إذا مات عرفات فلن تسقط السماء!


واشنطن-الجزيرة نت
حفلت الصحف الأميركية الصادرة اليوم بتقارير إخبارية وتحليلات تناولت الحرب في فلسطين المحتلة معتبرة أن غياب عرفات لن يضر إسرائيل, كما أبرزت تطورات الأوضاع في أفغانستان والخطط التي تعد ضد العراق.


غياب عرفات
ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز في تعليق لها أن أرييل شارون كان للمرة الثانية في عشرين عاما قادرا على قتل عرفات ولم يقم بذلك، مشيرة إلى أن المرة الأولى كانت في بيروت عام 1982، واليوم -إذا صحت التقارير الإخبارية- فإن شارون قد وعد الرئيس بوش بعدم استهداف عرفات شخصيا.


إن الخوف من حدوث فوضى إذا غاب عرفات هو خوف في غير محله، فمن غير المحتمل أن تقوم حماس أو الجهاد الإسلامي بملء الفراغ

لوس أنجلوس تايمز

وقالت الصحيفة "إن لدى إسرائيل من الحكمة بحيث لا تحمل نفسها مسؤولية من يقع عليه عبء قيادة الفلسطينيين، ولكن عرفات لن يعيش طويلا على أية حال، وعندما يحدث ذلك لن تسقط السماء في الشرق الأوسط، وستكون واشنطن على استعداد للقيام بدورها".

واعتبرت الصحيفة أن الخوف من حدوث فوضى إذا غاب عرفات هو خوف في غير محله، فمن غير المحتمل أن تقوم حماس أو الجهاد الإسلامي بملء الفراغ، ورغم صعود شعبيتهما فإنهما يفتقران إلى القوة الحقيقية. إن القوى الأمنية والمخابراتية العرفاتية العديدة تقزم مقاتلي حماس والجهاد الذين لا يتجاوزون الألفين.

ونتيجة لذلك ترى الصحيفة أن موت عرفات سيؤدي إلى صراع على السلطة بين مساعديه السياسيين والعسكريين في الضفة الغربية وغزة، وستكون أهدافهم الدفاع عن سلطاتهم المشتركة في حين يقوم كل منهم بحماية سلطته في منطقة نفوذه. ومن المحتمل أن تقوم القيادة الفلسطينية الجديدة بالذهاب أبعد مما ذهب إليه عرفات في الاستجابة لمطالب إسرائيل الأمنية.

إعلان


عندما ينتهي عرفات سيكون لدى واشنطن فرصة ثانية نادرة للقيام بما هو مطلوب

لوس أنجلوس تايمز

وقالت الصحيفة: إن موت عرفات لن يأتي بحرب أهلية ولا بفورة وطنية. ولن يأتي بتحرك نحو أسلوب حكم أفضل أو حل وسط مع إسرائيل، ولا بالعودة إلى حكومة السرقات العلنية كما هو معروف عن سلطة عرفات ولا بالحرب مع إسرائيل، وقد يترك موت عرفات فتح دون قيادة، وقد يملأ البديل الإسلامي ذلك الفراغ ويتحول النزاع مع الزمن إلى حرب دينية.

واختتمت الصحيفة تعليقها بالقول: إنه عندما ينتهي عرفات سيكون لدى واشنطن فرصة ثانية نادرة للقيام بما هو مطلوب، والتركيز على الديمقراطية والأمن، ولن يكون السلام بعيدا في تلك الحال.

أهمية باكستان


دون تعاون باكستان كانت الحملة العسكرية الأميركية ستكون أكثر صعوبة, وقد قدمت باكستان معلومات مخابراتية قيمة عن عمليات طالبان في أفغانستان

كريستيان ساينس مونيتور

أما صحيفة كريستيان ساينس مونيتور فقد نشرت تقريرا بعنوان "أظهروا لباكستان أننا لسنا صديقا في الرخاء فقط" قالت فيه: إنه قد لا يكون تعاون باكستان في الحرب ضد طالبان هو العامل الحاسم في النجاح، ولكن دون تعاون باكستان كانت الحملة ستكون أكثر صعوبة. وقد قدمت باكستان معلومات مخابراتية قيمة عن عمليات طالبان في أفغانستان، وسمحت باكستان للقوات الخاصة الأميركية باستخدام ثلاث قواعد في جنوب البلاد، وقد لا نعلم أبدا مدى تعاون باكستان مع الولايات المتحدة في قضايا أخرى.

وقالت الصحيفة: إن الولايات المتحدة بحاجة إلى نظام مستقر في باكستان يحول دون وصول الأسلحة الذرية إلى المتطرفين الإسلاميين، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة كانت قد أهملت باكستان بعد خروج السوفيات من أفغانستان، ويبدو أن مشرف يعيد ترتيب أوضاع القوات المسلحة لإزاحة بعض عناصرها المتطرفة، وإذا استمر ذلك فسيشجع الضباط الآخرين من أصحاب العلاقات الجيدة مع المؤسسة العسكرية الأميركية من الذين كانوا جانبا أيام غزل الجيش الباكستاني مع طالبان.


شريط بن لادن
وعن تدخل الحكومة الأميركية في عمل وسائل الإعلام قالت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها بعنوان "أشرطة بن لادن": إن الحكومة الأميركية لم تشجع شركات التلفزيون في الماضي على بث أشرطة فيديو لبن لادن، ويجد البيت الأبيض نفسه اليوم في موقف حرج للوصول إلى قرار بشأن شريط لأسامة بن لادن يريد البيت الأبيض أن يراه العالم. ولم يكن الجدل بشأن أشرطة بن لادن ليحدث لولا أن الحكومة الأميركية حاولت منع بث أشرطته ونشر نصوص تصريحاته، فكلما ازدادت معرفة الأميركيين بأفكار بن لادن الغريبة كان ذلك أفضل، وكان الضغط على المؤسسات الإعلامية في الحد من بث تلك الأشرطة من سوء استعمال السلطة.

إعلان


تقسيم العراق
نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز تعليقا للكاتب سعيد أبو الريش قال فيه: إن الشرق الأوسط هو المنطقة التي تقوم فيها الولايات المتحدة بالمطلوب للأسباب الخطأ، ويحدث ذلك دوما. إن تطور المواجهة مع العراق يهدد بنزاع إسلامي غربي يريده بن لادن. وأضاف أبو الريش في مقاله بعنوان "قاوموا دوافع الهجوم على العراق" أن الحرب على الرئيس صدام حسين في هذه الظروف ستكون كارثة على المستوى العملي، وأن تبريرها سيدمر كل أمل في التفاهم بين الشرق والغرب.


الإطاحة بصدام حسين ستؤدي إلى الفوضى وإلى تقسيم العراق إلى ثلاث دول لكل مخزونها النفطي مما سيضع ضغوطا مالية على الدول المنتجة للنفط

لوس أنجلوس تايمز

وأضاف أنه في الحكم على العراق ينبغي على المرء أن يأخذ بعين الاعتبار عجز المعارضة العراقية وجشع جيران العراق إيران وتركيا، إضافة إلى أن حزب الدعوة العراقي غير مقبول أميركيا، أما الضباط الموجودون في صفوف المعارضة اليوم فقد شاركوا في جرائم صدام حسين في السبعينيات والثمانينيات. وقال إن المسلمين في العالم لا يعارضون اليوم حصول العراق على أسلحة نووية لأن إسرائيل تملك تلك الأسلحة، وهم يرون أن صدام حسين هو الزعيم الوحيد الذي تحدى الغرب وبقي في موقعه.

ويرى الكاتب أن الإطاحة بصدام حسين سيؤدي إلى الفوضى وإلى تقسيم العراق إلى ثلاث دول لكل مخزونها النفطي مما سيضع ضغوطا مالية على الدول المنتجة للنفط. وليس هناك من ضمان بأن عراقا من دون صدام حسين سيتخلص مما لديه من أسلحة دمار شامل. واختتم أبو الريش مقاله بالقول إن التحرك ضد العراق الآن يعني القيام بالمطلوب للأسباب الخطأ.

المصدر : الصحافة الأميركية

إعلان