نهاية الحرب على الإرهاب

نهاية الحرب على الإرهاب



إبراهيم غرايبة

المأزق الأميركي في مكافحة الإرهاب
هل هي حرب على الإرهاب بالفعل؟

ما لم تكن الولايات المتحدة تحسب حسابه -كما يظهر من مجريات الإعلام والأحداث- هو أن الحرب على الإرهاب ستتحول من معركة سهلة مدعومة بالإغواء الإعلامي والجماهيري والانتخابي، إلى حرب لا أخلاقية على الشعوب والمجتمعات والفقراء وأفراد عاديين لا علاقة لهم بالإرهاب ولا بالسياسة، وأنها ستجد نفسها في مواجهة حرب تحرير ومقاومة شعبية في أفغانستان والعراق لا علاقة فعلية لها بالإرهاب.

لقد ثبت مرارا عبر التاريخ أن السلفية والأصولية تشكل الملجأ والحصانة للمجتمعات في مواجهة الغزو والأخطار التي تدهمها، فالأمم والشعوب تنكفئ على نفسها وتبحث في تاريخها ومواردها الذاتية عندما تتعرض للهيمنة والذوبان والاحتلال.

فالأمم والمجتمعات والأفكار تتحرك على نحو تلقائي غامض لموازنة الأفكار والموجات وحماية نفسها ومصالحها وحقوقها، وهو حراك لا يعني بالطبع ردة فعل مباشرة ومعاكسة، فهذا لا يفسر تماما الأحداث والأفكار، ولا يعني أيضا الخطأ والصواب، ففي الحالتين المتقابلتين ثمة حق وباطل، وتقدم وتخلف، وصواب وخطأ، وظلم وعدل.

والجماعات الأصولية عندما تتحول هي الأخرى إلى موقع الدفاع عن شعب أو قضية أو مجتمع فإنها تبحث عن إستراتيجيات واقعية لتحقيق مصالحها وتطلعاتها التي تتحول من فكرية وأيديولوجية إلى سياسية واجتماعية، وهذا ما يحدث لطالبان في أفغانستان وحليفتها القاعدة وللمقاومة العراقية والجماعات المعارضة، التي دخلت بالفعل في مفاوضات وحوارات مباشرة مع الولايات المتحدة والحكومة العراقية.

وهو ما دفع الجماعة الإسلامية في مصر إلى مراجعة واسعة لمنهج العنف والتطرف والتحول إلى العمل السلمي، ويؤكد قادة الجماعة الإسلامية في مصر، كما صدر عنهم في مقابلات صحفية، أن الجماعة الإسلامية ماضية في العمل السلمي وأن مقولة انضمام قادة من الجماعة إلى القاعدة غير صحيحة.

المأزق الأميركي في مكافحة الإرهاب

"
الحروب والإجراءات والسياسات والمواقف التي أعقبت أحداث سبتمبر/أيلول تقود الولايات المتحدة ومن ورائها العالم إلى مواجهة مختلفة تماما عن هدفها الأساسي المفترض، ولم تعد حربا على الإرهاب، بل وتكاد تكون منشئة ومشجعة للإرهاب
"

الحقيقة البسيطة التي يواجهها العالم اليوم هي أن الحروب والإجراءات والسياسات والمواقف التي أعقبت أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عام 2001 تقود الولايات المتحدة الأميركية ومن ورائها العالم إلى مواجهة مختلفة تماما عن هدفها الأساسي المفترض، ولم تعد حربا على الإرهاب، بل تكاد تكون منشئة ومشجعة للإرهاب.

وكان كتاب الصحفي الأميركي العريق والمشهور بوب ودوورد "حالة إنكار" وهو الكتاب الثالث عن إدارة بوش، والذي أثار ردود فعل واسعة وأسئلة محرجة حول إدارة الجمهوريين للحرب على العراق، مناسبة أميركية وعالمية لفتح نقاش واسع ومحتدم حول حقيقة الحرب على الإرهاب.

ويقول ودوورد إن الإدارة الأميركية تخفي عن الرأي العام الأميركي مدى تدهور الوضع الأمني في العراق، وقال إنه ينفذ ما بين 800 – 900 عملية عسكرية أسبوعيا في العراق، ويتوقع أن يزداد تدهور الأوضاع في عام 2007.

وفي أفغانستان التي تعرضت أيضا لغزو أميركي في رد فعل مباشر لأحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول تحول الصراع إلى مقاومة وتحرير يقف وراءها البشتون، المجموعة العرقية الرئيسة في أفغانستان والتي تشكل العمود الفقري للتاريخ والحكم والهوية في أفغانستان.

وتقول مصادر كثيرة -وهي مقولات تؤيدها الأخبار الكثيرة في وسائل الإعلام الغربية- إن حركة طالبان تسيطر على أجزاء واسعة من أفغانستان وبخاصة مناطق البشتون جنوب وجنوب شرق أفغانستان، ويبدو أن القوات الأميركية والدولية تواجه تحديا حقيقيا يعقد من قدرتها على السيطرة على البلاد، وأنها تكاد تفقد السيطرة البرية، وربما لولا الخوف من القصف الجوي لأعلنت طالبان سيطرتها على أجزاء كثيرة وواسعة من أفغانستان.

وتؤكد المصادر أن قدرة حكومة كرزاي على الاستمرار تعتمد على القوات العسكرية الأجنبية، وأنها في وضعها الحالي لا تكاد تكفي للسيطرة على كابل وبعض المراكز الرئيسية في البلاد، وتحتاج لأجل توسعة سيطرتها إلى مضاعفة عددها، الأمر الذي سيضاعف أيضا خسائرها، وهي خسائر ليست قليلة ابتداء.

والتصريحات اليومية للقوات الدولية عن المعارك الكثيرة والواسعة التي تخوضها مع طالبان برغم ما تتحدث عنه من انتصارات وخسائر في صفوف طالبان، تكشف في الوقت نفسه النفوذ الشعبي والتأييد الواسع الذي تحظى به الحركة، وقدرتها على الحشد والتعبئة والمقاومة العسكرية أيضا، ولا تخلو تصريحات القوات الدولية من الحديث اليومي عن خسائر في الجنود والآليات، وعن استيلاء قوات طالبان على بلدات ومراكز حكومية ومهاجمتها لقوافل وقواعد عسكرية للقوات الدولية وللحكومة الأفغانية التي تبدو في حالة يرثى لها لا تقل مأساوية عن حالة الحكومة الشيوعية في كنف القوات السوفياتية ما بين عامي 1979 – 1989.

ويبدو أن جماعة طالبان قادرة على الحركة والاستقرار والتسلح عبر الحدود الدولية لأفغانستان وبخاصة مع باكستان وإيران جنوبا في منطقة بلوشستان، وأنها تتمتع بصلات واسعة مع القبائل البشتونية في أفغانستان وباكستان، وأنها قادرة على توفير السلاح والاتصالات، وربما تملك علاقات دولية واسعة وإن كانت غير رسمية أو لا يعلن عنها مع أوساط وقوى سياسية ومصادر للسلاح في باكستان وربما في روسيا، وقد اتهمت الحكومة الأفغانية بقيادة كرزاي باكستان مرات عدة بأنها توفر السلاح والدعم والإيواء لطالبان.

ويؤكد مراسلون صحفيون أنهم تحركوا في داخل أفغانستان برفقة مقاتلي طالبان لأيام طويلة في الليل والنهار، وأنهم يقيمون المخيمات للتدريب والعيش والإقامة على نحو فيه قدر كبير من الشعور بالاستقرار والأمن، وعلى نحو يشبه كثيرا الحالة التي كان يتمتع بها المجاهدون الأفغان في أثناء مقاومتهم للشيوعية عندما كانوا يسيطرون على مناطق وطرق وأنحاء واسعة، ويتذكر المراسلون أنفسهم الذين رافقوا المجاهدين في الثمانينيات أن الوضع نفسه يتكرر اليوم على أيدي طالبان.

"
ما يسمى الحرب على الإرهاب تحول إلى مواجهة مع عمليات التحرير والسعي للحقوق السياسية، وليس صراعا مع جماعات أيديولوجية معزولة
"

وتلمح حكومة كرزاي عادة وتصرح أحيانا بأن قوات طالبان تتلقى دعما من خارج الحدود الأفغانية وتحديدا من باكستان، ولكن الرئيس الباكستاني برويز مشرف رد بغضب وصراحة على الاتهامات الأفغانية، وقال إن الأزمة التي تعاني منها الحكومة الأفغانية سببها عدم قدرتها على توفير مشاركة عادلة للبشتون في الحياة السياسية والعامة في أفغانستان.

وهذه نقطة جديرة بالتوقف كثيرا، فهي تشير إلى وعي قيادي واضح لدى أعلى المستويات في الحكم وفي عمليات المواجهة مع الإرهاب بأن ما يسمى الحرب على الإرهاب قد تحول إلى مواجهة مع عمليات التحرير والسعي للحقوق السياسية، وليس صراعا مع جماعات أيديولوجية معزولة.

وفي تحول بالغ الأهمية فقد أسندت قيادة القوات الدولية في أفغانستان إلى الناتو للمرة الأولى، وفي ذلك إعلان واضح للعجز الأميركي عن إدارة المعركة، والعجز أيضا عن مواصلة التفرد الذي كانت الإدارة الأميركية تصر عليه لدرجة أنها استفزت حلفاءها الأوروبيين.

هل هي حرب على الإرهاب بالفعل؟
إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول التي أشعلت كل هذه الحروب والحرائق لم تخضع بعد للتحليل والأسئلة البسيطة البديهية، وكان من الممكن مواجهة الإرهاب والعنف بدون هذه الخسائر والتضحيات الكبرى التي لم تحقق أهدافها المفترضة، وبدون هذه الحرب العبثية غير المعقولة.

فهذه التعبئة الشاملة ضد "الفاشية الإسلامية" شغلت المجتمعات والدول بقضايا أقل أهمية وتركت الفقر والمرض والوباء والأمية والفجوات الاقتصادية والجريمة المنظمة والتلوث والفساد وتحديات وفرص التنمية والتعليم والإصلاح والرعاية الصحية والاجتماعية والتقنية والمعرفة، مغيبة وبلا خطط كافية لمواجهتها والتعامل معها.

"
يدور جدل كبير في الولايات المتحدة حول "الحرب على الإرهاب" التي أدارتها الولايات المتحدة، فيعتقد كثير من الأميركيين أنها حرب زادت الإرهاب ولم تكافحه، ويؤيدهم في ذلك تقرير لمجلس المخابرات الأميركية
"

يقول كين بوث وتيم ديون (كتاب عوالم متصادمة، الإرهاب ومستقبل النظام العالمي) "إن معرفة الذات لا تتيسر بسهولة، ويحول دون توصل الأميركيين إلى فهم أفضل لحكومتهم معرفتهم القليلة بتاريخهم وبتاريخ الشعوب الأخرى، ويصبح الافتقار إلى المعرفة أشد سوءا عندما يقترن بالأساطير التاريخية التي تطلقها هوليوود سعيا للربح والترفيه، إن الجهل والأسطورة قد يدفعان إلى نشوء حالة يسود فيها الاعتقاد بأن المرء على حق دائما، وهي قاعدة خطير استخدامها في التعامل مع العالم."

إن البحث عن حرب يكون الانتصار فيها سهلا هو في الحقيقة ليس أكثر من حملة انتخابية، وقد تنجح الحملة هذه فقط في انتخاب أو إعادة انتخاب المحافظين الجدد قادة للولايات المتحدة، ولكنه نجاح ثمنه دفع العالم كله نحو الضياع والأزمات المفتعلة التي تشغل عن التحديات الحقيقية وغياب البوصلة والأولويات.

كان العالم كله منذ انهيار الاتحاد السوفياتي ونهاية الحرب الباردة يبحث عن وجهة جديدة، وشهد في حيرته وبحثه نزعة جديدة للتطرف ظهرت في كثير من أنحاء العالم، النزعة القومية المفرطة في البلقان، وأصولية اليمين السياسي في الولايات المتحدة الأميركية، وذهنية الإبادة في رواندا، والعقيدة الدينية المتطرفة لطالبان، وعدم التسامح في أجزاء كثيرة من العالم، والعداء للسامية في أوروبا الشرقية.

وقد تخلصت الولايات المتحدة الأميركية في نهاية الحرب الباردة من الإمبراطورية السوفياتية، ولكنها لم تجد دورا بعد ذلك، ثم وجدت مثل هذا الدور عندما وقعت أحداث 11 سبتمبر/أيلول وأصبحت الحرب ضد الإرهاب دورا منطقيا له معنى، وقد أعطى الخوف والتطرف مجتمع الولايات المتحدة الأميركية إطارا للمعنى لم يكن الحصول عليه من تعاملات العولمة على مدار الساعة ممكنا أبدا.

واليوم يدور جدل كبير في الولايات المتحدة حول "الحرب على الإرهاب" التي أدارتها الولايات المتحدة منذ الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، فيعتقد كثير من الأميركيين أنها حرب زادت الإرهاب ولم تكافحه، ويؤيدهم في ذلك تقرير لمجلس المخابرات الأميركية.

وكان تقرير أحداث 11 سبتمبر/أيلول، الذي صدر بعد أكثر من ثلاث سنوات من الأحداث موضعا للتشكيك، بل والاستنتاج بأن ثمة مؤامرة وذرائع لاستخدام الأحداث وافتعالها من أجل حرب لاحتلال دول والسيطرة على العالم وتحقيق مصالح للشركات النفطية والصناعية الكبرى.

فيعتقد ديفيد راي غريفين، الذي أصدر كتابا في مناقشة التقرير، أن اللجنة المكلفة بإعداده لم تكن تدير تحقيقاً فعليا، وثمة أسباب برأيه تدعو إلى مراجعة التقرير وفحص النتائج المستمدة من الدلائل المتوفرة.

وقد صرح عدد من أعضاء إدارة بوش علناً بأن هجمات 11/9 قدمت فرصا عظيمة، وقبل سنة من 11/9 نشرت وثيقة بعنوان "إعادة بناء دفاعات أميركا" من قبل منظمة تسمي نفسها مشروع من أجل قرن أميركي جديد (PNAC) ويقودها عدد من الشخصيات الرئيسية في إدارة بوش.

وتطالب هذه المنظمة بزيادة الإنفاق على الأغراض العسكرية، لأن السلام الأميركي ينبغي أن يرتكز على أساس آمن هو التفوق العسكري الأميركي المطلق، ويمكن لهذا التحول أن يحدث بشكل أسرع إذا تعرضت الولايات المتحدة الأميركية لـ"حدث كارثي محفز – مثل بيرل هاربر جديدة"، وبعد حصول 11/9 قال الرئيس بوش وبعض مؤيديه إنها شكلت بيرل هاربر جديدة.

وأطلق نشر تقرير سري لوكالات استخبارات أميركية يؤكد زيادة خطر ما سماه الإرهاب العالمي بعد حرب العراق، جدلا حادا بين الرئيس الأميركي جورج بوش والمعارضة الديمقراطية.

التقرير يؤكد أن حرب العراق أفرزت جيلا جديدا من "الجهاديين"، ويذكر أن ثمة أربعة عوامل رئيسية لانتشار الإرهاب وهي الاعتداءات الظالمة في العالم الإسلامي والجهاد العراقي وبطء مسار الإصلاحات في العالم العربي والمشاعر المعادية لأميركا.

ويؤكد أيضا أن الحركة الجهادية العالمية التي تضم الشبكات الملتحقة بتنظيم القاعدة والمجموعات الإرهابية المستقلة والشبكات والخلايا الناشئة، تتطور وتتأقلم مع الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب، وتذكر كثير من مصادر التقرير أن الناشطين الذين يعرفون أنفسهم بأنهم مجاهدون يزدادون سواء على الصعيد العددي أو الانتشار الجغرافي.

وإذا ما استمر هذا الاتجاه –يقول التقرير- فإن التهديدات ضد المصالح الأميركية في الولايات المتحدة وفي الخارج ستتزايد، مما سيؤدي إلى ارتفاع وتيرة الهجمات في العالم، وأصبح العراق قضية أساسية للمجاهدين تغذي ضغينة عميقة حيال الوجود الأميركي في العالم الإسلامي وتؤدي إلى وجود متعاطفين مع الحركة الجهادية على المستوى العالمي.

ويعترف التحليل الاستخباري بأن التفسير المتشدد للشريعة الإسلامية لا يحظى بتأييد بين المسلمين إلا لدى نسبة ضئيلة، ولكن قدرة الجماعات القتالية على استقطاب المؤيدين والأنصار مستمدة من الاحتلال الأجنبي والعداوة ضد الولايات المتحدة.

"
العراق يبدو اليوم بلا أفق، فلا أميركا قادرة على الانسحاب ولا الاستمرار، ولا الحكومة العراقية تبدو قادرة على إدارة العراق وتحقيق الأمن والاستقرار والخدمات الأساسية
"

العراق يبدو اليوم بلا أفق، فلا الولايات المتحدة الأميركية قادرة على الانسحاب ولا الاستمرار كما يقول كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة، ولا الحكومة العراقية تبدو قادرة على إدارة العراق وتحقيق الأمن والاستقرار والخدمات الأساسية.

وتعتبر نخب سياسية وفكرية اليوم العراق بمثابة فيتنام أخرى، يقول الكاتب ريتشارد كوهين: الإدارة الأميركية مدينة بالتوضيح للجنود لماذا يرسلون إلى العراق ولماذا يموتون هناك؟ ديك تشيني لم يكن صادقاً في القول إن الحرب في العراق هي حرب ضد الإرهاب، فالمقاومة السنية ليست لديها أهداف ضد أميركا ولا تريد إقامة إمبراطورية إسلامية راديكالية.

وأخيرا، يقول الشاعر سي.بي. كفافي في قصيدته "في انتظار البرابرة" التي كتبها عام 1898، "والآن ماذا سيحدث لنا من دون برابرة؟ كان أولئك الناس نوعا من الحل"، وبرأي كريس باتين آخر حكام هونغ كونغ البريطانيين فإن المأزق الغربي يرى العدو مبررا للاستمرار، ولكنه يرى أن ذلك يجب ألا يغير شيئا، وأن يبقى الأمر كما لو أن البرابرة موجودون، فالتاريخ علمهم أن البرابرة يعودون دائما.

هذه القصيدة وهذا التفسير من كريس باتين يفسران ما يجري، فالعقلية الأميركية بخاصة والغربية بعامة تفترض وجود الصراع دائما، وبدون ذلك ينهار كل شيء.
ـــــــــــــ
كاتب أردني

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.