أميركا وحقبة ما بعد سبتمبر.. التراجع والسقوط
هل هي مصادفة أن يسبق ملف عدد مارس/آذار-أبريل/نيسان 2021 من مجلة الفورين أفيرز بعنوان "التراجع والسقوط" (Decline and Fall) وفي خلفيته خريطة الولايات المتحدة باللون الأسود، دخول طالبان كابل ونهاية حقبة سبتمبر/أيلول؟
ولكني أحب منذ البداية ألا يتبادر إلى ذهن القارئ التصور البسيط حول نهاية الإمبراطورية الأميركية على غرار سقوط الاتحاد السوفياتي في أعقاب هزيمته وانسحابه من أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي، لأن التاريخ يمكن تعلم الدروس منه، لكنه لا يتكرر بشكل ميكانيكي؛ فهذا مما يتنافى مع إبداع الانسان الذي نفخ فيه من روحه -سبحانه تعالى- والأهم أن الخبرة الأميركية مختلفة عن السوفياتية من جهة وجود مجال عام مفتوح تجري فيه النقاشات والجدل العام بحرية تامة، في حين كان يطلق على كل من يطالب بإصلاح التجربة السوفياتية ويلفت النظر إلى عوارها: "المنشقون"، وهذا هو الفارق بين بلدان ديمقراطية وأخرى تسلطية.
نعود إلى الملف الذي يمثل نموذجا لطبيعة الجدل العام الدائر الآن في الولايات المتحدة حول طبيعة وحدود الدور في النظام الدولي، وهنا يحسن أن نؤكد أن فترة بايدن فترة انتقالية تتفاعل فيها تصورات ورؤى متعددة تصل إلى حد الانقسام الحاد فيما بينها، كما أن دوره يتحدد بقدرته على تجاوز وتغيير سياسات ترامب التي ألقت بظلالها ولا تزال على مستقبل السياسة الخارجية الأميركية؛ فالشعبوية التي تبناها ترامب "أميركا أولاً" قد قطعت بعمق في أسس السياسة الخارجية الأميركية، حيث دعت إدارته إلى التشكيك في التحالفات القديمة، واحتضنت الحكام الاستبداديين، وشوهت سمعة الحلفاء، وسحبت الولايات المتحدة من مجموعة واسعة من القضايا والأدوار والمعاهدات والمؤسسات، كما أن بايدن قد تولى منصبه في وقت انهار فيه الإجماع الواسع من الحزبين الذي كان أساس السياسة الخارجية للولايات المتحدة لمدة نصف قرن بعد الحرب العالمية الثانية.
والرأي عندي أن المشكل لم يكن في فترة ترامب القصيرة، ولكنه يمتد لعقدين، هو عمر حقبة سبتمبر/أيلول. فعلى حد قول الرئيسة السابقة لمؤسسة كارنيغي: عندما ينظر الناس إلى سجل واشنطن الحافل على مدى العقدين الماضيين، فإنهم لا يرون قيادة واثقة، ما يرونه بدلاً من ذلك هو سلسلة من الكوارث التي كتبتها واشنطن، وعلى رأسها غزو العراق عام 2003 وما تلاه من زعزعة الاستقرار في جزء كبير من الشرق الأوسط والأزمة المالية العالمية لعام 2008.
خلال تلك العقود، انتهجت واشنطن أيضًا حربًا غير فعالة في أفغانستان، وسياسة غير متماسكة في سوريا، وتدخلات إنسانية غير حكيمة، وعلى الأخص في ليبيا. والقائمة تطول من منظورنا نحن العرب والمسلمين بما يقتضي ضرورة أن ينطلق في عالمنا حوار جاد حول تأثير هذه الحقبة علينا من محاور عدة، أبرزها: تقويم إستراتيجي لتأثيرات استخدام العنف من قبل جماعات أطلق عليها الجهادية أو الإرهابية، ووضع المسلمين وعالم الإسلام في العالم وخاصة في علاقتهم بالغرب ووضعهم فيه، ومدى تأثر القضية الفلسطينية بهذه الحقبة، ووضع العمل الخيري الإسلامي فيها، ومدى تأثر المسار الديمقراطي في بلداننا بالحرب على الإرهاب.. تطول القائمة لكن الأهم هو انطلاق الحوار لاستخلاص دروس المستقبل.
حدود الدور الأميركي
بات من المؤكد أن طبيعة الدور الأميركي في النظام الدولي ستتغير، بغض النظر عن الوجهة التي سيحسم بها الجدل حول: سياسات انعزالية -"أميركا أولا" كما عبر عنها ترامب بقوة- وبين سياسات ترتكز على قيادة أميركا للعالم كما يحاول بايدن أن يستعيدها، أو سياسات يمكن أن تجمع بين التصورين معا. إلا أن المؤكد أن الولايات المتحدة منسحبة من منطقتنا لأسباب عدة سبق أن ناقشناها في مقال سابق، أبرزها التركيز على التهديد الصيني والتحول نحو المحيطين الهادي والهندي، مع تراجع أهمية المنطقة إستراتيجيا للولايات المتحدة وإن ظلت مهمه لحلفائها من الاتحاد الأوروبي واليابان.
الدور الأميركي في العالم ستحكمه اعتبارات عدة، أهمها:
- الانقسام الحاد حول السياسة الأميركية: ينقسم الخبراء من مجتمع السياسة الخارجية الأميركية إلى معسكرين عريضين: الأول يدعو إلى استمرار القيادة الأميركية على مستوى العالم وعبر مجموعة كاملة من القضايا، في حين يعتقد الآخر أن الولايات المتحدة يجب أن تحدد مصالحها بشكل أضيق.
ضمن المجموعة الأولى هم أولئك الذين يجادلون بأن العالم يحتاج إلى قيادة ولا يوجد زعيم بديل للولايات المتحدة الآن أو في الأفق. ويذهب البعض إلى أبعد من ذلك، مدعيا أن مصالح الولايات المتحدة سوف تتضرر حتمًا أكثر من خلال فعل القليل جدًا بدلاً من محاولة فعل الكثير. إنهم يفضلون نمط قيادة أحادي الجانب ويوافقون بشكل عام على التدخلات المسلحة، ويميلون إلى الاعتماد على الإلمام بالماضي أكثر من الاعتماد على البصيرة بالمستقبل، ويتجاهلون إلى حد كبير قوة الرأي العام المحلي.
يرى آخرون دورًا أكثر تقييدًا للولايات المتحدة باعتباره الأول بين أنداد في مجتمع متعدد الأطراف ويبدو من غير المحتمل أن يتم حل هذا النقاش في غضون السنوات الأربع القادمة. تتوافق آراء الخبراء المختلفة حول السياسة الخارجية تمامًا مع الاختلافات بين الحزبين السياسيين، والاستقطاب العميق في البلاد والتمثيل الحزبي -تقريبًا- في الكونغرس، بما يعني أن كل تحول سياسي سيكون معركة سياسية، فالرأي العام منقسم: ففي عام 2016، كانت المرة الأخيرة التي طلب فيها مركز بيو للأبحاث من الأميركيين وصف الدور العالمي لبلدهم "فيما يتعلق بحل مشاكل العالم"، إذ قال 41% من المستجيبين إن الولايات المتحدة فعلت "أكثر من اللازم"، و27% قالوا "القليل جدًا"، وقال 28% إن الولايات المتحدة فعلت "القدر المناسب".
- أميركا.. قوة مكسورة: وانكسارها يتأتى من تحولها إلى قبائل متصارعة على حد قول روبن إي بريغيتي الثاني الذي دار مقاله في الملف المذكور حول كيفية التغلب على القبلية.
فقد كشفت الحملة الرئاسية المثيرة للجدل لعام 2020 عن انقسامات عميقة في المجتمع الأميركي، وأظهرت على وجه التحديد نوع السياسة القبلية، عندما يكون الولاء الصارم للهوية الأولية -مثل العرق أو الدين أو العشيرة أو المنطقة- هو المبدأ المنظم للحياة السياسية داخل الولايات المتحدة، وهذا المنظر يدق أجراس الإنذار عند رؤيته من الخارج.
بدت الحملة الانتخابية أقل شبها بمنافسة أفكار، بل كانت أشبه بمعركة بين القبائل، حيث يتسابق الناخبون إلى زواياهم الحزبية على أساس الهوية، وليس المخاوف بشأن السياسة. علاوة على ذلك، تقترن هذه الانقسامات باعتقاد متزايد بأن المؤسسات السياسية والاجتماعية الأميركية لم تعد تعمل على النحو المنشود، كما تشير السياقات الطويلة المدى لاحتمالية استخدام العنف. الوضع في الولايات المتحدة مقلق على حد تعبيره؛ فالهويات العرقية والأيديولوجية المتصلبة ملحقة بالأحزاب السياسية، فاليوم يعتبر الحزبان السياسيان الرئيسيان في البلاد مدعومين بالمجموعات الفرعية الديمغرافية التي تشكل أكثر جمهورها ولاءً وتوقعًا.
ووفقًا لدراستين أجراهما مركز بيو للأبحاث عام 2020، فإن ما يقرب من 8 من كل 10 مؤيدين لجو بايدن، المرشح الديمقراطي، أو الرئيس دونالد ترامب، الجمهوري، قالوا إنهم اختلفوا مع الجانب الآخر حول "القيم الأميركية الأساسية"، وقال 9 من كل 10 تقريبًا -مرة أخرى في كلا المعسكرين- إنهم قلقون من أن يؤدي فوز الطرف الآخر إلى "ضرر دائم" للولايات المتحدة.
الخلاصة كما يقدمها إي بريغيتي هي أن "مؤسسات الولايات المتحدة التي كانت تتمتع بالمرونة في يوم من الأيام، غير قادرة الآن إلى حد كبير على كبح جماح التأثيرات القبلية". كما يمكن أن يساعد عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية الذي يؤثر على المجتمعات الملونة في نقل الثقافة السياسية للولايات المتحدة إلى ما وراء واحدة من أكثر الانقسامات القبلية رسوخًا: الهوية الحزبية المرتبطة بالعرق.
إن الدولة المنهكة بالصراع الاجتماعي المحلي ليست دولة من المحتمل أن تكون قادرة على ممارسة سياسة خارجية منتجة أو يمكن التنبؤ بها أو جديرة بالثقة، خاصة في ظل بيئة تتسم بعدم اليقين، مع بروز تهديدات عالمية جديدة لا يمكن التنبؤ بها مثل الأوبئة.
- تآكل المثال الأميركي: فحضور أميركا في العالم ليس من خلال القوة الصلبة والتدخل العسكري فقط، وإنما بقوتها الناعمة التزينية أيضا.
لكن المثال الأميركي أظهر عواره بقوة في السنوات القليلة الماضية: فالدولة التي تبجل حريتها وتصر على استثنائيتها يجب أن تفي أيضًا بمعايير الحكم التي تضعها لنفسها، ولقد كان اقتحام مبنى الكابيتول في يناير/كانون الثاني الماضي قمة بروز ضعف المثال، وإذا أضيف إليه مقتل فلويد فإننا نكون بإزاء تهشم كامل للصورة.
كانت الإخفاقات عديدة. فحتى الآن، تعاملت الولايات المتحدة مع جائحة كوفيد-19 بشكل أسوأ من أي دولة رئيسية أخرى. يشكل الأميركيون 4% فقط من سكان العالم، لكنهم يمثلون 25% من حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19 العالمي، و19% من الوفيات الناجمة عن المرض.
باختصار، ما يسميه بايدن بانتظام "قوة مثالنا" لا يشبه ما كان عليه من قبل. عندما يتعلق الأمر بأركان الديمقراطية التي تحترم القانون، فإن الولايات المتحدة هي الآن مثال على ما يجب تجنبه، أكثر من مثال على ما يجب احتضانه.
- حدود فائض القوة: فالولايات المتحدة تحتفظ بالأولوية العسكرية والثقل الاقتصادي لفرض العقوبات، لكن الأولى ثبت فشلها في مناطق عدة آخرها أفغانستان، والأخيرة نادراً ما تكون فعالة عندما تُمارس من جانب واحد ومن غير إجماع دولي كما الحالة الإيرانية.
وتنتهي جيسكا في مقالها المذكور إلى أنه:"في مواجهة عالم معولم تتشتت فيه القوة وتتضاءل سمعة الولايات المتحدة، سيواجه بايدن شركاء أجانب حذرين وحتى متشككين، وهو تحد لم يعتاد عليه القادة الأميركيون"، ولقد عمقت طريقة الانسحاب الأميركي من أفغانستان هذا التشكك والحذر.
ترامب الذي لم ينته
تدرك حكومات العالم أن الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي لم تكن تنصلًا من ترامب. أُجبر الحلفاء المقربون على الانخراط في لعبة أميركية خطيرة، فالولايات المتحدة يمكن أن تنقلب بشكل غير متوقع من موقف واحد في السياسة الخارجية إلى موقف معاكس لها. الرد المنطقي بالنسبة لهم هو التحوط: تجنب الالتزامات الرئيسية وإبقاء خياراتهم مفتوحة، حتى عندما يتعلق الأمر بسياسات الولايات المتحدة التي قد تكون مقبولة لولا ذلك.
سيتعين على جميع أنحاء العالم حساب اهتماماتهم وتوقعاتهم على أساس أن إدارة ترامب هي من النوع الذي يمكن أن ينتجه النظام السياسي الأميركي بشكل معقول. لن تكون عمليات إعادة التقييم هذه في صالح الولايات المتحدة، ومفادها أن انتخاب ترامب كان مجرد صدفة. ترامب هو الولايات المتحدة، أو على الأقل هو جزء كبير منها؛ فقد صوت 74 مليون شخص لصالحه، بزيادة 9 ملايين عما كان عليه الحال في عام 2016، ومن ثم لا يمكن للمرء أن يرسم صورة للنظام السياسي الأميركي والسياسة الخارجية المستقبلية للبلاد دون تضمين الاحتمال الكبير لدور كبير لترامب مع أو بدون تواجده نفسه في المكتب البيضاوي.
اضطراب في إدراك الدور: فالأميركيون لديهم مشكلة تتناقض مع إدراكهم لذاتهم؛ فقدرتهم على القوة العالمية تتجاوز تصورهم لمكانهم ودورهم المناسبين في العالم.
لم يكن الأميركيون أبدًا انعزاليين
على حد قول روبرت كاجان، ففي أوقات الطوارئ يمكن إقناعهم بدعم الجهود غير العادية في الأماكن البعيدة، لكنهم يعتبرون هذه ردود فعل استثنائية لظروف استثنائية. إنهم لا يرون أنفسهم المدافع الأساسي عن نوع معين من النظام العالمي؛ لم يتبنوا أبدًا هذا الدور.
نتيجة لذلك، لعب الأميركيون دورًا سيئًا في كثير من الأحيان. لقد أنتجت وجهة نظرهم للعالم قرنًا من التذبذبات الجامحة: اللامبالاة التي أعقبها الذعر والتعبئة والتدخل الذي أعقبه تراجع وانكماش، وكل فعل كان بمثابة عمل دفاعي؛ لذلك عندما انتهت الحرب الباردة، أصبح الانفصال بين الدور الفعلي للأميركيين والتصور الذاتي لهم غير مقبول، فبدون التهديد العالمي للشيوعية، تساءل الأميركيون عما يجب أن يكون الغرض من سياستهم الخارجية. ما الهدف من وجود نظام أمني يحيط بالكرة الأرضية، وأسطول بحري مهيمن، وتحالفات بعيدة المدى مع عشرات الدول، ونظام تجارة حرة دولي؟
هجمات 11 سبتمبر/أيلول تسببت في خلط أهداف النظام العالمي مرة أخرى بالدفاع عن قارتهم. النتائج المختلطة للحروب في أفغانستان والعراق ليست مجرد أخطاء في الحكم والتنفيذ، بل علامات سوداء تركت ندوبها على الروح الأميركية؛ فلا يزال الأميركيون يتوقون إلى الهروب إلى ماضٍ أكثر براءة وأبسط داخل قارتهم، إنهم يتوقون إلى امتلاك قوة أقل ودور دولي أقل، ولقد نشأ جيل كامل من الأميركيين على قناعة بأن الافتقار إلى انتصارات واضحة في أفغانستان والعراق يثبت أن بلادهم لم تعد قادرة على تحقيق أي شيء بالقوة.
أميركا المتراجعة
أميركا في تراجع، لكن وفق أي معيار؟ لقد أدرك الواقعيون منذ فترة طويلة أنه طالما أن الولايات المتحدة قوية جدًا، فسيكون من الصعب تجنب ما أطلق عليه "الإغراء الإمبريالي"، وهذا هو أحد الأسباب التي جعلت الواقعيين يصرّون دائمًا على أن القوة الأميركية في تراجع أو ببساطة ليست على مستوى المهمة.
لكن السؤال ليس ما إذا كانت الولايات المتحدة لا تزال قادرة على الانتصار في مواجهة عالمية، سواء ساخنة أو باردة مع الصين أو أي قوة تسعى لتغيير قواعد النظام الدولي، السؤال الحقيقي هو ما إذا كان يمكن تجنب أسوأ أنواع الأعمال العدائية، وما إذا كان يمكن تشجيع الصين والقوى الأخرى على السعي لتحقيق أهدافها سلميا، لحصر المنافسة العالمية في المجالين الاقتصادي والسياسي، وبالتالي تجنيب نفسها والعالم أهوال الحرب الكبرى التالية أو حتى التعهدات المخيفة لحرب باردة أخرى.
تحتل الصين الآن في الذهن الأميركي نفس المكان الذي احتلته ألمانيا في الحربين والاتحاد السوفياتي ذات يوم: خصم أيديولوجي لديه القدرة على ضرب المجتمع الأميركي بشكل مباشر، ولديه قوة وطموحات تهدد موقف الولايات المتحدة في منطقة رئيسية وربما في أي مكان آخر أيضًا. فالصينيون يعتقدون أن الولايات المتحدة آخذة في الانحدار، وكذلك يفعل الكثير من الأميركيين. ويكمن الخطر في أنه مع تكثيف بكين لجهودها لتحقيق ما يتطلب "الحلم الصيني"، سيبدأ الأميركيون في الذعر، وفي مثل هذه الأوقات يتم إجراء حسابات خاطئة.
هل بعد هذه الرحلة عزيزي القارئ ترى أن الولايات المتحدة في سبيلها للتراجع والسقوط الذي ربما تكون فيه منطقتنا أفضل، أم أن السؤال الذي يجب أن نتابعه هو أن أميركا المرتبكة المنقسمة هي أخطر علينا وعلى العالم من سقوطها وتراجعها؟
وتخيل عالمًا تكون فيه واشنطن -على الرغم من قوتها الغاشمة- أقل أهمية في السياسة العالمية، هل يكون أكثر استبدادا وأقل قدرة على مواجهة التحديات الجماعية أم يمكن توليد استجابة أكثر إنسانية بدونها؟
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.