زي فتيات مصر يفجر الجدل الموسمي حول الحرية الشخصية وازدواجية المعايير

اعتبر مغردون أن الاهتمام بقضايا زي المرأة على حساب قضايا أخرى عاجلة وحيوية يكشف عن خلل مجتمعي

البوركيني يثير الجدل في مصر
لباس السباحة الساتر المعروف بـ"البوركيني" يثير الجدل في مصر (مواقع التواصل)

القاهرة- بينما كانت دينا هشام ابنة الطبيبة الشهيرة هبة قطب تبث مقطعا مصورا لها تبكي فيه شاكية من منعها من نزول حمام السباحة في إحدى القرى السياحية لأنها ترتدي لباس السباحة الساتر المعروف بـ"البوركيني" كانت حبيبة طارق -وهي طالبة جامعية- تتعرض لما سمته "التنمر" من قبل مراقبي لجنة الامتحان بسبب ارتدائها فستانا اعتبروه قصيرا، مطالبين إياها بارتداء بنطال.

وفور نشر كل من الفتاتين ما تعرضتا له اندلع جدل موسمي معتاد في مصر مع كل صيف حول الزي الأنسب للفتيات والسيدات عند خروجهن من المنزل ونزولهن لمياه البحر وحمامات السباحة.

واستمر الجدل خلال الساعات القليلة الماضية ولا يزال مغردون منخرطين فيه سعيا لتأثير أكبر يرجح كفة الميزان لصالح ما يعتقده كل فريق.

وفجّر الجدل قضايا، منها "ازدواجية" التعامل الرسمي في كل حالة، إذ يجري التعامل بـ"استخفاف" في وقائع التعدي على فتيات "محتشمات"، فيما يتم التعامل بـ"حزم" إزاء انتقاد زي فتيات "متبرجات"، بحسب رأي مغردين.

يجري كل ذلك الجدل في مصر المهددة بالعطش بسبب السد الإثيوبي، بحسب مغردين اعتبروا ما يجري متعمدا لإلهاء المصريين عن الجدل المفيد حول مستقبل المياه التي يشربونها ويزرعون بها.

جدل على حافة المياه

على حافة مياه حمام السباحة كانت دينا تقف مع صديقتها تجادل موظف القرية السياحية بأن من حقها السباحة بالبوركيني، مؤكدة أن وزارة السياحة تسمح به.

وفي الفيديو الذي بثته الفتاة لفتت إلى أن البوركيني يزيد سعره على باقي ملابس السباحة التي سبق أن اشترتها، مؤكدة أنها عاشت في كندا لسنوات دون أن يجبرها أحد على زي محدد عند نزول حمام السباحة، واعتبرت أن هناك اتجاها لإجبار الفتيات على العري في بعض المناطق.

وذهب مغردون لاستنكار فكرة ارتداء البوركيني من أساسها باعتبارها تحايلا على الدين، فيما أكد آخرون على حرية الاختيار المطلق للفتيات بارتداء ما يرغبن به في أي مكان، فيما قال مغردون إنه يجب مراعاة الذوق العام وتعليمات الأماكن الموجودين فيها.

فتاة الجامعة

ورغم ما حظيت به الواقعة من اهتمام إعلامي عقب وصول معدلات مشاهدة الفيديو إلى نحو مليون مشاهدة على تطبيق إنستغرام في وقت وجيز فإنها كانت أقل حظا من الفتاة حبيبة، وهي طالبة بجامعة طنطا، حيث جرت إحالة الموظفتين اللتين "تنمرتا" على زيها إلى التحقيق بقرار من إدارة الجامعة.

روت الطالبة الواقعة قصتها قائلة إن مراقبة اللجنة طالبتها بإبراز هويتها، ولما رأتها محجبة في البطاقة "تهكمت عليها متسائلة عن هويتها الدينية"، وأضافت في تهكم "نسيت تلبسي بنطلونك؟".

ورغم هذه الإجراءات المساندة لها فإن الفتاة ذهبت للجامعة اليوم الأحد مرتدية بنطالا لأداء الامتحان، وكان معها والدها الذي قال في تصريحات صحفية إنه "لا يوجد وصاية لأحد على ابنته".

وانبرى مغردون للدفاع عن حق الفتاة في ارتداء الفستان من منطلق مواجهة "الإرهاب والتكفير" ومساندتها في حريتها الشخصية.

بالمقابل، دافع مغردون عن سلوك من استنكروا زي الفتاة بالقول إن ما فعله المراقبون هو من قبيل إنكار المنكر والأمر بالمعروف.

تباين وازدواجية

وفجّر التعامل الرسمي المتباين مع هذه القضايا استنكار مغردين ما سموها "ازدواجية التعامل الرسمي"، وكتب الصحفي فتحي مجدي "إنه على الرغم من بشاعة الجرم في واقعة الاعتداء على طالبة جامعة بني سويف المنتقبة التي أهانها رئيس قسم التاريخ في كلية الآداب بالصفع على وجهها وخلع نقابها عقب خروجها من لجنة الامتحان لكنها لم تحظ بـ10% من التناول الإعلامي الذي حظيت به طالبة جامعة طنطا أو ما باتت تعرف بـ"فتاة الفستان" التي اتهمت اثنتين من المراقبات بالتنمر على فستانها، والتي أصبحت "ترند" على منصات التواصل الاجتماعي، وحديث وسائل الإعلام في مصر.. طبعا السبب معروف، والهدف معلوم، لكن الكل ولا مؤاخذة عامل نفسه ميت".

بالمقابل، انتشرت تغريدات تمجد فستان فتاة الجامعة، وتشجع الفتيات على ارتداء ما يرغبن.

بدوره، قال الأديب إبراهيم عبد المجيد إن ما يجري على الساحة في ما يخص زي السيدات والفتيات يشي بمعاناة جيل عايش ارتداء السيدات التنورات القصيرة، حيث كانت المدرجات الجامعية تمتلئ بهن دون أن يشغل أحد باله بما يرتدين.

أما البرلماني فريد البياضي فأكد أنه من حق كل فتاة أن ترتدي الزي المناسب وفق لوائح المكان بشرط أن تحدد إدارته ما هو المناسب دون غيره.

واعتبر مغردون أن الاهتمام بقضايا زي المرأة على حساب قضايا أخرى عاجلة وحيوية يكشف عن خلل مجتمعي، وقال المخرج عمرو سلامة إن "التركيز في رداء المرأة دليل على رداءة المجتمع".

 

المصدر : الجزيرة