البودكاست.. كيف سيكون المستقبل؟

إنه عصر جديد.. عصر الهواتف الذكية، ساعدت سهولة الوصول إلى البودكاست في انتشاره السريع

البدايات

أطلقت شركة أبل جهاز "Ipod" في العام ٢٠٠١، جمع بين أناقة المظهر وخفة الوزن، بفضله استغنى الناس عن أشرطة الكاسيت والأقراص المدمجة، تمر سنين قليلة، ينجح "آدم كرّي" و "ديف واينر" في برمجية تحميل البرامج الإذاعية من الإنترنت مباشرة إلى جهاز "Ipod" في العام ٢٠٠٤.

فكرة ثورية، لأول مرة، لم يعد عشّاق الإذاعة مُقيّدين بوقت بثّ برامجهم المفضلة، حرّرتهم ومَنحتهم الحرية الكاملة في الاستماع متى وأينما شاؤوا، لاحظت الشركات الكبرى حجم الفرصة المتاحة في عالم البودكاست، وكان تطبيق iTunes 4.9، من شركة "أبل" هو التحديث الأول الذي يدعم منصة البودكاست. هكذا بدأ البودكاست يشق طريقه في عالم التدوين الرقمي.

هل تعلم أن الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش، كان يلقي خطابه الأسبوعي إلى الأمة على شكل بودكاست؟ وهو أول من استخدم هذه الوسيلة لمخاطبة شعبه.

التوسع والانتشار

هل تقرأ هذا المقال من هاتفك الآن؟ هذا بالتحديد الذي ساعد البودكاست على النمو والانتشار، إنه عصر جديد.. عصر الهواتف الذكية، ساعدت سهولة الوصول إلى البودكاست في انتشاره السريع.

عوامل كثيرة أخرى ساهمت في انتشار البودكاست، لا يسعنا المقال الواحد للتطرق إليها؛ لكن وجب التنويه إلى أن غالبية برامج البودكاست الناجحة والمنتشرة، لم تحذو حذو الشاشات، وانتهجت أسلوبًا مختلفًا تماما مكنها من التفرد والانتشار.

تشير أحد إحصائيات "سبوتيفاي" أن لديها 299 مليون مستمع شهريا، بعد ارتفاع نسبة مستمعيها 200% منذ العام 2009، إضافة إلى أن عدد الحلقات البودكاست في العالم تصل إلى 48 مليار حلقة، وهذا مؤشر واضح على نمو هذه الوسيلة الرقمية الجديدة.

المستقبل

في أحد مكاتب شبكة الجزيرة، قسم الجزيرة بودكاست، يعكف المختص في البودكاست، ومنتج النشر والتفاعل، على تطوير الجودة وزيادة الاستماعات، وعندما سألناه عن مستقبل هذه الوسيلة الرقمية الجديدة، توسع في الحوار ليعرج على بدايات البودكاست واصفًا إياها "بـ الدمقرطة"؛ إذ كانت تجربة عادلة في البدايات يتمكن الجميع فيها من التدوين وصناعة المحتوى والوصول إلى الجماهير المستهدفة، لكن دخول شركات ضخمة مثل البي بي سي، والسي إن إن، غير من شكل الإنتاج، وأثر أيضًا على المنتجين المستقلين، إذ أصبحوا تابعين لشركات، بعدما كانوا مستقلين، كما أن دخول شبكة نتفليكس العملاقة على عالم التدوين الصوتي سيساهم كثيرًا في تغيير معالم التدوين الصوتي الذي نعرفه الآن، من حيث الإعلانات والشريحة المستمعة. أما المستقبل كما يراه من نصيب الخيال والدراما على حساب التوثيقي والإخباري.

المصدر : الجزيرة