مخاوف تركية من ضرب العراق


إسطنبول – نوزات صواش
قدمت الصحافة التركية الصادرة اليوم تقييما لما شهده عام2001, ولا سيما أحداث 11 سبتمبر، كما اهتمت بمخاوف المسؤولين إزاء ضرب العراق, إلى جانب الإشادة بالعمل الإعلامي الذي قامت به قناة الجزيرة خلال حرب أميركا على ما تسميه بالإرهاب في أفغانستان.



الطائرات المهاجمة لم تضرب مركز التجارة العالمي والبنتاغون فحسب بل ضربت مسيرة التاريخ أيضا

زمان

أحداث 11 سبتمبر
وتحت عنوان "11 سبتمبر نقطة تحول في تاريخ الإنسانية" قامت صحيفة زمان بتقييم أهم أحداث عام 2001 حيث أكدت أن مرحلة النظام العالمي الجديد التي بدأت بانتهاء الحرب الباردة استمرت حتى 11 سبتمبر 2001، إذ أن الطائرات المهاجمة لم تضرب مركز التجارة العالمي والبنتاغون فحسب بل ضربت مسيرة التاريخ أيضا".

وأشارت زمان إلى أن الهجمات التي راح ضحيتها أربعة آلاف شخص دفعت القوة الكبرى في العالم أي أميركا التي بلغ غضبها أقصاه إلى تحدي العالم حيث قسمت العالم إلى فريقين "إما معها أو ضدها". ولأول مرة في تارخ حلف الناتو أقر أعضاء الحلف على تطبيق المادة الخامسة من اتفاقية الحلف التي تعتبر أي ضربة موجهة إلى أحد الأعضاء ضربة إلى كافة الأعضاء وبالتالي يجب عليهم الرد عليها. وعندما اتجهت أصابع الاتهام ناحية حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان لقيت الولايات المتحدة دعما عالميا بدءا من معارضتها التقليدية فرنسا إلى عدوها العراق، ومن منافستها القديمة روسيا إلى منافستها المستقبلية الصين.

إعلان

وبعد حرب استمرت شهرين في أفغانستان استطاعت قوات التحالف الدولي وتحالف الشمال الانتصار على حركة طالبان وتنظيم القاعدة دون العثور على أي أثر لكل من أسامة بن لادن والملا عمر حتى الآن. كما تم تشكيل حكومة انتقالية في أفغانستان أملا في أن تأتي بالاستقرار والأمن للبلد بعد ثلاثة وعشرين عاما من الحروب. وخلصت زمان إلى القول "وهكذا استطاعت الولايات المتحدة أن تحقق خطوة إستراتيجية كبيرة في فترة قصيرة جدا حيث تمكنت من وضع قواتها العسكرية في منطقة أسيا الوسطى.. المنطقة التي لم تنجح في الهيمنة عليها حتى اليوم". واختتمت الصحيفة التقرير قائلة "في الأيام الحالية يبدو أن الصقور الأميركان الذين يتزعمهم نائب وزير الدفاع باول فولفوتز وجهوا سفينتهم ناحية العراق".


ضرب العراق
وفي ظل أنباء توجيه ضربة للعراق أكدت صحيفة يني شفق أن هناك إجماعا عاما بين كافة مسؤولي الدولة أنها لن تكون لصالح تركيا. وقد أعلنت ذلك في العنوان الرئيسي حيث قالت "موقف مشترك تجاه الضربة الأميركية" مضيفة "لقد أجمعت كل من الحكومة والمعارضة ومسؤولين آخرين في قمة الدولة على رفض العراق كهدف ثان بعد أفغانستان في إطار الحرب ضد ما تسميه أميركا إرهابا. فقد صرح رئيس الأركان العسكرية حسين قيورق أوغلو أن أي حملة على العراق ستكون غلطة كبيرة، وسرعان ما أيده رئيس الجمهورية أحمد نجدت سيزر".


لا شك أن حملة عسكرية ضد العراق ستسحب تركيا أيضا إليها، وأنا لا أتمنى ذلك

أجاويد – يني شفق

وكانت الحملة على العراق موضوع حديث رئيس الوزراء بولنت أجاويد، ونائبه مسعود يلماظ، ونائب زعيم حزب العدالة والتنمية بولنت أرينج بالأمس. فقد قال أجاويد "لا شك أن حملة عسكرية ضد العراق ستسحب تركيا أيضا إليها، وأنا لا أتمنى ذلك". أما مسعود يلماظ فقد قال "وحدة الأراضي العراقية قضية حياتية بالنسبة إلى تركيا. وأعتقد أن الهدف الرئيسي لأميركا بشأن العراق هو قلب النظام". وأعلن بولنت أرينج نائب زعيم حزب العدالة والتنمية بأن "حملة عسكرية ضد العراق مسألة لا يمكن قبولها". كما طالب أرينج أجاويد أن يكشف عن الأطراف الرسمية التي سيلتقي بها خلال زيارته الأميركية، ويعترف بصراحة ما إذا كان سيتم تقديم بعض "التنازلات السرية" هناك.

إعلان


الإطاحة بصدام حسين


ستقوم قوات المعارضة العراقية المحلية باقتحام مدينة البصرة من الجنوب برفقة القصف الجوي الأميركي، ويلي ذلك ثورة الفئات الشيعية والكردية ومن ثم قلب النظام

خطة ضرب العراق-صباح

وفي افتتاحية تحت عنوان "سيقتحمون العراق من الجنوب" أوردت صحيفة صباح بأن المسؤولين في الولايات المتحدة تناولوا مؤخرا خطة أعدت قبل ثلاث سنوات من أجل الإطاحة بنظام الرئيس العراقي صدام حسن. وقالت بأن الخطة تم إعدادها من قبل فين دونك الرئيس الحالي لقسم مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض عام 1998 حينما كان جنرالا في القوات الخاصة، إلا أن الخطة تم تعليقها في عهد رئاسة بيل كلينتون بعد عرضها على الكونغرس. والآن وقد تم تعيين الرجل في البيت الأبيض عادت الخطة إلى طاولة المناقشة من جديد. وحسب الخطة ستقوم قوات المعارضة العراقية المحلية باقتحام مدينة البصرة من الجنوب مع خمسة آلاف جندي من جنود المعارضة برفقة القصف الجوي الأميركي، ويلي ذلك ثورة الفئات الشيعية والكردية ومن ثم قلب النظام. وقد أشارت الصحيفة إلى أن خطة كهذه تم تطبيقها في عهد الرئيس الأسبق رونالد ريغان في نيكاراغوا ضد حكومة سندانيستا وانتهت بنتائج ناجحة.

أما صحيفة حريت فقد نقلت تصريحات رئيس الأركان العسكرية الأسبق دوغان كورش حيث قال "لقد عانينا من صعوبات اقتصادية كبيرة خلال حرب الخليج، ومن ثم على تركيا أن تطالب بتحقيق بعض الشروط لقاء تأييدها للحملة الأميركية المحتملة على العراق. أولها أن تتعهد الولايات المتحدة بالوقوف ضد إعلان دولة كردية في شمال العراق، وثانيها لا بد من تقديم مساعدات مالية إلى تركيا".


قناة الجزيرة
وعلى صعيد آخر نشرت صحيفة مليت تقرير موفدها إلى الدوحة حيث قام بزيارة لقناة الجزيرة، وقالت الصحيفة في عنوانها "هذه ظاهرة الجزيرة" مضيفة "زارت الصحيفة مبنى قناة الجزيرة نجم الإعلام في حرب أميركا في أفغانستان حيث أعرب مسؤولو الشبكة أنهم "لن يتنازلوا عن مبادئ البث الحر مهما كانت الضغوط". وقد أشاد التقرير بالعمل الإعلامي الذي قامت به القناة في الحرب الأفغانية قائلا "حرب الخليج كانت وسيلة لاشتهار شبكة سي إن إن الأميركية.. وفي الحملة الأفغانية التي اندلعت بعد عشر سنوات من حرب الخليج لم يطلع نجم الإعلام من الغرب كما توقع الجميع، بل طلع من الشرق".

إعلان

حرب الخليج كانت وسيلة لشهرة شبكة سي إن إن الأميركية.. وفي الحملة الأفغانية لم يطلع نجم الإعلام من الغرب كما توقع الجميع، بل طلع من الشرق

مليت

وفي إشارة إلى البيئة التي تأسست فيها القناة أورد التقرير بأن الجزيرة -التي تردد اسمها على مستوى العالم منذ أول قنبلة سقطت على الأراضي الأفغانية بما بثته من مشاهد الحرب- ظهرت في الوطن العربي حيث لا يتمتع الإعلام بحرية كاملة. وقد قال مسؤولو القناة الذين التقت بهم صحيفة مليت في الدوحة بعد بث القناة لشريط جديد لأسامة بن لادن قبل ثلاثة أيام "لولا قناة الجزيرة لاضطر العالم إلى مشاهدة حرب أفغانستان من منظور أميركي بحت". كما أبرزوا أن القناة تعرضت لانتقادات متنوعة من أوساط مختلفة حيث زعم البعض أنها تمول من قبل الاستخبارات الأميركية، وآخرون ادعوا أن الموساد الإسرائيلي يدعمها، بينما أشارت الأوساط إلى صدام حسين، وأخيرا ادعت أميركا بأنها قناة بن لادن… وأرجع المسؤولون سبب إلصاق مثل تلك التهم إلى البث الموضوعي والحر، إذ لم تبث القناة آراء بن لادن فحسب، بل آراء الأطراف كلها على حد سواء بصورة حيادية.

المصدر : الصحافة التركية

إعلان