في حب النبي.. 5 شابات أعدن المرأة للإنشاد الديني

المنشدات الشابات (من اليمين) إيمان أبو العلا وآية الطبلاوي وشيماء النوبي (مواقع التواصل)

ارتبط "الإنشاد الديني" في الأذهان بأصوات الرجال، الذين أبدعوا في هذا المجال، خاصة في مصر التي تعد من أكبر مدارس الإنشاد الديني في العالم، ومن الدول التي تمتلك تاريخا كبيرا يضم العديد من العلامات، بداية من الشيخ علي محمود مؤسس الإنشاد الحديث، والشيخ طه الفشني الذي كان الملك فاروق يداوم على حضور حلقات الذكر الخاصة به، مرورا بالشيوخ الفيومي ونصر الدين طوبار والنقشبندي والهلباوي، وغيرهم من الأسماء التي برعت في هذا اللون من الإنشاد.

أما التجارب النسائية فجاءت على استحياء، لسيطرة الرجال على هذا اللون من الإبداع؛ ففي بدايات أم كلثوم ظلت في سنوات صباها تنشد في حفلات قريتها ابتهالات دينية، ومن النماذج التي حققت نجاحًا أيضا "خضرة محمد خضر" التي تخصصت في غناء التراث الشعبي إلى جانب مديح النبي صلى الله عليه وسلم، ونبيلة عطوة وياسمين الخيام، وبعض التجارب التي تظل حالة منفردة في هذا المجال، ولكن في السنوات الأخيرة ظهرت أسماء نسائية عديدة منافسة، استطعن كسر احتكار الرجال للإنشاد الديني.

5 منشدات نجحن في المنافسة

قوة الصوت وجودة الإلقاء والتنوع في المقامات ما يميز العديد من الأصوات النسائية الشابة في الجيل الحالي، لأكثر من منشدة ظهرت في السنوات الأخيرة، وتمكّن من تحقيق خطوات قوية في مجال الإنشاد الديني ومدح الرسول، وكسرن السيطرة الرجالية للمهنة، ونافسن في الإنشاد "منفردين" في حفلات بأسمائهن.

شيماء النوبي أول مبتهلة

وتعد شيماء عبد المنعم النوبي -أو كما يطلق عليها "مداحة النبي"- من أولى المبتهلات والمنشدات الشابات في مصر في الوقت الحالي، حيث لازمتها هذه الموهبة منذ الطفولة، إذ كانت تقلد المقرئين والمبتهلين في الإذاعة المدرسية، كما كانت تغني أيضا مقدمة (تتر) مسلسل "لا إله إلا الله" في المدرسة، وتأثرت المنشدة -التي تعود أصولها لصعيد مصر، وبالتحديد مدينة الأقصر- بمدارس إنشاد مختلفة، مثل نصر الدين طوبار ومصطفى إسماعيل والنقشبندي، وكانت أسرتها داعمة لتجربتها، فلم يعترض أحد على اختيارها هذا الطريق، رغم صعوبته، خاصة أنها امرأة ومن صعيد مصر أيضا.

وقبل أن تحترف الإنشاد درست المقامات الموسيقية وعلم النغم، وتتلمذت على يد المنشد الديني البارز زين محمود، ومن هنا كانت خطوة البداية، وبالتحديد عام 2014، حيث أدت ترنيمة الحلاج، فقرر أن يتبنى صوتها، وبالفعل تدربت على مربعات ابن عروس والسيرة الهلالية، لتقرر التخصص في الإنشاد الديني ومديح النبي.

تعد شيماء النوبي من الناجحات في هذا المجال، حيث تقدم العديد من الحفلات مع ورشة الابتهال، لكن كأداء "صولو" (منفرد) في مسارح مختلفة، منها بيت السحيمي، كما تقوم بالتدريب على الإنشاد بعد أن شاركت في جمعية جمع التراث الفني، وهى تميل أكثر لتقديم الابتهالات في حفلاتها وهو ما جعلها تعرف بأول مبتهلة في مصر.

حفيدة الطبلاوي

في عمر السابعة بدأت آية الطبلاوي مشوارها مع الإنشاد الديني، بتشجيع من جدها الشيخ محمد محمود الطبلاوي ووالديها، بعد أن سمعوا صوتها وهى تردد الابتهالات الدينية التي كانت تذاع في إذاعة القرآن الكريم، وتدربت آية على الإنشاد منذ صغرها بنصائح ودعم من جدها الشيخ الطبلاوي، الذي دربها على الاستماع الصحيح، وسماع الكثير من الإنشاد والابتهالات الدينية.

وقررت آية التخصص، وتخرجت في مدرسة الإنشاد الديني التابعة للنقابة العامة للإنشاد، وكانت من أوائل دفعتها، كما حرصت أيضا على دراسة المقامات الموسيقية والابتهالات على يد الشيخين محمود ياسين التهامي وعلي الهلباوي.

إيمان أبو العلا

حولت رؤية مسار إيمان أبو العلا من عالم الغناء الذي بدأته حتى مرحلة الجامعة، قبل أن تقرر التخصص في الإنشاد الديني؛ فجمال صوتها لفت الأنظار إليها منذ طفولتها حين كانت تغني في المناسبات الدينية في قريتها "الخيس" في محافظة الشرقية.

واتجهت حين كبرت للغناء الذي احترفته 3 سنوات بدعم من الموسيقار محمود مطر، الذي ساعدها في هذه المرحلة، وكان يطلق عليها "نجاة الصغيرة"، قبل أن تعتزل الغناء وتقرر التركيز على الإنشاد الديني، بعد أن حلمت برؤية تطالبها بالتوقف عن الغناء، وأن تقوم بالإنشاد فقط، ووجدت دعما من المحيطين، ورشحها الشيخ الطاروطي للدراسة في معهده، وقدمت أول أنشودة لها في حب رسول الله "سيدنا النبي روحي".

إيمان الصوالحي.. مداحة النبي

وظفت إيمان الصوالحي لغة الأصالة التراثية في الشعر التي تجيدها منذ نعومة أظافرها في إلقاء الأناشيد الدينية التي تخصصت بها لاحقا. وإيمان ابنة محافظة الدقهلية، وحرصت على أن تكلل موهبتها بالدراسة سواء في معهد الموسيقى العربية بعد تخرجها من كلية الدراسات الإسلامية، أو التدريب على المقامات الصوتية والطبقات من خلال التلاوة والابتهالات من خلال الاستماع لكبار المنشدين، خاصة الشيخ نصر الدين طوبار.

ورغم صعوبة تنقلها لإحياء الحفلات في القاهرة، فإن إيمان لم تجد مشكلة في إقناع أسرتها بعد أن تحول الأمر من موهبة إلى احتراف.

وتشارك الصوالحي في حفلات برعاية الأزهر الشريف، ويحضرها إلى جانب المصريين جمهور من المغرب والسعودية وماليزيا يعشقون المدح، وهو من الأسباب التي جعلتها تتخصص لكي تصبح مداحة النبي.

نبوية حسان

تميزت نبوية حسان عن غيرها من المنشدات بقدرتها على تقديم القصائد، رغم أنها لم تكمل دراستها، حيث حصلت فقط على الشهادة الابتدائية، لكنها عوضت ذلك بالقراءة، لا سيما الشعر، فقرأت دواوين عمر بن الفارض وعبد الغني النابلسي ومحمد الكتاني، وأثر أيضا على تجربتها نشأتها بين الصوفيين في مركز المنزلة بمحافظة الدقهلية، وكانت تحرص على حضور الحفلات ومناسبات أهل البيت وهي لا تزال صغيرة.

المصدر : الجزيرة