العملية الفلسطينية تستأثر باهتمام الصحف اللبنانية
بيروت-رأفت مرة
طغت العملية العسكرية التي نفذتها مجموعة من الجبهة الشعبية/ القيادة العامة قرب مزارع شبعا على اهتمام الصحف المحلية نظرا لما لهذه العملية من تفاعلات على الساحتين الملحية والإقليمية. أما القضية الثانية التي أبرزتها الصحف فكانت زيارة رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري إلى العاصمة العمانية مسقط حيث تركزت المحادثات على الجانب الاقتصادي.
وما بين هاتين القضيتين كان لمؤتمر القدس الأول الذي افتتح أعماله في العاصمة اللبنانية مساء أمس بحضور 300 شخصية عربية وإسلامية من أكثر من 40 دولة مكان من اهتمام الصحف التي أبرزت مواقف وخطابات المتحدثين وأبرزهم العلامة الشيخ يوسف القرضاوي والأستاذ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
صحيفة النهار أبرزت المواقف الرافضة للعمليات العسكرية الفلسطينية انطلاقا من لبنان وقالت في عناوينها:
– عرفات: لا توطين للفلسطينيين.
– الحريري يرفض عملية شبعا وحزب الله يتحفظ عنها.
– وديعة من مسقط للمصرف المركزي ودخول الخليجيين لبنان بلا تأشيرة.
أما صحيفة المستقبل فقد أبرزت ردود الفعل على العمل الفلسطيني المسلح من لبنان وقالت في عناوينها:
– الحريري: لن نسمح للفلسطينيين بعمليات من لبنان.
– نصر الله يتوقع "إنجازا ما" في ملف الأسرى قبل الانتخابات الإسرائيلية.
وأوردت صحيفة السفير معلومات عن التطورات المتعلقة بملف الأسرى بين الكيان الصهيوني وحزب الله وقالت في عناوينها:
– نصر الله يهدد باراك بأسرى جدد.
– إسرائيل تطلق مقاوما من دون مقابل.
وفي الافتتاحيات قالت صحيفة النهار إن العملية التي قامت بها مجموعة من الجبهة الشعبية/القيادة العامة في مزارع شبعا قوبلت بالرفض من رئيس الوزراء رفيق الحريري وحزب الله وأمين سر حركة فتح في لبنان الذين أكدوا أن مقاومة الفلسطينيين لإسرائيل يجب أن تكون بالانضمام إلى قوى الانتفاضة في فلسطين. وأشارت النهار إلى أن رفض العملية هو "توافق بين السلطة اللبنانية والمقاومة والسلطة الفلسطينية".
صحيفة المستقبل أشارت إلى إعلان الرئيس الحريري أن العملية في الجنوب "خطأ مرفوض" ونقلت عنه قوله إن لدى لبنان مقاومة وهو لن يسمح الفلسطينيين بالمقاومة انطلاقا منه لأن لا مصلحة لهم ولا له بذلك".
أما صحيفة السفير فقالت في خطوة بدت متصلة بالمساومة الحاصلة من جانب إسرائيل التي تريد الحصول على معلومات حول أحوال جنودها "أفرجت سلطات الاحتلال عن المقاوم محمد بدير". وقالت الصحيفة إنه لم يتضح ما إذا كان الحزب قد بادل هذه الخطوة بتقديم معلومات حول واقع العسكريين الأربعة المحتجزين لديه أم لا.
” من دون التوصل الى اتفاق بين اللبنانيين على اختلاف مشاربهم واتجاهاتهم ولا سيما مع المقاومة لا يمكن عزل لبنان عما يدور في محيطه ولا تحييد نفسه عن الحرب ”
|
وفي التحليلات تناولت صحيفة النهار موقع لبنان في المواجهة مع إسرائيل وقالت إن "ثمة من يقول إن لبنان لا يستطيع أن يعزل نفسه عما يدور حوله كما فعل في الماضي فتخلص من مآسي حروب إسرائيل، وأن يحيد نفسه عن حرب محتملة إلا إذا صار توافق واتفاق بين اللبنانيين أولا ومن ثم مع السوريين بإبقاء جبهة الجنوب التي ظلت مفتوحة سنين طويلة في مواجهة إسرائيل مغلقة وهادئة، وخصوصا أن الجزء الأكبر من الأراضي اللبنانية التي تحتلها إسرائيل قد تحرر ولم يبق سوى جزء قليل".
وأضافت الصحيفة "أنه من دون التوصل إلى هذا الاتفاق بين اللبنانيين على اختلاف مشاربهم واتجاهاتهم ولا سيما مع المقاومة لا يمكن عزل لبنان عما يدور في محيطه ولا تحييد نفسه عن الحرب".
” الورقة الفلسطينية قوية جدا طالما أنها تستعصي على الاستخدام من طرف هذا أو ذاك من المتنافسين المتماثلين تطرفا وشراسة ودموية ”
|
وتعليقا على مفاوضات طابا والدور الفلسطيني في تعويم باراك قالت صحيفة السفير "ما جرى خلال الأيام القليلة الماضية أكد أن لا شيء قد تغير في ذهن القيادة الفلسطينية بشأن أساليب عملها وتكتيكاتها التي تتناسب مع جلال الدم المراق على مذبح الحرية ومطلب الاستقلال". وقالت الصحيفة: إن سلطة عرفات تحاول أن توظف شهداء الانتفاضة في معركة لإنجاح إيهود باراك بذريعة خادعة مضمونها ضرورة التصدي للسفاح أرييل شارون وإسقاطه.. إنها تحاول تعبئة الدماء الفلسطينية في صناديق الاقتراع الإسرائيلية دعما لهذا الذي أمر فقتل ودمر البيوت والقرى وضاعف عدد المستوطنات في الأراضي التي يفترض أن تؤول –بالنتيجة– إلى السلطة الفلسطينية. وهي تحاول الإيحاء بأن "الشهداء" يفضلون قاتلهم باراك على قاتل آبائهم شارون الذي ليس كمثله في الإجرام أحد.
وأضافت الصحيفة: إن الورقة الفلسطينية قوية جدا طالما أنها تستعصي على الاستخدام من طرف هذا أو ذاك من المتنافسين المتماثلين تطرفا وشراسة ودموية.. أما إذا هانت على أهلها فصارت "ورقة مساومة" فإنها ستتهاوى قوة وتأثيرا كسلعة رخيصة.