ألعاب الأطفال.. فرحة للصغير باختيارها وشرائها وإهدائها إليه

الخبير التربوي ذوقان عبيدات: "كلمة عيد نفسها تعني الفرحة المنتظرة، وكما يقال العيد والفرح للأطفال، لا سيما سعادتهم بالحصول على اللعبة والهدية، وعلى الأهل أن يعرفوا كيفية إشراك الطفل باختيارها من دون أن يفقد عنصر المفاجأة".

من شروط الهدية الجيدة أنها تحافظ على متعة الطفل وصحته وتقدم له تعليما وأفكارا جديدة (بيكسلز)

عمان – يترقب الطفل "بلهفة وشوق" كبيرين المناسبات جميعها، ومنها بزوغ فجر العيد، للاستمتاع بأجوائه وطقوسه الخاصة، ومنها حصوله على الألعاب التي يقدمها بعض الأهل والأقارب أو حتى الأصدقاء هدية له بدلا من العيدية النقدية المتعارف عليها، فتشعره بالدهشة والفرح.

وليس هناك طفل لا يفرح بالألعاب، لكن اختيارها يعتمد على عمر الطفل وأن تكون مناسبة من حيث الجودة والمتانة ولا تؤذيه وأن تكون ألوانها ثابتة وقطعها متماسكة؛ فهذه الألعاب جزء من ذاكرة طفولة الطفل التي تشعره بالأمان وتذكره بلحظات البراءة والنقاء والمحبة من حوله، فيلجأ إليها في بعض الأحيان، لأنه يحنّ إلى تلك الأوقات الجميلة، وكثير من الأطفال ينتقون بعضا من ألعابهم لترافقهم في مسيرتهم الحياتية، فتبقى مع الطفل ويحافظ عليها حتى يكبر، وتعني له الكثير.

فن اختيار الهدايا للأطفال من عمر عام لعشرة أعوام
اختيار الألعاب المفضلة للطفل وإهداؤها إليه يشعره بالدهشة والفرح (مواقع التواصل)

لكل طفل عالمه الخاص

لكل طفل عالمه الخاص الذي يبنيه بخياله ويساعده على النمو، والأم أو الجدة تسعد لسعادة أطفالها أو أحفادها، فتحرص على دعم نموهم العقلي والجسمي والفكري والمعرفي، فتُفرح الأطفال في المناسبات الخاصة والأعياد.

الجدة أم سليم قالت للجزيرة نت إنها تفضل شراء الهدايا لتعايد بها أحفادها على تقديم المال عيدية لهم.

تهتم الخمسينية أم سليم جدا قبيل حلول أيام العيد بشراء الألعاب لأحفادها الثلاثة، لتقدمها لهم هدية تعبّر بها عن مشاعرها المحبة، وفي الوقت ذاته تلبي رغباتهم.

وتقول "أختار ألعابا تناسب أعمار أحفادي، وفي الوقت ذاته تكون ذات قيمة فكرية أو معرفية، مثل الليغو، والشطرنج، وبيت الدمى، والألواح الرقمية التعليمية.. وغيرها".

لحظة شراء الألعاب لحظة يلتقي بها فكر الكبير مع متعة الصغير (بيكسلز)

عنصر المفاجأة جميل

يشاركنا الأربعيني أبو خالد رأيه بالقول إن لحظة شراء الألعاب يلتقي بها فكر الكبير مع الصغير، وتسمح عن التعبير بكل أريحية لكليهما، فتخلق أجواء اختيار الألعاب وشرائها للطفل فرحة خاصة لا مثيل لها، بما يتناسب مع عمره.

ويضيف في حديثه للجزيرة نت أن "الهدف من الهدية عنصر المفاجأة، فهو جميل وعادة لطيفة تغلف بالمحبة والمشاعر الجياشة، فمن المحبّب أن تفاجئ العائلة الصغير بهدية مغلفة في أول يوم العيد سواء بترتيبها وتغليفها، أو كتابة بعض العبارات على بطاقة المعايدة بكل بساطة، فلها وقعها في نفس الطفل، وهذا ما نحرص أنا وزوجتي على تحقيقه مع أطفالنا، وهو ما نفضله بدلا من تقديم عيدية مالية".

ليس هناك طفل لا يفرح بالألعاب لكن اختيارها يعتمد على عمر الطفل وميوله (بيكسلز)

اختيار اللعبة

يفرح جميع الأطفال باختيار اللعبة بأنفسهم، وبالحصول عليها بإهدائها إليهم، ومنهم الطفل عمر (7 سنوات) إذ يقول "أحب أن أشتري الهدية مع أمي، أختارها بنفسي، نذهب ونشتريها ليلة العيد، وألعب بها مع أقاربي وأصدقائي".

أما الطفل سند (9 سنوات) فيؤكد أنه يحرص على اختيار ألعابه بتأنّ، ويستعد قبل شرائها للبحث عن كل ما هو جديد، مبيّنا أنه يحتفظ بصندوق خاص لألعابه في غرفته، ولا يسمح لأشقائه بالعبث بها وتدميرها، حسب وصفه.

الطفلة (6 سنوات) تقول "أفرح بالعيد والألعاب والهدايا، أمي تشتري لي ألعابا كثيرة، وخالتي الصغيرة ريم تفاجئني دائما بهدية غريبة".

ذوقان عبيدات: أنصح باختيار هدية تثير دهشة الطفل وتجعله يفكر ويسأل بأسئلة مثل: كيف يعيش هذا الدب؟ وماذا يأكل؟ وكيف يمارس حياته الطبيعية؟ (مواقع التواصل)

العيد والفرح للأطفال

يقول الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات للجزيرة نت "كلمة عيد نفسها تعني الفرحة المنتظرة، وكما يقال العيد والفرح للأطفال، فكان مجتمعنا يهيئ أجمل الفرص لبهجة الأطفال، فكان العيد ألعابا حركية في الأراجيح، والمأكولات الملونة، وألعاب اليانصيب، والسيسو، وكل منا يحمل ذكريات تلك الألعاب وبهجتها".

ويتابع "أما الآن فلأسباب مختلفة مُنع الأطفال من الحركة، ومنعوا من ألعابها، فلجأ الأهل إلى ألعاب بديلة داخل المولات التجارية، وهي أقل بهجة من الألعاب التي كنا نمارسها في الهواء الطلق".

ولأسباب عديدة لجأ الطفل إلى الألعاب الرقمية عبر الحواسيب اللوحية والكمبيوتر، وفق عبيدات، وهي أقل بهجة من جميع الألعاب، لكنها الأكثر ممارسة حيث تستحوذ على وقت الطفل بشكل كبير، وبذلك قد يتعادل ضررها مع فائدتها.

وقال إن ألعاب الأطفال انتقلت من ألعاب الحركة إلى ألعاب السكون، ومن الألعاب الجماعية إلى الألعاب الفردية، ومن الألعاب الحقيقية إلى الألعاب الافتراضية، ومن ألعاب التأثير الدائم إلى ألعاب التأثير المؤقت، ومن ألعاب التفاعل إلى ألعاب العزلة.

ويضيف "صحيح أن لكل عصر ألعابه، وأن الحركة خارج البيت صارت محدودة، والعصر هو عصر الألعاب الإلكترونية، لكن المطلوب كيف نعوض الطفل عن عما يحتاج إليه من ألعاب وهدايا".

لكل عصر ألعابه المختلفة ولكل طفل ألعابه المفضلة (بيكسلز)

ما الهدية المناسبة للطفل؟

يذكر الخبير عبيدات عددا من النقاط تساعد الأهل في اختيار الهدية المناسبة للطفل، منها:

  • هدية يختارها بنفسه، مع أن هذا قد يقلل من فرص المفاجأة، ويفقدها البهجة، ولكن الأهل يعرفون ماذا يحب، ولهم أساليبهم في إشراك الطفل باختيار الهدية من دون أن يفقدوه عنصر المفاجأة.
  • هدية ملونة بألوان زاهية، بخاصة هدايا الحيوان أو الألعاب الفكرية أو الأدوات أو بناء الأشكال.
  • هدية بحجم كبير فيشعر الطفل بإمكان إقامة علاقة مع الهدية، إن كانت نموذجا لكلب أو دب.
  • هدية تتحرك أو تتكلم، يمكن للأطفال إقامة علاقات معها، كأن ينام بجانبها، ويحدثها، فالطفل يستطيع أنسنة اللعبة التي يلعب بها حتى لو كانت صامتة.
  • هدية تثير دهشة الطفل، وتجعله يفكر ويسأل أسئلة مثل: كيف يعيش هذا الدب؟ وماذا يأكل؟ وكيف يمارس حياته الطبيعية؟
  • هدية يمكن أن تجمعه مع أطفال آخرين، مثل ألعاب الرمل والكرة وغيرها، فمن وظائف الألعاب تنمية العلاقات والتعرف على الآخرين.
  • هدية تحوي ألغازا ومواقف تتطلب تفكيرا من الطفل، مثل ألعاب الربط والتركيب والابتكار.
    اللعبة ليست مجرد تسلية فالأطفال ينمون ويتعلمون من خلال اللعب (بيكسلز)

الطفل وتبادل الهدايا مع الآخرين

ويؤكد الخبير عبيدات ضرورة تشجيع الطفل على تبادل الهدايا مع الآخرين، سواء أكانت الهدايا جديدة أو مستعملة، بشرط لفّها بورق هدايا.

كما يؤكد أهمية الاحتفاظ بمكتبة للهدايا، فالهدايا والألعاب جزء من تاريخ الطفل، وكل لعبة قدمت للطفل تختزن ذكريات مهمة في نموه.

وأيضا من المهم تنظيم وقت اللعب عند الطفل، حتى لا يملّ اللعبة التي يمارسها، فيسمح له باللعب فيها مرة في اليوم مثلا ولمدة محددة، حتى يبقى مشتاقا إليها.

على الأهل تفحص مادة كل لعبة فهناك ألعاب بلاستيك تلحق أضرارا جسدية بالطفل (بيكسلز)

شروط الهدية الجيدة

وينبّه الدكتور عبيدات على ضرورة أن يتفحص الأهل مادة كل لعبة، فهناك ألعاب بلاستيك رخيصة تلحق أضرارا جسدية بالطفل، ولذلك لا نبحث عن هدايا من هذا المستوى.

ومن شروط الهدية الجيدة أنها تحافظ على متعة الطفل وصحته، وتقدم له تعليما وأفكارا جديدة، وفق عبيدات، مبيّنا أن اللعبة ليست مجرد تسلية، فالأطفال ينمون من خلال اللعب، ربما بدرجة تفوق نموهم من خلال حصة دراسية.

المصدر : الجزيرة