مطلوب شعبيا ترجمة البيانات إلى فعاليات

الخليل – عوض الرجوب
طالبت الصحف الفلسطينية الصادرة اليوم الشعوب العربية والشعب الفلسطيني باتخاذ مواقف تختلف عن المواقف الرسمية تجاه القضية الفلسطينية، كما أكدت أن العمل الوطني لا يمكن أن ينفرد به طرف واحد، وأن الشعب الفلسطيني حقق إنجازات تاريخيا حين تمكن من رص صفوفه.

ما العمل؟


في ظل إدانتنا الدائمة للمواقف العربية الرسمية نكون مطالبين أكثر بتأكيد الفارق في الموقف والقدرة بين الرسمي العاجز المتخاذل وبين الشعبي الملتزم المناضل

حسن الكاشف -الحياة الجديدة

ففي الحياة الجديدة انتقد الكاتب حسن الكاشف تحت عنوان "العمل جواب سؤال.. ما العمل؟" المواقف الشعبية العربية والفلسطينية تجاه القضية الفلسطينية، وقال: لا تنفرد الحركة الشعبية الفلسطينية بإصدار أحكامها السلبية على المواقف الرسمية العربية، فالحركة الشعبية العربية في معظم أقطارها وبكل تلاوينها الفكرية والسياسية تعلن إدانتها لعجز وغياب المواقف الرسمية العربية.

أما عما تقوم به هذه الحركات غير الانتقاد فقال الكاتب: نحن في مواجهة حالة يثار فيها السؤال الكبير عن مدى أهلية وقدرات كافة الحركات الشعبية الرسمية.. عن ثقلها الجماهيري وشبابها وبرامجها وأدواتها.. عن قدراتها على ترجمة البيانات إلى فعاليات، ولا تخرج الحركة الشعبية الفلسطينية من دائرة المساءلة، بل إنها تقف في الصف الأول المطالب بالجواب أفعالا على الأرض لا كلاما بليغا في الندوات والبيانات.

إعلان

وتابع: البداية كلها هنا على هذه الأرض والمسؤولية الأولى على عاتق الحركة الشعبية الفلسطينية ممثلة بأحزابها وبجبهاتها وحركاتها ونقاباتها واتحاداتها ونخبها، ومع أن هذه البداية تأخرت كثيرا فإنها لا تزال مطلوبة.

وانتهى الكاتب إلى القول: في ظل إدانتنا الدائمة للمواقف العربية الرسمية نكون مطالبين أكثر بتأكيد الفارق في الموقف والقدرة بين الرسمي العاجز المتخاذل وبين الشعبي الملتزم المناضل الذي يقدم البديل ويؤثر ويمارس الضغوط بما يضع الحكومات أمام ضغوط نقيضة للولايات المتحدة.

العمل الوطني
ونشرت الحياة الجديدة ملخصا لأقوال عدد من المفكرين والقادة الفلسطينيين في ندوة سياسية عقدتها بغزة عن تداعيات 11 سبتمبر/ أيلول على القضية الفلسطينية. وقال عبد الله الحوراني عضو اللجنة التنفيذية لـ"م ت ف" سابقا: إن السلطة الفلسطينية نتيجة الحالة التي كانت فيها كان أهم ما استنتجته من أحداث أميركا هو كيف تنجو بنفسها من تهمة الإرهاب، فسارعت إلى اتخاذ إجراءات أدانت العمليات وقتل المدنيين، فكانت إجراءات صحيحة، ولكن اتخذت إجراءات بدت ساذجة وغير مقبولة.

وتابع: كان من المفروض أنه بمجرد ما حدثت هذه الواقعة تقود القيادة الفلسطينية حوارا وطنيا جديا تدعو إليه كل القوى لمحاولة قراءة الأحداث الدولية قراءة صحيحة، ومحاولة لوضع سياسة فلسطينية داخلية عربية ودولية لمواجهة هذا الحدث الجديد، وتكييف أشكال المقاومة أو أشكال الانتفاضة بما يتناسب مع الحدث الجديد. لكن للأسف الشديد هنا وقعت السلطة أيضا في خطأ شديد حيث إنها لم تفعل من ذلك شيئا، كل ما فعلته أصدرت قرارات وقف إطلاق النار.

أما كايد الغول عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية فرأى في ذات الندوة أنه بعد أن انتصرت أميركا عمليا في أفغانستان ولم يعد هناك حاجة للعرب كما كان سابقا، بدأت العودة لتتبنى عمليا الموقف الإسرائيلي حيث وصفت الانتفاضة بالإرهاب، وقالت إن إجراءات السلطة غير كافية ويجب عليها عمل المزيد ، كما قالت أن قرار حماس بوقف العمليات غير كاف.

إعلان


رص الصفوف


لقد حقق الشعب الفلسطيني إنجازا تاريخيا حين تمكن من رص صفوفه حول هدف واحد وهو تغليب المصلحة الوطنية العليا على الخلافات العارضة

القدس

أما صحيفة القدس فأشادت في افتتاحيتها تحت عنوان "فرصة أخرى لتحقيق السلام" بالوحدة الوطنية الفلسطينية، مشيرة إلى أن الجانب الفلسطيني انفرد بوقف إطلاق النار. وقالت الصحيفة: هناك مؤشرات قد تكون ضعيفة حاليا على أن فترة التهدئة التي بدأها الجانب الفلسطيني انفراديا قبل ما يقارب العشرة أيام يمكن أن تكون بداية لمرحلة من الانفراج في المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية، هذا على الرغم من استمرار عمليات الاقتحام الإسرائيلية للمدن والبلدات الفلسطينية.

وتابعت الصحيفة: لقد حقق الشعب الفلسطيني إنجازا تاريخيا حين تمكن من رص صفوفه حول هدف واحد وهو تغليب المصلحة الوطنية العليا على الخلافات العارضة. لأن الظروف المصيرية المحيطة بالقضية الفلسطينية بالغة الدقة والتعقيد وتتطلب التكاتف والوعي والتبصر من أجل اجتياز هذا المنعطف الخطر ومواجهة الضغوط الدولية وإعادة الاعتبار دوليا للكفاح الفلسطيني العادل من أجل التحرر والاستقلال وإنهاء الاحتلال والاستيطان. وخلص إلى مطالبة المجتمع الإسرائيلي بالتصرف "إذا ثبت أن الحكومة الإسرائيلية غير جادة فيما يتعلق بعملية السلام".


معالجة الوضع الداخلي
وفي الأيام تناول الدكتور أحمد مجدلاني الظروف الراهنة مشيدا بالوحدة الوطنية وبإعلان حماس وقف عملياتها العسكرية، فقال: أبرزت تطورات الأحداث السياسية في الآونة الأخيرة الحاجة لإخراج الوضع الفلسطيني الداخلي الذي كادت الضغوط الخارجية المختلفة الاتجاهات والمتعددة المصادر أن تدفعه لحافة الهاوية والانفجار. وقد بدا أن نشوب حرب أهلية هو أحد أهداف هذه الحملات لتبرير التخلي عن خيار دعم خيار الاستقلال الوطني للشعب الفلسطيني. غير أن الصمود والشجاعة والحكمة التي أبدتها القيادة الفلسطينية والتجاوب الوطني والشعبي معها من قبل القوى الوطنية والإسلامية قد مكناها من الانحناء أمام العاصفة وتجاوز مخاطر ما كان مخططا ومرسوما.

إعلان


الانتفاضة الفلسطينية طرحت مجموعة من الأهداف المباشرة والملموسة والتي يمكن أن تتحول لبرنامج عمل واقعي يسلح الشعب الفلسطيني وقواه بأهداف ممكنة التحقق

أحمد مجدلاني-الأيام

وأضاف: في ظل هذا الوضع المعقد والخطر برزت الحاجة إلى معالجة واقعية وملموسة، إلى مبادرات سياسية وطنية شاملة لتعالج الوضع الداخلي بمختلف قضاياه. وعليه جاءت المبادرة التي أطلقتها ثلاث قوى من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية مطلع الأسبوع الجاري، وصيغت فيما بعد على أساس مجموعة من العناصر الأساسية.

ويلخص مجدلاني هذه العناصر في أربع نقاط هي: الأول اعتبار أن الانتفاضة تعبير عن حركة الشعب الفلسطيني، وهي حالة نضالية فرضتها خصوصية التجربة الكفاحية الفلسطينية في الرد على الممارسات الإسرائيلية.

الثاني يتعلق بأشكال وأساليب النضال والتي ينبغي أن تتكيف وفقا للظرف الملموس خدمة لتلك الأهداف، وفي هذه الإطار فإن استجابة حركة حماس لوقف أنشطتها العسكرية ضد المدنيين يمكن أن يشكل خطوة هامة وأساسية ومشجعة للأطراف الأخرى لاتخاذ مبادرات من مثل هذا النوع مما يسهل عملية الحوار الوطني الشامل الذي تستهدفه المبادرة.

أما الثالث فهو التأكيد على وحدانية وشرعية السلطة الوطنية الفلسطينية. والرابع يشير إلى تأكيد المبادرة السياسية على أهمية المعالجة السياسية للوضع الداخلي، ورفض أحكام الطوارئ والدعوة لحوار وطني شامل وجاد.

وتابع الكاتب "أن الانتفاضة الفلسطينية طرحت مجموعة من الأهداف المباشرة والملموسة والتي يمكن أن تتحول لبرنامج عمل واقعي يسلح الشعب الفلسطيني وقواه بأهداف ممكنة التحقق، ويضع المجتمع الإسرائيلي أمام حقائق لا يستطيع سوى الاستجابة لها، ويأتي في مقدمة الأهداف المباشرة: الحماية الدولية المؤقتة لشعبنا لتمكينه من تقرير مصيره، وإعادة بناء العملية التفاوضية وإرساؤها، والوقف الشامل لمصادرة الأراضي وإقامة المستوطنات.

ويخلص مجدلاني إلى القول: إن مبادرة القوى الوطنية الديمقراطية الفلسطينية الثلاث والمدعومة بإطار واسع من الشخصيات الوطنية والديمقراطية، قد جاءت في توقيت مناسب يمكن أن يشكل أحد عوامل نجاحه.

إعلان
المصدر : الصحافة الفلسطينية

إعلان