من لاجئة إلى مرشحة برلمانية.. السورية نور ملاح تشق طريقها للدفاع عن حقوق المسلمين في السويد

تكافح الصحفية والكاتبة السورية نور ملاح للوصول إلى البرلمان السويدي، لوضع حد للاضطهاد والعنصرية التي تعانيها الأقلية المسلمة، بعد أن اضطُرت إلى الهجرة من موطنها الأم بسبب الظلم الواقع على عائلتها من قبل النظام الحاكم.

وقالت نور ملاح -في حوار خاص مع وكالة "سند" للرصد والتحقق الإخباري في شبكة الجزيرة- إنها هاجرت برفقة عائلتها إلى السويد أواخر عام 2012 بعد اندلاع الثورة السورية، ورغم ما وجدت فيها من حرية ومستقبل واعد، فإن الصورة المثالية للدولة الأوروبية لم تكتمل لما اكتشفته لاحقا من عنصرية ومعاداة للمسلمين.

وأضافت ملاح "عندما بدأت بالانخراط في المجتمع، لاحظتُ ظواهر غير محببة، من معاداة للمسلمين وكراهية وعنصرية ظاهرة، وتمييز في أماكن العمل وحق العمل وأدوار انتظار السكن".

ونتيجة لما رأته من تزايد في العنصرية والإسلاموفوبيا، قررت نور الترشح للانتخابات البرلمانية في السويد لمعالجة ما يواجه الأقلية المسلمة من ظلم وتمييز، ولتعزيز حقوقهم المدنية من خلال قوة سياسية تمثلهم.

وترشحت نور في حزب "نيانس" (الألوان المختلفة) السويدي، وهو الحزب السياسي الوحيد الذي يسعى لحل مشاكل الأقلية المسلمة وغيرها من الأقليات في المجتمع السويدي، وفقا لها.

تأسس حزب نيانس عام 2019 بقيادة السياسي السويدي ميكائيل يوكسل، ويهدف إلى تعزيز قيم التسامح والحرية والمساواة للأقليات في المجتمع السويدي، مثل المسلمين والمهاجرين العرب والأفارقة.

تعزيز التمثيل السياسي للأقليات

وحول التغييرات التي يسعى حزب نيانس إلى تحقيقها، تؤكد ملاح أنه "يطالب بأن تكون الأقلية المسلمة محمية وفقا للدستور السويدي، وأن تعترف الحكومة السويدية بالإسلاموفوبيا والعنصرية وكراهية الأفارقة ومعاداة الأجانب بوصفها مشاكل خطيرة تستوجب حلا".

تسعى نور ملاح أيضا، عبر ترشحها للبرلمان، إلى زرع الوعي السياسي لدى الأقليات المسلمة والمهاجرة في المجتمع السويدي وإقناعهم بالمشاركة في التصويت في الانتخابات لصالح المرشحين السياسيين الذين يمثلونهم، لما ستُحدثه مشاركتهم من إسهام بارز في الدفاع عن حقوقهم.

وأفادت بأن "أحد أهم وأكبر التحديات هو أن يرى المسلمون أهمية مشاركتهم في الانتخاب والنشاط السياسي، وأهمية أن يكون لهم قوة سياسية تمثلهم وتدافع عن حقوقهم يجب أن نتوحد في حزب سياسي يكون له قوة وتأثير سياسي".

وأكدت المرشحة البرلمانية أهمية تعزيز الانفتاح والتقبل من الآخرين، واجتماع الأقلية والأغلبية في المجتمع والحكومة السويدية على حد سواء، لمواجهة التعصب والإسلاموفوبيا وغيرها من المشاكل التي تمس شريحة كبيرة في المجتمع.

وتطالب نور أيضا بأن يكون المجتمع السويدي "أكثر ديمقراطية واستيعابا وانفتاحا لجميع المكونات بغض النظر عن أديانهم وأعراقهم"، وسط ما يشهده المناخ السياسي من تزايد في "الاستهتار بمشاعر وحقوق المسلمين والعدائية تجاههم"، حسبما قالت.

من نور ملاح؟

ولدت نور ملاح في مدينة حلب في أكناف عائلة مثقفة "لا تقبل بالظلم والدكتاتورية" حسب قولها، وأضافت أن الظلم الذي عانته عائلتها تحت حكم الرئيس السوري السابق حافظ الأسد دفعها للهجرة إلى دول الخليج وحينها كانت في عمر صغير.

وعادت ملاح إلى وطنها لدراسة الفلسفة والتربية وعلم النفس، في الجامعات السورية، إلا أن اندلاع الثورة السورية، وما قالت إنها قاسته من ويلات الحرب والقصف والقمع والاضطهاد، أدى إلى تكرار معاناة الهجرة من الوطن لها وعائلتها.

وتشير ملاح إلى الثورة السورية، التي اندلعت أحداثها عام 2011، كحُلم يتحقق، إذ قالت "حررتني الثورة السورية، وجعلتني أتوجه نحو أهدافي في الحياة، في الدفاع عن الحق ومعاداة الظلم".