دانة النعيمي.. أول قطرية في لجنة فض المنازعات بالفيفا

الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" يختار القطرية دانة بنت محمد النعيمي لعضوية لجنة فض المنازعات.

اختيار قطرية لعضوية لجنة فض المنازعات التابعة للفيفا (الجزيرة)

الدوحة ـ نظرا لدورها البارز في صياغة القوانين والتشريعات التمكينية لمونديال قطر 2022، اختيرت القطرية دانة محمد النعيمي لعضوية لجنة فض المنازعات التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).

واللجنة هي إحدى الهيئات القضائية الثلاث في الفيفا، وتمتلك سلطة التحكيم والفصل والتعامل مع النزاعات، التي تتعلق بالنوادي واللاعبين بما في ذلك المنازعات المتعلقة بعقود المهنيين في كرة القدم ومكافئات وتعويضات التدريب وآليات التضامن.

ترى دانة النعيمي -التي تشغل منصب المستشار العام والمدير التنفيذي للشؤون القانونية في اللجنة العليا للمشاريع والإرث- أن هذه النقلة المهمة في حياتها العملية جاءت بعد مسيرة طويلة من التطور والعمل في المجال القانوني، وتتويجا لجهودها في الإشراف وضمان تقديم احتياجات الدعم القانوني لكافة المشاريع الخاصة بالفعاليات الرياضية الكبرى، بما في ذلك البنية التحتية والأنشطة المتعلقة بجاهزية مونديال 2022.

وأعربت -في حوار خاص مع الجزيرة نت- عن سعادتها وفخرها لكونها أول قطرية تُختار ضمن أعضاء لجنة فض المنازعات في الفيفا، الاتحاد الرياضي الأبرز على الساحة العالمية، الذي يلقى قبولا واهتماما كبيرين من كافة الاتحادات ومختلف المؤسسات الرياضية.

دانة النعيمي قادت الوظائف القانونية للعديد من البطولات التي نظمتها قطر (الجزيرة)

وعلى مدار 3 سنوات عملت فيها في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، قادت بنجاح كبير الوظائف القانونية للعديد من البطولات التي أقيمت في دولة قطر، خاصة بطولتي كأس العالم للأندية عامي 2019 و2020، وكذلك بطولة الخليج "خليجي 24" عام 2019، وكأس السوبر الأفريقي عامي 2019 و2020، ونهائي كأس الأمير 2020.

خبرات كبيرة

وفي ظل تمتعها بخبرات كبيرة في مجال التشريعات والقانون والشؤون المؤسسية والرياضة والإعلام، تتطلع دانة النعيمي بشغف كبير إلى تمثيل دولة قطر على أكمل وجه في الساحة الرياضية الدولية، لتكون واحدة من أبرز الكوادر القانونية في لجنة فض المنازعات في الفيفا.

ومن بين عشرات المرشحين من مختلف بلدان العالم، جاء اختيارها لعضوية لجنة فض المنازعات في الاتحاد الدولي، بعد ترشيح من الاتحاد القطري لكرة القدم، لتتولى بذلك مقعدا في إحدى الهيئات القضائية الثلاث في الفيفا بدءا من الشهر الجاري ولمدة 4 سنوات مقبلة.

وسيكون تقلد دانة النعيمي لهذه المكانة المرموقة في الاتحاد الدولي، بمنزلة شهادة نجاح للخطط القطرية الرامية إلى تخريج كوادر رياضية على أعلى المستويات في مختلف الاختصاصات، وإضافة حقيقية للمناصب الرياضية التي تتبوأها الكوادر القطرية في مختلف المنظمات والاتحادات العربية والقارية والدولية.

دانة النعيمي تؤكد قدرة المرأة القطرية على النجاح في مختلف المجالات (الجزيرة)

ونوهت دانة النعيمي بما حظيت به من مساندة ودعم كبيرين من الاتحاد القطري لكرة القدم، الذي رشحها لتتبوأ هذا المنصب الدولي، وتمنت في الوقت نفسه أن تكون على قدر الثقة التي حصلت عليها من اتحاد بلدها ومن الاتحاد الدولي.

وبصفتها عضوة فاعلة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث -الجهة المكلفة بتسليم مواقع المونديال وتخطيط البلد المضيف وعملياته الخاصة ببطولة كأس العالم قطر 2022- ترى النعيمي أن اختيار كفاءة قطرية شابة لتولي هذا الدور من أهم جوانب الإرث الذي سيتركه مونديال قطر للأجيال القادمة عبر الاعتماد على الكوادر القطرية الشابة في تنظيم الأحداث الرياضية.

النعيمي عضوة فاعلة باللجنة العليا للمشاريع والإرث وهي الجهة المنوط بها تنظيم مونديال 2022 (الجزيرة)

كوادر شابة

وأضافت أن تأهيل الشباب أحد أهم أهداف التنمية الاجتماعية ضمن رؤية قطر 2030، التي أتت ثمارها مبكرا بالاعتماد على الكوادر الشابة القطرية والكفاءات الإدارية المميزة في كافة المجالات، وكذلك في العديد من الأحداث المختلفة التي شهدتها دولة قطر خلال العقود الأخيرة.

واعتبرت النعيمي أن المرأة القطرية حققت نجاحات كثيرة وإنجازات متعددة في مختلف المجالات على الصعيدين المحلي والدولي، كما تمكنت من الظهور بشكل بارز في كل المواقع سواء كانت موظفة أو قيادية أو مسؤولة لتقدم إضافة نوعية لكل المهمات المنوطة بها.

وأكدت النعيمي أن قطر وفرت الدعم والمناخ المناسبين على كافة الأصعدة في ما يتعلق بالتعليم والصحة والرعاية والاهتمام، وهو ما سمح للمرأة القطرية بأن تتبوأ مراكز ومناصب حساسة في حكومة بلادها، فضلا عن ريادتها في مجالات وتخصصات مختلفة سواء داخل دولة قطر أو خارجها.

وحسب الإحصائيات، تتصدر قطر دول المنطقة في مؤشرات المساواة بين الجنسين، بما فيها أعلى معدل لمشاركة المرأة في القوة العاملة، والمساواة في الأجور في القطاع الحكومي، إضافة إلى أعلى نسبة لالتحاق الإناث بالجامعات.

وترى النعيمي أن انضمامها إلى لجنة المشاريع والإرث كان من أجل المساهمة في خدمة بلادها التي تستعد لاستضافة أبرز حدث كروي يقام في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، فضلا عن تحقيق ذاتها رياضيا بعدما أجبرتها الحياة العملية على عدم احتراف رياضتها المفضلة -ركوب الخيل- والاكتفاء بممارستها فقط بين الحين والآخر.

المصدر : الجزيرة