في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. السلطة في السجن

تصميم مقال/ في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. السلطة في السجن - روزماري ديفيس

يحتفل العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة في الثالث من مايو/أيار من كل عام، ويحمل اليوم هذا العام شعار "حرية وسائل الإعلام من أجل مستقبل أفضل: تشكيل جدول أعمال التنمية لما بعد 2015".

وتأتي هذه الذكرى فيما لا تزال تقارير المنظمات الدولية المدافعة عن حرية الصحافة تكشف عن انتهاكات واسعة تطال الصحفيين، ووسائل الإعلام، فضلا عن المغردين والمدونين، في عدد من الدول العربية وعلى رأسها سوريا التي قتل فيها 31 إعلاميا خلال ثلاث سنوات من عمر الأزمة.

يركز اليوم العالمي لحرية الصحافة في عام 2014 على ثلاثة مواضيع مترابطة: أهمية وسائل الإعلام في التنمية، وسلامة الصحفيين وسيادة القانون، واستدامة ونزاهة الصحافة

في العام 2013 أطلقت وزارة الخارجية البريطانية حملة رقمية تحت اسم "Shine a Light" (تسليط الضوء) لتسليط الضوء على سلامة الصحفيين من خلال الشهادات الشخصية من الصحفيين والمدونين من جميع أنحاء العالم الذين واجهوا مضايقات وقيودا أخرى على حرية الصحافة.

تم جمع القصص والفيديوهات والصور على مدونة خاصة باليوم العالمي لحرية الصحافة تضمنت مشاركات من دول كثيرة شملت بعض الدول العربية، مثل تونس ولبنان والسودان والبحرين ومصر والأردن، فضلا عن دول أخرى في المنطقة مثل إيران.

ويحتل رصد الحريات الصحفية، والانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون حول العالم، حيزا مهما في التقرير السنوي الذي تصدره وزارة الخارجية البريطانية بشأن أوضاع حقوق الإنسان في العالم، كما أن الوزارة تصدر بيانات بشكل دائم بشأن أي انتهاكات تواجه عمل الصحفيين، وكان أحدثها تصريح وزير الخارجية وليام هيغ الذي أعرب فيه عن قلقه إزاء إدانة صحفيين في مصر يعملون مع الجزيرة، منهم اثنان بريطانيان سو تورتون، ودومينيك كين.

يركز اليوم العالمي لحرية الصحافة في عام 2014 على ثلاثة مواضيع مترابطة: أهمية وسائل الإعلام في التنمية، وسلامة الصحفيين وسيادة القانون، واستدامة ونزاهة الصحافة.

أعتقد أن هذه المواضيع الثلاثة هي أساس متين لأي عملية تطور وتنمية في أي بلد، فغياب حرية التعبير والصحافة، وعدم حماية الصحفيين، سيؤدي حتما إلى غياب الرقابة والشفافية التي تُعتبر أداة رئيسية لتطور الدول وتحقيق الرفاهية للشعوب، فهي فعلا سلطة رابعة.

ومع القفزة العالمية الكبرى نحو الإعلام الجديد والاجتماعي أصبحت السلطة الأبرز، ولكن للأسف هي سُلطة في السجن حيث تتعرض لأنواع عديدة من التنكيل وكم الأفواه والمضايقات.

في سوريا مثلا، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، قُتِل 31 إعلاميا وأكثر من مائة مواطن صحفي سوري خلال مزاولتهم مهامهم. وقد صَنّفت منظمة مراسلون بلا حدود سوريا في المرتبة 177 (من أصل 180) في ترتيب حرية الصحافة لعام 2014.

لا بد للحكومات العربية الجديدة أن تضع مسألة حماية الصحفيين ووقف الانتهاكات بحقهم، وإصدار تشريعات تعزز حرية التعبير ووسائل الإعلام، على رأس الأولويات

وسلط ترتيب 2014 الضوء على الترابط السلبي بين حرية الإعلام والصراعات جارية كانت أو غير معلنة. "ففي سياق يطغى عليه عدم الاستقرار تصبح وسائل الإعلام مستهدفة على نحو إستراتيجي من قبل الجماعات أو الأفراد الذين يحاولون فرض رقابة على كل من يسعى إلى نشر المعلومات، وذلك في انتهاك فاضح للضمانات التي تقدمها المواثيق الدولية، ولا سيما المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، واتفاقيات جنيف لعام 1949 والبروتوكولين الإضافيين الأول والثاني لعام 1977″، تقول مراسلون بلا حدود.

وتضيف أن "سوريا تجسد هذا السيناريو إلى أقصى حد منذ مارس/آذار 2011، حيث باتت تُعتبر البلد الأخطر على الصحفيين والأكثر تهديدا لحرية الإعلام".

ومؤخرا، وضعت المنظمة ذاتها قائمة بـ"أبطال حرية الإعلام" في العالم تضمنت مائة اسم حول العالم، من صحفيين وكتّاب ونشطاء، دافعوا عن حرية التعبير بشجاعة، وناضلوا من أجل إيصال المعلومة إلى شعوب بلدانهم.

وتضمنت القائمة اسمين من سوريا، هما الصحفي مازن درويش المعتقل لدى النظام، والناشطة الحقوقية رزان زيتونة مؤسسة مركز توثيق الانتهاكات في سوريا، والتي تفيد تقارير غير مؤكدة بأنها مُختطفة من قبل جماعة متطرفة.

هناك تغييرات كبيرة حصلت وتحصل في عدد من الدول العربية، ولا بد للحكومات الجديدة أن تضع مسألة حماية الصحفيين ووقف الانتهاكات بحقهم، وإصدار تشريعات تعزز حرية التعبير ووسائل الإعلام، على رأس الأولويات، لأن السلطة الرابعة كانت وستبقى أداة مهمة لقياس ومعرفة مدى التطور والتنمية في أي بلد.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.