"لن أنجح مهما فعلت".. كيف تواجهين أفكار طفلك المستسلمة؟

"لن أنجح مهما فعلت".. كيف تواجهين أفكار طفلك المستسلمة؟
طفلك لن يعرف ما يحبه من دون تجربة أشياء مختلفة (شترستوك)

ربما يتوسل إليك طفلك لتسجيله في تمارين رياضية، أو أنشطة اجتماعية، ثم يرفض حضورها، بعدما دفعت قيمة الاشتراك، ورتبت مواعيد العمل ليلائم جدول التمرين.

قد يصيبك الإحباط خصوصا إذا تكرر الموقف، وتعتقدين أنك إذا سمحت له بالانسحاب من النشاط، فستربين طفلا ضعيفا، لكن هل يميل طفلك إلى الاستسلام، أم لا يزال يبحث عن شغفه؟

هل ينبغي القلق؟

تسمى السنوات الـ 12 الأولى من عمر الطفل بسنوات "أخذ العينات" يجرب فيها الرياضات والأنشطة المختلفة، وربما يفضل نشاطا على آخر، أو لا يفضل أي نشاط. إذا كنت قلقة من سرعة إحباط ويأس طفلك، فابحثي عن العلامات الآتية:

  • يرفض تجربة أنشطة جديدة.
  • يردد جمل محبطة، مثل "أنا فاشل، أنا لا أستطيع".
  • يتراجع تحصيله الدراسي.
  • يعاني من خجل مفرط.
  • لا يثق في نفسه.

تشير تلك العلامات إلى اضطرابات أساسية في التعلم أو المزاج، ويجب استشارة طبيب نفسي، لاستبعاد اضطراب الاكتئاب، أو القلق الاجتماعي.

تقبلي رغبته

تصف بعض الأمهات أطفالهن بالضعف والانهزامية، على أمل ردعهم عن قرارتهم، في حين يتطلب التخلي عن الأهداف الصعبة شجاعة، لا يمتلكها الكبار، كما يرتبط وضع أهداف بديلة بالمرونة وقدرة أكبر على التعامل مع ضغوط الحياة.

تنبأ باحثان كنديان، في مراجعة منهجية قدماها عام 2011، بمستويات عالية من الراحة النفسية لدى من انسحبوا من أهداف غير قابلة للتحقق، ثم انخرطوا في أهداف جديدة. وعلى الجانب الآخر، لم يخلف التمسك بأهداف صعبة سوى أفكار سلبية عن الذات، وأعراض اكتئابية.

"لن أنجح مهما فعلت".. كيف تواجهين أفكار طفلك المستسلمة؟
طفلك قد يحتاج إلى التشجيع لمواجهة شعوره اللحظي بالفشل (شترستوك)

ابحثي عن السبب

إذا فاجأك طفلك بعدم رغبته في الذهاب للتمرين، فلا تتبعي الحل الأسهل وتقولي له "ستذهب" أو "حسنًا، لا تذهب، ولا تطلب مني الاشتراك ثانية".

ابحثي عن السبب الأساسي بدلًا من الإنكار أو التجاهل، واسألي طفلك الأسئلة التالية بالترتيب "لماذا ترغب في التوقف عن التمرين؟" ثم "هل تعتقد أنك ستندم لاحقًا على قرارك؟" ثم "ما الذي جذبك إلى ذلك النشاط في البداية؟" ثم "هل خالف النشاط توقعاتك؟" ثم "هل تعتقد أنك بذلت جهدًا كافيًا للمحاولة؟" إذا لم يكن كذلك، فاسأليه عما يعيقه عن المحاولة.

امدحي الجهد وليس النتائج

سيفيدك تعليم طفلك التمييز بين الرغبات طويلة المدى والمشاعر اللحظية، مثل الفرق بين "لا أريد لعب كرة القدم لأني لا أحبها" و"أكره لعب كرة القدم لأني خسرت آخر مباراة".

قد يحتاج طفلك إلى التشجيع لمواجهة شعوره اللحظي بالفشل، وهنا ينبغي التفرقة بين المدح والتشجيع، ويستهدف المدح النتيجة، التي لا تتحقق كثيرًا رغم المحاولة، لكن يركز التشجيع على الجهد وليس النتائج، ويرتبط بتجربة طفلك وقدراته الفريدة، مثل قولك "بذلت جهدًا عظيمًا من أجل رسم تلك اللوحة، أرى أن تدرج الألوان وتنوع استخدامك لها" أو "لمست إصرارك على رسم تلك اللوحة، والمتع التي ضحيت بها من أجل إتقانها".

أشركيه في الحل

لا يهم عدد الأهداف التي تحددينها لطفلك، لو لم يمتلك دافعا لتحقيقها، لذلك، تبدأ خطوات تحديد الأهداف بترك طفلك ليحدد أهدافه، ثم سؤاله عن سبب اختياره تلك الأهداف، والغرض منها، ومساعدته على تطوير دوافعه الذاتية، ليكتب أهدافه، ويعلقها بمكان واضح في غرفة الجلوس.

علميه كيفية تقييم الأهداف، فالهدف الواضح والقابل للقياس أسهل من الهدف الغامض مثل "سأتعلم مبادئ السباحة خلال الشهر الجاري" بدلًا من "سأجتهد وأمارس الرياضة" كذلك يفضل تقسيم الهدف إلى مهام صغيرة، فلا يعرف طفلك كيف يصل إلى نهائيات كأس الأندية، لكن يمكنه الالتزام بموعد تمرينه.

"لن أنجح مهما فعلت".. كيف تواجهين أفكار طفلك المستسلمة؟
علمي طفلك كيفية تقييم الأهداف فالهدف الواضح والقابل للقياس أسهل (شترستوك)

ضعي أهدافًا بديلة

من الممكن أن تصابي بالإحباط إذا فشل طفلك في تحديد أهدافه، فربما لا يعرف سوى كرة القدم التي كرهها، ويجهل البدائل.

لن يعرف طفلك ما سيحبه من دون تجربة أشياء مختلفة، لذلك لا تتمسكي باقتراح لأنه الأفضل من وجهة نظرك، لكن انسخي قائمة بالأنشطة البدنية، أو التثقيفية، أو الاجتماعية، واعرضيها عليه.

ابحثا معا عن الأنشطة التي تنال إعجابه على الإنترنت، وشاهدا فيديوهات تشرح طريقة لعبها، وابحثا عن أقرب الأماكن التي توفرها.

ربما تفشل تلك الخطة أيضا، لكن حان وقت طرح التجربة باعتبارها فرصة للاكتشاف. إذا لم يختر طفلك أي نشاط من القائمة، قولي له إنك ستختارين بدلًا عنه، وإذا لم يعجبه اختيارك فلن يضطر للاستمرار فيه، وستختاران نشاطًا آخر.

المصدر : مواقع إلكترونية