ملاك باستون الآخر

رافقوا أسعد طه وهو يروي بصوته حكاية أوغستا شيوي والأبطال الآخرين في حكاية فريدة أخرى من حكايات الحرب


في المعارك الكبرى والحصار، تؤرخ قصص البطولة والصمود، وتُنسى الحكايات الصغيرة، تلك الحكايات الحقيقية بعيدًا عن مثالية الصمود والمقاومة هي فسيفساء الحصار، التفاصيل الإنسانية الصغيرة مثل الحب والخوف، ورائحة المطهرات الطبية، ولون الدم، هذه حكايات يرويها أبطال عابرون في تاريخ سجل أبطالًا ونسيهم، فآن الأوان لنذكرهم ونذكر ما فعلوا.

لعل من أبرز هؤلاء الممرضة البلجيكية صاحبة البشرة السمراء، أوغستا شيوي، التي كانت على موعد مع أجمل حكايات التضحية والبطولة وإنكار الذات. تذهب أوغستا لزيارة والدها في مدينة باستون التي صارت فيما بعد مثلًا للصمود الأميركي في وجه النازية في الحرب العالمية الثانية، حيث ستجري الحكاية.

ترافقها ممرضة بيضاء، لكنها تموت في منتصف تفاصيل الحكاية، فتبقى وحيدة تواجه الموت وتدفعه عن جنود يئنون، وتخوض معركتها الشخصية من نوع آخر: إنها معركة التمييز على أساس اللون.

انتهت الحرب لكن حكاية أوغستا لم تنته. تعود الممرضة لعملها الطبيعي، وتنسى أنها كانت بطلة في حدث تاريخي، ليعود العالم ويتعرف عليها وينصفها بعد سبعين عامًا.

رافقوا أسعد طه وهو يروي بصوته حكاية أوغستا شيوي والأبطال الآخرين في حكاية فريدة أخرى من حكايات الحرب.

المصدر : الجزيرة