حماس حركة مسؤولة والكرة في الملعب الإسرائيلي

القاهرة – أحمد عبد المنعم
اعتبرت الصحف المصرية الصادرة اليوم حماس بأنها حركة وطنية مسؤولة وأن الكرة انتقلت إلى ملعب شارون بعد قرار الحركة وقف عملياتها الاستشهادية داخل إسرائيل, كما رصدت الأزمة الاقتصادية بمصر، وحذرت من هبوب "ريح أرجنتينية" عليها.


الملعب الإسرائيلي


قرار حماس أكد للعالم أنها ومثيلاتها من منظمات المقاومة المسلحة منظمات تحرر وطني تستجيب للظروف السياسية وتتفاعل معها

الأهرام

نبدأ جولتنا بصحيفة الأهرام التي تنوع تناولها للتطورات الفلسطينية، فقد اعتبرت الصحيفة قرار حماس وقف جميع الأعمال الفدائية ضد أهداف إسرائيلية خطوة مسؤولة ومهمة لدعم الوحدة الوطنية الفلسطينية. واعتبرت الصحيفة القرار بمثابة إحراج لحكومة شارون التي راهنت على دفع الفصائل الفلسطينية إلى الاقتتال فيما بينها بدلا من مواجهة العدو الإسرائيلي. ومضت الصحيفة تقول "هذا القرار أكد للعالم أن حماس ومثيلاتها من منظمات المقاومة المسلحة للاحتلال الإسرائيلي ليست منظمات إرهابية، بل هي منظمات تحرر وطني تستجيب للظروف السياسية وتتفاعل معها".

ونبهت الصحيفة إلى أن هذا القرار قد ألقى الكرة إلى الملعب الإسرائيلي حيث يجب على رئيس الوزراء المتطرف شارون أن يتخذ قرارات مسؤولة وحقيقية بسحب قوات جيشه من الأراضي والمدن والمناطق الفلسطينية.

على نطاق آخر نشرت الصحيفة تحليلا للصحفي إحسان بكر نائب رئيس التحرير، تناول فيه مشكلة العمليات الاستشهادية. وأكد بكر أن من حق المواطن الفلسطيني مقاومة الاحتلال بكل الوسائل دفاعا عن بيته وشرفه ووطنه. ومضى بكر يقول "لكن العنف المشروع يجب أن يكون له غطاء سياسي، ففي ظل غياب التنسيق بين الأطراف الفلسطينية نجح شارون في استغلال مقتل المدنيين، ونجح في توحيد الشارع الإسرائيلي من جهة، وضمن انحياز أميركا بالكامل إلى جانبه، وكسب أصدقاء دوليين حتى ممن كانوا يعترضون عليه وعلى سياساته ويطالبون بقيام دولة فلسطينية".

إعلان

وأكد بكر أن العمل الوطني الفلسطيني يجتاز موقفا صعبا، ولكن المطلوب هو وحدة الصف وألا يرتفع السلاح الفلسطيني في وجه أي طرف إلا ضد إسرائيل دفاعا عن الأرض والحرية. وعلق بكر على إجراءات السلطة الفلسطينية قائلا "هل ينجح قرار عرفات بمنع العنف، وجميع العمليات الفدائية في إجبار إسرائيل على العودة إلى مائدة المفاوضات؟ وهل يعني تسليم عرفات بكل مطالب شارون أن ينال الرضا الأميركي، وبالتالي إقامة الدولة المستقلة؟ نشك كثيرا في ذلك".


شيخوخة واضحة أصابت الخيال السياسي العربي بحيث أصبح غير قادر على إنتاج أفكار تنقذ العرب من ذلك المصير المظلم الذي ينتظرهم في المرحلة المقبلة

الأهرام

أما محرر عمود "سياسة خارجية" الصحفي جمال زايدة، فقد انتقد بشدة البيان الختامي لوزراء الخارجية العرب وتساءل "ماذا أنتج الخيال السياسي العربي في مواجهة أزماته الحقيقية والمستمرة؟ بيانات تندد وتدين الانحياز الأميركي لإسرائيل.. ومطالبات بإرسال مراقبين دوليين!" ومضى قائلا "وزراء الخارجية العرب هم لسان حال الدول العربية، وانعكاس للواقع العربي الذي يواجه أزمات حقيقية على مستوى صنع السياسات الداخلية والخارجية، شيخوخة واضحة أصابت الخيال السياسي العربي بحيث أصبح غير قادر على إنتاج أفكار تنقذ العرب من ذلك المصير المظلم الذي ينتظرهم في المرحلة المقبلة".

أما البدائل التي يقدمها زايدة فتتمثل في:
– إيقاف العمليات الاستشهادية.
– التوقف عن إنتاج خطاب العنف والبدء في مفاوضات حقيقية.
– إحداث تقارب بين العقل العربي والعقل الغربي، وأن تتوقف تلك الدعوات المستمرة لاعتبار الغرب عدوا في مناهجنا التعليمية.


أنقاض دولة


على فرض أن التصريحات الرسمية الأميركية والأوروبية صادقة وسوف يتحقق قيام الدولة الفلسطينية.. فهل ستقوم الدولة الفلسطينية على خرابات ومقابر ومصابي الحرب؟

مجلة أكتوبر

أما مجلة أكتوبر فقد تساءلت في افتتاحيتها عن الدولة الفلسطينية التي وعد بها بوش، ماذا بقي منها؟ فإذا كان باراك قد قتل خلال فترة حكمه 370 فلسطينيا وأصاب 12672 آخرين، فإن شارون خلال أقل من عام قد قتل 194 فلسطينيا تقل أعمارهم عن 18 سنة، و36 طفلا أقل من 12 عاما، وقتل 943 رجلا وامرأة، وأصاب 18708 بإصابات خطيرة. وأوضحت الافتتاحية أن شارون حقق رقما قياسيا يفوق كل السابقين عليه في هدم المباني وتجريف المزارع وتدمير الطرق.

إعلان

ومضت الافتتاحية تقول "على فرض أن التصريحات الرسمية الأميركية والأوروبية صادقة وسوف يتحقق قيام الدولة الفلسطينية.. فهل ستقوم الدولة الفلسطينية على خرابات ومقابر ومصابي الحرب؟". وطرحت الافتتاحية سؤالها التالي كخاتمة لها "هل يستطيع العرب أن يعيشوا في هذا الجو الأميركي المليء بالغموض والتناقض؟".


ضد كامب ديفد
ونشرت المجلة خبرا حول رفع محام من دمياط دعوى قضائية يطالب فيها بوقف سريان اتفاقية كامب ديفد بسبب الممارسات الإسرائيلية، وقيام الجيش الإسرائيلي بضرب الفلسطينيين العزل. من المقرر أن تنظر الدعوى في التاسع من يناير/ كانون الثاني القادم.


حلم السلام
أما صحيفة الجمهورية فقد نشرت افتتاحيتها داعية إلى اقتناص فرصة السلام التي أتاحها قرار حماس بوقف العمليات الاستشهادية. وقالت الصحيفة إن حلم السلام في الشرق الأوسط أغلى من أن يضيع بسبب أوهام التفوق وأطماع التوسع والاحتلال التي تعشش في العقل الإسرائيلي، وتنعكس بوضوح في سياسات شارون. وأكدت الصحيفة على أنه من الصعب أن ننسى أن شارون هو الذي أشعل شرارة الانتفاضة بزيارته الاستفزازية لساحة الأقصى. ومضت الصحيفة تقول "لا يوجد ثمن للمبادرة الفلسطينية سوى قيام إسرائيل بالاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".

ونشرت الصحيفة تقريرا حول تقويم النشاط البحثي بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجي التابعة لوزارة البحث العلمي بمصر. أكد التقرير أن الأكاديمية قامت بإعداد 425 مشروعا بحثيا انتهت منها خلال سبع سنوات وتم إنفاق نحو 31 مليون جنيه عليها، ولم تحقق الأكاديمية أي إيرادات سوى 114 ألف جنيه.


أزمة الديون


ارتفعت الديون المحلية على الحكومة لتصل إلى 199 مليار جنيه والديون الخارجية لتصل إلى 28 مليار دولار

الأحرار

أما صحيفة الأحرار فقد نشرت مضمون تقرير للبنك المركزي المصري يؤكد تفاقم أزمة الديون المحلية والخارجية على الحكومة خلال الأشهر القليلة الماضية. أوضح التقرير أن إجمالي القروض المحلية التي حصلت عليها الحكومة من البنوك ارتفع ليصل إلى 199 مليار جنيه في نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، بزيادة قدرها 19 مليارا عن سبتمبر/ أيلول 2000. وكشف التقرير أن حجم الديون الخارجية للحكومة ارتفع في نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي بمقدار 1.9 مليار دولار مقارنة بشهر يوليو/ تموز الماضي، ليصل الإجمالي إلى 28 مليارا و493 مليون دولار.

إعلان

وأكد التقرير أن حجم العجز في الميزان التجاري بلغ مليارين و354 مليون دولار خلال الربع الأول من السنة المالية الحالية. وأضاف التقرير أن حالة عدم الاستقرار التي شهدتها الأسواق العالمية والمحلية نتيجة أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول أدت إلى زيادة معدلات الادخار بالبنوك تخوفا من حدوث أي آثار سلبية سواء في البورصة أو في المشروعات الاستثمارية.


ريح أرجنتينية


نسأل الله أن يمن على جهابذة الاقتصاد في الحكومة المصرية بالوصول إلى بيت الداء والدواء قبل أن تهب علينا ريح الأرجنتين

الوفد

ونختتم جولتنا بصحيفة الوفد التي نشرت مقالا يحذر من أن تفاقم الأزمة الاقتصادية في مصر يهدد بأن "ريحا أرجنتينية" سوف تهب عليها. واعتبر المقال أن الحكومة فشلت في سياستها الزراعية، ولم تنجح في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الصناعات الصغيرة، وفشلت في جذب الأموال العربية للاستثمار. ومضى المقال متسائلا "هل فكرت الحكومة في برنامج محدد للصناعة أو الزراعة تتمكن من خلاله من تصدير المنتجات المصرية والمنافسة في السوق العالمي". ودعا كاتب المقال الله (عز وجل) أن يمن على "جهابذة الاقتصاد في الحكومة المصرية بالوصول إلى بيت الداء والدواء، قبل أن تهب علينا ريح الأرجنتين".

المصدر : الصحافة المصرية

إعلان