مرض البلقان والطبيب السفاح يشغلان الصحف البريطانية
لندن-خزامة عصمت
تصدر الصفحات الأولى للصحافة البريطانية هذا الصباح موضوع مرض البلقان، بينما تنوعت المواضيع في الصفحات الدولية ما بين العد العكسي لانتخابات رئاسة الحكومة في إسرائيل والموضوع العراقي، إلى جانب "رالي باريس-داكار" المقرون بتهديدات للبوليساريو.
كما تناولت جميع الصحف مسألة الطبيب -السفاح هارولد شيبمان- الذي لم يعرف تحديدا ً عدد ضحاياه على مدى الخمسة عشر عاما ً الماضية، غير أن المؤكد أنهم تجاوزوا الـ 236 شخصا ً ومعظمهم من المسنات.
”
|
مرض البلقان
ونبدأ بمرض البلقان الذي يشغل أوروبا في هذه الأيام حكومات وشعوبا ً. فقد عنونت الإندبندنت: أعراض مرض البلقان تحث الحكومات على الشروع بالعمل. وكتبت بأن البعض أبدى قلقه أثناء حرب كوسوفو عام 1999 لاستخدام قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) اليورانيوم المنضب، غير أن قوات التحالف مضت في صمتها وكأنها تأمل في أن تختفي هذه الأسئلة – الشكوك- من دون مشاكل. ولكن اليوم وبعد مرور عامين فإن الحكومات الأوروبية تتدافع للرد على المخاوف المتزايدة بشأن معاناة قوات حفظ السلام في البلقان من المرض أو الموت من جراء استخدام الناتو لليورانيوم المنضب في الحرب. وقالت الصحيفة لقد تأثرت أعداد كبيرة من المدنيين، لكن احتمال تعرض قوات الناتو للخطر هو الذي أجبر رجال السياسة على الشروع في العمل.
وفي هذا الإطار انضمت فرنسا إلى إيطاليا في دعوة حلف الناتو للتحري عن الموضوع، بينما أعلن في إسبانيا أنه لا يوجد أي علاقة بين حالات سرطان الدم واليورانيوم المنضب، كما أعلنت بريطانيا على لسان ناطق باسم وزارة الدفاع أنها غير مستعدة لفحص الجنود الذين شاركوا في حرب البلقان، لأنها لا تعتقد بأن اليورانيوم المنضب يشكل أي خطر على الصحة.
ولكن صحيفة التلغراف عنونت: وزارة الدفاع تعلم بخطورة العتاد لمدة عشر سنوات. وأوردت الصحيفة اعتراف وزارة الدفاع بوجود خطورة على الصحة من اليورانيوم المنضب الذي استخدم في حرب الخليج والبوسنة وكوسوفو.
وسياسياً حول موضوع الشرق الأوسط، عنونت الإندبندنت: باراك يواجه خسارة كبيرة في حملة استفتاء الرأي. وأكدت الصحيفة بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية المستقيل إيهود باراك يواجه خسارة شبه أكيدة في انتخابات الشهر القادم. وتابعت قائلة: وبما أن الاحتمالات أمامه بدأت تختفي فقد بدأ بتشديد تصريحاته بأن اهتمامه موجه لتهدئة أعمال العنف التي قد تؤدي إلى حرب إقليمية، وهذا الرأي مخالف لآراء أخرى في الجيش الإسرائيلي. وأضافت الصحيفة أنه بسبب تشدد باراك فإن اتخاذ مقترحات الرئيس الأميركي بيل كلينتون كأساس لعقد مفاوضات جديدة أصبح من الصعوبة بمكان. وإلى جانب كل ذلك، فإن حزب العمل يعاني من الإحراج بعد توزيع منشورات تهاجم زعيم الليكود أرييل شارون عندما كان وزيرا ً للدفاع بسبب تورطه في مجزرتي صبرا وشاتيلا عام 1982.
” صدمة الإعلانات لمحاربة شارون
|
الديلي تلغراف تناولت الموضوع نفسه، وعنونت: مساعدو باراك يستخدمون صدمة الإعلانات لمحاربة شارون. وقالت لقد أجبر فريق باراك على الاعتذار إلى شارون بسبب دعاية إعلانية تصور ضحايا مجزرتي صبرا وشاتيلا لإثارة مخاوف الناخبين العرب في حال نجاح شارون في الانتخابات. وإلى جانب ذلك وفي خطاب له يوم الخميس، حمل باراك كل مساوئ السياسة الإسرائيلية لشارون بدءا من الاجتياح الإسرائيلي للبنان، مرورا بزرع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، وصولا إلى الاضطرابات الأخيرة مع الفلسطينيين.
أما الفايننشل تايمز فقد تناولت الموضوع ذاته من زاوية اللاجئين الفلسطينيين، واتخذت عنواناً لها: المبعدون يشككون باتفاقية السلام. ونقلت الصحيفة عن مراسلها في لبنان أن لاجئي عام 48 يرفضون التنازل بالإكراه عن حقهم بالعودة. ويقول المراسل إن موافقة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات هذا الأسبوع على التفاوض على أسس مقترحات كلينتون أدى إلى إطلاق العنان لموجة من الاستياء في مخيم عين الحلوة للاجئين، الذي يعتبر من أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان.
”
|
وفي موضوع العراق، عنونت الفايننشل تايمز: المملكة المتحدة تدافع عن العقوبات الاقتصادية والعسكرية ضد العراق. وتحت هذا العنوان وصفت بريطانيا منتقدي العقوبات العسكرية والاقتصادية التي تفرضها الأمم المتحدة على العراق بأنهم "مدافعون" عن صدام حسين، في إشارة إلى الموقف الفرنسي وإلى تصريحات المنسق الإنساني السابق للأمم المتحدة في العراق هانز فون سبونيك، وقد هاجم فيها المملكة المتحدة لدعمها العقوبات ضد العراق، والتي تسبب الشقاء للشعب العرقي.
وترى بريطانيا أنه إذا سمح الرئيس العراقي لمفتشي الأسلحة الدوليين بالعودة إلى داخل العراق، فإن العقوبات سترفع بعد 180 يوما ً حسب قرار الأمم المتحدة رقم 1284.
وفي عودة إلى صحيفة الإندبندنت فقد عنونت على صفحاتها الدولية: السباق المجنون عبر الصحراء قد ينتهي بحرب عصابات وتقصد بهذا السباق (رالي باريس-داكار). وقالت إنه بالرغم من تحذير الدبلوماسيين من ضرورة اتخاذ تهديدات البوليساريو على محمل الجد، فإن المنظمين الفرنسيين أكدوا أن المرحلة السابعة من السباق ستستمر كالعادة، وأكد المغرب كذلك بأن أي محاولة لعرقلة سباق داكار/2001 سيواجه بالقوة.
الطبيب السفاح
”
|
وفي أخبار بريطانيا المحلية، سيطرت على جميع الصحف قضية الطبيب- السفاح " هارولد شيبمان"، وجاء في عنوان لصحيفة التايمز: قد يتصاعد عدد المرضى المقتولين إلى 345. وذكرت أن هارولد شيبمان يبدو أنه يفضل تنفيذ جرائمه بعد تناوله وجبة خفيفة من الغداء تعدها له زوجته "برمروز".
وعنونت الغارديان: موت بعد الظهيرة، بينما جاء عنوان الإندبندنت: لا يمكن تلافي شيبمان آخر. ورأت أنه لا يمكن لأي نظام موجود حاليا أو مقترح تطبيقه مستقبلا أن يكشف عن طبيب مصمم على قتل مرضاه بنفس طريقة هارولد شيبمان، حسب تقرير صدر في تحليل ممارسات المجرم شيبمان.