الاجتياح الإسرائيلي.. شرقاً وجنوباً

الاجتياح الإسرائيلي.. شرقاً وجنوباً - الكاتب: عدنان أبو عامر





منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الحالية في مارس/آذار الماضي، دشنت وزارة خارجيتها التي يترأسها "حارس البارات" السابق "أفيغدور ليبرمان" حملة محمومة لتوثيق علاقاتها مع عدد من دول العالم، وقام بتنفيذ تفاصيلها بنفسه، عبر قيامه وطاقم وزارته بزيارة عدد من البلدان التي لم تطأها أقدام مسؤولين إسرائيليين من قبل، على الأقل علنياً.

وقد شملت الجولات الدبلوماسية التي أجرتها وزارة الخارجية الإسرائيلية، مختلف أصقاع الدنيا تقريباً، بدءاً بـ"القارة السوداء"، ومروراً بـ"الحديقة الخلفية" للاتحاد السوفياتي السابق، وانتهاء بأميركا اللاتينية.

هذا التحليل يقدم قراءة هادئة لهذا السلوك الدبلوماسي في ظاهره، والأمني والاقتصادي والعسكري في باطنه، محاولاً استكشاف المرامي الحقيقية للسياسة الخارجية الإسرائيلية في هذه الحقبة من الزمن.

سياسة تل أبيب الخارجية
نفذت وزارة الخارجية الإسرائيلية في الشهور الأخيرة, للمرة الأولى في تاريخها, مشروعاً وزارياً لتقدير الموقف السياسي الإستراتيجي، الهدف منه تشخيص تطور الاتجاهات, المحلية, الإقليمية والدولية, لتقدير مغازيها، وبلورة توصيات لدبلوماسيتها الخارجية.

ولهذا الغرض تأسست منهجية هادفة, وتشكل 17 طاقماً بين الدوائر, وعقد مؤتمر "وزارة الخارجية للسياسة والإستراتيجية"، لمدة ثلاثة أيام لبلورة خطة العمل لدوائر الوزارة والممثليات في الخارج، وتم توزيع الوثيقة, وتقدير الموقف, والأهداف ومراكز الجهد, على القيادة السياسية والأمنية, ووضعت على طاولة الحكومة، مع الاستفادة من خبرة الأذرع الأمنية, شعبة التخطيط في هيئة الأركان العامة, جهاز الأمن العام "الشاباك" وهيئة الأمن القومي.

"
نفذت وزارة الخارجية الإسرائيلية في الشهور الأخيرة, للمرة الأولى في تاريخها, مشروعاً وزارياً لتقدير الموقف السياسي الإستراتيجي، الهدف منه تشخيص تطور الاتجاهات, المحلية والإقليمية والدولية, لتقدير مغازيها، وبلورة التوصيات الخاصة بها
"

ولاحظت الأوساط الدبلوماسية الإسرائيلية منذ أشهر عدة وجود أربعة أنواع من التغييرات في الحلبة الدولية, جميعها تؤثر مباشرة على إسرائيل، لخصها "عيران عتسيون"، الرئيس السابق لشعبة التخطيط السياسي في وزارة الخارجية، على النحو التالي:

1- التغييرات في تناسب القوة بين الولايات المتحدة وباقي القوى العظمى الصاعدة, الصين, وروسيا, والاتحاد الأوروبي، والهند, وباتت تشكل موضوعاً لعدد لا ينتهي من المقالات والمداولات داخل المنظومات السياسية الأمنية في إسرائيل، وبالتالي توصي الجهات الأكاديمية والبحثية صناع القرار في تل أبيب بضرورة "التشخيص الدقيق والمبكر" لهذه القوى، وبلورة سياسة خارجية تتناسب مع "التموضع" الإسرائيلي المثالي, في رؤية بعيدة المدى، بحيث يعتبر العثور على "التوازن الصائب" للسياسة الخارجية الإسرائيلية في العلاقات بين القوى العظمى أحد تحدياتها المركزية في السنوات القريبة.

2- استحداث ما بات يعرف بـ"القوة الحكيمة"، للمزج بين "القوة الناعمة والقوة الصلبة"، والمقصود بها إسرائيلياً تفعيل الأبعاد الاقتصادية, والتكنولوجية, والدبلوماسية، بل والثقافية, التي يتزايد وزنها النسبي في مقياس قوة الدول، في ضوء تشديد التفكير الإسرائيلي التقليدي كثيراً على "القوة الصلبة", و"التبخيس" من قدر "القوة الناعمة"، وهو ما ثبت فعلياً في تقديرات الاستخبارات, التي تميل للزوايا العسكرية الأمنية، وهنا توصي الجهات البحثية والدراسية في إسرائيل وزارة الخارجية برفع قيمة الدولة في مجالات العلم, والزراعة, والأبحاث والتطوير في ميادين الطاقة المتجدّدة، و"التكنولوجيا النظيفة", إلى جانب الاهتمام بالثقافة الإسرائيلية بتنوعاتها, والمشاركة في المسابقات الدولية.

3- أنواع اللاعبين على المسرح الدولي، فإذا صيغت المنظومة الدولية في الماضي بأيدي لاعبين ممثلين لدول, ففي السنوات الأخيرة طرأت زيادة هامة في وزن "لاعبين لا يمثلون دولاً"، كالمنظمات المسلحة، والشركات التجارية, والمنظمات الدولية والإقليمية، مما يجعل السياسة الخارجية الإسرائيلية بحاجة لبلورة نظريات وأساليب عمل جديدة تناسب الحلبة المتغيرة.

4- "الأجندات الجديدة"، بعد أن أضيفت في السنوات الأخيرة لقضايا الأمن القومي التقليدية كالنزاعات الإقليمية, مواضيع أمن كونية تتخطى الحدود, كحظر انتشار الأسلحة غير التقليدية, ومكافحة "الإرهاب"، وأزمات المناخ, والغذاء, والمياه, وتطوير القارة الأفريقية, ومجابهة موجات الهجرة نحو الدول الغربية، ما يعني بصورة أو بأخرى "توسيع" جدول أعمال السياسة الخارجية الإسرائيلية.

"ليبرمان" في أفريقيا
راوحت العلاقات الإسرائيلية الأفريقية خلال العقود الماضية بين الجانب السري والعمل من خلال مكاتب تمثيل لها ضمن سفارات أجنبية، واستمر الطلبة الأفارقة في التدفق إلى إسرائيل، وبقي الخبراء الإسرائيليون يعملون في أنحاء القارة الأفريقية، ويمكن في هذه العجالة تحديد أهداف هامة لتل أبيب في أفريقيا تتمثل في:

1- أهداف سياسية: لكسر العزلة التي فرضتها الدول العربية، معتمدة على سلاح المساعدات الفنية والتنموية للدول الأفريقية كأداة مهمة لاختراق هذا الجدار.

2- أهداف إستراتيجية: وفقاً لتصور "ديفد بن غوريون وغولدا مائير" بإقامة تحالفات مع القوى الإقليمية غير العربية، مثل تركيا وإيران وإثيوبيا في منطقة القرن الأفريقي، واليوم تسعى إسرائيل لاحتواء الدور الإيراني المتزايد في القارة خلال السنوات الماضية، وسحب البساط من تحت أقدام الخصوم فيها.

3- أهداف أمنية: ثمة مخاوف إسرائيلية من انتشار الجماعات الإسلامية في كثير من مناطق أفريقيا، ولا سيما في بؤر التوتر والصراعات الكبرى، وفي ظل حالات ضعف الدولة أو انهيارها كالصومال، وتعتبرها إسرائيل تهديداً مباشراً لأمنها القومي، ولعل الغارة على شرق السودان أوائل هذا العام مثالاً واضحاً.

"
أكد "ليبرمان"، في الجانب العلني من جولته الأفريقية على استعداد إسرائيل لمساعدة الدول الأفريقية على حل مشاكلها، لكن جولته شملت جانباً خفياً تميز في سعي أجهزة الاستخبارات وتجار الأسلحة الإسرائيليين لفتح الأبواب أمامها في أفريقيا
"

ومع ذلك، لم تحظ القارة السوداء بالاهتمام الواسع طوال العقود الماضية من قبل السياسة الخارجية الإسرائيلية بالقدر الذي عليه اليوم، وإن كانت هناك بعض المهام نفذتها الجهات الأمنية الإسرائيلية خلف الكواليس، إلا أن الجولة الأفريقية التي قام بها "ليبرمان"، في الثلث الأول من سبتمبر/أيلول الماضي، وشملت: إثيوبيا، وكينيا، وغانا، ونيجيريا، وأوغندا، امتازت بعدد من السمات التي تشير بصورة واضحة لأهدافها الحقيقية:

1- فقد اصطحب الوزير معه عشرين من رجال الأعمال في مجالات: الطاقة، والزراعة، والنقل البحري، والمياه والبنى التحتية، والصناعات الكيمياوية، والإعلام.

2- كان من بين أعضاء الوفد ممثلون كبار لوزارات: الخارجية، والمالية، والدفاع، ومجلس الأمن القومي، ودائرة المساعدات الخارجية في وزارة الجيش، ومندوبون عن تجار الأسلحة وشركات صناعتها.

3- شمل برنامج الزيارة الأفريقي لقاءات على أعلى المستويات السياسية، وافتتاح منتديات اقتصادية مشتركة مع الدول المضيفة، وتوقيع اتفاقيات لتوسيع التعاون في مجال إدارة مصادر المياه وإدخال طرق ري حديثة إلى القطاع الزراعي، والصحة والتعليم والأمن وخدمات الطوارئ والطاقة، وصيد الأسماك، والطب وإدارة الموارد المائية وزيادة حجم التبادل التجاري.

4- توقيع مذكرات تفاهم وتعاون مع الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، وهي منظمة تضم 15 دولة، منها ثلاث دول لا تقيم علاقات مع إسرائيل هي: غينيا ومالي والنيجر.

5- تدشين مركز لتنمية القوى البشرية في مجال الزراعة بإثيوبيا، وإهداء كينيا معدات زراعية، والالتقاء بأبناء الطائفة اليهودية فيها، وافتتاح حلقة دراسية في مجال التجارة والأعمال في نيجيريا، والمشاركة في احتفال تذكاري لضحايا عملية الإنقاذ في عنتيبي 1976.

6- الحرص في كل محطات الجولة على التأكيد على دور أفريقيا في عملية التسوية للصراع العربي الإسرائيلي، و"مطاردة" النفوذ الإيراني، ومحاربة الجماعات المسلحة في أفريقيا.

وقد أكد "ليبرمان"، في الجانب العلني من جولته، على استعداد إسرائيل لمساعدة الدول الأفريقية على حل مشاكلها، كمواجهة الجوع والنقص في المياه، والتغلب على سوء التغذية والأوبئة، لكن جولته شملت جانباً خفياً تميز في سعي أجهزة الاستخبارات وتجار الأسلحة الإسرائيليين لفتح الأبواب أمامها في أفريقيا.

وفي حال نجاح تجار الأسلحة في إبرام الصفقات، فسيتم رفع حجم الصادرات الإسرائيلية للدول الأفريقية بمليار دولار سنوياً، إضافة لحجم الصادرات الحالي البالغ ثلاثة مليارات دولار، كما تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن حجم الصفقات الأمنية مع أفريقيا سيصل مليار دولار سنوياً.

جولة في النصف الجنوبي
منذ أن بدأت مواقف دول أميركا الجنوبية تفترق عن السياسة الأميركية، بعد صعود عدد من الأحزاب السياسية التي تختلف كلياً مع التوجهات الغربية، بدت إسرائيل متحمسة لتقوية علاقاتها مع دول النصف الجنوبي من القارة الأميركية، ولا سيما في وقت تعزز فيه الدول الإسلامية علاقاتها مع دول أميركا اللاتينية.

وربما تتشابه أهداف إسرائيل المختلفة من الجولة الأخيرة لوزير الخارجية إلى دول البرازيل، والأرجنتين، وبيرو، وكولومبيا، مع باقي الجولات، حيث استمرت زيارته هناك عشرة أيام، ورافق الدبلوماسيين الإسرائيليين فيها مجموعة من رجال الأعمال من قطاعات التكنولوجيا، والاتصالات، والزراعة.

"
يزداد التركيز الإسرائيلي على دول أميركا اللاتينية، في ظل نشاط إيران القوي هناك، بعد أن بات "نجاد" حليفاً مقرباً لـ"شافيز"، ما دفع "أيالون" للقول إن إسرائيل تشعر بالقلق إزاء "اختراق" إيران لتلك المنطقة
"

وكان من اللافت للنظر في الجولة اللاتينية "لليبرمان"، عدم وضع فنزويلا وإكوادور على جدول الزيارة، باعتبارهما من مناطق النفوذ الراسخة لإيران.

واستغل "ليبرمان" زيارته، للمشاركة في منتدى رجال أعمال، وتوقيع اتفاقات حول النقل الجوي، والالتقاء بالجالية اليهودية، وممثلين شبان لمختلف المجموعات اليهودية في أميركا اللاتينية، وعائلات ضحايا عملية استهداف شركة التأمين اليهودية في العاصمة الأرجنتينية "بوينس أيرس"، الذي خلف 85 قتيلاً عام 1994.

لكن عدم نجاح هذه الجولة صاحبها منذ بداياتها، ومن مؤشرات ذلك:

1- قبل أن تلمس عجلات طائرة "ليبرمان" أرض البرازيل، أصبح الرجل مركز خلاف سياسي، بعد أن وصفه عضو رئيس في حزب العمال البرازيلي الحاكم بأنه "عنصري وفاشي".

2- تصدرت إسرائيل عناوين الصحف في كولومبيا بالتزامن مع الجولة، عقب تحطم طائرة "كافير" عسكرية من بين 24 طائرة باعتها إسرائيل لكولومبيا، خلال رحلة تدريبية.

ومع ذلك، فقد توقعت إسرائيل أن يكون هناك المزيد من الصفقات العسكرية مع دول أميركا اللاتينية، بالرغم من الرغبة الحقيقية التي تعلنها بعضها بأنها تفضل ذلك مع العالمين العربي والإسلامي، وليس إسرائيل، ولا سيما بعد الحرب على غزة، وشيوع مظاهر العداء لتل أبيب.

علماً بأن إسرائيل استثمرت في الأشهر الأخيرة الكثير من الجهد للفوز ببعض الدول في المنطقة، حيث زار نائب وزير الأمن العام "إيزاك أهاروفيتش" بنما وكوستاريكا قبل بضعة أسابيع، فيما حضر نائب وزير الخارجية "دانى أيالون" الجمعية العامة لمنظمة الدول الأميركية في هندوراس أوائل يونيو/حزيران الماضي.

ويزداد التركيز الإسرائيلي هناك، في ظل نشاط إيران القوي، بعد أن بات الرئيس الإيراني "نجاد" حليفاً مقرباً لنظيره الفنزويلى "شافيز"، ما دفع "أيالون" للقول إن إسرائيل تشعر بالقلق إزاء "اختراق" إيران لأميركا اللاتينية، وهو ما كان فعلاً محل نقاش بين "ليبرمان" ونظرائه في المنطقة.

"الحديقة الخلفية" السوفياتية
وطئت أقدام وزير الخارجية الإسرائيلي، ومن بعده رئيس الدولة "شمعون بيريز"، أراضي عدد من دول آسيا الوسطى، ولاسيما روسيا البيضاء، وجورجيا، والقوقاز، وأذربيجان، وكزاخستان، وأوزبكستان.

وتجدر الإشارة إلى أنه منذ مطلع العام الحالي، توسع قسم منطقة "أوراسيا" في الخارجية الإسرائيلية، وهو القسم المسؤول عن العلاقات مع الجمهوريات السوفياتية السابقة، بحيث حمل القسم الأول "أوراسيا 1″، مكلف بملف العلاقات مع الأجزاء الأوروبية من الفضاء السوفياتي السابق، والثاني باسم "أوراسيا 2″، مسؤول عن العلاقات مع الجمهوريات السوفياتية في منطقتي جنوب القوقاز وآسيا الوسطى.

وهنا يمكن الحديث عن التمدد الإسرائيلي في تلك المنطقة على النحو التالي:

1- التركيز على ملف التعاون العسكري التقني والاقتصادي بينهما، ولا سيما في مجالات الطاقة والغاز والنفط، ويُلاحظ المراقبون نمو حجم التبادل التجاري بين إسرائيل وكل من أذربيجان وكزاخستان، علماً بأنها تغطي 40% من احتياجاتها النفطية والغازية منهما، كما تبدو مستفيدة من صادرات القمح من هذه الدول، والاستثمارات المشتركة في عدد من المشاريع الثنائية.

"
تسعى إسرائيل بكل وضوح إلى الحد من النفوذ الروسي في منطقتي آسيا الوسطى والقوقاز، والحصول على موطئ قدم قوي بالقرب من إيران والعالم العربي بشكل عام، ناهيك عن أن بناء علاقات مع أكبر عدد ممكن من الدول للمحافظة على مصالحها
"

2- الدخول الإسرائيلي على "خط التنافس" الدائر بين روسيا والغرب لفرض السيطرة على تلك المنطقة، الغنية بثرواتها الباطنية وفي مقدمتها النفط والغاز، وتتمتع بأهمية جيو سياسية كبيرة.

3- رغبة تل أبيب بتوثيق العلاقات الدبلوماسية مع دول تلك المنطقة، حيث تم تغيير السفراء الإسرائيليين في عدد منها، والحرص على انتقاء سفراء يهود ذوي أصول فيها.

4- تفعيل التعاون العسكري بينهما، حيث حصلت أذربيجان العام الماضي على أسلحة وآليات عسكرية إسرائيلية، إضافة لبعض الأنظمة الصاروخية ونوعين من الطائرات بدون طيار، وشراء منظومة صواريخ.

وهكذا، فما تقدم من أهداف علنية وأخرى سرية، يشير إلى رغبة إسرائيل "الجامحة" بتوثيق العلاقات مع الجزء الأكبر، والأكثر أهمية اقتصادياً وعسكرياً من الجمهوريات السوفياتية السابقة، ولو أخذنا نتائج العلاقات الإسرائيلية الجورجية، ودور تل أبيب الرئيسي في الحرب الجورجية على أوسيتيا الجنوبية، على روسيا بصورة غير مباشرة، سيتضح أن سياستها تسعى بكل وضوح إلى الحد من النفوذ الروسي في منطقتي آسيا الوسطى والقوقاز، والحصول على موطئ قدم قوي بالقرب من إيران والعالم العربي بشكل عام، ناهيك عن أن بناء علاقات مع هذا العدد الكبير الإضافي من الدول سيلعب بحد ذاته عنصراً دعائياً لصالحها.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.