عرفات غير قادر على السيطرة على الوضع



بون – اعتدال سلامة

أبرزت الصحف الألمانية تصاعد الأحداث في الأراضي المحتلة بعد الحرب الشاملة التي أعلنها شارون ضد الشعب الفلسطيني وسلطته, موضحة أن الرئيس عرفات غير قادر على السيطرة على الوضع أو أنه غير مستعد، مما يؤكد أن مواصلة الطريق معه لن تؤدي إلى سلام. كما اهتمت بتطورات مؤتمر بون بشأن أفغانستان الذي مازال منعقدا لليوم السابع على التوالي.


عرفات وعد باتخاذ العديد من الإجراءات في السابق بحق (الانتحاريين) لكنه لم يكن جادا لدرجة أن إسرائيل لم تعد تصدقه ولهذا تزداد المؤشرات بأن مواصلة الطريق معه لن تؤدي إلى سلام

تاغس شبيغل

لا سلام مع عرفات
وعن الوضع في الأراضي الفلسطينية علقت تاغس شبيغل بالقول إن التصعيد في الشرق الأوسط وصل إلى مرحلة سيئة، فالصواريخ التي نزلت على مركز قيادة الرئيس عرفات كانت الثأر المتوقع على مقتل 25 إسرائيليا, كما أن وقف القتل والعودة إلى طاولة المفاوضات لن يتم إلا إذا تمكن عرفات من السيطرة على كل مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني وألقى القبض على أعداء إسرائيل المتشددين مثل حماس ووضعهم وراء قضبان حديدية.

لكن برأي الصحيفة فإن عرفات إما غير قادر على القيام بهذه الخطوة أو لا يريد القيام بها، ويبدو أنه يقاوم الآن للاحتفاظ فقط بسلطته السياسية التي ينافسه عليها المتعصبون، لذا فإن ما أعلن عنه لن يغير الوضع إلا إذا بدأ حقا بحملة اعتقالات ضد من قام بالعمليات الانتحارية, لكنه وعد بذلك في السابق عدة مرات لدرجة أن إسرائيل لم تعد تصدقه, لذا تزداد المؤشرات بأن مواصلة الطريق معه لن تؤدي إلى سلام.

إعلان

بانتظار الاتفاق


مؤتمر بون دخل يومه السابع دون أي نتائج فالخلاف ما زال مستمرا على توزيع الحقائب الوزارية في الحكومة المؤقتة ومن يترأسها

برلينر تسايتونغ

تداعت الآمال أمس ولم ير الاتفاق في مؤتمر بون النور، فحسب ما نقلته صحيفة برلينر تسايتونغ لم تحمل مفاوضات المجموعات الأفغانية الأربع التي دخلت يومها السابع أي نتائج, فالخلاف مازال مستمرا على توزيع الحقائب الوزارية في الحكومة المؤقتة ومن يترأسها.

وأوضحت الصحيفة أن هناك أربعة مرشحين لرئاسة هذه الحكومة, فمجموعة روما الموالية للملك السابق ظاهر شاه تحاول الدفع بمرشحها الأوزبكي المقيم منذ سنوات في ألمانيا عبدالستار سيرات ولا اتفاق حتى الآن على المرشح البشتوني الذي ترغب به واشنطن حامد كرزاي, فقواته تحاول منذ أيام بمساندة الجنود الأميركيين الاستيلاء على قندهار بدون فائدة والمرشح الثالث هو قائد الأغلبية البشتونية سيد أحمد جيلاني رئيس وفد بيشاور في المؤتمر الذي أمضى السنوات الأخيرة في باكستان، أما المرشح الرابع فهو الرئيس المؤقت صبغة الله مجددي.


تعرض رباني لضغط قوي من القيادة الشابة في حركته وظهر ذلك جليا عبر تصريحات وزير داخلية تحالف الشمال يونس قانوني حيث قال إذا احتاج الأمر سوف نتجاهل الرئيس الاسمي

برلينر تسايتونغ

وكما نقلت الصحيفة فإن صعوبة اتخاذ قرار بشأن رئاسة الحكومة يكمن في اختلاف الآراء ضمن تحالف الشمال الذي يسيطر حاليا على العاصمة كابل, كما أن ما صرح به الرئيس السابق رباني أثر سلبا على سير المفاوضات, إذ طالب بحقه ليكون رئيسا للحكومة المؤقتة وأعلن معارضته لتسلم الملك السابق ظاهر شاه أي منصب.

وأضافت الصحيفة أن الضغوط الدولية على رباني جعلته يعلن استعداده للقبول بكل المقررات التي ستخرج عن المؤتمر. وتردد أيضا في أوساط دبلوماسية أن رباني تعرض كذلك لضغط قوي من القيادة الشابة في حركته وظهر ذلك جليا عبر تصريحات رئيس وفد الجبهة الموحدة وزير داخلية تحالف الشمال يونس قانوني حيث قال "إذا احتاج الأمر سوف نتجاهل الرئيس الاسمي".

ويعتقد المراقبون، كما تقول الصحيفة، أن مؤتمر الدول المانحة الذي سيعقد يومي الخامس والسادس من هذا الشهر في برلين سيدفع بالمجتمعين للتعجيل بإنهاء مؤتمرهم, فكل عون لإعادة تعمير أفغانستان مرهون بالبيان الختامي.

إعلان


على المجتمع الدولي أن يصر على مدى حاجة المرحلة الانتقالية لقوات متعددة الجنسيات إذ بدون تلك القوات لا يمكن حماية هذه المرحلة

برلينر مورغن بوست

الحاجة لقوات دولية
وتعليقا على سير المفاوضات الأفغانية في قصر بيترسبيرغ بالقرب من مدينة بون قالت صحيفة برلينر مورغن بوست إن تحالف الشمال في أفغانستان يأخذ ميدانيا وضعا هجوميا لكن موقعه السياسي في مفاوضات بون دفاعي. وقد دفعت الضغوط الدولية وبالتحديد من الولايات المتحدة هذا التحالف للتخلي عن معارضته والاستسلام لأدنى حد من الضروريات لبناء حكومة انتقالية. ومع ذلك فإن هذه الخطوة تعتبر تقدما لهذا المؤتمر المرهق.

لكن برأي الصحيفة فإن هنا حاجة ماسة لمواصلة الضغط كي تكون النوايا الطيبة لمؤتمر بيترسبيرغ سندا حقيقيا, فالحرب في مناطق عديدة من هذا الجزء من آسيا الوسطى مازالت حامية الوطيس ضد قوات طالبان والإرهابي بن لادن. وفي قتالهم يظل الأميركيون بحاجة إلى تحالف الشمال بالمعارك. وعلى المجتمع الدولي أن يصر على مدى حاجة المرحلة الانتقالية لما بعد حكم طالبان لقوات متعددة الجنسيات, فبدون تلك القوات لا يمكن حماية هذه المرحلة.

المصدر : الصحافة الألمانية

إعلان