معارك مواجهة شارون تشعل الضفة والقطاع
عمان – من باسل رفايعة
ركزت الصحف الأردنية الصادرة اليوم على تصاعد حدة المواجهات في الأراضي الفلسطينية التي أسفرت عن استشهاد فلسطينيين ونحو مائة جريح، وأبرزت صفحاتها الرئيسية تفاهم حزبي العمل والليكود في إسرائيل على ضرورة التوصل إلى اتفاق انتقالي بدلا من نهائي مع السلطة الفلسطينية.
وأوردت صحيفة الدستور في عنوانها الرئيسي "معارك مواجهة شارون تشعل الضفة والقطاع" وفي العنوان الثاني "شهيدان ومائة جريح وفتح تتوعد المستوطنين" وفي الثالث "الاحتلال يستخدم الغاز السام ويهدم خمسة منازل بمخيم خان يونس" وفي الرابع" العمل والليكود يتفقان على العمل للتوصل لاتفاق انتقالي وليس نهائيا مع الفلسطينيين".
أما صحيفة الرأي فقالت في عنوانها الرئيسي "شهيدان وعدوان وحشي على رام الله وخان يونس والبيرة" وفي الثاني "فتح تدعو لتكثيف الهجمات وحماس تهدد بإشعال الأرض تحت أقدام شارون" وفي الثالث "حزبا العمل والليكود يتفقان على التوصل لتسوية انتقالية مع الفلسطينيين".
وذكرت صحيفة الأسواق في عناوينها "شارون يبلغ واشنطن بإغلاق ملف الحل النهائي" و"العمل والليكود اتفقا على استبدال الحل النهائي باتفاقات انتقالية مع الفلسطينيين".
وفي الإطار نفسه تناولت افتتاحيات الصحف تفجر الأوضاع في الأراضي المحتلة والموقف العربي الواجب اتخاذه إزاء ذلك، في أعقاب وصول زعيم حزب الليكود المتشدد أرييل شارون إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية, وقبل أسابيع قليلة من انعقاد القمة العربية العادية التي تستضيفها عمان في أواخر مارس/ آذار المقبل.
” إن إرهاصات عهد شارون بدأت تتضح على مداخـل المدن والقرى الفلسطينية، بعد أن قضى شهيدان فلسطينيان قبل أن يعلن شارون تشكيلة حكومته ”
|
فمن جهتها قالت الدستور في افتتاحيتها إن إرهاصات عهد شارون بدأت تتضح على مداخل المدن والقرى الفلسطينية بعد أن قضى شهيدان فلسطينيان أمس وجرح العشرات قبل أن يعلن شارون تشكيلة حكومته، وقبل أن ينتقل إلى مكتبه في رئاسة الوزراء. وتساءلت: ما الذي ينتظره العرب في المقابل؟ وهل يتعين رؤية نصف الشعب الفلسطيني مذبوحا بالرصاص الإسرائيلي؟ وانتقدت في الوقت نفسه تصريحات المسؤولين العرب بضرورة إعطاء فرصة لشارون والتروي في الحكم على سياساته، مشيرة إلى أنه ينبغي على الأمة العربية التي جعلت السلام خيارها الاستراتيجي أن تتبع ذلك بكل مقومات القدرة والاقتدار وتسعى إلى امتلاك عناصر الضغط وأدواته.
وفي الرأي عرضت الافتتاحية الأجواء السياسية التي تسبق انعقاد قمة عمان، وفي مقدمتها وصول شارون إلى السلطة في إسرائيل وتلويحه بالقوة ضد المنطقة بأسرها. وقالت إن القمة تكتسب أهمية خاصة ليس فقط لتجديد الدعم العربي للانتفاضة الفلسطينية، ولكن للتأكيد على أن الموقف العربي من أي حكومة إسرائيلية يقاس بمدى التزام هذه الحكومة بمرجعية عملية السلام في مدريد واعتماد الشرعية الدولية ومبدأ "الأرض مقابل السلام" طريقا وحيدا للتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للصراع العربي الإسرائيلي. وأقرت الصحيفة أن قمة عمان لن تقترح المعجزات ولن تسد كل الفجوات والثغرات في المواقف العربية، لكنها قالت إن القمة "ستشكل عملا غير مسبوق بوصفها أول قمة دورية يتم الاتفاق عليها ويؤمّل أن تستمر القمة في الانعقاد وفق أجنده الجامعة العربية وما تمّ الاتفاق عليه في قمة القاهرة التي عقدت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي".
” شارون يرتكز في تهديداته العسكرية ضد مصر ودول الطوق عموما، على ذهنية صهيونية تؤمن بالتوسع والإبادة وسفك الدماء ”
|
كذلك، تناول كتّاب الأعمدة في الصحف الأردنية الأوضاع السياسية في المنطقة على ضوء التغيير الحكومي في إسرائيل. وتطرق مؤيد العتيلي في الرأي إلى محاولات شارون إشاعة أجواء الحرب في المنطقة ووضع العقبات أمام عملية السلام مع الفلسطينيين، مشيرا إلى أن شارون يرتكز في تهديداته العسكرية ضد مصر ودول الطوق عموما على ذهنية صهيونية تؤمن بالتوسع والإبادة وسفك الدماء، ويستثمر في الوقت نفسه رجحان كفة القوة العسكرية لصالحه مع بقاء حالة التشرذم العربي قائمة بل ومهيأة للمزيد من الفرقة والخلاف، وقال "في حال انحياز شارون تماما إلى خيار الحرب فإن وضع المنطقة سيكون أكثر قابلية للاشتعال من أي وقت مضى ولكن إسرائيل ستكون أيضا الخاسر الأكبر، ولن تلحق الخسارات بالدول العربية فقط كما كان الأمر في العقود الماضية".
” العرب لم يفعلوا ما بمقدورهم فعله ولم ينفذوا من قرارات قمة القاهرة ما هو رهن بإرادتهم وقرارهم الحر حتى ولو بتقديم الدعم المالي للشعب الفلسطيني ”
|
وفي الدستور علق عريب الرنتاوي على البيان الختامي لاجتماعات لجنة المتابعة العربية التي التأمت في عمان يومي السبت والأحد الماضيين، معتبرا أنه فشل في إظهار موقف عربي أكثر قوة وصلابة إزاء شارون، فالبيان لم يشر إلى ما سيفعله العرب لجعل شارون يبدأ من النقطة التي انتهت إليها المفاوضات مع السوريين والفلسطينيين، ولم يطرح أي أوراق يمكن أن تستخدمها الأمة لإجبار إسرائيل على الانصياع لمقررات الشرعية الدولية ومرجعيات مدريد، وتساءل الكاتب: لا ندري ما الذي سيفعله العرب من أجل توفير الحماية للشعب الفلسطيني في زمن الاحتلال؟ وخلص إلى أن "العرب لم يفعلوا ما بمقدورهم فعله ولم ينفذوا من قرارات قمة القاهرة ما هو رهن بإرادتهم وقرارهم الحر حتى ولو بتقديم الدعم المالي للشعب الفلسطيني".