مهندسة مصرية تبتكر ملابس خاصة لما بعد العمليات الجراحية

ابتكرت شيماء النجار ملابس تساعد المريض على الحركة وتجنبه الحرج بعد العمليات الجراحية (بيكسلز)

من اللحظات الصعبة التي تمر على الجميع في أعقاب العمليات الجراحية لحظة احتياجهم لآخرين للاعتماد عليهم في حياتهم اليومية بعد الجراحة، خاصة في ارتداء الملابس.

شعور مؤلم للغاية، ولحظة لم تكن سهلة على كل من مر بها، خاصة إذا كان الأمر لا يتعلق بأيام قليلة، بل ربما يمتد لأسابيع وشهور. كانت تلك هي نفس اللحظات التي مر بها زوج شيماء النجار، المهندسة المعمارية، التي وجدت حلا يخلص زوجها من العبء النفسي، ويساعد الآخرين على تجاوز تلك المشكلة.

الفكرة التي ابتكرتها شيماء، لتخلص الخاضعين للعمليات الجراحية من آلام اللجوء للمساعدة في أعقاب جراحاتهم الطبية، كان أساسها محنة، فقد ولدت المهندسة الأربعينية لعائلة تمتلك مصنعا للملابس، وكان ابتكار الأزياء هواية أفراد عائلتها. لذا حين مرت مع زوجها بمعاناة ارتدائه ملابسه منفردا في أعقاب عملية جراحية أجراها بذراعه، استرجعت فكرة قميص ذي مقاس كبير، كانت قد صممته والدتها منذ 40 عاما، ثم وسعت شيماء الفكرة، حتى تشمل ملابس مخصصة لأغلب أنواع الجراحات.

تقول المهندسة المبتكرة، عبر صفحتها الخاصة على فيسبوك، إن من أكثر المشاكل التي تواجه المرضى بعد العمليات الجراحية اعتمادهم على أنفسهم في أكثر الأمور خصوصية، وهي ارتداء الملابس أو نزعها.

 

من هنا جاءتها الفكرة: توظيف أنواع من الأقمشة الخاصة في تصميمات تسمح بارتدائها دون معاناة، لا سيما لمرضى الكسور في الذراعين، أو العمليات الجراحية في الجزء الأعلى من الجسد.

استعانت شيماء في مبادرتها بأطباء متخصصين، شرحوا لها نوعية الأقمشة المفضلة شتاء وصيفا، ونوع الخياطات أو الأزرار التي تستخدم في حياكة القطع كبديل عن الخياطة التقليدية، بالإضافة لرسم خريطة للجسد وأنواع العمليات الجراحية التي يمكن التعامل معها بما يناسب المريض وحالته.

كان الهدف الأساسي لشيماء في تنفيذ تصميماتها هو مرونة التعامل مع تلك الملابس، وكذلك سهولة متابعة الأطباء للحالة الصحية أو العملية الجراحية دون تعرض المريض للإيذاء النفسي أو البدني.

كما حرصت المهندسة الشابة على تصميم قطع خاصة تتضمن جيوبا مخصصة للدعامات التي تعلق للمرضى، وللدرنقة (التصريف الجراحي عن طريق أنبوب).

لم تكن فكرة المشروع ربحية، بقدر ما كانت خدمية، إذ تقول المهندسة -عبر صفحتها على فيسبوك- في تعليقاتها حول أسعار الملابس "تعاملت مع الأمر من منطلق إنساني في المقام الأول، وأعرف أن تكلفة الجراحات مرتفعة الثمن، لذا لا أثقل على كاهل المرضى، خاصة أن المريض سيضطر لشراء أكثر من قطعة للتبديل".

تقول شيماء إن من أهدافها العمل على تصميم قطع نسائية من الملابس المخصصة لما بعد جراحات الثدي، تصلح لعمليات الكشف، بالإضافة لقطع تناسب الارتداء بالمنزل وليس فقط ملابس مخصصة للخروج، خاصة أن النساء هن الأكثر طلبا للقطع المنزلية.

المصدر : الجزيرة