"أنكل" أوباما واللسان المشقوق (تتمة)

تصميم العنوان: أنكل أوباما ولسانه المشقوق - الكاتب: منير العكش

ومثل هذه المبالغات النفاقية -إن صحت- تنسجم مع "أعراض وباء العم توم" ومع الأهداف الإستراتيجية الكبرى التي رعتها كل الإدارات السابقة، ديمقراطية وجمهورية.


وهنا لا بد من التذكير بأن ما يسمى "مشروع القرن الأميركي الجديد" الذي شاع صيته في زمن بوش ليس بجديد على الإطلاق، بل كان محاولة يائسة لتطوير مشروع "نازي أميركي" مضاد تبناه الرئيس ودرو ولسون الذي زعم هو أيضا أن الله تحدث معه في ردهات البيت الأبيض.

أما مشروع الرئيس ولسون فقد وضعه الإستراتيجي الجغرافي الأميركي إشعيا بومن ورسم فيه معالم الإمبراطورية الأميركية في القرن العشرين، مؤمرِكاً فيه أفكار الألماني النازي فريدريك راتزل عما يسمى بالمجال الحيوي (ليبنزراوم).

ويتلخص هذا "المجال الحيوي" الأميركي بأن ترث الولايات المتحدة مستعمرات بريطانيا والقوى الاستعمارية الأوروبية الأخرى بحيث لا يبقى شبر من الأرض خارج السيطرة الأميركية، مؤكداً أن من يتحكم بما سمي يومها حديثاً "الشرق الأوسط" يتحكم بالعالم كله، على أن تكون التكلفة قليلة. لكنه استثنى من هذه التكلفة القليلة جزر الفلبين التي قال الرئيس ولسون بأن الله نفسه أمره باحتلالها. (اصطلاح "الشرق الأوسط" -أو "الأدنى" سابقاً- افتراه "مكتب الهند" البريطاني في خمسينيات القرن التاسع عشر بهدف تزوير هوية المنطقة العربية الإسلامية ودس ما ليس منها فيها، لكنه لم ينتشر إلا بعدما استخدمه الإستراتيجي البحري الأميركي ألفرد ماهن عام 1902. وما يزال هناك عرب ومسلمون يستخدمونه للتدليل على حقيقة وعيهم بهوية هذه المنطقة).

هذا الهوس الأميركي بوراثة مستعمرات بريطانيا والقوى الاستعمارية الأوروبية الأخرى هو التفسير الوحيد لموقف الرئيس أيزنهاور من عدوان السويس. لقد وجدت أميركا في حرب 1956 فرصتها الذهبية لكي تعلن للعالم "مات الملك، عاش الملك".

إشعيا بومن هو الذي حدد المفاهيم واللغة والمبررات اللازمة للمجال الحيوي الأميركي على أساس اقتصادي: إن تراكمُ الرأسمال والإنتاج في الولايات المتحدة يحتاج إلى غزو ساحق لأسواق العالم، كما أوضح ذلك في كتابه "العالم الجديد" (نحو 800 صفحة وأكثر من 200 خريطة) الذي أصبح إنجيل ما يسمى القرن الأميركي في البيت الأبيض منذ ودرو ولسون حتى جورج بوش. هذا نظام عالمي جديد محورُه حقُّ الولايات المتحدة في سرقة كل شعوب الأرض باعتبارها "المجال الحيوي للاقتصاد الأميركي.. أمة قدرُها المتجلي أن تزداد غنى على حساب ما يصفه بومن بالشعوب والأعراق الضعيفة. ومنذ مقدمة الكتاب يقول بومن "إننا مضطرون -شئنا أم أبينا- إلى أن نمسك بزمام العالم الحالي، بطريقة أو بأخرى".

بهذا المنطق شارك بومن في مؤتمر باريس للسلام عام 1919 بتكليف من ولسون، بهدف "نقل صولجان الإمبراطورية البريطانية من لندن إلى واشنطن". كان يعلم أن القوى الاستعمارية الأوروبية لا تزال في المركز السياسي للعالم و"لابد من اتباع إستراتيجية جيوسياسية لتغيير هذا الواقع بحيث تصبح الولايات المتحدة المركز السياسي للعالم، وتصبح المسيطرة على عصبة الأمم" (الأمم المتحدة لاحقاً). أما كيف ستفتح واشنطن مستعمرات القوى الأوروبية للرأسمال الأميركي المتوحش، فهذا ما كان الشغل الشاغل للإدارات الأميركية منذ ولسون حتى ترومان.

"
ليس هناك ما يدل على أن أوباما أدار ظهره لإستراتيجية الليبنزراوم الأميركي أو عقيدة كارتر.. إنه رغم شقشقته في الحديث عن الانسحاب من العراق فإنه أكد أكثر من مرة على الحاجة إلى الاحتفاظ بحضور عسكري قوي في منطقة الخليج، وأنه لن يتردد في استخدام القوة لحماية المصالح الأميركية الحيوية
"

لقد ركز ولسون وكل من جاء بعده من الرؤساء على حرية التعامل التجاري بين الدول المستقلة (أوروبا)، وعلى أن تحصل المستعمرات المؤهلة للاستقلال على استقلالها في ظل سلطة وطنية لا تختلف عن "مكتب الشؤون الهندية". أما المستعمرات غير المؤهلة فيجب أن تحكم مباشرة من قبل مفوضيات دولية أو انتداب دولي.

ثم سعت الولايات المتحدة بعد الحرب الثانية إلى استيعاب القوى الاستعمارية نفسها في المجال الحيوي الأميركي، وهذا أهم ما تعرض له الرئيس ترومان في خطبة ولايته الثانية عام 1949 حيث أراد استيعاب أوروبا بمشروع مارشال، على أن يليه برنامج استثمار وتنمية في المستعمرات الأوروبية.

إذن، يجب أن لا نضيع في التفاصيل ولا في تحليل خطبة هذا الرئيس أو ذاك، وأن لا ننخدع ببهلوانيات لغة كبير المهرجين الفلسطينيين أو كبير متعهدي التفليسة الفلسطينية، فليس عبثاً أن يسمي العرب الخطيب بالشقشقة (لهاة البعير) ويشبهوا المكثار منها بالبعير الكثير الهدر، ويقولوا إن كثيراً من الخطب من شقاشق الشيطان (منسوب -دون قصد مسبق- لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه).

كل هذه التفاصيل بل كل ما يسمى عقيدة هذا الرئيس أو سياسة ذاك، هو مجرد فهم وتطبيق مرحلي لهذه الإستراتيجية العامة. ولم تكن عقيدة كارتر التي تبناها كل من أعقبه من رؤساء ديمقراطيين وجمهوريين، ولا الحربان اللتان خاضهما بوش (الأب والابن) ضد أهلنا في العراق، إلا مثلاً حياً على طاغوت إستراتيجية "الليبنزراوم الأميركي" كما رسمها بومن في أول القرن.

أما أوباما فليس هناك ما يدل على أنه أدار ظهره لإستراتيجية "الليبنزراوم الأميركي" أو عقيدة كارتر. إنه رغم شقشقته في الحديث عن الانسحاب من العراق، أكد أكثر من مرة على الحاجة إلى الاحتفاظ بحضور عسكري قوي في منطقة الخليج، وأنه لن يتردد في استخدام القوة لحماية المصالح الأميركية الحيوية. وبالطبع فإن سياسة تبرير استخدام القوة للحفاظ على المصالح الأميركية يعني أننا قد نشهد تزايداً في حركة الاستيطان الأميركي المسلح في المنطقة، وأن واشنطن لن تطفئ حربا إلا بنار حرب جديدة، وهذا عهدها منذ إنشائها حتى الآن.

لفلسطين لدى الرؤساء الأميركيين شأن آخر، فهي ليست مجرد "إستراتيجية" أو اقتصاد أو "مجال حيوي"، وبالتأكيد فهي ليست سياسة خارجية إلا في الإطار البيرقراطي. فطالما أن إنشاء الولايات المتحدة وتاريخها لم يكن إلا تأسياً بفكرة إسرائيل التاريخية، وطالما أن بلاغة العنف التي استعارت أخلاقها من فكرة إسرائيل التاريخية وأساطيرها وأنماط سلوك مجرميها، بدءاً من العهد المقدس الذي عقده المهاجرون الأوائل مع يهوه في عرض المحيط، وانتهاء بمكالمة الرئيس بوش معه في البيت الأبيض واعتقاده بأنه "موسى العصر"، فإن الأميركيين ورؤساءهم -على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم- لا يتفقون على شيء كاتفاقهم على المشروع الصهيوني الذي يشربه الأميركيون مع حليب أمهاتهم ثقافيا، وتاريخياً، وتربوياً، وإعلاميا، ودينياً، ومثلاً أخلاقياً أعلى.

كل تاريخ الولايات المتحدة كما يروي المؤرخ كونراد شيري هو "تاريخ القناعة الراسخة بأن الأميركيين هم الإسرائيليون فعلاً، وشعب الله المختار حقاً". وخطر هذه القناعة لا يكمن في تلبسها بمصالح شركات النفط ومصانع السلاح وداء الكَلَب الإمبراطوري وحسب، بل يكمن أيضاً في استيعاب هذه القناعة لكل ميتافيزيقا الكراهية العبرانية وهوس الإبادة والاستعباد للفلسطينيين الكنعانيين بخاصة، ولكل حضارات العالم العربي القديم بعامة، من قبل أن يولد هرتزل ومشروعه بثلاثة قرون. ولو أن هرتزل لم يخلق لاختلقوا هرتزلاً آخر.

والأمر هنا يتعدى ما يسمى زوراً بالصهيونية المسيحية، لأن "غالبية الأميركيين ومعهم كبار المسؤولين السياسيين -كما يقول عالم الأديان ستيفن أوليري- لا يختلفون عن هذه الجماعات (الصهيونية الدموية) إلا في درجة التوتر وطريقة التعبير (مرة بلغة بوش، ومرة بلغة أوباما). إن "نزعة الافتراس.. تنتشر بينهم.. وعلينا أن لا نسرع إلى طمأنة أنفسنا بأن هذا الاعتقاد أحمق، فنحن على أبواب زمن قد تكون فيه الحماقة هي القاعدة".

وفي كتاب "المواجهة بين عصر العقل وعصر الرؤيا" يقول الفيلسوف ريتشارد پوبكين "إن الإنجليز على طرفي المحيط (بريطانيا والولايات المتحدة) أكثر حماسة من اليهود لتأسيس الدولة اليهودية وبناء معبد سليمان، وإن صهيونيتهم هي التي صنعت الحركة الصهيونية (اليهودية) وانتشلتها من هامشيتها".

"
الصهيونية الأنجلوسكسونية على طرفي المحيط هي التي صنعت الصهيونية اليهودية، وهي التي رعتها وغذتها وأعطتها زخمها بالقوة والسلاح، وبالتدمير المنهجي للعالم الإسلامي والعربي، وبمكاتب الشؤون الهندية التي أسسها بيرسي كوكس أوائل القرن الماضي في كثير من العواصم العربية لتكون شريكاًً للمشروع الصهيوني في فلسطين
"

صهيونية يهودية
نعم.. الصهيونية الأنجلوسكسونية على طرفي المحيط هي التي صنعت الصهيونية اليهودية، وهي التي رعتها وغذتها وأعطتها زخمها بالقوة والسلاح، وبالتدمير المنهجي للعالم الإسلامي والعربي، وبمكاتب الشؤون الهندية التي أسسها بيرسي كوكس أوائل القرن الماضي في كثير من العواصم العربية لتكون شريكاًً للمشروع الصهيوني في فلسطين. اليهود يريدون ما يسمونه "أرض إسرائيل"، أما الإنجليز على طرفي المحيط فيريدون أرض إسرائيل وإسماعيل وإبراهيم. هل هي مصادفة بريئة أن كل رؤساء الحكومة البريطانيين العشرين في السنوات المئة الأخيرة، من بلفور 1902-1905 إلى بلير 1997-2007 بدون استثناء -حتى لا نذهب في تاريخ الجريمة المنظمة بعيداً- لم ينهوا ولايتهم إلا وعلى أيديهم دم عربي؟

بدون الصهيونية الأنجلوسكسونية وهذه المكاتب الهندية الرديفة التي صنعوها في العالم العربي، لم يكن كِتاب "الدولة اليهودية" لهرتزل أكثر من هلوسات مدمن على المخدرات. كان يهود ذلك الزمان يتخوفون من إلحاح بريطانيا والولايات المتحدة على إنشاء دولة لهم في فلسطين. وحين بلغ الضغط على اليهود الأميركيين أقصاه في مؤتمر شيكاغو الذي عقد برئاسة المعمداني وليام بلاكستون (عام 1890) أي قبل المؤتمر الصهيوني الأول بسبع سنوات، غضب الحاخام الأكبر إميل هيرش وقال "إننا يهود هذا العصر لا نرغب في أن نعاد إلى فلسطين.. إننا لن نعود أبداً لتأسيس كيان قومي خاص، ولا نقبل بأن يسقط علينا الآخرون ما يريدونه هم أنفسهم لنا". ثم تجلت المعارضة اليهودية للمشروع الصهيوني الأميركي في افتتاحية كتبتها صحيفة "نيويورك صن" جاء فيها "إن غالبية اليهود يرفضون إعادتهم إلى فلسطين، وإن على الولايات المتحدة أن لا تحشر أنفها في ما لا يعنيها".

ثم إننا نجد في كتاب سيسيل روث الوثائقي "مقالات ووجوه في التاريخ اليهودي الإنجليزي" معلومات كثيرة عن دخول المهاجرين الإنجليز الأوائل في الدين اليهودي أفواجاً، مما جعلهم نواة الطائفة اليهودية الأميركية. وهذا أمر بالغ الخطورة، فهو يعني أن النواة الصلبة ليهود أميركا اليوم هي نواة أنغلوسكسونية وليست ساميّة كما يُتَوهَّم، ويعني أن المفكرة الصهيونية الجيوسياسية لليهود والأنغلوسكسون هي مفكرة أيدولوجية واحدة لكل الإدارات والرؤساء والأحزاب في واشنطن ولندن وتل أبيب. لهذا -ربما- قال الحاخام لي ليفنغر في كتابه عن تاريخ اليهود في الولايات المتحدة إن "الأميركيين أكثر يهودية من اليهود".

نعم قد تتخذ هذه المفكرة الأيدولوجية تعابير أورويلية مختلفة مثل "القيم المشتركة" و"الحلف الإستراتيجي" و"الالتزام الأخلاقي" و"الالتزام بأمن إسرائيل" و"الحرب على الإرهاب" وغير ذلك من التعميات، لكنها جميعها لا تعني إلا الالتزام بالمشروع الصهيوني، وهي في كل الأحوال تستمد أخلاقها من معين آسن مشترك: إسرائيل فوق أخلاق البشر، وقوانين البشر، وحريات البشر، وحياة البشر، وفوق كل الرؤساء من جورج واشنطن إلى باراك أوباما.

ليس هناك من رئيس أو إدارة أو مؤسسة أميركية حاكمة تستطيع أن تتحدى هذه الثوابت.. فلسطين ليست كوريا أو فيتنام أو أفغانستان أو الفلبين.. فلسطين هي الرحم التي ولد منها الغرب اصطلاحاً ومفهوماً مقابل العالم العربي الإسلامي حضارياً وجيوسياسياً.. فلسطين -والقدس تحديدًا- هي الشرارة التي أشعلت نار المواجهة التي أججها الغرب على مدى السنوات الألف الماضية.

لا يمكن فهم قضية فلسطين بمعزل عن المواجهة مع الغرب الذي تجسده اليوم أميركا وقُفّتها البريطانية. بدون فلسطين -والقدس على التحديد- لن يكون هناك غرب وشرق، فباسم احتلال فلسطين (أرض كنعان) صنع الإنجليز أميركا، وباسم هذه الاستعارة أهلكوا سكان قارتين كاملتين وأبادوا ملايين البشر في البقعة التي تسمى اليوم الولايات المتحدة، كما فعلوا ذلك في أستراليا ونيوزيلندا ومئات الجزر التي استعمروها.

"
لن يتغير شيء في زمن العم أوباما.. كل ما يستطيع فعله هو أن يبني للقضية الفلسطينية غرفة غاز يسميها دولة فلسطين، كما نصب سلفه بيل كلينتون للفلسطينيين خازوقاً سمّاه السلطة الوطنية، ونصب كارتر قبلهما في جسد العرب سرطاناًً اسمه كامب ديفد
"

لا تغيير
لن يتغير شيء في زمن العم أوباما.. كل ما يستطيع فعله هو أن يبني للقضية الفلسطينية غرفة غاز يسميها "دولة فلسطين"، كما نصب سلفه بيل كلينتون للفلسطينيين خازوقاً سمّاه "السلطة الوطنية"، ونصب كارتر قبلهما في جسد العرب سرطاناًً اسمه "كامب ديفد".

لن يتغير شيء حتى تدرك الولايات المتحدة بأنها ستدفع الثمن من اقتصادها وبشرها، وهذا ما لن تفعله الأنظمة العربية التي لم تعد تقدمية ولا رجعية ولا رأسمالية ولا اشتراكية ولا ليبرالية ولا راديكالية ولا ديمقراطية ولا استبدادية، ولا يمكن وصفها إلا بأنها نسخ مشوهة من "مكتب الشؤون الهندية".

لقد أضرت هذه الأنظمة بالعرب أكثر مما أضر مكتب الشؤون الهندية بالهنود الحمر حين تبرعت هذه الأنظمة للولايات المتحدة بما عجز عن تحقيقه كل فرسان الحروب الصليبية، وحين أعانتها على اقتلاع شجرة المشروع السياسي المحمدي من روضتها التي نبتت فيها. هذه القواعد الأميركية المنتشرة من سيناء والبحرين حتى شمال العراق والتي يعمل أوباما على تعزيزها وتوسيعها وزيادة عددها، لا يشبهها في تاريخ المنطقة -من حيث الوظيفة- إلا تلك القلاع التي بناها الصليبيون لمساندة احتلالهم لبيت المقدس ونهبهم لثروات العرب والمسلمين، وليتخذوا منها قواعد للعدوان على هذا البلد العربي المسلم أو ذاك.

إن المشروع السياسي الذي أطلق هذه الأمة من دولة المدينة سياسياً ومن غزوة بدر عسكريا، فأعطاها هويتها وبنى حضارتها وبسط جناحيها على نصف كوكب الأرض، قد تقهقر -بفضل هذه الأنظمة- إلى نقطة المنطلق مهزوماً مهاناً مسحوقاً تحت الدبابة الأميركية وفي النقطة المقدسة التي انطلق منها.

وللأسف، فقد تعبتْ الإهاناتُ وفقدت الشتائم والسباب معانيها، وماتت كل هذه اللغة عندما مات فيهم الحياء والخجل والوطنية والإيمان والشرف، وماتت فيهم حتى غريزة البقاء. ما العمل؟ ماذا يفعل المرء حين يرى في فراش ابنه أفعى؟

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.