صحف الأردن: تسع دول عربية تبحث مواجهة شارون
عمان – من باسل رفايعة
واكبت الصحافة الأردنية اليوم تصاعد المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في يوم الغضب والذي شهد أيضا أول اتصال سياسي بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي المنتخب أرييل شارون ، وركزت في هذا الصدد على اجتماعات لجنة المتابعة العربية التي تلتئم في عمان اليوم للبحث في تطورات عملية السلام في أعقاب وصول حزب الليكود إلى السلطة، وللاتفاق على بلورة موقف عربي لدعم الفلسطينيين إزاء ذلك في القمة العربية التي تشهدها عمان في أواخر مارس/آذار المقبل.
وأوردت صحيفة الدستور في عنوانها التمهيدي "شهيد و24 جريحا في يوم الغضب ورمايات على المستوطنات ومعسكرات الاحتلال". وفي الرئيسي "شارون: الخلافات عميقة والسلام النهائي مستحيل". وفي عنوانها الثاني "العمل يوافق بشروط على حكومة ائتلافية.. وجولة لباول في المنطقة تشمل الأردن في 23 الحالي". وفي عنوان ثالث "لجنة المتابعة تبحث في وصول شارون إلى السلطة".
أما صحيفة الرأي فقالت في عنوانها الرئيسي "تصاعد الانتفاضة في وجه شارون". وفي الثاني "زعيم الليكود يهاتف عرفات ويطالب باتفاق عدم اعتداء". وفي الثالث "شهيد وعشرات الجرحى في مواجهات واسعة بيوم الغضب". وفي عنوان آخر "لجنة المتابعة العربية تبدأ اجتماعاتها في عمان.. اليوم".
فيما ذكرت صحيفة الأسواق في عناوينها "تسع دول عربية تلتقي اليوم في عمان لبحث موقف القمة من شارون". و"لجنة المتابعة العربية تعد تقريرا نهائيا حول دعم الانتفاضة وتمهّد لقمة عمان". و"مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد يسلم رسائل للأردن ومصر والمغرب وقطر وسلطنة عمان".
كما أفادت صحيفة العرب اليوم في عنوانها التمهيدي "العمل يعلن شروطه للمشاركة في حكومة ائتلافية". وفي الرئيسي "إسرائيل تعرض هدنة وتستبعد السلام الشامل". وفي الثاني "مواجهات مسلحة وقصف إسرائيلي للضفة والقطاع". وفي الثالث "اجتماعات لجنة المتابعة العربية تبدأ في عمان اليوم".
وفي افتتاحيتي الرأي والدستور تناولت الصحيفتان الظروف التي تحيط باجتماعات لجنة المتابعة العربية وخصوصا التغيير السياسي في إسرائيل وتواصل الانتفاضة الفلسطينية.
” مهمة لجنة المتابعة مفتوحة وطويلة وقد تستدعي الظروف المستجدة التي سيفرضها رفض شارون لمرجعية السلام انعقاد قمة عربية جديدة ”
|
فمن جهتها عرضت الرأي الواقع الذي تألفت فيه لجنة المتابعة لتنفيذ قرارات قمة القاهرة غير العادية التي انعقدت لدعم انتفاضة الأقصى والرد على الأعمال العسكرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وللنظر في مستقبل عملية السلام قبل أكثر من ثلاثة شهور، ثم أشارت إلى أن اجتماعات اليوم تأتي في سياق ما فرضه وصول شارون إلى السلطة وما يحمله ذلك من خيارات عربية محدودة لمواجهة برنامجه القائم على عدم الالتزام المسبق بأي اتفاق أو بروتوكول لم يصادق عليه الكنيست الإسرائيلي، إضافة إلى تأكيدات شارون الدائمة بأن الفلسطينيين هم الذين يتحملون مسؤولية اندلاع الانتفاضة، وخلصت الصحيفة إلى أن "مهمة لجنة المتابعة مفتوحة وطويلة وقد تستدعي الظروف المستجدة التي سيفرضها رفض شارون لمرجعية السلام انعقاد قمة عربية جديدة".
أما الدستور فقالت إن بمقدور المجتمعين في لجنة المتابعة اليوم الاستماع إلى أزيز الرصاص ودوي القذائف التي انفجرت بغزارة في يوم الغضب الفلسطيني الذي سطّر خلاله الشعب الفلسطيني فصلا جديدا من فصول ملحمة الحرية والاستقلال، وحذّرت من بقاء العرب ضمن دائرة الحد الأدنى في مواجهة الحد الأقصى من الصلف والاستفزاز والعدوان الإسرائيلي لأن من شأن ذلك أن ينعكس بمرارة على الشعب الفلسطيني وصموده الأسطوري في وجه الغطرسة الإسرائيلية. وقالت "آن الأوان لاستراتيجية عربية مختلفة من أجل التصدي للأخطار الجسيمة التي تتحرك في ركاب شارون وأركان حزبه وائتلافه وحكومته المقبلة".
” آن الأوان لاستراتيجية عربية مختلفة من أجل التصدي للأخطار الجسيمة التي تتحرك في ركاب شارون وأركان حزبه وائتلافه وحكومته المقبلة ”
|
وفي سياق قريب تطرقت الأسواق إلى المؤشرات السلبية التي تطرحها إسرائيل من محادثات طابا بعدما أكد حزب الليكود بأن مفاوضات طابا غير شرعية وغير ملزمة ولا يمكن المراكمة عليها في أي جولات تفاوضية مستقبلية. وقالت إن ذلك يظهر أن الحكومة الإسرائيلية المقبلة سواء كانت ائتلافية أم يمينية إنما هي حكومة العودة بالمفاوضات إلى المربع الأول، وبالتالي الإجهاز على أي جهد تمّ على طريق السلام، مما يشير إلى أن مجيء حكومة جديدة هو محض مناورة سياسية تتخلص فيها تل أبيب من كل تبعات التفاوض لتضع مسارها التفاوضي القائم على إنكار الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني. واستنتجت الصحيفة "أن ذلك سيؤدي إلى أن عملية التفاوض الفلسطيني مع إسرائيل في الأسابيع المقبلة ستبدو كأنها مع حزب وليس مع دولة".
وفي أعمدة الصحف استحوذت الانتفاضة ووصول شارون إلى سدة الحكم على اهتمام الكتاب والمعلقين. وطرح مازن الساكت في عموده في الدستور تنبؤاته للوضع الجديد في إسرائيل قائلا إن عقلية شارون الليكودية ستدفعه إلى محاولات فرض شروطه عبر استعمال القوة بأشكالها المختلفة سواء ضد المقاومة والانتفاضة في فلسطين وجنوب لبنان أو بخوض حروب ضد سوريا ولبنان قد تمتد لتشمل الأردن وحتى مصر، لافتا إلى أن هذه الاحتمالات تعني أن أي حديث عن التسوية والتفاوض ومشاريعها هو مجرد مماطلة وتسويف يستهدف إجهاض الانتفاضة الفلسطينية وتعميق الخلافات العربية الفلسطينية. وقال إن هذا الواقع "يستدعي من الدول العربية، وخصوصا دول الطوق، إعادة النظر في مقولة إسقاط الخيار العسكري".
” الجنرال شارون سيجد نفسه على طريق السقوط إذا نجح العرب والفلسطينيون بإرسال رسائل واضحة للإسرائيليين بأن شعار الأمن قبل السلام غير مقبول ”
|
وعلّق طاهر العدوان في عموده في العرب اليوم على الطروحات الأمنية لحزب الليكود معتبرا أن طرح شارون لصيغة الأمن قبل السلام ليست جديدة، فقد طرح هذا الشعار من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو لكنه لم ينجح واضطر لتوقيع اتفاقيتين مع الفلسطينيين إحداهما انسحب فيها من مدينة الخليل والثانية في واي بلانتيشن ووافق فيها على الانسحاب من 11 أو 13% من أراضي الضفة الغربية غير أن حكومته سقطت. وقال إن "الجنرال شارون سيجد نفسه على طريق السقوط إذا نجح العرب والفلسطينيون بإرسال رسائل واضحة للإسرائيليين بأن شعار الأمن قبل السلام غير مقبول، وهذا ما يعتقد بأن قمة عمان العربية سترسلها بقوة ووضوح إلى تل أبيب".