جبهة موحدة لمواجهة الإرهاب
صنعاء – عبد الإله شائع
اتفقت الصحف اليمنية اليومية والأسبوعية على ضرورة تشكيل جبهة موحدة لمواجهة العنف والإرهاب، وذهب بعضها إلى تأكيد معاناة اليمن من الإرهاب في حين طالب البعض الآخر بتطبيق الدستور وسيادة القانون معتبرا ذلك الضمان الحقيقي بالقضاء على الإرهاب.
جبهة ضد الإرهاب
” مواجهة الإرهاب ليس مسؤولية الدولة وحدها بل هو واجب كل فرد وجماعة ”
|
فقد طالبت صحيفة الوحدة الأسبوعية بتشكيل جبهة موحدة ضد ما وصفته بالعدو رقم واحد وهو الإرهاب, معتبرة أنه الآفة التي تثقل كاهل الشعوب. وقالت إن مواجهة الإرهاب ليس مسؤولية الدولة وحدها بل هو واجب كل فرد وجماعة، واتفقت الوحدة مع صحيفة 26 سبتمبر في أن اليمن ضحية للإرهاب من قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول وأكدتا أن اليمن لهذا السبب أصبح شريكا رئيسيا في الحملة الدولية لمناهضة الإرهاب.
بينما أجرت صحيفة الصحوة تحقيقا ميدانيا عما جرى في محافظة مأرب من أحداث أثناء مطاردة من يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة وقالت إن عدد القتلى من الجنود بلغ 18 قتيلا وستة من المواطنين بينهم امرأتان وطفلان، إضافة إلى ثلاث جريحات. وأكد المواطنون للصحيفة أنهم لم يتلقوا أي تنبيه مسبق من القوات، وأنهم تفاجؤوا بقصف الطيران ونزول جنود للتفتيش وتصوير المنازل التي يتم تفتيشها. وأفاد أهالي المنطقة أن الطائرة المروحية التي قصفت المنازل بدأت في
” المدخل الحقيقي والسليم لتكون اليمن بلا عنف وبلا إرهاب هو سيادة الدستور والقانون اللذين يكفلان حقوق المواطنين وواجباتهم ”
|
الصباح الباكر. ونفى المواطنون وجود أي أفراد من تنظيم القاعدة بينهم.
وأكدت افتتاحية الصحوة في عددها اليوم أن اليمن يقف صفا واحدا في مواجهة العنف، ويحرص على السلام وتحقيق الأمان. وترى الصحيفة أن المدخل الحقيقي والسليم لتكون اليمن بلا عنف وبلا إرهاب هو سيادة الدستور والقانون اللذين يكفلان حقوق المواطنين وواجباتهم. وقالت إنه بالإمكان مواجهة أي خارج عن القانون كما أنه لا يحق مصادرة حقوقه وحرياته حتى لو كان في موضع اتهام. وطالبت بالالتزام بهذا النهج وعدم إثارة الفتن وإراقة دم البريء.
نفي رسمي
وفي هذا السياق تطالعنا صحيفة 26 سبتمبر بنفي رسمي يؤكد أن اليمن لم تتلق أي طلب بمشاركة مشاة البحرية الأميركية (المارينز) لمساعدة قوات الأمن اليمنية في تعقب المتهمين بانتمائهم لتنظيم القاعدة, وقالت إن أجهزة الأمن تواصل مطاردة المشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة والعناصر التي قامت بالاعتداء على أفراد من قوات الأمن والقوات المسلحة في منطقة عبيدة/مآرب 140 كلم شرق صنعاء.
” لم تتلق اليمن أي طلب بمشاركة مشاة البحرية الأميركية (المارينز) لمساعدة قوات الأمن اليمنية في تعقب المتهمين بانتمائهم لتنظيم القاعدة ”
|
وعلمت الصحيفة من مصادرها أن عملية البحث والتمشيط تتركز في محافظتي الجوف ومأرب على الحدود السعودية لاعتقاد الأمن أن المطلوبين فروا إلى هناك. وأكدت أن من بين المطلوبين عددا من العرب والأجانب, ونفت انتماءهم لتنظيم القاعدة, وبررت مطاردتهم بالتحقيق معهم والتأكد من أنهم لم يقوموا بمخالفات قانونية.
وأفاد مصدر أمني للصحيفة بأن ما تردد من أنباء عن إلقاء القبض على أحد المشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة في محافظة شبوة (جنوب صنعاء) لا صحة له, موضحا أن الشخص الذي تم توقيفه كان بسبب حيازته لأسلحة غير مرخص بها وليس لعلاقته بتنظيم القاعدة. وفي الموضوع نفسه قال وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي إن من أولى مهام الوزارة في العام المقبل مكافحة الإرهاب، وعلمت الصحيفة أن فريقا من المحققين اليمنيين سيتوجه إلى باكستان للمشاركة في التحقيقات الجارية مع المعتقلين اليمنيين المنتمين إلى تنظيم القاعدة.
وقالت صحيفة 26 سبتمبر في افتتاحيتها نقلا عن رئيس الجمهورية إنه "سيضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن"، معتبرة أن مصلحة اليمن فوق الجميع، ومؤكدة أنها واحدة من الدول التي ابتليت بعناصر الإرهاب والعنف والإجرام والخروج على النظام والقانون.
وذكّرت الصحيفة بمحاولة تفجير فندق عدن في مطلع التسعينيات, وحادثة اختطاف السياح وتفجير المدمرة يو إس إس كول في ميناء عدن, واعتبرت ذلك أعمالا إجرامية وتخريبية ووصفتها بأنها أعمال تهدد الأمن والاستقرار وأضرت بالاقتصاد الوطني وأساءت لسمعة اليمن ومصالحه وعلاقاته مع الآخرين.
وأكدت الافتتاحية أن المواجهة مع العناصر الإرهابية والتخريبية مستمرة وسيكون التصدي لها حازما، معتبرة أن ما تقوم به قوات الأمن والقوات المسلحة من ملاحقة لهؤلاء بأنه حماية للسيادة الوطنية وتحقيقا للأمن والاستقرار.
وانتقدت 26 سبتمبر بشدة من يقول إن ذلك الأمر يتم إرضاء لطرف دولي وتلبية لضغوطه, ووصفت رأيهم هذا بأنه سطحي وجاهل بحقائق الأمور والواقع اليمني وخصوصياته. وأكدت الصحيفة أن قيامها بحماية الأمن وتحقيق الطمأنينة والاستقرار يأتي انطلاقا من واجب المسؤولية تجاه الشعب اليمني بالإضافة إلى أن اليمن لا تتصرف بمعزل عن محيطها الدولي وتفاعلات الأحداث فيه.
الاندماج الإقليمي
” تشكل اليمن الدرع المنيع والسد القوي لترسيخ الأمن وإرساء عوامل الاستقرار في منطقة الجزيرة والخليج ”
|
وفي افتتاحيتها ركزت صحيفة الثورة على العلاقات الخليجية اليمنية واصفة إياها بالشراكة، وأن اليمن أسهمت مع شقيقاتها في دول الخليج في الإعمار والبناء والتنمية وتحقيق النهضة في المنطقة. وقالت إن اليمن على مر العصور ظل جزءا فاعلا ومؤثرا في نسيج مجتمع الجزيرة العربية، وتشكل اليمن الدرع المنيع والسد القوي لترسيخ الأمن وإرساء عوامل الاستقرار في منطقة الجزيرة والخليج. وأكدت الصحيفة أن ما يوثق العلاقات بين أبناء الجزيرة العربية يتجاوز المشاعر ويمتد الى أعماق التاريخ الذي جعل أقوام هذه المنطقة أسرة متوحدة المنهج والشعور والانتماء.
ونوهت الافتتاحية إلى أن ما يجري في هذا العصر المتغير الذي تعصف فيه رياح العولمة والتحولات الدولية المتسارعة بهوية وخصوصيات المجتمعات، بات يفرض على الدول ذات النطاق الجغرافي والإقليمي الواحد تحديات جديدة تقتضي منها التفكير بجدية في الوسائل التي تمكنها من تطوير قدراتها وأكدت الثورة أنه يجب الانتقال إلى التكامل والشراكة الاقتصادية والتعاون والبناء الذي يعود بنفعه وخيره على الجميع.