كليوباترا ليست الوحيدة.. 4 نساء أخريات حكمن مصر

رغم شهرتها، لم تكن كليوباترا سوى واحدة فقط من نساء عدة حكمن مصر، ولهن قصص قد تنافس في تفاصيلها ومكائدها وأحداثها الدرامية قصة حياة هذه الحاكمة.

كليوباترا
كليوباترا اشتهرت بجمالها وذكائها وقد حكمت مصر بين 51 و30 قبل الميلاد (مواقع التواصل)

اشتهرت الملكة كليوباترا بجمالها وذكائها، وكانت آخر حكام مصر من سلالة البطالمة المقدونيين، حيث حكمتها بين 51 و30 قبل الميلاد. كانت من نسل بطليموس الأول، وهو يوناني مقدوني استولى على الجزء الشرقي من إمبراطورية الإسكندر الأكبر التي شملت أجزاء كبيرة من مصر والساحل الشرقي للبحر المتوسط وجنوب الأناضول.

لكن رغم شهرتها الدائمة، لم تكن كليوباترا سوى واحدة فقط من نساء عدة حكمن مصر ولهن قصص قد تنافس في تفاصيلها ومكائدها وأحداثها الدرامية قصة حياة هذه الحاكمة التي انتهت بالانتحار بسم أفعى، وفق ما تؤكده إحدى روايات وفاتها.

ومن هؤلاء النسوة، استعرض موقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye) البريطاني قصص 4 منهن:

شجر الدر
قوات شجرة الدر تمكنت من أسر أحد القادة الصليبيين الرئيسيين، وهو الملك الفرنسي لويس التاسع (مواقع التواصل)

شجرة الدر

في ظل حكم شجرة الدر، انتقلت مصر من حكم الأيوبيين الذين تعود أصولهم للقائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي إلى المماليك، وهم نخبة من المحاربين العبيد الذين ينحدرون من منطقة القوقاز وآسيا الوسطى.

ولا يُعرف سوى القليل عن السنوات الأولى في حياة شجرة الدر، لكن روايات تقول إنها ربما كانت من أصول شركسية أو يونانية أو حتى بدوية، وقد ولدت على الأرجح في أرمينيا حوالي عام 1220 لعائلة من البدو الأتراك (الكيبتشاك).

ورغم أن أصولها غير معروفة على وجه اليقين، فإن ما هو معروف عن شجرة الدر هو أن المطاف انتهى بها أمة داخل البلاط الأيوبي، ويقال إن اسمها أُطلق عليها تعبيرا عن جمالها الأخاذ.

أصبحت شجرة الدر جارية لدى السلطان الصالح نجم الدين أيوب، ويقال إنها كانت مقربة جدا منه لدرجة أنه اصطحبها معه خلال رحلاته العسكرية. أنجبت شجرة الدر للصالح أيوب طفلا يدعى خليل، لكنه توفي في سن مبكرة.

وبصفتها الرفيق الدائم لزوجها، طورت شجرة الدر فهما قويا للإستراتيجية العسكرية والسياسة، وهي معرفة استخدمتها عندما توفي السلطان بسبب المرض أثناء الهجوم الصليبي على مصر.

كانت القوات الأوروبية تأمل في الإطاحة بسلالة السلطان واستخدام مصر نقطة انطلاق لدخول القدس، لكن شجرة الدر -التي حكمت مصر بمفردها طوال 80 يوما- تولت مسؤولية القوات العسكرية الأيوبية ونجحت في صد الغزو، حتى أن قواتها تمكنت من أسر أحد القادة الصليبيين الرئيسيين، وهو الملك الفرنسي لويس التاسع.

ست الملك حاكمة الدولة الفاطمية
ست الملك حاكمة الدولة الفاطمية كان والدها يستشيرها ويأخذ برأيها في الأمور السياسية (مواقع التواصل)

ست الملك

ولدت ست الملك في تونس لنزار العزيز بالله الخليفة الفاطمي الخامس، ولأم مسيحية من أصول بيزنطية، وانتقلت إلى القاهرة عندما نقل الفاطميون عاصمتهم إلى المدينة عام 973 للميلاد.

كانت ست الملك البنت المفضلة لدى والدها، وتشير بعض المصادر إلى أنه كان يستشيرها ويأخذ برأيها في الأمور السياسية. عندما بلغت 26 عاما، توفي والدها وتولى العرش أخوها غير الشقيق الحاكم بأمر الله، والبالغ من العمر 10 سنوات.

يقال إن الشقيقين كانت بينهما علاقة متوترة مع وجهات نظر مختلفة حول كيفية التعامل مع غير المسلمين والنساء. وعندما اختفى الحاكم في ظروف غامضة، وأعلنت وفاته لاحقا عام 1021 للميلاد، نصب ابنه الظاهر بالله البالغ من العمر 16 عاما خليفة جديدا، وكانت ست الملك وصية على العرش، وهو المنصب الذي شغلته لمدة عامين حتى وفاتها. وقد كانت معروفة بإدارتها المنضبطة ماليا للإمبراطورية الفاطمية، فضلا عن سياساتها الليبرالية والمتسامحة تجاه غير المسلمين.

حتشبسوت
حتشبسوت عملت بصفتها فرعونا على بناء المعالم الأثرية وشجعت الفنون (مواقع التواصل)

حتشبسوت

حكمت حتشبسوت مصر لما يزيد على عقدين في القرن 15 قبل الميلاد، وكانت عضوا في الأسرة الفرعونية 18. وقد تزوجت -وهي ابنة الفرعون الثالث تحتمس الأول- من شقيقها تحتمس الثاني عندما كانت تبلغ من العمر تقريبا 12 عاما. وبعد وفاته، أصبحت وصية على ابن زوجها تحتمس الثالث الذي كان ابنا لتحتمس الثاني من امرأة أخرى.

عملت حتشبسوت بصفتها فرعونا على بناء المعالم الأثرية وشجعت الفنون، وقد ظهرت في الكثير من المنحوتات، ويتم تقديمها أحيانا على أنها رجل ذو عضلات ولحية.

أثناء قيادة الحملات العسكرية في النوبة في بداية حكمها، كانت سياسة حتشبسوت الخارجية تركز إلى حد كبير على التجارة بدلا من الحرب. كما استوردت مصر تحت حكمها الأشجار من أرض بونت (الصومال حاليا)، وكانت تستخدم في إنتاج المر، وهو مادة صمغية تنتج من عصارة الأشجار تستخدم في الطب والعطور ومادة حافظة في طقوس الدفن المصرية.

تنحت حتشبسوت بصفتها وصية على العرش بعد تولي تحتمس الثالث السلطة الكاملة، وشرع الحاكم الجديد في الاعتراف بإنجازاتها ومحاولة حذف اسمها من السجل التاريخي. وقد دُفنت الملكة المصرية السابقة في معبد الدير البحري بطيبة الغربية.

زنوبيا ملكة تدمر
زنوبيا ملكة تدمر بعد وفاة زوجها سيطرت على مصر وسوريا وأجزاء من الأناضول (مواقع التواصل)

زنوبيا

كانت زنوبيا ملكة تدمر، وهي مدينة في الصحراء السورية تشتهر بآثار المعابد، وعاشت في القرن الثالث الميلادي أثناء الهيمنة الرومانية على الشرق الأدنى. وقد اشتهرت بجمالها وقوتها وذكائها، وكانت تتحدث اللاتينية واليونانية والسريانية والقبطية المصرية.

تزوجت زنوبيا من الملك أوديناثوس حاكم تدمر عندما كانت تبلغ من العمر 14 عاما، ولما توفي عام 267 أو 268 أصبحت وصية على ابنهما فابالاثوس.

في غضون سنوات قليلة من وفاة زوجها، سيطرت على مصر وسوريا وأجزاء من الأناضول (تركيا)، وأعلنت استقلالها عن روما.

وقد كانت خسارة مصر باعتبارها موردا رئيسيا للحبوب للإمبراطورية أمرا لا يطاق بالنسبة لروما، وسرعان ما أرسل الإمبراطور أوريليان جيشا إلى الشرق من أجل إنهاء التمرد وهزيمة جيش زنوبيا المكون من عشرات الآلاف من الجنود.

وامتدت أراضي زنوبيا في أوجها من أنقرة الحديثة في الشمال إلى جنوب مصر في الجنوب، ومن حدود ليبيا في الغرب إلى شمال العراق في الشرق.

المصدر : ميدل إيست آي