لا تتعجلي الفطام.. 6 فوائد للأم والطفل من إطالة فترة الرضاعة لأكثر من عام

الرضاعة الطبيعية تحمي الطفل من الإسهال وداء كرون والتهاب القولون التقرحي والتهاب الأذن الوسطى وعدوى المسالك التنفسية، وكذلك زيادة الوزن والحساسية والربو والتهاب الجلد العصبي. (النشر مجاني لعملاء وكالة الأنباء الألمانية “dpa”. لا يجوز استخدام الصورة إلا مع النص المذكور وبشرط الإشارة إلى مصدرها.) عدسة: dpa صور: Paul Zinken/dpa
يفرز حليب الأم هرمون الميلاتونين الذي يلعب دور المهدئ ويقلل حالات المغص (الألمانية)

تختلف مدة الرضاعة الطبيعية بين أم وأخرى وفقا لعدة عوامل، لكن عددا من الدراسات أثبت أن استمرار الرضاعة لفترة زمنية أطول هو أفضل صحيا للأطفال والأمهات.

وفي تقرير نشره موقع "خنيال" (Genial) الإسباني، قالت الكاتبة مارات نوغومانوف إن إطالة مدة الرضاعة الطبيعية لها فوائد صحية كثيرة على الطفل، إذ تعزز نمو مناعته، كما أن الأم بدورها يمكن أن تستفيد من الإرضاع لمدة أطول.

وتوصي منظمة الصحة العالمية الأمهات بإرضاع أطفالهن حتى 6 أشهر دون أي أطعمة أخرى، ثم الاستمرار في الرضاعة عامين إضافيين مع إدخال عناصر غذائية جديدة. ومن فوائد ذلك:

1. جهاز مناعة أقوى

إن استمرار الرضاعة الطبيعية مدة كافية يقوّي الجهاز المناعي للطفل، وذلك لأن حليب الأم غني بكريات الدم البيضاء، كما أنه يؤمن للطفل ما يحتاجه من المضادات الطبيعية لمقاومة الفيروسات والالتهابات.

وتضيف الكاتبة أن جودة حليب الأم تتحسن بمرور الوقت، لذلك يتمتع الطفل بالمزيد من الفوائد والمزايا كلما استمرت الأم في إرضاعه مدة أطول، ويستمر التأثير الإيجابي حتى بعد انقطاع الأم عن الرضاعة الطبيعية.

وقد أثبتت دراسات علمية أن الرضاعة الطبيعية لمدة 12 شهرا أو أكثر، تعطي نتائج أفضل بكثير على صحة الطفل، وتقلل بنسبة كبيرة خطر الإصابة بأمراض معينة.

2. وظائف المخ وسلوكه

وأوضحت الكاتبة أن الرضاعة الطبيعية تساهم في تطور الميكروبيوم (Microbiome) لدى الطفل (وهي كائنات حية دقيقة تعيش داخل الجسم) من خلال توفير العناصر الغذائية الضرورية، وهو ما يؤثر إيجابيا على وظائف الدماغ وتطوير السلوكيات المعقدة.

وقد ربط العديد من الدراسات بين الرضاعة الطبيعية وزيادة نسبة الذكاء، إذ يحتوي حليب الأم على عناصر غذائية -مثل حمض الدوكوساهكساينويك- تؤثر بصورة إيجابية على نمو دماغ الطفل.

دماغ الأم و الرضيع "على موجة واحدة" أثناء اللعب.. كيف يقرأ طفلك أفكارك؟
الرضاعة الطبيعية تعزز الترابط بين الأم وطفلها (مواقع التواصل)

3. نمو الطفل

ويتأثر الميكروبيوم بالرضاعة الطبيعية، وهو عامل مهم في نمو الطفل وتعزيز مناعته.

ويوفر حليب الأم البكتيريا المفيدة للجهاز الهضمي، كما يحتوي على مجموعة كبيرة ومتنوعة من البكتيريا النافعة، لذلك كلما طالت مدة الرضاعة الطبيعية، أدى ذلك إلى نمو الطفل بشكل أفضل.

4. نوم أفضل

تساهم الرضاعة الطبيعية في تحسين نوم الأطفال، إذ يفرز حليب الأم هرمون الميلاتونين الذي يلعب دور المهدئ ويقلل حالات المغص، وهو ما يساعد الطفل على التمتع بنوم مريح.

5. التغذية المتوازنة

تتغير تركيبة حليب الأم كلما طالت فترة الرضاعة، ويساعد ذلك في توفير التغذية المناسبة للطفل في مراحل مختلفة.

فقد أظهرت دراسة أنه بعد مرور عام واحد من الرضاعة الطبيعية، يصبح حليب الأم غنيا بالدهون والطاقة، مما يلبي احتياجات الطفل ويوفر له النظام الغذائي المناسب في ذلك السن.

6. تعزيز الترابط بين الأم والطفل

كما أن النساء اللواتي يرضعن لفترة أطول يشعرن أكثر من غيرهن بمعاني الأمومة، وينعكس هذا على حياة أطفالهن حتى في وقت لاحق، ويمكن أن تساعد هذه الرابطة القوية الأمهات على قراءة إشارات أطفالهن، وأن يكنّ أكثر مرونة في سلوكهن.

فوائد إطالة مدة الرضاعة للأم

وأشارت الكاتبة إلى أن الرضاعة الطبيعية لمدة أطول يمكن أن يكون لها آثار إيجابية على الأمهات أيضا، لا على الأطفال فقط، إذ تستطيع الأم أن تنقص وزنها في حال استمرت الرضاعة الطبيعية لمدة 6 أشهر على الأقل، كما أظهرت دراسة أن الأمهات اللاتي يرضعن أطفالهن أكثر من 12 شهرا، تقل لديهن مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وبالإضافة إلى ذلك، تعمل الرضاعة المطولة على تعزيز قوة عظام المرأة على المدى الطويل، كما ربطت بعض البحوث الرضاعة الطبيعية لأكثر من 12 شهرا بانخفاض خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي.

كذلك، ترتبط مدة الرضاعة الطويلة بانخفاض خطر الإصابة بسرطان المبيض، وانخفاض معدل الإصابة بمرض السكري من النوع 2.

المصدر : الصحافة الإسبانية