كيف نحافظ على التغذية الصحية لأطفالنا في أيام عيد الأضحى؟

7أنه يجب تعويد الأطفال على حب المشاركة في الطعام مع أخواتهم وأصداقئهم وأقربائهم حتى تكون الكمية مقبولة للجميع- (مواقع التواصل).
يجب تعويد الأطفال على حب المشاركة في الطعام مع العائلة حتى تكون الكمية مقبولة للجميع (شترستوك)

بيروت- تعتبر التغذية الصحية في عيد الأضحى ضرورية لسلامة الأطفال وهي من الأمور التي يجدر الانتباه لها، فكثرة الحلويات واللحوم والمأكولات الدسمة والتي يتم تقديمها في آن واحد كلها تسبب مشكلات صحية لأطفالكم.

الجزيرة نت تقدم لكم نصائح خبراء التغذية لتجنب مثل هذه المشاكل منعا لحدوث اضطرابات الجهاز الهضمي والنزلات المعوية نتيجة الإفراط في تناولها، الأمر الذي قد يزعج الطفل وذويه خلال أيام العيد.

1لاريسا معصراني- ريم الجمال أخصائية التغذية المسجلةّ في لبنان تعتبر انه لا يعني التشدد وحرمان الطفل من ناحية العادات الغذائية في ثلاثة أيام العيد- (جزيرة نت).
ريم الجمال: الأطفال يتبعون خطى الكبار غالبا وخاصة في يوم مميز كعيد الأضحى (الجزيرة)

عدم الإفراط بتناول الأطعمة الغنية بالدهون

ريم الجمال أخصائية التغذية المسجلة في لبنان ومسؤولة قسم التغذية بمنطقة بعلبك، تشير إلى أن عادات الطعام المرتبطة بعيد الأضحى تحتوي على العديد من الدهون والسعرات الحرارية، لذلك يجب الانتباه إلى تناول الغذاء خاصة للطفل ويفضل التركيز على الطعام المشوي وتجنب الأطعمة المشبعة بالدهون.

وهذا لا يعني التشدد وحرمان الطفل من ناحية العادات الغذائية في أيام العيد، ولا بأس من بعض التجاوزات للشعور بالاختلاف والتمتع باللحوم والسكريات.

لكن الإفراط في تناول اللحوم يؤدي إلى أضرار صحية منها: عدم قدرة المعدة على امتصاصها بسهولة، أو حتى هضمها ما يسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي. ويجب الاعتدال وعدم المبالغة في تناول الحلويات في يوم العيد، للوقاية من اضطرابات الجهاز الهضمي مثل الغثيان والاسهال وعسر الهضم، بحسب الخبيرة.

التغذية السليمة للاطفال في عيد الاضحى
يجب التركيز على الطعام المشوي وتجنب الأطعمة المشبعة بالدهون في العيد (شترستوك)

الأهل قدوة ومثال للأطفال

وتؤكد ريم أنها كأخصائية تغذية وكأم لطفلين فهي مسؤولة عن نوعية وكمية الطعام الذي يستهلكه أطفالها يوميا، إذ على الأهل الانتباه لهذه النقطة ليكونوا قدوة ومثالا لأطفالهم لأنهم بكل بساطة يقلدونهم في كل شيء. وتعتبر ريم أن تناول الوجبات العائلية المنتظمة فرصة مناسبة لتعويد الطفل على وجبات خفيفة غير دسمة والتخفيف من الوجبات السريعة.

فالأطفال يتبعون خطى الكبار في غالب الأحيان، فكيف إذا كان في يوم مميز كعيد الأضحى؟ فمن واجب الأهل الانتباه جيدا لطعام أولادهم لأن هنالك كمية كبيرة من الشوكولا والحلويات والأنواع المختلفة من الأطعمة التي يتم تقديمها في هذه المناسبة.

وبحسب ريم الجمال، يجب مراقبة الطعام الذي يتم تناوله في العيد سواء من المأكولات الشهية والحلويات واللحوم، والتركيز على الأكلات القليلة الدهون وعلى السلطات والفواكه بشكل أكبر لحماية صحة الأطفال، ونبهت إلى ضرورة عدم الإكثار من السكريات في السهرات.

وجبات وبدائل صحية في النزهات

وعند الذهاب في نزهة العيد في الهواء الطلق والاستمتاع بالطبيعة، لا بد للأم أن تحضر وجبات غذائية صحية بكميات قليلة متنوعة ليحصل الطفل على أكل سليم سواء كان من الفواكه أو الخضروات واللبن والمكسرات وأي نوع من البروتين.

وتلفت أخصائية التغذية إلى ضرورة شرب الكثير من المياه، وتجنب المشروبات الغازية واستبدال العصائر الطازجة واللبن الطبيعي بها، فضلا عن إعطاء المعدة راحة ووقتا كافيا للهضم ليكون الأطفال أكثر نشاطا وغير معرضين للسمنة.

من الضروري تجنب المشروبات الغازية واستبدالها بالعصائر الطازجة واللبن الطبيعي- (بيكسلز).
من الضروري تجنب المشروبات الغازية واستبدال العصائر الطازجة واللبن الطبيعي بها (بيكسلز)

المشاركة أساسية ومفيدة للأطفال

وتضيف ريم الجمال أنه يجب تعويد الأطفال على حب المشاركة في الطعام مع إخوتهم وأصدقائهم وأقربائهم حتى تكون الكمية مقبولة للجميع.

كما يجب إشراك الطفل باختيار أنواع الأطعمة التي يحب تناولها في فترة الغداء أي الوجبة الأساسية، فالسعادة الحقيقية تكمن في كون الأسرة تقوم بالأنشطة المشتركة معا، لذلك يكون استهلاك الطعام معتدلًا من حيث الكمية والنوعية للحفاظ على راحة الجسم وصحته.

عدم حرمان الطفل لكن دون مبالغة

وتستدرك ريم بأنه يجب عدم حرمان الطفل من الطعام "غير الصحي" كتحضير البطاطا المقلية على وجبة الغداء في يوم العيد مع وجبة سريعة كالهامبرغر، فلا مانع من ذلك، لكن بكمية معقولة ودون مبالغة.

وتضيف أن الطفل يحب العيدية ويجب عدم منعه من السكريات والحلويات والشوكولاتة ورقائق البطاطس "الشيبس" بشكل تام، لكن شريطة عدم أكلها كلها بسرعة وإلا سيصاب الطفل بوعكة صحية وسيشعر بألم في معدته، ومحاولة إقناعه بأن باقي العيدية من المال يمكنه شراء أشياء أخرى بها أو توفيرها مثلا.

عدم الانتظار للعزومة الاحتفالية

وتكمل ريم الجمال إرشاداتها قائلة "يجب تناول الطعام خلال ساعات النهار وعدم البقاء جائعين للعزومة الاحتفالية، فهذه الفكرة غير صحيحة لأنها ستؤدي إلى نتائج مضرة بالصحة وعدم القدرة على التحكم بالطعام الذي سيتم التهامه، إضافة إلى أن الجهاز الهضمي لدى الطفل لا يزال صغيرا ولا يحتمل الوجبات الغنية بالدهون والكوليسترول، لذلك لا بد من التقليل من الأكلات المالحة وأصناف اللحوم الحمراء والتقليل من السكريات، إذ قد تسبب الأطعمة المصنعة الغنية بنسب سكر عالية السمنة المفرطة".

المصدر : الجزيرة