بودكاست "رموز".. جدارة الحكاية

في رموز خمسة مواسم من المتعة.. من الدراما.. من المعرفة، نضعها بين يديك لتحاور من تحب، تختلف مع من لا تتفق معه، وتتعرف أكثر على حكاياتهم بتفاصيل تفاصيلها

تتسارع وتيرة حياتنا فتزداد معها متطلباتنا وتختلف، تطورات تكنولوجية ضخمة اقتحمت عالمنا، لتغير شكل الإعلام بصورته التقليدية، وتبتدع أشكالًا إعلامية جديدة تتناسب والسرعة التي يمضي بها كوكبنا نحو الثورة الصناعية الرابعة.

في عالم يقضي أوقات كثيرة في المواصلات، ازداد الطلب على الفيديوهات القصيرة التي اتسمت بالسطحية ولم تشبع ذلك النهم المعرفي للبعض في أوروبا مثلًا، ازداد الطلب على المنصات الصوتية أو ما يسمى بالبودكاست، فحققت بريطانيا أعلى الأرقام باعتبار قناة البي بي سي رائدة هذا المجال. أما وتيرة البودكاست في الوطن العربي أبطأ ولكنها في تزايد مستمر، سجلت المملكة العربية السعودية أعلى النسب بعدد الاستماعات تليها الإمارات والأردن وتونس.

البودكاست خدمة صوتية يمكن اعتبارها برنامجا صوتيا إذاعيا، تنتجه المؤسسات أو الأفراد، ويطرح مواضيع مختلفة، منها السياسية والاجتماعية والمجتمعية وغيرها، ويبث من خلال تطبيقات مختلفة عبر الإنترنت، وهو ما يمكن التعبير عنه بلغة أبسط بأنه "راديو متخصص"! فكما هو الحال في العلاقة القائمة بين اليوتيوب والتلفاز، هناك علاقة بين الراديو والبودكاست.

ومع إقبال الشباب المتزايدة على البودكاست، أصبح له قوالب مختلفة  ومتخصصة، فمنها الخبري الذي ينحاز له متابعي السياسة والباحثين عن الراهن والطارئ، ومنها الحواري، والدرامي الذي بدأ ينتشر ويلاقي اهتماما واسعًا، وأشكالًا سردية متعددة.

ولكن هل السرد الدرامي حديث النشأة؟

كان للمسلسلات الإذاعية مريدون في سالف الزمان، ولعل بودكاست رموز هو نوستالجيا بشكلها الحديث لتلك المسلسلات، تدور حول شخصيات تاريخية عاشت معنا، وصنعت تاريخنا، تتحدث بلسانها بأسلوب سردي مشوق، نحاكمها ونحاكيها، ونسألها وتجيبنا، في رموز أنت جزء من الحكاية تعيش مع شخصيات العلم والأدب والسياسة وتكون شاهدًا على إنجازاتها وإخفاقاتها، في رموز يختلط التاريخ بالدراما لتخرج سردية لها مصادرها الموثوقة بشكل الحكاية.

في رموز تتحدث شخصيات مثل صدام حسين و أبو عمار بضمير المتكلم، يروي ستيف جوبز حكاية المجد بعد السقوط، يعترف مارادونا ما اقترف بحق نفسه، وتروي لنا أسمهان تفاصيل اغتيالها، في رموز خمسة مواسم من المتعة.. من الدراما.. من المعرفة، نضعها بين يديك لتحاور من تحب، تختلف مع من لا تتفق معه، وتتعرف أكثر على حكاياتهم بتفاصيل تفاصيلها..

المصدر : الجزيرة