دليل الآباء الشامل للتعامل مع نوبات غضب الأطفال

اجعل هدفك تشجيع الطفل على ممارسة التفاوض عندما لا يكون غاضبا (بيكسلز)

يصرخ في وجهك، يضربك في مكان عام أمام الجميع، يسب أخاه الأكبر أو يلقى ما بيده على الأرض بقوة ضاربا عرض الحائط بالنتائج المترتبة. إنها نوبات غضب الأطفال التي لا تنتهي، والتي يقومون بها بدون وعي أحيانا وعن عمد في أحيان أكثر، متلاعبين بعواطف آبائهم محققين كل ما يصبون إليه. إنهم أطفالنا الأذكياء.

حينما يصاب الطفل بنوبة غضب، يعرف الآباء أنهم بحاجة إلى التدخل على الفور، لكنهم غالبا ما يكونون غير متأكدين من الإستراتيجية الأفضل التي يجب اتباعها، خاصة إذا كان الطفل يتصرف هكذا بشكل متكرر ولا يبدو أن أي شيء ينجح معه.

وعندما يصارع الآباء لتعديل سلوكيات أطفالهم كل يوم ويبدو أنهم استنفذوا كل الحيل القاسية منها والعاطفية، يمكن أن يكون لذلك تأثير سلبي على كل فرد في الأسرة. لذا فإن هذا الدليل الذي يتكون من 7 أجزاء، يقدم للآباء نظرة شاملة على أسباب السلوك غير اللائق ونوبات الغضب المتكررة لدى الأطفال، وكيف يمكن التعامل معها بشكل علمي وفقا لمعهد "عقل الطفل" (childmind institute).

لماذا يقوم الأطفال بسلوكيات غير لائقة؟

تتعدد مسببات قيام الأطفال بنوبات غضب؛ منها الأسباب الخارجة عن إرادتهم والأسباب المتوقعة والصحية والأخرى التي ترتبط بأشياء معينة لا يفضلونها، وهي كالتالي:

  • لم يطوروا مهارات للتعامل مع المشاعر الكبيرة: عندما يعاني الأطفال من نوبات انفعالية متكررة، فقد يكون ذلك علامة على أنهم لم يطوروا بعد المهارات التي يحتاجونها للتعامل مع مشاعر مثل الإحباط والقلق والغضب.
    إن التعامل مع مثل هذه المشاعر الكبيرة بطريقة صحية وناضجة يتطلب مجموعة متنوعة من المهارات، مثل السيطرة على الاندفاع، التنظيم الذاتي العاطفي، القدرة على حل المشاكل، التفاوض، توصيل الرغبات والاحتياجات للكبار، ومعرفة ما هو مناسب أو متوقع في موقف معين.
  • عدم الرغبة في الالتزام بالقواعد والحدود: بعض الأطفال الآخرين ربما يتصرفون بشكل لا يرضي الجميع لأنهم لا يرغبون بالالتزام بالحدود والقواعد المتبعة في الأسرة، فهم يفضلون تحدي الجميع على القيام بما يجب عليهم القيام به أو أنهم قد يتجاهلون التعليمات أو يحاولون التملص من الأمور غير الاختيارية.
  • سلوك مرتبط بوقت أو شخص أو مهام محددة: قد تلاحظ أيضا أنماطا من السلوك يبدو أنها تظهر في أوقات معينة من اليوم مثل وقت النوم، أو أثناء القيام بمهام معينة مثل أداء الواجبات المنزلية أو مع أشخاص معينين كالأخوة على سبيل المثال.
  • سلوك مرتبط بمكان: قد تلاحظ أيضا أن طفلك يتصرف بشكل غير طبيعي عندما يكون في المنزل ولكن ليس عندما يكون في المدرسة، أو العكس.
  • سلوكيات طبيعية تدل على نضج الأطفال: أحيانا تكون نوبات الغضب وبعض أنواع السلوكيات الأخرى جزءا طبيعيا وحتى صحيا من الطفولة. إنها علامة على أن الطفل أصبح أكثر استقلالية، وهي مؤشرات على أن الطفل يختبر الحدود ويطور المهارات والآراء ويستكشف العالم من حوله.

نوبات الغضب كسلوك مكتسب

يشعر الآباء أحيانا أن نوبات الغضب وغيرها من حالات السلوك غير المقبول متعمدة أو متلاعبة من قبل أبنائهم. ومع ذلك، يتفق الأطباء المتخصصون في سلوك الأطفال على أن نوبات الغضب بشكل عام ليست سلوكا متعمدا من جانب الطفل، ولكنها قد تكون ما يُعرف باسم "السلوك المكتسب". هذا يعني أن الأطفال يتعلمون أن حدوث نوبة غضب تمنحهم النتيجة التي يريدونها.

في حين أن الطفل الذي يبدأ في عملية عدم السيطرة على عواطفه قد لا يقوم بذلك بوعي بالأساس، فقد يلجأ إليها لأنه لم يتعلم طريقة أفضل لحل المشكلات أو توصيل احتياجاته.

ولكن حينما يستجيب الآباء ذوو النوايا الحسنة لنوبات الغضب هذه من خلال محاولة إصلاح كل ما يسبب المشكلة، عن طريق إرضاء الطفل أو إعطائه كل ما يطلبه؛ فإن ذلك -لسوء الحظ- يعزز سلوك نوبة الغضب، مما يجعل الأطفال أكثر عرضة للاستمرار في نوبات الغضب ويقلل احتمال تطوير طرق أكثر تعقيدا لإدارة مشاعرهم.

كيف تستجيب لسلوك غير مقبول؟

عندما يتصرف الأبناء على نحو غير لائق، غالبا ما يشعر الآباء بالعجز. وربما تكون قد جربت أساليب مختلفة للانضباط، لكن من دون إحراز النجاح الكبير الذي تتمناه.

وفي الواقع، يمكن أن تكون تجربة العديد من الإستراتيجيات المختلفة لإدارة السلوك التخريبي في بعض الأحيان جزءا من المشكلة، نظرا لأن الأطفال يستجيبون بشكل أفضل للحدود الثابتة التي يتم تعزيزها باستمرار.

ولكن إذا لم تكن قد رأيت تقدما من قبل، فلا تشعر بالإحباط، لأن الآباء لديهم قوة أكبر مما قد يدركون عندما يكون الأطفال خارج السيطرة.

ومن خلال استخدام إستراتيجيات معينة يرشحها علماء نفس الأطفال المتخصصون في إدارة السلوك، يمكنك البدء في تحسين سلوك الأطفال وحتى تحسين العلاقة بين الوالدين والطفل.

الإستراتيجيات الفعالة للاستجابة لسلوك طفلك غير اللائق أثناء مرحلة الغضب نفسها:

  1. لا تستسلم: قاوم إغراء إنهاء نوبة غضب طفلك بإعطائه ما يريد عندما ينفجر غاضبا؛ لأن ذلك سوف يعلمه أنه يمكن العطاء بسخاء وأن نوبات الغضب تأتي بمفعول جيد.
  2. ابق هادئا: تميل الاستجابات سواء القاسية أو العاطفية إلى تصعيد عدوانية الطفل، سواء كانت لفظية أو جسدية. ولكن من خلال التزامك بالهدوء، فأنت أيضا تمرر لطفلك نوع السلوك الذي يجب أن يكتسبه لاحقا.
  3. تجاهل السلوك السلبي وامدح السلوك الإيجابي: تجاهل السلوك السيئ البسيط، لأن الانتباه السلبي مثل توبيخ الطفل أو إخباره بالتوقف يمكن أن يعزز أفعاله بدلا من ذلك. وعليك أيضا مدح السلوك الجيد حتى يكون للطفل ارتباط شرطي بين السلوك الذي يقوم به وما سيحصل عليه.
  4. استخدم عواقب متسقة: يحتاج طفلك إلى معرفة عواقب السلوكيات السلبية مثل "وقت العزل" (Time out)، وكذلك المكافآت على السلوكيات الإيجابية، مثل قضاء الوقت على جهاز "الآب باد" (iPad). وعليك أن تبين له أنك ستتابع هذه العواقب في كل مرة.
  5. تحدث معه بعدما يهدأ: لا تحاول أن تجادل طفل مستاء. اجعل هدفك تشجيع الطفل على ممارسة التفاوض عندما لا يكون غاضبا.
المصدر : مواقع إلكترونية