معرفة الحدود وكيفية السيطرة.. 7 طرق للتعامل مع ابنك المراهق

إعطاء ابنك المراهق بعض المساحة الخاصة أفضل من المبالغة في محاولات السيطرة عليه (بيكسابي)

"ابني يكرهني".. تطلق الكثير من الأمهات هذه العبارة بحسرة بعد احتدام المواقف مع طفلها، وتتساءل الأم: متى تحول طفلها الصغير المحب إلى ذلك الشخص الفظ الناقد لكل تصرفاتها؟ وتبدأ بوضع تصورات وتحليلات وأشكال متعددة من العقاب دون أن تدرك أن كل ما يحدث طبيعي جدا.

حد فاصل بين الكره والاستقلال العاطفي تتفاجأ به الأم لأول مرة على عتبة مراهقة الأبناء، إذ يميل المراهقون بشكل طبيعي إلى الانفصال عن والديهم والسعي للاستقلال النفسي، فيما يجب على الأم استيعابهم والتعامل معهم حتى لا يتحول الاستقلال العاطفي إلى كراهية.

ماذا يعني الاستقلال العاطفي؟

الاستقلال العاطفي هو الانفصال النفسي والاجتماعي عن الوالدين، وهو جزء من عملية إدراك الذات التي تساعد المراهقين على تحديد متى وكيف سيكونون أفرادا بالغين.

في تلك المرحلة تلعب الهرمونات دورا كبيرا في الحالة النفسية والمزاجية والعاطفية للمراهق، ويصبح الأصدقاء أكثر أهمية وتتراجع أهمية الآباء، يتمرد المراهق على التبعية ويحاول أن يصبح شخصا منفصلا عن الأشخاص الذين سيطروا على كل جانب من جوانب حياته تقريبا حتى الآن، وتأتي الأم في المقدمة.

وبالتالي، عندما يبدأ في الانفصال عنك يبدأ في انتقادك وتحديد أي من سلوكياتك يعجبه وأي منها لا يحبه، بحسب "فيري ويل فاميلي" (Very Well Family).

الجيد في الأمر أن نقده الذي يمكن أن يصل إلى حد "الوقاحة" يمكن تأويله وفهمه في سياق اكتشافه نفسه وهويته الخاصة وإثبات فرديته.

من الطبيعي أن يختلف مع ما تفعلينه أو تفكرين فيه، بل إنه من الطبيعي أن يتصرف وكأن أفكارك أو أفعالك لا تطاق حتى لا تصبح هويته متداخلة مع هويتك.

2132024595 Category ShutterStock, Shutter Stock, People File Type jpg Picture Size 3688 x 2062 Description Father scolding his son at home. Teenager problems Keywords ShutterStock, Shutter Stock, parent, frustrated, caucasian, dad, suffering, sadness, teenage, discussion, ignoring, anger, space, scolding, son, stressed, text, strict, furious, dysfunctional, shouting, angry, unhappy, background, adolescent, arms, adult, crossed, male, conflict, problems, upset, father, talking, boy, sad, indoors, copy, man, relationship, teenager, stress, living, emotional, portrait, teen, people, room, home, quarrel, stressful, family
المراهق يتمرد على التبعية ويحاول أن يصبح شخصا مستقلا (شترستوك)

7 نصائح للتعامل مع المراهق

كل شخص بالغ مر بمرحلة المراهقة من قبل، وكل طفل سيمر بها، ويمكن إدراك أن المتغيرات التي تحدث واحدة، لكن تعامل كل أم هو الذي يحدد إذا كانت ستمر تلك المرحلة بطريقة أسهل وأسلم أم ستزداد الأمور تعقيدا وتصل إلى حد كره الابن لها.

1- الأمر لا يتعلق بك

يمكن للمراهقين قول بعض الأشياء التي يصعب سماعها، وعلى الرغم من أن هذه العبارات يمكن أن تكون متطرفة فإنه غالبا ما تكون هناك بعض الحقيقة التي يمكن أن تجعلها أكثر إيلاما.

في تلك المرحلة قد تميلين إلى الشعور بأنك الضحية وتنغمسين في أفكار، مثل" "هل كنت حقا بهذا السوء؟"، "ألا تستطيع أن تسامحني فقط؟"، "لماذا لا يفهم كل ما فعلته من أجله؟"، متناسية أن تلك المرحلة تتميز بالمبالغة العاطفية.

لا تلقي بالا لما يقوله ابنك المراهق، لكن لا بد من التفكير فيه ومراجعة تصرفاتك.

ووفقا لـ"سيكولايف" (Psychalive) يمكنك مساعدته من خلال التعاطف والاهتمام بنفسك وبه وليس بإنكار مشاعره الطبيعية والغاضبة، وتوفير المساحة التي يحتاج إليها ليشعر بما يشعر به ويتغلب على مشاعره بقوة ومرونة.

2- لا تتخطي الحدود أو تفرطي في السيطرة

قلق الأم على طفلها المراهق أمر طبيعي جدا بسبب طبيعة تلك المرحلة الصعبة، لكن القلق البالغ قد يجعلك تضعين مجموعة من القواعد غير الواقعية التي تجعل طفلك يشعر بعدم الثقة أو التدخل الزائد في حياته الخاصة.

قد تجعلك هذه القواعد تشعرين بالراحة أو الاطمئنان أكثر من جعل طفلك يشعر بأنه مستقل وحر، وغالبا ما يؤدي تمرد المراهق وردود فعله المبالغة إلى رغبتك في إحكام السيطرة خوفا عليه.

إعطاء ابنك المراهق بعض المساحة الخاصة به وحرية التصرف لتجربة الخطأ والتعلم بنفسه أفضل بكثير من المبالغة في محاولات السيطرة عليه التي تأتي بنتائج عكسية تماما.

2131020548 Category ShutterStock, Shutter Stock, People File Type jpg Picture Size 4214 x 2810 Description Caring Caucasian mother talk comfort unhappy sad teenage daughter suffering from school bullying or psychological problems, loving mom support make peace with depressed introvert teen girl child Keywords ShutterStock, Shutter Stock, unhealthy lifestyle, mom cuddle, mom, empathy aged, compassion health, tenderness custody, conflict fight, unwell person, communication problem, millennial generation, family quarrel, support together, girl, mum daughter, stressed support, feel sorry, support, conflict, emotional suffer, social protect, upset, woman, trust love, candid small, supportive relationships, frustration care, woman forgiveness, communication problems, frustrated conversation, teen trouble, children quarrel, stroke illness, cry sad, teen, frustrated offended, motherhood stress, adult offspring, sad caregiver, ill kid, lonely teen, understanding concept, difficult relations, quarrel, peace caucasian, trust worried, caress sick, despair apology, home childcare, forgiveness concept, parent consoling
قلق الأم على المراهق أمر طبيعي جدا لكن القلق البالغ قد يجعلك تضعين قواعد غير واقعية (شترستوك)

3- ضعي قواعد الاحترام

في حين أنه من الطبيعي تماما أن ينفصل ابنك المراهق عنك خلال فترة المراهقة يجب ألا تتسامحي أبدا مع عدم الاحترام المستمر من قبله.

وطبقا لـ"فيري ويل فاميلي"، يمكنك تذكيره بأنه يستطيع التعبير عن آرائه بنبرة عادية وبكلمات محترمة.

وعندما يكون كلاكما هادئا ذكريه بأنه إذا أراد أن يعامل كبالغ فإن عليه التواصل مثل الكبار، وأن هناك عواقب على التواصل معك بطريقة غير محترمة.

4- – كوني موجودة عندما يحتاجك

لا يعني إعطاء مساحة لطفلك أن تبتعدي عنه وتتركي له زمام التصرف في كل شيء، لا يزال ابنك المراهق بحاجة إلى الكثير من التوجيه والدعم، ويجب أن يعلم دائما أنك موجودة للتحدث معه ومساعدته.

في أوقات ما قد يرفض ابنك المراهق سماعك أو نصائحك بقوة، عليك موازنة الأمر والابتعاد دون غضب أو حزن مع التأكيد عليه بطريقة هادئة أنك موجودة في أي وقت آخر يحتاجك فيه، وسيعود حتما في المواقف الصعبة طالبا رأيك أو مساعدتك حتى لو على استحياء، بادري دائما بهدوء إلى دعمه والوقوف بجانبه.

5- تأكدي من وجود دعم خارجي له

تأكدي من أن ابنك لديه شخص بالغ آخر مهتم وجدير بالثقة يمكنه اللجوء إليه، قد تتوقين إلى أن تكوني "الشخص" الذي يذهب إليه طفلك بسبب أي مشكلة وتعتبرين أن رفضه إهانة شخصية، لكن هذا لا يتعلق بك، إنها طبيعة المرحلة.

كل ما يهمك في المقام الأول مصلحته، وأن تتأكدي أن لدى ابنك شخصية داعمة أخرى في حياته يمكنه الرجوع إليها وفقا لمنظمة "هوبكنز ميديسن" (Hopkins medicine)، لأنه دائما سيقاوم سلطة الأم والأب، ومن الضروري أن يكون لديه شخص بالغ ذو ثقة يدعمه ويقدم له النصائح مثل العم أو الخالة أو المعلم ويطمئنك عليه.

Mature Mother and her teenage son arguing at home while sitting on sofa. - stock photo Mother Arguing With Teenage Son Credit: ljubaphoto Creative #: 1348239310 Licence type: Royalty-free Collection: E+ Location: Serbia Release info: Model released
من الضروري أن يكون لدى المراهق شخص بالغ ذو ثقة يدعمه ويقدم له النصائح (غيتي)

6- كوني القدوة

ينعكس سلوك الوالدين على سلوك الأطفال بطريقة مباشرة وغير مباشرة أيضا، إذا كنت قلقة من أن طفلك لن يتحمل المسؤولية أو يشغل وظيفة جيدة أو يتصرف بطريقة سليمة فإن دورك الأساسي هو إظهار المسؤولية في أفعالك والتصرف بطرق سليمة وتقديم نفسك كقدوة جيدة له بحسب "غود ثيرابي" (Good Therapy).

حتى في أوقات الرفض والغضب التي تسيطر عليه اتجاهك يمكنك أن تكوني لطيفة وصبورة وحاضرة دائما، قد يجعله ذلك يراجع تصرفاته وينعكس سلوكك عليه وتتحول العلاقة إلى أكثر صحة ونضجا بمرور الوقت.

7- كوني منفتحة الذهن

قد لا تشعرين بالراحة تجاه فكرة حديث ابنك المراهق عن موضوعات محددة، وقد تتذمرين من الملابس التي يرغب في ارتدائها، عليك أن تتقبلي هذه الأمور باعتبارها جزءا من مرحلة النمو.

الأجيال تتغير، تصبح أكثر صعوبة وتطلبا، ربما لا يكون الحل هو وضع مجموعة من القواعد التي سيكسرها الطفل أو يثور عليها، من الأفضل أن تكوني منفتحة على تجاربه وترك مسارات الاتصال مفتوحة لكافة المواضيع والأفكار التي تعتقدين أنها غريبة.

حاولي أن تجدي طرقا مناسبة لمساعدته على خوض تجاربه الخاصة تحت إشرافك والشعور بالقيمة والاحترام اللذين يجب أن يتمتع بهما عند دخوله عالم البالغين من خلال احترامه وأخذ آرائه داخل الأسرة بعين الاعتبار.

المصدر : مواقع التواصل الاجتماعي