البلوغ المبكر للفتيات.. هل هناك ما يدعو للقلق؟

يجب أن تأخذي أي إشارات للبلوغ المبكر على محمل الجد ولكن من دون قلق.

أم وابنتها مراهقة
الفتيات عرضة لظهور علامات البلوغ المبكر بـ10 مرات أكثر من الذكور (بيكسابي)

ليس من المعتاد أن تظهر علامات البلوغ على الأطفال، وهو أمر قد يثير المخاوف لدى الأمهات، خاصة إن كان في سن مبكرة قبل العاشرة على سبيل المثال، إذ تختلط لدى الأم المفاهيم بين ما هو طبيعي وما يستلزم العرض على الطبيب.

في هذا التقرير سنحاول شرح مفهوم البلوغ المبكر، وتوضيح الاحتياطات التي يجب أن تراعيها الأم مع أبنائها، والفرق بين علامات البلوغ، والبلوغ المبكر.

البلوغ المبكر

البلوغ المبكر بداية تحوّل جسم الطفل إلى جسم بالغ مبكرًا. يبدأ البلوغ الطبيعي في المتوسط ​​لدى الفتيات بين سن 8-13 سنة، ولدى الذكور بين 9 و14 عامًا.

يشخّص الأطباء الحالة عندما يبدأ البلوغ مبكرًا ويستمر خلال طفرات النمو ونضج العظام.

ولا يعرف السبب الحقيقي للبلوغ المبكر، لكن علاماته الواضحة تلاحظ في الفتيات قبل سن 8 سنوات والذكور قبل سن 9 سنوات، ويصيب في المتوسط طفلا من كل 5 آلاف.

أم وابنتها مراهقة
على الأم أن تساعد ابنتها في فهم التغيرات الجسدية والهرمونية والنفسية التي تحدث لها (بيكسابي)

نوعان من البلوغ المبكر

حسب موقع "ويب ميد" (Webmd)، هناك نوعان من البلوغ المبكر: المركزي والمحيطي أو البلوغ الكاذب.

إن علامات البلوغ المبكر المركزي مثل البلوغ الطبيعي، لكنها تحدث مبكرًا. إذ تبدأ الغدة النخامية إنتاج هرمونات تسمى "غونادوتروبين" (Gonadotropins) تتسبب في إفراز هرمونات أخرى هي التستوستيرون أو الإستروجين، المسببة بدورها في ظهور التغيرات في سن البلوغ، مثل نمو الثدي لدى الفتيات.

أما البلوغ المبكر المحيطي أو البلوغ الكاذب المبكر فهو حالة مختلفة، وهو أيضًا أقل شيوعًا، حيث تؤدي هرمونات الإستروجين والتستوستيرون إلى ظهور الأعراض، لكن الدماغ والغدة النخامية ليسا سببا في ذلك.

وعادة ما تكون المشكلة موضعية في المبايض لدى الفتيات أو الغدة الكظرية أو الغدة الدرقية الشديدة النشاط.

وقد تصبح علامات البلوغ المبكر مصدر قلق للفتاة والوالدين على حد سواء، خاصة عند ظهور علامات البلوغ من دون حدوث الدورة الشهرية التي من المعتاد أن تبدأ في حياة الفتاة بعد 2-3 أعوام من ظهور علامات البلوغ الجسدية.

ويتعين على الأم اصطحاب الابنة إلى الطبيب المتخصص إذا كانت العلامات مخيفة أو مصدر قلق وإزعاج لها، مثل ظهور الشعر في بعض المناطق من الجسم، الذي يعود سببه إلى إفراز الغدة الكظرية الهرمونات في وقت مبكر.

ووفقا للأطباء، فإن هذا ليس العلامة الوحيدة أو الأساسية للبلوغ، وعادة لا يتطلب الأمر علاجا بالعقاقير، باستثناء بعض الحالات.

أعراض البلوغ المبكر

عادة ما تكون علامات البلوغ الطبيعي والبلوغ المبكر هي نفسها لدى الفتيات؛ إنه اختلاف في التوقيت فقط. وتشمل العلامات ما يأتي:

يبدأ الثدي بالنمو، وهذا النمو أول العلامات، مع نمو سريع وملحوظ في الطول، وظهور حب الشباب، ورائحة مختلفة للجسم.

إليك 14 نصيحة لتكون مثالا جيدا لطفلك
قد تؤدي مشكلة صحية سابقة إلى سن البلوغ المبكر المركزي (بيكسلز)

أسباب البلوغ المبكر

في معظم الحالات، لا يعرف الخبراء أسباب البلوغ المبكر المركزي، خاصة عند الفتيات. ولكن، في بعض الأحيان قد تؤدي مشكلة طبية إلى البلوغ المبكر المركزي.

البلوغ قبل سن السادسة

قد تظهر علامات البلوغ قبل سن السادسة لدى بعض الفتيات، وهناك مجموعة من الأسباب الشائعة لذلك:

  • الأورام التي غالبًا ما تكون حميدة.
  • إصابة الدماغ، سواء من الجراحة أو ضربة أو حادث أصاب الرأس، مما يؤثر على التوازنات الهرمونية.
  • التهاب الدماغ الذي قد يحدث أحيانًا نتيجة عدوى.

هل البلوغ المبكر يمثل خطورة؟

رغم ندرتها، فإن الفتيات عرضة لظهور علامات البلوغ المبكر بـ10 مرات أكثر من الذكور.

وإن كانت تلك العلامات لا تمثل خطورة في حد ذاتها، لكن ما يجب الالتفات إليه هو أسباب ظهورها، خاصة إذا ارتبطت بالأسباب الشائعة السابقة.

لا يعرف الباحثون سبب اختلاف سن البلوغ لدى الفتيات حسب العرق، إذ يبدو أن الفتيات الأميركيات من أصل أفريقي يبلغن قبل الفتيات البيض بنحو عام.

كما تشير بعض الدراسات إلى وجود صلة بين السمنة عند الفتيات الصغيرات وزيادة خطر البلوغ المبكر. لكن الباحثين لا يعرفون إلى أي مدى يكون الرابط مباشرًا، إذ لا يبدو أن السمنة مرتبطة بالبلوغ المبكر عند الذكور.

تشخيص البلوغ المبكر

لمعرفة إذا كانت ابنتك تعاني من علامات البلوغ المبكر، قد يقوم طبيبك بما يلي:

  • مراجعة التاريخ المرضي العائلي.
  • فحص الجسم.
  • إجراء فحص الدم للتحقق من مستويات الهرمونات.
  • الأشعة السينية على اليد والمعصم لفحص عمر العظام، هذا مؤشر مهم إذا كانت العظام تنمو بسرعة كبيرة.

إذا رأى الطبيب علامات على إصابة طفلك بالبلوغ المبكر، فسيقوم أيضًا بإجراء اختبار لمعرفة نوعه (مركزي أم محيطي).

ولإجراء اختبار تحفيز إفراز هرمون الغدد التناسلية (GnRH)، سيقوم الطبيب بفحص استجابة طفلك للهرمونات بمرور الوقت من خلال سلسلة من عينات الدم.

إذا ارتفعت هرمونات أخرى، فهذه علامة على البلوغ المبكر المركزي. أما إذا بقيت مستويات الهرمون كما هي، فهذه علامة على البلوغ المبكر المحيطي.

السبب الحقيقي للبلوغ المبكر غير معروف لكن علاماته الواضحة تظهر في الفتيات قبل سن 8 سنوات (بيكسابي)

حقائق ومعلومات

قد يتسبب البلوغ المبكر في بعض المشكلات الجسدية والنفسية كالتالي:

  • قصر القامة: في حين أن الأطفال الذين يعانون من البلوغ المبكر غالبًا ما يكونون طويلي القامة بالمقارنة مع أقرانهم، لكن قد يتوقف النمو بمجرد تخطي سن البلوغ.
  • مشاكل في السلوك: وجدت بعض الدراسات صلة بين البلوغ المبكر والمشكلات السلوكية، لكن بعض الخبراء يقولون إن الدليل على ذلك ضعيف.
  • النشاط الجنسي المبكر: لا يوجد دليل قوي على أن الأطفال في سن البلوغ المبكر يكونون أكثر نشاطًا جنسيًّا.
  • الضغط العصبي: حتى عندما يحدث ذلك لمن هم في سن 12 عامًا، يمكن أن يكون البلوغ وقتًا محيرًا، ولكن قد تشعر الابنة بالحرج حيال المظهر المختلف عن أقرانها.

ينبغي للأم أن تساعد ابنتها في فهم التغيرات الجسدية والهرمونية والنفسية التي تحدث لها، مع ما يتطلبه ذلك من احتواء نفسي ورعاية من الوالدين.

كما وجدت بعض الدراسات صلة بين البلوغ المبكر عند الفتيات وزيادة طفيفة في خطر الإصابة بسرطان الثدي في وقت لاحق من الحياة، لكن الدليل غير واضح.

المصدر : مواقع إلكترونية