في اليوم العالمي للمرأة المهندسة.. مهندسات بقطر يروين تجارب نجاحهن خلال فترة كورونا

الندوة ناقشت نجاحات المرأة في مجال الهندسة (مواقع التواصل-صورة تعبيرية)

لم يكن القطاع الصحي بمفرده مَن تحمل عبء جائحة كورونا؛ فهناك قطاعات عدة بذلت جهودا كبيرة من أجل أن تسير حياة الناس بشكل طبيعي، ويأتي في مقدمة هذه القطاعات قطاع الهندسة ولا سيما النساء العاملات فيه.

وخلال ندوة نظمتها جمعية المهندسات القطريات بالتعاون مع كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة؛ ركزت المداخلات على كيفية التغلب على المشكلات التي واجهتهن خلال أزمة جائحة كورونا، فضلا عن عرض قصص نجاح للنساء في هذا القطاع داخل دولة قطر.

الندوة التي أقيمت تحت عنوان "نساء بارزات في مجال الهندسة" وعقدت عبر الاتصال المرئي تهدف إلى الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة في الهندسة، وقد ركزت على المهندسات اللامعات اللائي يتصفن بالشجاعة ممن اضطلعن بدور رئيسي في الحفاظ على التشغيل الصناعي المهم وما يتعلق به من بنية تحتية خلال جائحة كورونا (كوفيد-19).

ووفرت الندوة الفرصة للمهندسات لمشاركة خبراتهن وتوصيف بعض الأعمال التي يقمن بها كل يوم والتي تسهم في بناء المجتمع وتنمية الاقتصاد، فضلا عن طرح أمثلة عن مهندسات متميزات والتركيز على قبول المهندسات في المجتمع القطري وأماكن العمل، بالإضافة إلى الاحتفاء بالدور الكبير الذي تقوم به المهندسات في الحفاظ على سلامة وأمن المجتمع.

الندوة عُقدت عبر الاتصال المرئي وناقشت تحديات مهنة الهندسة (الجزيرة)

قيادة البحوث

وناقش المشاركون في الندوة الدور الذي تقوم به المهندسات ضمن جهود الاستجابة لجائحة كوفيد-19، بما في ذلك الحفاظ على الخدمات الصناعية والبنية التحتية الحيوية، والحفاظ على أداء المجتمع المدني لعمله على كل المستويات، فضلا عن قيادة البحوث والابتكار من أجل مواجهة التحديات طويلة الأجل.

وشارك في الندوة الدكتورة حنان فرحات وهي رئيسة جمعية المهندسات القطريات ومديرة أبحاث بمركز التآكل في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة بجامعة حمد بن خليفة، ونائب الرئيس المشارك لشؤون الطلاب بكلية شمال الأطلنطي في قطر الدكتورة الجازي حمد فطيس، وسارة وادي العامري مديرة مشاريع في "إكسون موبيل قطر" مشروع استدامة إنتاج حقل الشمال"، و الدكتورة ظبية المهندي وهي أستاذة مساعدة في الهندسة الكيميائية بجامعة "تكساس إيه أند أم" (Texas A&M) في قطر، ومادي براميتاديوي وهي مهندسة أولى في مجال التآكل بشركة "نفط الشمال قطر".

وقالت الدكتورة حنان فرحات إن الغرض من الندوة هو تسليط الضوء على العمل المذهل الذي تقوم به بعض المهندسات في قطر مع التركيز على الدور الإيجابي للمهندسين والمهندسات في تنمية الاقتصاد وتأثيره على المجتمع، وخصوصا خلال فترة جائحة كورونا.

المشاركات في الندوة أشدن بدور المهندسات خلال الجائحة (الجزيرة)

إنعاش الاقتصاد

وأضافت فرحات -في حديث للجزيرة نت- أن المهندسات ساهمن -مثل المهندسين في قطر- بالحفاظ على البنية التحتية في البلاد واستمرار الإنتاج في المصانع وحقول النفط والغاز واستمرار الإعمار بالبلاد وإنعاش اقتصادها في هذا الظرف الصعب.

ولفتت مدير أبحاث بمركز التآكل في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة بجامعة حمد بن خليفة إلى أن هناك قطاعات ومجالات عدة في البلاد -مثل القطاع الهندسي- بذلت جهودا كبيرة خلال فترة كورونا، ولكن في الخفاء مثل الجنود المجهولين، ينمون الاقتصاد ويساعدون على استمرار الإنتاج، ولكن هذه القطاعات لم يتم التركيز على جهودها خلال فترة كورونا، فمثلما كان العاملون بالقطاع الصحي في الأمام يواجهون الفيروس ويسعفون المرضى كان المهندسون في خطوط أخرى يدافعون عن ازدهار البلاد وتنميتها.

وحول الصعوبات والتحديات التي واجهتها منذ الدخول في مجال الهندسة، قالت فرحات "أتذكر عندما كنت في الثانوية العامة وسألني والدي عن المجال الذي أرغب في دراسته، فقلت الهندسة، فكان الجواب بالرفض مبررا ذلك بأن هذا المجال حصري للرجال، وهذا التحدي كان السبب الرئيسي في إصراري على دراسة الهندسة والعمل فيها وإثبات ذاتي كامرأة، وأن المرأة يمكن أن تدخل أي مجال وتعمل فيه وتحقق النجاح.

وبالحديث عن التخصص الذي انتسبت له في هذا المجال وهو تخصص التآكل، قالت فرحات إن تخصص التآكل من التخصصات المفيدة للغاية؛ فهو يبحث في ضمان استمرارية المباني وعدم تآكلها فضلا عن دراسة أسباب الانهيارات وبهذه الطريقة تشعر كأن المهندس تحول إلى محقق، ليس مع أفراد، ولكن مع مواد يبحث بينها عن المسؤول عن الكارثة.

واتفقت المهندسة القطرية الرباب يوسف بوحليقة مع حنان فرحات على ضرورة إلقاء الضوء على النجاحات التي حققتها المهندسات في مجال الهندسة، مشددة على أن اهتمام المهندسات خلال الفترة الماضية كان منصب على إكمال مشاريعهن القائمة والحفاظ عليها من التعطل رغم ظروف كورونا.

فعاليات قادمة

وأضافت بوحليقة -في حديث للجزيرة نت- أن جمعية المهندسات القطرية لديها الكثير من الفعاليات القادمة التي تهدف إلى تمكين المرأة في مجال الهندسة والتوعية بدور المهندسات في تنمية اقتصاد البلاد.

واعتبرت أن مجال الهندسة مفتوح للجميع رجال ونساء، داعية الطالبات للنظر إلى هذا التخصص الشيق خاصة في دولة قطر التي مكنت المرأة من دخول هذا المجال بما في ذلك مجال النفط والغاز.

وتأسست جمعية المهندسات القطرية العام الماضي بسبب ملاحظة قلة عدد النساء المشتغلات في المجالات الهندسية بقطر، بينما عدد الخريجات كبير للغاية، فقامت مجموعة من 100 مهندسة بتكوين هذه الجمعية بهدف تشجيع النساء على العمل في القطاع الهندسي للاستفادة من هذه القوى العاملة التي لم يتم تسخيرها بعد.

المصدر : الجزيرة