بذل كل جهد لإحلال السلام الشامل والدائم في المنطقة.
ومن أخبارها الخليجية:
– إعلان ولادة الحكومة الكويتية بـ 8 وزراء جدد بينهم وزير الدفاع والنفط.
– رئيس الوزراء يشيد بعرس الديمقراطية.. البحرينيون يقترعون لميثاقهم الوطني والمنامة تتوقع تأييدا مطلقا.
وبخصوص إيران أوردت الخليج: طهران تعلن إنتاج أقوى متفجرة غير ذرية في العالم.
ومن باقة أخبارها العربية أبرزت الخليج في صفحتها الأولى:
– أمريكا وبريطانيا تعطلان قرارا حول رفع العقوبات.. واشنطن لا تستبعد ملاحقة القذافي.
– مؤتمر المصالحة السوداني مرجح في أبريل وليبيا تؤكد وجود مؤشرات إيجابية.
– أفورقي يطالب الميرغني وقرنق بوقف التصعيد.
– مجهولان انتحلا صفة شقيقي كابيلا وأجريا محادثات رسمية في بغداد.
ومحليا أوردت الخليج:
نيابة دبي تدرس طلبا سعوديا لاسترداد بريطاني متهم بالاتجار في الكحول.. دخل متسللا وحاول الخروج برشوة.
وجاءت عناوين الصفحة الأولى للاتحاد في الاتجاه نفسه وإن كانت أكثر إيجازا وأقل عددا فيما يخص الشأن الفلسطيني والعربي فكتبت:
– 9 قتلى و 21 جريحاً إسرائيلياً في عملية فدائية نوعية.
تل أبيب: الاغتيالات مستمرة.. وباراك يهدد بإطاحة عرفات.
وفي الشأن الخليجي قالت الإتحاد:
– مشاركة شعبية واسعة في استفتاء البحرين.
– افتتاح المرحلة الأولى لحزام التعاون والاتصالات المؤمنة نهاية فبراير (بين دول المجلس).
– أخيراً ·· إعلان الحكومة الجديدة في الكويت.
وفي اهتمامها المحلي أوردت الاتحاد:
– إنشاء حي الإمارات وإطلاق مشاريع خيرية في المغرب.
– بدء إعداد قانون مكافحة الفساد.
أما جريدة البيان فأضافت للأخبار السابقة في الاتحاد والخليج عن تلقي (رئيس الدولة) زايد اتصالاً من بوش حول تطورات المنطقـة، وقتل سائق الحافلة الفلسطيني مجموعة من جنود الاحتلال والذي صاغته تحت عنوان "أجواء حرب في فلسطين" مجموعة من الأخبار المتنوعة:
– استشهاد جنين برصاصات إسرائيلية في رحم أمه.
– بطل عملية تل أبيب لا ينتمي لأي تنظيم.
– الاحتلال يحتجز عريقات وعبد ربه ودحلان لعدة ساعات.
ومن الأخبار ذات العلاقة بعملية التسوية أوردت البيان: الأسد وباول يبحثان السلام 26 الجاري.
ومن باقة أخبارها العربية والخليجية أيضا: ترجيح ترشيح موسى لخلافة عبد المجيد في إطار تعديل وزاري واسع في مصر.
وفيما يتعلق بموقف زعيم حركة الشعب اللبنانية من الوجود السوري في لبنان أوردت تصريح "واكيم (النائب اللبناني السابق): أنا مع أي طرف ضد أمريكا"
وعن تداعيات التحقيقات الأمريكية في قضية "أعوان أسامة بن لادن" قالت الصحيفة:
شاهد الملك: كل ما يقوله الأمريكيون صحيح!
ومحليا أوردت البيان:
– دراسة إنشاء مصنع للرقائق الإلكترونية في المنطقة الحرة بالمطار.
– 44 مليار دولار أرباح ثلاث شركات نفط عالمية لعام 2000.
وعلى صعيد الافتتاحيات اختارت صحف الاتحاد والبيان والخليج التعليق على عملية السائق الفلسطيني خليل أبو علبه ضد الجنود الصهاينة مشيرة إلى أنها هي الرد الصحيح على حرب الاغتيالات الصهيونية0
” على الإرهابيين باراك وشارون المتباهيين بقدراتهما الفذة في ممارسة إرهاب الدولة أن يدركا أن هذه السياسة لن تخيف الفلسطينيين ولن تثنيهم لأنهم أصحاب حق ”
|
فتساءلت صحيفة الاتحاد تحت عنوان " تهديدات باراك وشارون" عما كان يجب أن يتوقعه قادة عصابة الصهاينة وهم يأمرون جنرالاتهم بمواصلة مسلسل الاغتيالات القذر ضد قادة ورموز النضال الفلسطيني وما الذي ينتظرونه من شعب يائس يتعرض لعدوان وحشي مستمر منذ أشهر، ويسقط من شبابه وأطفاله مئات الشهداء وآلاف الجرحى، ويعانى من حصار وحرب تجويع عقابا له على مطالبته بمجرد جزء من أرضه السليبة وبعض حقوقه في العيش بكرامة وحرية واستقلال.
وقالت الصحيفة "يبدو من ردود الفعل الغوغائية التي صدرت عن باراك و شارون وأركان العصابة الصهيونية إزاء العملية البطولية في تل أبيب أنهم مازالوا مصرين على تجاهل دروس الماضي البعيد منها والقريب، وأنهم لا يريدون فهم أن للفلسطينيين حقا مهما كانت درجة غياب توازن القوى بين الجانبين في الرد على الجرائم الإسرائيلية الوحشية".
وأضافت "على الإرهابيين باراك وشارون المتباهيين بقدراتهما الفذة في ممارسة إرهاب الدولة وممارسة السياسة اللاإنسانية بحصار وتجويع شعب والتعهد باستمرار الاغتيالات إلى مالا نهاية إدراك أن هذه السياسة لن تخيف الفلسطينيين ولن تثنيهم لأنهم أصحاب حق وأن المزيد من الضربات الإسرائيلية يعني مزيدا من العمليات البطولية على شاكلة عملية تل أبيب وغيرها من العمليات الباسلة التي لم تتوقف بالاغتيالات الجبانة لأبطالها ومهندسيها ومنفذيها.
واختتمت الاتحاد بتحذير شارون بأنه إذا لم يتعلم من تجارب غيره فإن نيران الغضب الفلسطيني ستلتهمه مثلما التهمت غيره من قبل وستقضي عليه وستلقي به مثلهم في مزبلة التاريخ".
” إن الأهداف التي انتخب من أجلها شارون سقطت أمس في عملية تل أبيب ”
|
وتحت عنوان "الدرس الأول لشارون" أشادت صحيفة البيان بالعملية واعتبرتها بطولية، وقالت: "العملية مجرد رسالة أولى ردا على تصريحات شارون العدائية نحو العرب والفلسطينيين.. ذلك السفاح الذي اشتهر بمجازره ضد العرب جاء هذه المرة وهو يرفع المدفع في يد والسكين في يد أخرى، وكأنه يخير العرب في الطريقة التي يفضلون أن يقتلوا بها، وأنها جاءت لترد على هذا المتغطرس السفاح، ولتعلمه بأن العنف ليس بيده وحده وأن مجازر إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني سوف ترتد إلى صدور صانعيها من الصهاينة بل إلى كل الصهاينة أينما كانوا.
وأضافت الصحيفة أن الأهداف التي انتخب من أجلها شارون سقطت أمس في عملية واحدة, فشارون ادعى أنه سيحقق الأمن للإسرائيليين، وبالطبع هذا الأمن سيكون على حساب العرب, إلا إن العملية البطولية أكدت أن الأمن لن يتحقق لإسرائيل على يد شارون مثلما لم يتحقق على يد من سبقه بداية من بن غوريون وحتى باراك، ولن يتحقق إلا عبر السلام العادل الذي يرد الحقوق كاملة للعرب من خلال إقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني والانسحاب من الجولان وعدم اللجوء في إطلاق التهديدات ضد العرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن شارون وأتباعه -ومنهم باراك الآن- مخطئون بل جهلة لم يتعلموا من التاريخ شيئا ويظنون أنهم قادرون بترسانتهم المدججة بالأسلحة التقليدية والنووية على تهديد العرب وتخويفهم وإشعال أجواء الحرب في المنطقة وسيحقق لهم ما يريدونه فمن يهدد بالحرب عليه أن يدرك عواقبها لأن نيرانها ستأكله بل ستشوى جسده خاصة إذا كان هذا الجسد كجسد شارون فهو خير طعام لتلك النار.
” من الواجب الحذر من كمائن أميركية إسرائيلية لعقد مؤتمرات أو صفقات تنزع من الشعب الفلسطيني حقه في نضاله المشروع ضد العدوان على غرار ما حصل سابقا وتحت شعار رياح التهويل التي تهب من واشنطن وتل أبيب معا ”
|
وتحت عنوان "خليل أبو علبة" قالت صحيفة الخليج: إن الشعب الفلسطيني لا يستطيع أن يقف مكتوف الأيدي في مواجهة حرب الإبادة وأن هذا الشعب وإن كان لا يملك الدبابات ولا الطائرات والبوارج والقنابل النووية إلا إنه يملك ما هو أقوى من ذلك بكثير, إنه يملك إيمانه بقضيته وعدالتها وإرادته في الدفاع عن نفسه والبذل لاسترداد حقوقه.
وأضافت "العملية البطولية التي نفذها خليل أبو علبة ضد الجنود الصهاينة لا تخرج أبدا عن هذا الحق الذي لا يملك أن ينازعه فيه منازع وبخاصة أن باراك وشارون يصران على تصعيد إرهابهما على مرأى من العالم كله من دون أن يتحرك أحد جديا لوقف هذه النازية الجديدة.
وقالت الخليج أن الثنائي باراك وشارون يريدان بالأسلحة الأمريكية المتطورة التي يملكانها أن يكملا معا ممارسة الإرهاب ويطمعان "برعاية أمريكية وبضغط على الضحية" في أن تستسلم السلطة الفلسطينية والقوى الوطنية والإسلامية والشعب الفلسطيني إلى مخططاتهما وإلا فإن تهمة الإرهاب جاهزة للإعلان والتعميم من قبل الكيان الصهيوني والمباركة من قبل واشنطن.
وطالبت الصحيفة بموقف عربي لتأكيد حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن النفس والكفاح ضد الاحتلال حتى يرضخ الكيان الصهيوني لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية كحد أدنى في هذه المرحلة0 واختتمت الخليج بالقول من الواجب أيضا الحذر من كمائن أمريكية إسرائيلية لعقد مؤتمرات أو صفقات تنزع من الشعب الفلسطيني حقه في نضاله المشروع ضد العدوان على غرار ما حصل سابقا وتحت شعار رياح التهويل التي تهب من واشنطن وتل أبيب معا والتي تلوح بحرائق في المنطقة وحرب إقليمية واتساع رقعة العنف وغير ذلك مما يحفل به قاموس الترهيب الأمريكي الإسرائيلي.