التقارب السوري مع جنبلاط و عودة عون
بيروت – رأفت مرة
عودة الحرارة إلى العلاقة بين سوريا والنائب وليد جنبلاط والمقترحات التي عرضها الرئيس الأميركي بيل كلينتون كأساس لاتفاق فلسطيني إسرائيلي، والتطورات المتلاحقة في ملف عودة العماد ميشال عون إلى لبنان كانت من أبرز العناوين التي تناولتها الصحف اللبنانية.
فقالت صحيفة الأنوار إن الاتصال الهاتفي الذي أجراه رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية اللواء غازي كنعان برئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط أعاد المياه إلى مجاريها بين دمشق وقصر المختارة مقر الزعيم الدرزي.
أما صحيفة المستقبل فقد اعتبرت أن مهمة المنسق الأميركي لعملية التسوية دنيس روس الذي وصل إلى المنطقة "ستكون صعبة في ظل المقترحات التي كشفها كلينتون فجر اليوم ولقيت رفضا فلسطينياً سريعاً لتجاهلها كلياً تحفظات الرئيس ياسر عرفات، واقتراب أكثرها من التركيز على تلبية الاحتياجات الأمنية لإسرائيل التي سارعت إلى إعلان قبولها".
ورأت صحيفة النهار أن رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري يبدو ماضياً في إنهاء قضية العماد ميشال عون، إذ أكد أنه طلب من وزير المال فؤاد السنيورة إجراء عملية حسابية لمعرفة ما يترتب للخزينة على عون ولعون على الخزينة".
أما صحيفة الأنوار فقالت في عناوينها:
– كنعان في اتصال هاتفي مع جنبلاط: سوريا بلدكم وبينكم.
– القضاء يحقق بملف عون والسنيورة يجمع معلومات عن الأموال.
وجاء في عناوين صحيفة النهار:
– سوريا تنهي قطيعتها مع جنبلاط.
– الفلسطينيون رفضوا مقترحات كلينتون للسلام واعتبروها بعيدة جداً عن قرارات الشرعية الدولية.
أما صحيفة المستقبل فقد أبرزت العناوين التالية:
– اتصال كنعان ينهي القطيعة بين دمشق ورئيس الحزب التقدمي.
– الفلسطينيون يرفضون مقترحات كلينتون.
وفي الافتتاحيات قالت صحيفة النهار إن العلاقة بين سوريا ورئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط انفرجت فجأة -في الظاهر- بعد شهرين تماما من القطيعة، وسط ازدياد ملامح التعثر في قضية عودة العماد ميشال عون وإثارة وزير المالية فؤاد السنيورة موضوع الجبايات وربطها بالملف القضائي.
وفي العلاقة ما بين المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية والانتخابات في إسرائيل لاحظت صحيفة المستقبل إن صدى الانتخابات الإسرائيلية تردد بقوة في جو المفاوضات، حين تظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين في القدس المحتلة احتجاجاً على تنازلات محتملة، مما عزز صورة الميل إلى اليمين الذي يظهر واضحاً في التقدم الكبير لزعيم الليكود أرييل شارون في استطلاعات الرأي.
”
|
أما صحيفة النهار فقد أفردت للعراقيل التي تحول دون عودة العماد ميشال عون من منفاه الباريسي تحليلا قالت فيه "لقد بات معلوما أن العماد عون لن يعود إلا بعد أن يبت القضاء في موضوع ملفه بكل ما يتعلق به، فلا يبقى سيفاً مسلطاً فوق رأسه بعد عودته من أجل التحكم بسقف خطابه السياسي". وأضافت الصحيفة أن "عون قد لا يعود أيضا في رأي بعض المراقبين حتى بعد بت ملفه قضائياً وتبرئته من التهم المنسوبة إليه إذا لم يكن مطمئنا إلى أمنه الشخصي وسلامته، وإذا لم تستجب السلطة طلب توفير هذا الأمن بوضع حراسة له وتكليف عناصر أمنية لمواكبة تنقلاته".
واعتبرت الصحيفة أن "هذه المتطلبات قد لا يستجاب لها ما لم يعتدل خطاب عون السياسي ويصبح في مستوى خطاب الرئيس أمين الجميل الذي خفف من هجومه على أركان الحكم واعتدل في خطابه تجاه سوريا".
” لن يكون مقبولا إعلان انتهاء الصراع العـربي الإسرائيلي كما تنص أفكار كلينتون على قاعـدة الغموض المقصود ”
|
خطبة الوداع
وفي تعليقها على المقترحات الأخيرة للرئيس الأميركي قالت صحيفة السفير "أوضح ما قاله الرئيس الأميركي بيل كلينتون عن أفكاره للتسوية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وما سرب عن هذه الأفكار ونشر في أجهزة الإعلام هو الغموض الشديد فيها حتى ليكاد يغلف كل عبارة وكل كلمة منها". وأضافت الصحيفة "إذا كان مفهوماً أن يعمد الوسيط أي وسيط إلى هذا الأسلوب في صياغة مقترحات لإظهار نفسه على مسافة واحدة من الطرفين، فليس مفهوما على الإطلاق ولن يكون مقبولا في الوقت نفسه إعلان انتهاء الصراع العربي الإسرائيلي كما تنص هذه الأفكار على قاعدة الغموض المقصود".
ورأت الصحيفة أن الرئيس الأميركي ومن خلال "خطبة الوداع" أمام الجالية اليهودية في نيويورك يحتاج إلى هذا الغموض لتبرير أفكاره وحتى لتبرير نفسه وفشله في القضية التي أعطاها من وقته أكثر من أي رئيس أميركي سابق. وتساءلت الصحيفة "هل يحتاج رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات أو حتى هل يستطيع أن يقبل مثل هذا الحد من الغموض لإقامة دولة على قاعدة التخلي عن معظم القدس الشرقية وعن الغالبية المطلقة للشعب الفلسطيني في الشتات؟".