الصحف الكويتية:حكومة جديدة تحرج التيارات وتقتل الاستجوابات
الكويت- شعبان عبد الرحمن
تشكيل الحكومة الكويتية الجديدة الذي طال انتظاره كان الخبر الرئيسي للصحافة الكويتية الصادرة اليوم, كما أولت الصحف اهتمامها بدعوة الرئيس الإيراني في احتفالات الثورة إلى ديمقراطية دينية مع الحفاظ على ثوابت الثورة وكذلك انتقاداته للمحافظين الذين يعارضون غصلاحاته.
وأجمعت العناوين الرئيسية على الاستقرار على التشكيل النهائي الذي سيتم إعلانه في وقت لاحق اليوم بعد وضع اللمسات الأخيرة, وخرجت الصحف بصور وأسماء أعضاء الوزارة الجديدة مشيرة إلى اختيار سبعة وزراء جدد بينهم أربعة نواب في مجلس الأمة، كما أشارت إلى وجود خمسة وزراء من الأسرة الحاكمة إضافة إلى الشيخ سعد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء والشيخ صباح الأحمد النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الخارجية.
وقالت القبس في عنوانها الرئيسي:
– صباح الأحمد: الحكومة اليوم.
– الخرافي (رئيس مجلس الأمة): نأمل أن يكون النواب الأربعة قدوة في العمل التنفيذي.
أما الأنباء فقالت: لمسات أخيرة على الحكومة تسبق إعلان التشكيل اليوم.
وفي الموضوع نفسه قالت الوطن: صباح الأحمد للخرافي: لا يمكن إرضاء الجميع وسترون عملا جيدا.
أما الرأي العام فقد أبرزت ردود فعل القوى السياسية الرئيسية وقالت في عناوينها:
– إحياء التراث (سلف) مرتاحة.. والحركة السلفية (تيار سلفي آخر) تؤكد أن الحكومة ليست لحل المشاكل بل لحل المجلس.
– الدستورية (الإخوان) في الوسط وكتلة الـ12(مستقلون) متحفظة والتجمع الديمقراطي (اليسار) يؤيد.
وتنبأت السياسة في عنوانها بهوية الحكومة القادمة حيث قالت: حكومة تحرج التيارات السياسية وتقتل الاستجوابات!
” ما يعنينا في الوزارة الجديدة هو ما كان يعنينا في الوزارات السابقة، وكنا نفتقده ”
|
وعلى صعيد الافتتاحيات احتل تشكيل الحكومة اهتماما بارزا في معظم الصحف, فقد قالت السياسة في افتتاحيتها: "ما يعنينا في الوزارة الجديدة هو ما كان يعنينا في الوزارات السابقة، وكنا نفتقده.. أي يعنينا وجود وزراء يتلقون جيدا أوامر الرئيس وتعليماته وينفذونها بسرعة وأمانة".
لكن آلية تشكيل الحكومة قوبلت بانتقادات وملاحظات من الكتاب والمحللين.. فالكاتب نبيل الفضل في مقاله المعنون بـ"حكومة واحة العطشان" يقول "الطريف في أمر تشكيل هذه الحكومة خاصة هو اختلاط الحابل بالنابل والراكب بالراجل والنابغ بالذابل حتى تداخلت الألوان والصفات، فظهر كل بمظهر غير مظهره وتزيى كثيرون بغير زيهم".
أما صالح الشايجي ففسّر ذلك في مقاله (بلا قناع) بصحيفة الأنباء عندما تساءل "ماهو الجديد فيها؟ هل هو دخول فلان أو خروج علان؟ قد تتبدل الأسماء.. ولكنها في الفعل واحدة، ما دمنا داخل هذا الإطار، وما دمنا سائرين على النهج نفسه! إنها دعوة للوقوف من أجل التأمل الطويل، وإعادة تركيبة المجتمع وصياغته صياغة جديدة، نقرر بعدها الشكل المناسب الذي يجب أن نكون عليه، أما غير ذلك فـ"لا طبنا ولا غدا الشر" وستظل الأزمة قائمة ولسوف تكبر!.
” كيف يحق لهم تعيين الوكيل"المرأة" ولا يحتذى بذلك الإجراء لتعيين الوزير "المرأة" ”
|
الدكتورة فاطمة العبدلي في زاويتها "ولنا رأي" بصحيفة القبس تساءلت عن السبب في عدم استوزار المرأة حتى الآن رغم اعتلائها مناصب وكيل الوزارة باقتدار، وتقول: "كيف يحق لهم تعيين الوكيل "المرأة" ولا يحتذى بذلك الإجراء لتعيين الوزير "المرأة"؟! ألم تقم السيدات الفاضلات في مواقعهن الآن كوكيلات وكوكيلات مساعدات بأدوار سياسية وعلمية واقتصادية واجتماعية ربما تفوق دور الوزير نفسه ؟!
وفي الشأن الإيراني اهتمت الصحافة الكويتية بالخطاب الذي ألقاه الرئيس الإيراني محمد خاتمي في احتفالات الذكري الـ22 للثورة ودعا فيه إلى الدفاع عن الديمقراطية الدينية مؤكدا حرصه على النظام الإسلامي ردا على المظاهرات التي اندلعت ضد هذا النظام في الأيام الأخيرة، وإعلانه في الوقت نفسه أن الثورة ليست ملكا لمجموعة معينة وأن الثقة بالشعب هي الشرط الوحيد لاستمرار الثورة.
وقالت الرأي العام إن خاتمي وجه بعض الانتقادات إلى خصومه المحافظين الذين ينتقدون إصلاحاته السياسية.
وأشارت الوطن إلى تنبيه خاتمي إلى خطرين يهددان مستقبل البلاد أولهما: يتمثل بإمكان قيام قطيعة بين المبادئ الدينية وقيم الاستقلال والحرية، والثاني: يتمثل بإعطاء صورة سيئة وتفسير ماضوي وشخصي للدين.